بازگشت

الامام الحسين و خريطة الثورة


أنظروا الي الامام الحسين (ع) حينما يرسم خريطة نهضته وحركته، منذ البدء يقول:

«خط الموت علي ولد آدم مخط القلادة علي جيد الفتاة، وما أولهني الي أسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف، وكأن بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواريس وكربلاء».

في مكة المكرمة كانت الاخبار آنئذ تواترت بسقوط الكوفة بيد الحركة الاسلامية، والكوفة عاصمة اسلامية شهيرة آنذاك، أولا أقل احدي الخواصر الثلاث في العالم الاسلامي التي كانت تؤثر علي مصير السياسة الاسلامية آنئذ، بالاضافة الي البصرة والشام، ولكن مع كل ذلك تجد الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، يوحي الي الجماهير المؤمنة الملتفة حوله في ظلال بيت الله الحرام، يوحي اليهم بأن مصيره هو الموت، وانه سيستمر علي هذه الطريق حتي اذاكان ينتهي به الي الموت هو وأولاده ونساؤه الي القتل أو السبي.

«خط الموت علي ولد آدم».

يعبر الامام الحسين (ع) عن الموت بالنهاية المفضلة والسعيدة والحتمية للانسان الذي يعيش الذل والهوان: الموت زينة الانسان اذا كانت الحياة ذلة وهوان.

«مخط القلادة علي جيد الفتاة».

وتعبيراً عن مدي اشتيافه الي الموت يقول:

«ما أولهني الي أسلافي».

كم أنا مشتاق ووله للوصول الي الذين مضوا من آل بيتي لالحق بهم كما كان يعقوب مشتاقاً الي يوسف.