بازگشت

المواجهة المصيرية بين الاسلام و الجاهلية


هذا هو التصور الواقعي لمسيرة الدعوة و المواجهة الجاهلية لها، و لا تنتهي هذه المواجهة و التحدي الجاهلي الا عند التصفية الكاملة لحركة الدعوة و المصادرة الكاملة لارادة الانسان، و السيطرة الكاملة علي كل مساحات الدعوة، و الانهاء الكامل لكل مراكز و مواقع الدعوة الي الله، و كل مراكز و مواقع الاستجابة لدعوة الله تعالي و الي هذه الحقيقة في تركيب و بنية الجاهلية يشير القرآن الكريم: (... و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا...) [1] ، لا تتوقف الجاهلية الا عند تصفية هذه


المراكز جميعا: البيع، و الصلوات، و المساجد، و كل موقع و مركز يذكر فيه اسم الله و يدعي فيه الي الله تعالي.

و لا سبيل الي ايقاف الجاهلية و صدها عن العدوان و عن الفتنة في طريق الدعوة الا بالقتال و الجهاد و استئصال الكفر و الجاهلية (و قاتلوهم حتي لا تكون فتنة و يكون الدين لله...) [2] .

فالقتال اذن ضرورة من ضرورات الدعوة، و لا يمكن أن تنطلق مسيرة الدعوة علي وجه الأرض من دون قتال و دم، و لا يمكن أن تؤدي الدعوة رسالتها علي وجه الأرض، دون أن تعد الاعداد الكامل لهذه الحرب المصيرية و الحضارية، و دون أن توطن نفسها لهذه المواجهة العنيفة التي لا ترحم صغيرا و لا كبيرا؛ و التفكير في المصالحة و الهدنة و التفاهم مع الجاهلية تفكير ساذج، و غير واقعي و غير مبدئي في نفس الوقت. فليس لنا مع الجاهلية، و الطاغوت غير خيار واحد، و قرار واحد، و هو الاستمرار في القتال (ضمن مراحل العمل و الحركة) حتي يتم القضاء الكامل علي الجاهلية و بها يتم القضاء الكامل علي الفتنة علي وجه الأرض: (و قاتلوهم حتي لا تكون فتنة و يكون الدين لله...).


پاورقي

[1] الحج / 40.

[2] البقرة / 193.