بازگشت

البعد المتغير


نموذج هذا البعد «الحر بن يزيد الرياحي»، أحد قادة الجيش الأموي، الذي انتقل الي جانب الحسين في اللحظات الأخيرة، ليكتشف الجراح والورد.



يوقظُ الصبحَ صوتُهُ، يشربُ الوردُ

حكاياهُ، ترتديهِ الجداولْ



يتمشّي علي مدارجِهِ النجمُ

وتغفو علي صداهُ القوافلْ



هو للريحِ هدأةٌ، ولصمتِ الصخرِ

همسٌ، وللغيومِ جدائلْ



رافقتهُ الأشجارُ في رحلةِ الذبحِ،

ومرّت علي خطاهُ السنابلْ



فاعبري بركةَ الخطيِئةِ يا روحي

ومسّي ظلالَهُ يا أناملْ



أنا حاصرتُهُ زرعتُ الصحاري

بالمساميرِ، بالمُدي، بالسلاسلْ



أنا حاصرتُ في يديهِ السواقي

والينابيعَ، واعتصرتُ السواحلْ



كانَ يبكي فينطوي الخصبُ في

الدمعِ وأبكي معَ الذبولِ القاحلْ



أنا بعضي يحاولُ الموتَ، والآخرُ

يطوي غموضَهُ، ويحاولْ



كلَّما لمّني احتضارٌ تمزّقتُ

علي خنجرِ احتضار قاتلْ!



ويحَ أُمّي ماذا يخبّيء جلدي

ذئبَ يأس، أم نورساً متفائلْ؟



كلُّ شيء منّي يفتّشُ عن وجهيَ

سرّاً، يدورُ حولي، يسأئلْ:



هل أنا ذلكَ الذي شبّتِ «الكوفةُ»

فيه، أم رُمحُها المتخاذلْ؟



هل أنا الجمرُ؟ أم أنا القصبُ

الخاوي دخاناً، أمِ الرمادُ الفاشلْ؟



ليسَ وهماً.. ففي عروقيَ موتٌ

وهدوءٌ، ومولدٌ، وزلازلْ!



الحسينُ، الحسينُ سدَّ عليَّ الأفْقَ

في كلِّ وُجهة هوَ ماثلْ



لم يعدْ غيرُهُ أمامي، دعيني

أبدأ الموتَ يا سيوفَ القبائلْ



هكذا قالَ، ثمّ جرَّ علي الرملِ

خطاهُ.. وظلَّهُ المتثاقلْ



ليجيءَ الصباحُ يحملُ من كفّيهِ

ورداً، ومن رؤاهُ مشاعلْ!