بازگشت

المرحلة الجهادية للامة الاسلامية


في عهد الرسول (ص)، كان الرجل اذا لم يتحرك في سبيل الجهاد فلابد أن يمني نفسه أو يحدثها بهذه الحركة، ويقول: ان شاء الله ستسنح لي فرصة الجهاد في المستقبل، وان فاتني هذا الجهاد، فسوف أجاهد في المرة القادمة، والجهاد كان يملك شرعية اجتماعية وجماهيرية في عهد الرسول (ص) والي عصر الامام الحسين (ع)، ولكن الثورة التحررية لم تكن تملك تلك الشرعية، والجماهير لم تكن تحدث نفسها بأن تقتل في سبيل الدفاع عن الحرية والكرامة ولمقاومة الطاغوت، ولم تكن تمنيّ نفسها بذلك، ولكن بعد مقتل الامام الحسين (ع) نجد العكس، أي أن اية راية كانت ترفع من أجل مقاومة الحكم الاموي، كان الناس يجتمعون حول هذه الراية بشكل غريب، لذلك تجد ان حركة التوابين في الكوفة بعد أربع سنوات من مقتل الامام الحسين (في سنة 65/هجرية) شاعت هذه الحركة بشكل غريب في الكوفة كما النار في الهشيم، وألتفت حولها الجماهير من دون أن يكون هؤلاء الناس منتمين سابقاً الي أي حزب أو منظمة أو حركة أو أي جماعة، وإنما كانوا يظهرون وكما العشب في أيام الربيع ينبت من الارض، وهكذا كان الثوريون ينبتون من الارض، وقضي جيش الارهاب علي هذه الحركة، ولكن لم تلبث هذه الحركة ان تجددت لوجود المد الجماهيري، ثم قضي جيش الارهاب الذي كونه النظام لهذه الغاية علي الحركة الثانية وهي حركة المختار، ثم مرة أخري ظهرت حركة ثالثة، وحركة رابعة، وحركة خامسة، وحركات أخري حتي أنه لم يكن الناس يفكرون في من يحمل الراية ومن هو؟ وما هي أهدافه؟ وحتي انكم تجدون ان بني العباس قد ظهروا علي أعدائهم من بني أمية، وحكموا البلاد باسم الامام الحسين (ع)، وشعار بني العباس كان السواد، ولبس السواد، فلماذا كانوا يلبسون السواد؟

لانهم كانوا يدّعون بأنهم يدافعون عن الامام الحسين (ع)، هذه الكلمة كانت تلهب حماس الجماهير بشكل غريب وتثيرفيهم كل عواطف الانسانية وتشحن ضمائرهم بالارادة والعزيمة، لماذا؟

لان الامام الحسين (ع) قد أكسب الثورة شرعية، ولم تصبح الثورة ذات شرعية إلا باسم الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، ولكن الي أن تعتقد الجماهير بأن الشرعية الحقيقية في المجتمع هي شرعية الثورة، والي أن تعلم الجماهير بذلك، فالامر بحاجة الي وقت طويل.