بازگشت

البعد الثابت


نموذج هذا البعد الرجال الذين قاتلوا مع الحسين بعناد، فاكتشفوا ان قطرة الدم أكثر بريقاً من قطرة الضوء.



واحةٌ من جراحِنا كانتِ البدءَ

اكتشفنا بها المدي المجهولا



وَطوَينا وجهَ الصحاري، حَمَلنا

لهبَ الأمسِ والزمانَ القتيلا



لم يعدْ غيرُ خطوِنا، والمسافاتِ،

وحُلْم يُخبِّيءُ المستحيلا



ونثار من الدمِ المرِّ، شدَّ الغَيمَ

في خيطهِ، وشدَّ الفصولا



فَرُؤانا تمرُّدٌ أشعلَ الصخرَ

وردَّ الطوفانَ همساً خجولا



كيفَ لا ينحني النهارُ وخلفَ الشمسِ

عصفورةٌ تُفدّي الخيولا؟



والنجومُ ارتعاشةٌ في مآقينا

وأحداقُنا المرايا الأولي



نحنُ وعدُ الماءِ الأسيرِ الذي يطلعُ

من شفرة تحزُّ الذبولا



في يَدينا أشياءُ من صخبِ البحرِ

رَجَمنا بها السكوتَ الطويلا



سافري يا رماحُ في ظلمةِ الأضلاعِ

منّا، وأوقدي القنديلا



أوقديهِ، نريدُ أنْ يتواري الدربُ

في لحظة، نريدُ الوصولا!



كانَ صوتُ الحسينِ مرفأنا الموعودَ

والدفءَ، والهروبَ الجميلا



حيثُ ننسي ضياعَنا، وانكساراتِ

رؤانا، وخَطْوَنا، والرّحيلا



ونغطّي أسماءَنا.. ونعودُ الصلبَ

والشوكَ، والقري، والرسولا



فاصرخي يا قبورَنا، علّمي الريحَ

سُراها، وعلِّميها الصهيلا



واحصدي الضوءَ، واتركي غبشَ

الطفِّ وسيّافَهُ يَلُمُّ النصولا



وابدئي، فالحسينُ قد أيقظَ الموتي،

وناغي الأسي، ومسَّ الذهولا!