بازگشت

نقلة الحر من محور الطاغوت الي محور الله


فقد كان الحر بن يزيد الرياحي رحمه الله قائدا في جيش عمر بن سعد و كان يقع تماما في الجهة المقابلة للحسين عليه السلام، فأنتقل في أحرج اللحظات بحركة سريعة و خاطفة الي جبهة الحسين عليه السلام يقول أصحاب السير: أن الحر أقبل علي عمر بن سعد و قال له: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط فيه الرؤوس و تطيح الأيدي. قال: ما لكم فيما عرضه عليكم من الخصال؟

فقال عمر بن سعد: لو كان الأمر الي لقبلت، و لكن أميرك (ابن زياد) أبي ذلك


فتركه و وقف مع الناس، و كان الي جنبه قرة بن قيس فقال لقرة: هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا.

قال: فهل تريد أن تسقيه؟ فظن قرة انه يريد الاعتزال، و يكره أن يشاهده، فتركه. فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلا، فقال له المهاجر بن اوس: أتريد أن تحمل؟ فسكت و أخذته الرعدة، فارتاب المهاجر من هذا الحال، و قال له: لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك؟

فقال الحر: اني أخير نفسي بين الجنة و النار، والله لا أختار علي الجنة شيئا و لو احرقت، ثم ضرب جواده نحو الحسين عليه السلام، منكسا برأسه حياء من الحسين حيث جعجع بهم في هذا المكان. [1] .

هكذا، في لحظات قصيرة، و سريعة، و بحركة خفيفة، ينتقل الحر من محور الي محور، و من موقع الي موقع معاكس للأول تماما، و يهاجر من امارة جيش عمر بن سعد الي جند الحسين، و من الأنا الي الله تعالي، و تلك هجرتان تتمان في اللحظات الأخيرة من حياته في لحظة قصيرة و سريعة.


پاورقي

[1] مقتل المقرم / 266 - 265.