بازگشت

و استعينوا بالصبر و الصلاة


و مع كل هذا الاعداد التشريعي و التربوي للانسان، فان مشقة الطريق، و عناء الرحلة، و المزالق الخطرة علي الطريق، و بعد الشقة، و طول المعاناة، و المراصد المبثوثة للشيطان علي امتداد الطريق، هنا و هناك، و وعورة السير فيما بين هذين المحورين يؤدي بالكثير من الناس الي التباطؤ، و الضعف عن مواصلة السير، و ايثار العافية و الراحة علي و عثاء الحركة و السير، و التراجع، و التساقط أثناء السير، و لذلك يأمرنا القرآن الكريم بالصبر و الصلاة في هذه المسيرة الكادحة دائما: (و استعينوا بالصبر و الصلاة و انها لكبيرة الا علي الخاشعين) [1] ، الصبر علي عناء الطريق، و وعثاء السفر، و مواجهة المتاعب.

و الصلاة و الدعاء، و الاستعانة بالله، و الاستمداد من حول الله و قوته في هذه المسيرة الصعبة و الطريق الطويل فاذا استسلم الانسان للضعف و العجز و حب العافية و الراحة فلن يتمكن من مواصلة السير، و اذا اطمأن الي حوله و قوته، دون حول الله و قوته، و وثق بقدرته علي الاستمرار في الطريق، دون أن يطلب العون و المدد في هذا الطريق من الله، فلا يكاد يتمكن من الاستمرار و المضي في هذه الرحلة الكادحة. فلابد اذن في هذه المرحلة من (الصبر) و من (الصلاة) معا حتي يتمكن الانسان من الاستمرار و المضي علي هذا الطريق الطويل.


پاورقي

[1] البقرة / 45.