بازگشت

وقفة عند اشتقاق كلمة الشهيد


و أصل الاشتقاق في هذه الكلمة: (الشهود)، و (الشهادة) و هما بمعني الحضور؛ يقال: شهد المعركة: أي حضرها. و في المصطلح الشرعي الشهادة تستمعل في معنيين:

1- تحمل (الشهادة) بمعني الحضور و الرؤية؛ فان الشخص الذي يحضر


وقعة ويراها عن قرب، رؤية حسية واضحة يتحمل مسؤولية هذا الحضور و الرؤية، فاذا حضر جريمة و شهدها، تحمل مسؤولية هذه الرؤية و الشهادة، و كأنما تحمله هذه الشهادة مسؤولية شرعية يجب عليه أن يبري ء ذمته منها.

2- أداء الشهادة: و هذا المعني شائع أيضا في استعمالات الشهادة، فاذا بلغ الشهاد ما شهده أدي ماتحمله من مسؤولية الشهادة، و لا يتحلل الشاهد من مسؤولية الشهادة حتي يؤديها و يبلغها.

و الشهادة بهذا المعني هي معيار و ملاك الحكم للقاضي اذا كان الشاهد عدلا. ففي كل واقعة يختلف فيها الأطراف قد يجنح فيها بعض الأطراف أو كل الأطراف عن الحق، فيأخذ القاضي بشهادة الشاهد، فان أمانة الأداء تتطلب منه أن يؤدي ما رآه بالحس من الواقعة، و يعتبر القاضي هذه الشهادة ملاكا للقضاء و يحكم بموجبها، اذا تمت الشهادة بالموازين الشرعية، فيكون الشاهد بهذا المعني ملاكا للحكم و دليلا عليه.