بازگشت

الحركة من الأنا الي الله


و خلاصة هذه الرحلة: الانطلاق من الشهوات و الأهواء(المحور الأول) الي الله (المحور الثاني) و الصعود من حضيض الذات و الشهوات الي قمة الحب و الارتباط بالله و الولاء له.

و هذه الحركة ذات شطرين:

شطر يتعلق بالانطلاق من (الأنا).

و الآخر يتعلق بالصعود و العروج الي الله.

و علي القاعدة العامة فان الانطلاق أصعب من الصعود و الحركة. و المعروف أن أكثر ما تحتاجه الصورايخ من الوقود و الطاقة في الانطلاق من الأرض و التحرر من نفوذ جاذبية الأرض.

و الانطلاق هنا من الذات، و ما تكتنف الذات من الشهوات. و في هذا الانطلاق يتحرر الانسان من الشهوات و الأهواء، و يخرج من دائرة نفوذ الشهوات و الأهواء و هذه الدائرة تطوق الانسان عادة، و تطبق عليه، و تحصره في نطاقها، بين الأضلاع الثلاثة لمثلث الابتلاء الذي تحدثنا عنه، فلا يستطيع الانسان أن ينفلت من قبضة سلطان هذا المثلث الرهيب، ولن يتحرر منه الا بمشقة بالغة.

فان الشهوات و الغرائز الكامنة في النفس تشد الانسان شدا وثيقا و محكما بالمال و البنين و الأزواج و المواقع و ما يشبه ذلك من زينة الحياة الدنيا، و لا يستطيع أن ينطلق الي لقاء الله و يدخل في دائرة ولاية الله قبل أن يتحرر من هذه


القيود التي تعيق تحركه و انطلاقه.

و لذلك فالشطر الأول من مهمة الانسان هو التحرر من هذه القيود و التعلقات، و الشطر الثاني هو الصعود و التحرك الي الله، و الدخول في دائرة ولاية الله و من دون أن يتحرر الانسان من المحور الأول لايستطيع أن يرتبط بالمحور الثاني من دون أن ينتزع نفسه من سلطان الأنا و الهوي، لا يستطيع أن يدخل في دائرة سلطان ولاية الله.