بازگشت

ضريبة الحركة الي الله


و بعد: فهذه النبذة اجمال شديد الاختصار لمسيرة الانسان الكادحة من محور


(الأنا) الي محور (الله) و التي يقول عنها القرآن الكريم: (... انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه)، و هذه الرحلة يقطعها الانسان في عناء و مشقة بالغة: (لا اقسم بهذا البلد و أنت حل بهذا البلد و والد و ما ولد لقد خلقنا الانسان في كبد) [1] ، فقد خلق الله تعالي الانسان لهذه المسيرة الكادحة في وسط من العناء و الجهد و المشقة و الكبد، و لن ينال الانسان حظه من الكمال الذي أعده الله تعالي له الا في هذه الرحلة المحفوفة بالابتلاء و العناء و الآلام و الكدح.

و ليست هذه السنة الالهية في الابتلاء خاصة بهذه الامة دون سائر الأمم، و انما هي سنة لله تعالي عامة، شملت من قبلنا من الامم، كما شملتنا، و أحاطت مسيرتهم بالعناء و الابتلاء، كما حفت مسيرتنا: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء...) [2] .


پاورقي

[1] البلد / 4 - 1.

[2] البقرة / 214.