بازگشت

عاشوراء مرآة للتاريخ


من خلال هذا اليوم و ساعاته القليلة الحاشدة بالأحداث الكبيرة... يقرأ الناس التاريخ البشري كله، و من خلال هذا اليوم نقرأ سنن الله في التاريخ، و نفهم كيف تسقط أمة، و يستدرجها الله تعالي، و يعذبها، و يهلكها، و كيف يستبدلها بأمة اخري. و كيف تسمو امة في التاريخ، و تسقط اخري، و كيف يجري الله قانون الابتلاء علي أمة فيضيق عليها لتنمو و تبلغ رشدها، و كيف يستدرج امة اخري


ليحل عليها العذاب و النقمة، و كيف يكون استبدال هذا بذاك.

(عاشوراء) مرآة صافية للتاريخ تعكس التاريخ بصورة صادقة و أمينة... و من خلال قراءة هذا اليوم يستطيع أن يقرأ الناس حركة التاريخ كلها منذ خلق الله تعالي الانسان علي وجه الأرض الي اليوم.

ذلك أن التاريخ هو مجموعة (السنن الالهية) في حركة الانسان و صعوده و سقوطه. و لا يجري في التاريخ شي ء بصورة اعتباطية و عفوية، و انما يجري كل شي ء بموجب سنن و قوانين دقيقة و بالغة في الدقة، كما يجري التغيير في الفيزياء و الكيمياء و الميكانيك تبعا لمجموعة من القوانين و السنن الخاصة بهذه الحقول. [1] .

و الذي يفهم هذه القوانين و السنن بشكل دقيق يفهم التاريخ و حركته و ما يجري في هذه الحركة من هبوط و صعود و من هلاك و استبدال للأمم.

و الصراع بين الحق و الباطل و بين جند الله و جند الشيطان هو المرآة التي تعكس هذه السنن و القوانين بصورة دقيقة و كاشفة.

ذلك أن (الصراع بين الحق و الباطل و حزب الله و حزب الشيطان) هو العامل الأكبر تأثيرا في حركة التاريخ، بخلاف النظرية الماركسية التي تعتبر (الصراع الطبقي) هو العامل المحرك للتاريخ. [2] و التاريخ يتلخص في معظم جوانبه في هذا الصراع الذي يقود طرفا منه الأنبياء و المرسلون و يقود الطرف الآخر أئمة الكفر.


و الصراع الطبقي حقيقة قائمة في ساحة التاريخ لا ننفيها ولكنه لا يعتبر العمود الفقري للتاريخ، و انما يحتل جانبا من جوانب حركة التاريخ، و مهما كانت قيمة هذه المساحة التي يحتلها الصراع الطبقي في تاريخ الانسان فلن يعتبر العمود الفقري للتاريخ، ولسنا الآن بصدد اثبات هذه الحقيقة القرآنية. فالتاريخ - اذن - يتلخص في معظم جوانبه في هذا الصراع التاريخي الذي يقود طرفا منه الأنبياء و المرسلون و المؤمنون، و يقود الطرف الآخر الطاغوت و أولياءه.

و في هذا الصراع التاريخي يبرز أهم خصائص حركة التاريخ، و تتكشف للانسان جوانب واسعة من التاريخ لا يكاد يراها الا في هذا الجو من الصراع بين أولياء الله و أولياء الشيطان.

ذلك أن الصراع يستخرج بصورة قوية خصائص كل أمة و كل فئة من الناس و يبرزها علي حقيقتها، و يفرز الناس الي فئتين متمايزتين فقد تنزع الأمة المؤمنة في حالات اليسر و الرفاه الي الدعة و الترف و ايثار العافية في حياتها و تنسي ذكر الله عزوجل - فاذا حل بها الابتلاء نزعت الي الله نزولا قويا و قطعت ما بينها و بين هذه الدنيا من أسباب - و ذلك - قوله تعالي: (و ما أرسلنا في قرية من نبي الا أخذنا أهلها بالبأساء و الضراء لعلهم يضرعون) [3] و العكس أيضا صحيح، فقد يتمكن المنافقون و المتخلفون و أولياء الشيطان من اخفاء حقيقتهم، و ما تستبطن نفوسهم من حب الدنيا و الانقياد للأهواء و الولاء للطاغوت و الخوف و الضعف في ساعات اليسر و الأمن... فاذا جد الجد و وقعت المواجهة و الصدام طفح علي حياتهم ما كانوا يستبطنونه من خوف و نفاق.


يقول تعالي: (قد يعلم الله المعوقين منكم و القائلين لاخوانهم هلم الينا و لا يأتون البأس الا قليلا أشحة عليكم فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور أعينهم كالذي يغشي عليه من الموت فاذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة علي الخير اولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم و كان ذلك علي الله يسيرا). [4] .

فيكشف الصراع الخصائص الحقيقية لكل أمة من الناس، و يفرز الناس الي محورين متميزين و يعكس التناقضات القائمة في حياة الناس، و يعكس السنن الالهية التي تجري في حياة الناس و حركتهم و صعودهم و هبوطهم و سقوطهم و استبدالهم بامم اخري... فان هذه السنن جميعا - أو في معظمها - تجري في جو الصراع بين الحق و الباطل بقوة و وضوح أكثر من أية حالة أخري.

و لنقرأ هذه الآيات المباركات من سورة الأحزاب لنجد كيف تهتز النفوس الضعيفة في القتال، و كيف يجري فيها الزلزال و كيف تزيغ الأبصار و تنقلب القلوب المؤمنة التي لم يستقر فيها الايمان الي الظن بالله. و كيف يكشف القتال المنافقين، و يلقي عليهم الضوء، بعد أن كانوا يخفون أنفسهم في صفوف المسلمين،... و مع ذلك كيف تتدخل المشيئة الالهية لاسناد و دعم القلة المؤمنة الثابتة في هذه الساعات العسرة و الحرجة.

(يأيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم اذ جاء تكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها و كان الله بما تعملون بصيرا اذ جاء وكم من فوقكم و من أسفل منكم و اذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله الا غرورا و اذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام


لكم فارجعوا و يستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة و ما هي بعورة ان يريدون الا فرارا) [5] .

تري كيف يكشف القتال و الصراع المنافقين. و كيف يدخل النفوس في ساعة القتال الظن و الريب، و كيف يهتز المؤمنون - الضعاف - من الأعماق. و كيف يتحول دور المنافقين في ساعة واحدة الي التهريج و التثبيط.

و في مقابل هؤلاء الصادقون من المؤمنين الذين تطمئن نفوسهم الي الله، و يثبتون للأعاصير و العواطف و لا يدخل نفوسهم شك أو ريب، مهما اكفهرت الأجواء و مهما ضاقت الاحوال.

(و لما رأي المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله و ما زادهم الا ايمانا و تسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من نحي و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين ان شاء أو يتوب عليهم...) [6] .

و تتدخل المشيئة الالهية، و يؤيد المؤمنين بجنود لم يروها:

(... اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاء تكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها...). [7] .

و يرد الله الذين كفروا بغيظهم، و يقذف في قلوبهم الخوف، و يورث المؤمنين أرضهم و ديارهم:

(ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفي الله المؤمنين القتال و كان الله


قويا عزيزا و أنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون و تأسرون فريقا و أورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضا لم تطؤها و كان الله علي كل شي ء قديرا). [8] .

كل ذلك يتم في أجواء الصراع و المواجهة و القتال. تهتز النفوس، و يصيبها الزلزال، و يكشف النفاق عن نفسه، و يجد المنافقون فرصة للتهريج و التثبيط. و تثبت النفوس المؤمنة. و تطمئن الي وعد الله، و ينزل الله تأييده و نصره علي المؤمنين، و يقذف في قلوب الذين كفروا الرعب و الخوف، و يهلكهم بأيدي المؤمنين، و يورث المؤمنين أرضهم و ديارهم... كل هذه التحولات، و الانقلابات، و السنن، و القوانين، و الصعود، و السقوط، و الثبات، و الانهيار يحدث في ساحات المواجهة و القتال... و كل هذه الحركة القوية التاريخية و السنن و القوانين الالهية، و الفرز، و التفريق، و الكشف يتم في جو الصراع.

اذن، الصراع الحضاري بين الحق و الباطل يكاد أن يكون نموذجا ممثلا لمساحة التاريخ و للسنن الالهية الجارية في هذه المساحة بشكل كامل أو غالب. و ما يجده الانسان في امتداد التاريخ الطويل و عرضه العريض. يجده بصورة مختزلة و مصغرة في الصراعات الحضارية الحقيقية التي يقف جند الله في مواجهة جند الشيطان.

... تماما كما أن قدحا من ماء المحيط يستطيع أن يعكس لنا بصورة مصغرة و مختزلة معظم الخصائص الموجودة في مياه المحيطات الكبيرة من التبخير و التجميد و التموج و التحرك و ما يرسب فيه من الأحسام و ما يعوم فيه، و قانون المد و الجزر و العناصر التي تشكل الماء و ما الي ذلك من الخصائص الكيمياوية


و الفيزياوية لمياه المحيطات، و المطالعة الدقيقة لقدح من الماء تغني عن مطالعة المحيطات الواسعة في معظم الخصائص الكيمياوية و الفيزياوية لمياه البحار.

و ما يصح عن قانون الاختزال و التمثيل في الفيزياء و الكيمياء يصح في التاريخ و المجتمع.

فان شريحة ممثلة من المكان و الزمان يمكن أن تعكس معظم الخصائص و السنن القائمة في التاريخ و المجتمع.

و انما نقول شريحة زمانية و مكانية ممثلة، لأن من الشرائح الزمانية و المكانية و الاجتماعية ما لا يحمل هذه الصفة التمثيلية. فليس كل الشرائح الفيزياوية الكيمياوية و الاجتماعية تحمل هذه القوة التمثيلية التي تستطيع أن تعكس بها الخصائص الموجودة في كل المساحة التي اقتطفنا منها هذه الشريحة... و هذه هي الشرائح غير الممثلة.

أما الشريحة الممثلة من الزمان و المكان و التاريخ و المجتمع فانها تحمل هذه القوة التمثيلية... و هي بالذات ما نقصده في هذا الموضع.

و لا شك أن الصراع الحضاري بين جند الله و الطاغوت من أفضل الشرائح (الزمانية) التي تختزل و تمثل حركة التاريخ، و تعكس هذه الحركة بقوانينها و سننها الالهية.

و (عاشوراء) نموذج نادر من الصراع الحضاري الذي تتجسد فيها سنن التاريخ بشكل قوي و مركز، و عينة ممثلة لمساحة التاريخ، بكل ما في هذه الكلمة من معني، و مرآة صافية لحركة التاريخ... يجد فيها الانسان الصراع القديم بين جند الله و جند الشيطان، و أسباب و موجبات هذا الصراع، و قيم كل من طرفي المواجهة، و أساليبهم في هذا الصراع، و حتمية هذا الصراع، و معاناة طرفي


الصراع في هذه المعركة التاريخية، و ما يستتبع هذا الصراع من سقوط، و ثبات و ولادة و هلاك، و استبدال، و استدراج، و تساقط العناصر الضعيفة، و صعود، و تسامي العناصر القوية المؤمنة، و نصر الله للفئة القليلة المؤمنة، و هلاك جند الشيطان... كل ذلك ينعكس في مرآة عاشوراء... في هذه الساعات القليلة الحافلة بالأحداث الكبيرة من يوم عاشوراء... و الجمهور من المؤمنين يقرأون كل ذلك و غير ذلك من قوانين و سنن التاريخ و المجتمع و الصراع في مرآة عاشوراء... بل ماذا أقول. أن جمهور المؤمنين يرون أنفسهم في مرآة عاشوراء فان الانسان المؤمن ليس نسيج وحده، و ليس نبتة طفيلية مجتثة من فوق الأرض ما لها من قرار، و انما هو حصيلة هذا الصراع التاريخي بين الحق و الباطل، و كل هذا الصراع و ما استتبعه من معاناة، و آلام، و نصر، و تأييد، و ثبات، و صبر قد ساهم بصورة مرئية أو غير مرئية في ثباته و تكوين شخصيته، و عاشوراء امتداد لكل هذا الصراع، و تكريس لهذه المعركة التاريخية، و مرآة لهذا التاريخ الحافل بالصراع و المعاناة، و المؤمنون يرون أنفسهم في مرآة عاشوراء رؤية صافية صادقة و واضحة و لذلك يجذبهم عاشوراء، و يشعرون بأنهم مدينون لعاشوراء، و ان عاشوراء تمثلهم و تساهم مساهمة فعالة في تكوينهم، و تشكل المرآة الصافية التي تعكس وجودهم و كيانهم.

و هذا هو ما نعنيه عندما نقول ان عاشوراء نافذة علي التاريخ، يستطيع الجمهور بوعيه الفطري البسيط أن يطل علي التاريخ من خلال هذه الساعات القليلة من يوم عاشوراء.

أرأيت كيف تمثل صفحة الخارطة الجغرافية، و تعكس اقليما واسعا من مساحة الأرض... كذلك عاشوراء تمثل مساحة واسعة من التاريخ.

و نحن، لكي نستوعب عينة ما استيعابا كاملا بصورة علمية، نقوم عادة بواحد


من اثنين، سحب اختلاف العينة. أما أن نكبر العينة تحت المجهر حتي يمكن اكتشاف و فهم الجزئيات الدقيقة منها التي لا تخضع للعين المجردة، أو نصغر المساحة مع الاحتفاظ بكل مقوماتها و أركانها و نختزلها حتي يمكن استيعاب المساحة الواسعة بنظرة واحدة و في دائرة صغيرة.

و (عاشوراء) من النوع الثاني. اختزال شديد لحركة التاريخ و ما في هذه الحركة من السنن و القوانين. و هذا الاختزال يتصف بالتمثيل الدقيق لمساحة التاريخ الكبيرة و سننها و قوانينها.

ذلك ان (عاشوراء) من بين نماذج الصراع بين أولياء الله و أولياء الطاغوت نموذخ نادر من الصراع الحقيقي الحاسم في التاريخ.

ففي هذه المعركة التاريخية يتقرر مصير الاسلام، و بالتالي مصير رسالات الله تعالي، الذي كاد أن يسقط في أيدي السلاطين الرسميين الذين كانوا يحكمون باسم الاسلام. و هذه المعركة وحدها استطاعت أن تضع حدا للسلطة الزمنية الحاكمة و تفصل بين (الاسلام) و ما كان في قصور الخلفاء و أجهزتهم، من لهو و سقوط في لذات الحياة الدنيا، و من ظلم و اضطهاد و اعتداء و تجاوز لحدود الله تعالي و احكامه.

في (عاشوراء) يتقابل صفوة مؤمنة خالصة، و علي رأسهم ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله و الصفوة الصافية من أهل بيته و أصحابه، مع رؤوس الاجرام و النفاق. و في هذا التقابل و المواجهة لا أدري ماذا يحس الانسان من بون شاسع و فاصل كبير بين نمطين من الناس، و بين هذا السقوط الي الحضيض و الصعود الي القمة... بين النور و الظلمة.

يشعر الانسان بوجود نمطين مختلفين تماما من الناس، و بالفاصل الكبير


الشاسع الذي يفصل بينهما في الأهداف و القيم و الاخلاق و التربية و القرب و البعد من الله، ثم يجد هذين النمطين من الانسان في مواجهة حقيقية حاسمة في ساحة الطف.

يدعو أحدهما الي الله تعالي، و الي اقامة الصلاة و الي العودة الي الاسلام، و الي الأخذ بأسباب العبودية و يدعو الآخر الي الطاغوت و الانقياد له. يطلب أحدهما وجه الله و مرضاته في هذه الحركة و الصراع و يقول:



ان كان دين محمد لم يستقم

الا بقتلي يا سيوف خذيني



و يقول:



و الله ان قطعتم يميني

اني احامي أبدا عن ديني



و يطلب الآخر سقط المتاع في الحياة الدنيا و يقول:



املأ ركابي فضة أو ذهبا

اني قتلت السيد المهذبا



يجسد أحدهما في سلوكه و قتاله أسمي القيم و أنبلها حتي في القتال، و يجسد الطرف الآخر أحط ألوان السلوك في ابتغاء الدنيا و في الاجرام.

ان التقابل العجيب بين هاتين الفئتين اللتين تقاتلا في كربلاء و بين أهدافهما يعتبر واحدا من أغرب نماذج الصراع بين الحق و الباطل في التاريخ.

لقد كان أحد الطرفين حقا امتداد لابراهيم و موسي و عيسي و رسول الله و يحمل معه ميراث هؤلاء الصديقين و همومهم و طموحاتهم، و يعد الآخر حقا امتدادا لقابيل و فرعون و نمرود و القتلة و المجرمين في التاريخ.

و علي نتائج هذا الصراع يتوقف مصير هذا الخط أو ذاك. لقد كان أحد الخطين يستجمع كل قيم و عطاء و تضحيات الأنبياء، و الخط الآخر يستجمع كل ألوان الانحطاط و السقوط الذي يشهده الناس في التاريخ لهذا الخط.

لقد كان مشهد (عاشوراء) مشهد غريبا في نوعه، و لم يكن يلتبس الأمر في


تمييز الحق و الباطل و تشخيصهما علي أحد بين هذين المعسكرين، فقد بان الحق، و بان الباطل، و امتاز أمرهما، و لم يبق موضع للأ لتباس لأحد.

فمن دخل مع هؤلاء دخل علي بينة و بصيرة، ما بعدها بينة و بصيرة، و من انساق من وراء اولئك، كان ممن أضله الله علي علم.

فقد كان يوم عاشوراء يوما من أيام الفرقان في التاريخ حقا، افترق فيه الحق و الباطل، و لم يعد لأحد فيها موضع للشك و اللبس.


پاورقي

[1] بالطريقة التي شرحناها في فصل المذاهب التاريخي في الاسلام و بينا موضع ارادة الانسان و اختياره في هذه الحرکة في النظرية الاسلامية. من کتاب (في رحاب القرآن).

[2] و الفرق الآخر أن النظرية المارکسية تؤمن بالعامل الواحد في حرکة التاريخ بينما النظرية الاسلامية لا تؤمن بنظرية توحيد العامل في حرکة التاريخ.

[3] الاعراف / 94.

[4] الاحزاب / 19 - 18.

[5] الاحزاب / 13 - 9.

[6] الاحزاب / 24 - 22.

[7] الأحزاب / 9.

[8] الاحزاب / 27 - 25.