بازگشت

ثارالله


و اذا كان دم الشهيد يستصرخ كل الضمائر المؤمنة في كل الأجيال للثار، و كانت مسؤولية دم الشهيد علي عهدة كل عضو في هذه الاسرة، و من كل


الأجيال حتي يتم الثار فان ولي الدم هنا ليس من قبيل ولي الدم في الدماء التي تراق في القضايا الشخصية، فهناك ولي الدم الأب و الجد و اذا فقدا فولي الأمر، و هنا - في دم الشهيد - الذي يراق من أجل قضية توحيد الله و حاكميته تعالي فان ولي الدم هو الله تعالي، و هو ولي اسرة التوحيد كلها: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الي النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). [1] .

و الله تعالي هو الذي يتولي الثار لدم الشهيد و يضمن له أن يأخذ بثاره من بين سائر الدماء. و هذا هو معني«ثار الله»الوارد في زيارة وارث: أي أن الله تعالي هو ولي الدم و المتصدي للثار للشهيد، و أن دم الشهيد ثارالله، فان الدم هنا لكل اسرة التوحيد و لكل الأجيال، والله تعالي هو عميد هذه الاسرة و وليها الذي يطالب بالثار لدمها.

و من هذا الباب نخاطب الحسين بن علي عليه السلام في زيارة«وارث»فنقول: (السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره).

و قد كان من عادة العرب قبل الاسلام أن تنصب راية حمراء علي قبر القتيل حتي يتم الثار له، و تبقي هذه الراية لتذكر أفراد القبيلة بالدم الذي اريق ظلما و لتستصرخ ضمائر أفراد القبيلة.

و الذين يزورون مرقد الامام الحسين عليه السلام اليوم يرون علي قبة المرقد هذه الراية الحمراء ترفرف لتذكر الأجيال من أسرة التوحيد بالثار، لئلا تنام هذه الأمة علي الظلم، و لئلا تقر لها عين، و لما يثار المؤمنون بعد للدم الذي اريق بكربلاء ظلما و عدوانا.



پاورقي

[1] البقرة / 257.