بازگشت

الغاية


و المحور الآخر في حياة الانسان هو (الله)؛ فعندما ينتقل الانسان الي هذا المحور يضع نفسه بشكل كامل تحت تصرف حكم الله و ارادته و سلطانه، و أمره، و نهيه، و ينقاد لسلطان الله انقيادا كاملا في كل أمر يرتبط بحياته، فيما يتعلق بجوارحه و أعضائه، و ما يتعلق بجوانحه و حبه، و بغضه، و يخرج بشكل كامل من


سلطان الهوي و الأنا، و ينتزع نفسه انتزاعا كاملا من سلطان هذا المحور، و يدخل في دائرة سلطان ولاية الله بشكل مطلق، و من دون حدود و قيود فلا يحب الا ما يحب الله، و لا يبغض الا ما يبغض الله، و يحب الله، و يحب لله، و يحب في الله، و يبغض في الله، و ينقاد لأمر الله و نهيه، و يستسلم لمشيئة الله و حكمه، استسلاما كاملا.

و الآية الكريمة التالية من سورة الأنعام تعطي تصورا واضحا و دقيقا لهذا المحور الذي نتحدث عنه، و الذي هو دين ابراهيم عليه السلام: (قل انني هداني ربي الي صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك امرت و أنا أول المسلمين). [1] .

فلن يكون الانسان داخلا في دائرة ولاية الله، و خاضعا للمحور الرباني في الحياة الا عندما يكون كل شي ء في حياته لله تعالي من دون استثناء: صلاته و نسكه، و حياته، و مماته.


پاورقي

[1] الأنعام / 163 - 161.