بازگشت

البيعة التجرد الكامل عن الأنفس و الأموال


ان حقيقة البيعة التخلي الكامل عن الأنفس و الأموال و الالتزام الكامل بالتسليم و الطاعة في مقابل الثمن الكبير و هو الجنة؛ فان حقيقة الطاعة هي (الولاء) و التسليم لله، و لا يتم الولاء لله و التسليم لأمر الله و رسوله و الانقياد و الطاعة لهما الا عندما يتخلي الانسان المسلم عن كل شي ء يتعلق به من الأنفس و الأموال، و يتجرد من ملكية كل شي ء وضعه الله تحت تصرفه و ملكه، و لا يري لنفسه حقا في شي ء منه و يري أن الله و رسوله أولي بهما منه، و هي عنده وديعة الي حين يسترجعها الله تعالي منه و هذا هو جوهر البيعة؛ و عجيب أمر هذه الوديعة الالهية، و عجيب كرم الله تعالي و فضله و رحمته بعباده.

فما بأيدينا من الأنفس و الأموال لله تعالي و ليس لنا منه شي ء، أودعها عندنا و هو أولي بها، و هو خالقها و مالكها، ثم يشتريها من عباده بعد ذلك، ويعدهم بالجنة ثمنا لها، ثم يودعها لدينا الي حين الدعوة و الطلب.

ثم اذا شاء بعد ذلك أن يسترجع وديعته قال عز من قائل: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له...) [1] سبحانك ما أكرمك، و أكرم عطاياك! و ما أجملك و أجل أسماءك و صفاتك الحسني! و ما أبخلنا و ألأمنا فنحن عبادك الذين نضن بأنفسنا و أموالنا عنك! فتول اللهم لؤمنا بكرمك و شحنا برحمتك.



پاورقي

[1] البقرة / 245.