بازگشت

القيادة الالهية الصحيحة


وهذه هي الصفة الاساسية المشتركة بين الحركتين وبين النهضتين، صفة ذلك القائد الذي لا يأبه بأي عقبة، ولا يتأثر بأي صعوبة في طريقه، وهذه هي الصفة المشتركة أيضاً بين حركة الامام الحسين (ع) وكل حركة رسالية تريد أن توقظ ضمير الجماهير الذي لفه الخوف والجبن والجمود، الجماهير المؤمنة التي كانت في عصر الامام الحسين (ع)، وربما حتي في عصرنا هي التي تعرف مصالحها، وتعرف ان حكامها ظلمة ومنحرفون، وتعلم بأن الطريق هو الثورة ومجابهة العنف الارهابي بالعنف الثوري، أو لا أفل مجابهة ذلك العنف بالشجاعة وبإراقة الدماء وبحمل راية المظومين.

ان الجماهير تعرف كل ذك ولكن لا تملك الشجاعة الكافية، وهنا يأتي دور القائد الذي يملك تلك الشجاعة ويقدم ويصبح رائداً في هذه المسيرة، ويصبح طليعة الامة في هذا الطريق فيلتحق به الآخرون، بعد ما يكسر طوق الخوف و الارهاب، و بعد ما يفك عن نفسه أغلال الجبن والجمود، وعندما يكون شمعاً يذوب وينير للآخرين دروب العزة والكرامة و طريق الانسانية السعيدة. وهكذا كان موسي (ع) حيث أمره الله سبحانه وتعالي بأن يصرخ ويقول بمليء فيه: كلا.

وكلمة كلا كلمة كبيرة، قلّما نجد هكذا خطاب بين الله وبين رسله. وموسي حينما يقول:

«أني أخاف أن يقتلون».

ويقول كلا:

«وأخاف أن يكذبون».

يقول كلا:

«أخاف أن يضيق صدري».

ويقول أيضاً كلا. كل ذلك لا يكون في منطق الرسل وفي منطق أتباعهم حيث ولا وهن ولا حزن ولا خوف ولا جبن ولا تردد ولا شك، وإنما يجب أن يسير مع المناضلين في طريق الله سبحانه وتعالي، والجهاد في سبيله.