بازگشت

السلاح المشترك


«العصا والشجاعة».

ونجد جانب آخر، حينما يقول موسي عليه الصلاة والسلام لفرعون، كما جاء في القرآن الحكيم:

«وتلك نعمة تمنّها عليّ ان عبدت بني اسرائيل» (22/الشعراء).

لقد كان الامام الحسين (ع) في كربلاء وفي الساعات الاواخر من حياته المباركة يقول هذه الكلمة:

«يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين، ولا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم ان كنتم عرباً كما تزعمون».

ان هذه الكلمة إيحاء، بل تصريح بأن الامام الحسين (ع) إنما جاء ليكي يستنقد أولئك الذين أصبحوا شيعة لآل أبي سفيان من براثن عبودية آل أبي سفيان، وهكذا النبي موسي (ع) مقابل هذه يقول لفرعون:

«وتلك نعمة تمنّها عليّ ان عبدت بني اسرائيل».

هل هذه نعمة ان أصبحت أنت رجلاً حاكماً تسيطر عليرقاب المستضفعين باسم أوبآخر، وهل كانت نعمة أن يأتي آل سفيان ليتحكموا في مصير الامة الاسلامية ويستعبدوا الناس.

ونجد عند الامام الحسين عليه الصلاة والسلام والنبي موسي (ع) ثعباناً مشتركاً فالنبي موسي (ع) زوده الله تعالي بتلك العصا التي تحولت الي ثعبان مبين، أما الامام الحسين عليه الصلاة والسلام فقد زوده الله تعالي بتلك الشجاعة والبطولة، آية النبي موسي (ع) كانت الثعبان وكانت العصا، وآية الامام الحسين (ع) كانت هي الشجاعة الحسينية التي تحدت كل الصعاب، وهي التي كانت وراء تحول الجماهير بعد الامام الحسين (ع) الي صف لحركة الثورية الرسالية.