بازگشت

البعد الأسود


نموذج هذا البعد «شمر بن ذي الجوشن»، الرجل الذي ارتداه الشيطان وهو يذبح الحسين بسكّينة صدئة.



لا لشيء، إلاّ لكي أحصدَ الريحَ

وأجني مِنَ الغيومِ البروقا



لا لشيء إلاّ لأنثرَ أشلائي

رماداً مفتَّتاً محروقا



حملتني خطايَ اَقتطعُ الشمسَ

واَغتالُ في يَدَيها الشروقا



جئتُ والرملُ مثلُ قيثارة

يولدُ فيهِ الظِّلالُ والموسيقي



جئتُ والماءُ ألفُ نافورة،

والنهرُ سربٌ من الغيومِ أُريقا



كانَ لونُ الفراتِ لونَ المرايا

والعصافيرِ، مخمليّاً.. رقيقا



ثمّ ماذا؟ أضعتُ وجهيَ في الصحراءِ

في لحظة، أضعتُ الطريقا



عابراً مرّةً علي جسدِ الخوفِ،

وأخري أري السرابَ حريقا



متعباً تهزأُ الرمالُ بأقدامي

وقد راوَدَتْ مكاناً سحيقا



كلَّما قلتُ ها وصلتُ رأيتُ الصخرَ

غطّي المدي وسدَّ المضيقا



ثمّ ماذا؟ قتلتهُ فرأيتُ الارضَ

تبكي ربيعَها المخنوقا



ورأيتُ السماءَ تهوي الي القاعِ

جنوناً، والأفقَ شلواً غريقا



وبكاءً لم أدرِ من أين يأتي؟

يجلدُ القلبَ، أو يخضُّ العروقا



وصهيلَ الخيولِ يحفرُ كالإعصارِ

في جثّةِ الظلامِ شقوقا



وأنا الآن حفنةٌ من غبار

كفَّنَ العارُ خدَّها المعروقا



والحسينُ، الحسينُ يكتشفُ الماءَ

ويهدي إليهِ جرحاً عميقا



يتبعُ الموجُ خطوَهُ، والفراتُ امتدَّ

في ثوبِهِ وصارَ صديقا!



لا لشيء، إلاّ لكي تحملَ الأشياءُ

من جبهةِ الحسينِ بريقا!