بازگشت

التوجيه ب(التثقيف) و القدوة


لابد في هذه المسيرة الربانية علي وجه الأرض، و في حياة الناس من (قدوات) للاقتداء و التأسي كما لابد من معلمين و موجهين للتعليم و التوجيه و التثقيف، و لا يغني أحدهما عن الآخر.

فان التحرك علي طريق ذات الشوكة يكلف الانسان الكثير، و يتطلب منه العناء و العطاء، و التضحية و الصدق، و لا يتيسر للانسان أن يتجرد لهذه المسيرة الالهية بسهولة و يسر. و لابد من توجيه و اعداد و تربية، و تثقيف مركز للدعاة الي الله تعالي و للمؤمنين عامة، ليتمكنوا من مواصلة السير و الاستمرار علي الطريق، و لئلا يتيهوا في متاهات الطريق، و يخضعوا لاغراءات الشيطان و مزالق النفس... و هذا الاعداد و التوجيه يتم علي شكلين هما:

1- (الالقاء) و التثقيف.

2- (القدوة).

و لا تقل قيمه التوجيه و الاعداد ب (القدوة) عن قيمة التوجيه و الاعداد ب (التثقيف).

و القرآن الكريم يشير الي كل من هذين النحوين من التوجيه. يقول تعالي:

(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم


الكتاب و الحكمة...) [1] .

لقد كان رسول الله صلي الله عليه وآله يتلو علي الناس آيات الله و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة. و هذا يدخل في حقل التعليم و التثقيف، و هو الشطر الأول. من شطري عملية الاعداد، و الشطر الآخر هو التربية ب(القدوة الصالحة)، علي طريق ذات الشوكة (و لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)

ان دور (التثقيف) في اعداد الناس هو دور التوجيه و (الدلالة)؛ بينما دور القدوة هو دور القيادة الي الله تعالي. المعلم المربي يدلك الي الله تعالي دلالة، بينما (القدوة الصالحة) يأخذك معه الي الله.

و ان الانسان ليعطي للمعلم سمعه و عقله ولكنه عندما يجد قدوة صالحة يعطيه سمعه و عقله و قلبه جميعا، و يمكنه من عقله و قلبه ليقوده الي الله تعالي.


پاورقي

[1] الجمعة / 2.