بازگشت

الايمان بالله يساوي النخلي عن الأنفس و الأموال


و لابد أن نقف وقفة اخري عند كلمة: (ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم...) فان الآية الكريمة تقرر قضية هذا البيع و الشراء بصيغة الماضي، و ليس بصيغة المضارع (ان الله اشتري من المؤمنين...) من كل المؤمنين دون تخصيص.

انها لآية عجيبة حقا تهز الانسان من الأعماق و تشعر الانسان بعمق معني


الايمان و بثقل الايمان الكبير، فكل ايمان بيعة مع الله، و كل من آمن فقد باع نفسه لله و تخلي عن نفسه و ماله له تعالي من دون تردد، ان القضية أعمق من الاستعداد للتخلي، انه هو التخلي الفعلي عن النفس. و المال لله، و هذا هو معني (البيع) و (الشراء) و ليس الاستعداد للتنازل عن الأنفس و الأموال، و انما التخلي الفعلي عن كل شي ء يملكه لله تعالي من دون تردد، و لا تراجع، و لا نظرة الي الوراء، فقد تم البيع و تمت الصفقة و حسم الأمر، فلا اقالة و لا رجعة.

و هكذا كان يفهم المسلمون الأوائل هذه الآية الكريمة عندما كبروا لما تلا رسول الله صلي الله عليه وآله هذه الآية عليهم، و قال قائلهم:«بيع ربيح لا نقيل و لا نستقيل».