بازگشت

المنهج الأخلاقي في حركة الانسان الي الله


و الي جنب هذا المنهج العملي هناك منهج تربوي و أخلاقي في الاسلام يعين الانسان في هذه المرحلة في الحركة من الأنا الي الله، و يسرع عملية الانفصال و الانتقال التي تحدثنا عنها.

و الفصل الأول من هذا المنهج يعين الانسان علي التغلب علي النفس و أهوائها و نزواتها، مثل (الايثار) و (الزهد) و (الجود) و (حسن الظن) الذي يكافح حالات (الحرص) و (الطمع) و (البخل) و (سوء الظن) في نفس الانسان و غير ذلك من الوسائل الأخلاقية التي تمكن الانسان من أهوائه و شهواته.

و الفصل الثاني يعين الانسان علي الارتباط بالله كالشكر، و التسليم لله، (و الرضا بأمر الله)، و الانس بالله، و الحب، و ما الي ذلك من أبواب و فصول الأخلاق التي تعين الانسان علي الارتباط بالمحور الالهي. و بهذه الطريقة المزدوجة (العملية - الأخلاقية) يسعي الاسلام لنقل الانسان من محور الأنا الي محور ولاية الله.

و لا يمكن أن يستغني الانسان بأحد من المنهجين (العملي أو الأخلاقي) عن الآخر فان طريق الانسان في الانتقال من الأنا الي الله طريق شاق عسير، و كادح: (يا أيها الانسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه) [1] ، و لا يتيسر للانسان أن يسلك هذا الطريق الكادح و المتعب الا بالتنفيذ الكامل لهذا المنهج الاسلامي المزدوج (المنهج العملي و الأخلاقي).



پاورقي

[1] الانشقاق / 6.