بازگشت

كيف يأخذ الانسان و يعطي بالله؟


و بالتأمل في هذا الحديث نجد أن الانسان عندما يتحول بشكل كامل الي محور الولاية الالهية يتحول الي أداة طيعة لتنفيذ مشيئة الله، في الأخذ و العطاء معا، فهو في الجانب الأول (الأخذ و التلقي) يسمع بالله و يبصر بالله. و في الجانب الثاني (العطاء و الارسال) ينطق بتسديد الله، و يبطش بحول الله و قوته. والله تعالي يختار الانسان في هذه الحالة ليكون أداة لتنفيذ مشيئته و ارادته علي وجه الأرض. يأخذ بالله و يعطي بالله ولله، فلا يكون للأنا، و الذات، و الهوي دور في عمله و حبه و بغضه و تحركه و كلامه، و موقفه و سكوته، و لا يكون للأنا و الهوي أي درجة من درجات السلطان و النفوذ و التأثير علي حياته، و سلوكه و فكره و رأيه.

و هذا هو معني الانسلاخ و الانتزاع الكامل من سلطان الأنا و الخضوع و الارتباط التام بولاية الله تعالي و هو معني الانفصال الكامل عن المحور الأول و الانتقال الكامل الي المحور الثاني.

و لهذا الانفصال و الانتقال من محور الي محور آيات و علامات في حيات الانسان يشير الي بعضها حديث الولاية القدسي السابق:«ان دعاني أجبته و ان سألني أعطيته».

هذه هي خلاصة شديدة الاختصار عن المحور الثاني في حركة الانسان.


و الآن نريد أن نتحدث عن حركة الانسان من نقطة البداية (محور الذات) الي نقطة النهاية و الغاية في حركته و نموه و تكامله (محور الولاية الالهية).