بازگشت

مقدمة المؤلف


هذه الحلقة الثانية من كتاب (وارث الأنبياء عليهم السلام) تحدثت فيها عن (ثقافة عاشوراء)، و هي ثقافة (الصراع) و (التحدي) و (العمل).

و نحن اليوم في ساحة مواجهة و صراع و تحدي.

و هذه الثقافة التي ورثناها من الحسين عليه السلام، و التي ورثها الحسين عليه السلام من الأنبياء عليهم السلام، هي من أهم ما يجب أن نقدمه لشبابنا في هذه الساحة.

فان ثقافة الصراع و المواجهة من أهم أسباب مقاومة (الفئة القليلة المستضعفة، للفئة المستكبرة و الظالمة)، و من دون هذه الثقافة لا نتمكن أن نحقق أهداف رسالة الله في هذه المعركة الضاربة بين التوحيد و الشرك.

و هذه الثقافة نجدها في القرآن، و في يوم عاشوراء.

و يوم عاشوراء حافل بثقافة المواجهة و التحدي و المقاومة و الصبر، و تجسيد لما في القرآن من وعي و ثقافة في هذا الشأن.

و في (رحاب عاشوراء) نجد نحن الكثير مما نحتاجه من وعي المعركة و المواجهة.

و يوم عاشوراء مرآة صافية للتاريخ، نري من خلال هذه المرآة صراع الحق و الباطل، و مقاومة الحق و اندحار الباطل، و قيم الحق و سقوط


الباطل، و سنن الله في هذا الصراع.

و لابد أن يتناول (المنبر الحسيني) المعاصر هذه الدروس التي نستوحيها من يوم عاشوراء، بصورة تحليلية دقيقة تتطابق مع حياتنا السياسية المعاصرة، و صراعنا السياسي و الحضاري.

و هذه المقالات التي يجمعها هذا الكتاب، محاولة بهذا الصدد. أسأل الله تعالي، أن ينفع به المنبر الحسيني الذي لا يزال سراجا لجمهورنا، و نبراسا لهم في صراعهم مع الباطل، و رفضهم لسلطان الظلم.

محمد مهدي الآصفي

قم المقدسة

1 رجب 1419 ه. ق