بازگشت

معرفة صفات الله


41. التوحيد عن عكرمة عن الحسين بن علي عليه السلام: أصف الهي بما وصف به نفسه، و اعرفه بما عرف به نفسه؛ لا يدرك بالحواس، و لا يقاس بالناس، فهو قريب غير ملتصق، و بعيد غير متقص، يوحد و لا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا اله الا هو الكبير المتعال [1] .

42. تحف العقول عن الامام الحسين عليه السلام: أيها الناس! اتقوا هؤلاء المارقة [2] الذين يشبهون الله بأنفسهم، يضاهئون [3] قول الذين كفروا من أهل الكتاب، بل هو الله ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير، لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير.


استخلص الوحدانية و الجبروت، و أمضي المشيئة و الارادة و القدرة و العلم بما هو كائن، لا منازع له في شي ء من أمره، و لا كفو له يعادله، و لا ضد له ينازعه و لا سمي له يشابهه، و لا مثل له يشاكله.

لا تتداوله الامور، و لا تجري عليه الاحوال، و لا تنزل عليه الأحداث، و لا يقدر الواصفون كنه عظمته، و لا يخطر علي القلوب مبلغ جبروته؛ لأنه ليس له في الأشياء عديل، و لا تدركه العلماء بألبابها، و لا أهل التفكير بتفكيرهم الا بالتحقيق ايقانا بالغيب؛ لأنه لا يوصف بشي ء من صفات المخلوقين، و هو الواحد الصمد، ما تصور في الاوهام فهو خلافه.

ليس برب من طرح تحت البلاغ، و معبود من وجد في هواء أو غير هواء، هو في الاشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه، و من الاشياء بائن لا بينونة غائب عنها. ليس بقادر من قارنه ضد أو ساواه ند.

ليس عن الدهر قدمه، و لا بالناحية أممه، احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار، و عمن في السماء احتجابه كمن في الارض.

قربه كرامته، و بعده اهانته. لا تحله في، و لا توقته اذ، و لا تؤامره ان. علوه من غير توقل [4] ، و مجيؤه من غير تنقل. يوجد المفقود، و يفقد الموجود، و لا تجتمع لغيره الصفتان في وقت. يصيب الفكر منه الايمان به موجودا، و وجود الايمان لا وجود صفة. به توصف الصفات لا بها يوصف، و به تعرف المعارف لا بها يعرف فذلك الله لا سمي له، سبحانه ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير. [5] .


43. تفسير العياشي عن يزيد بن رويان: دخل نافع بن الأزرق [6] المسجد الحرام و الحسين بن علي عليه السلام مع عبدالله بن عباس جالسان في الحجر، فجلس اليهما ثم قال: يابن عباس، صف لي الهك الذي تعبده.

فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله، فقال له الحسين عليه السلام: الي يابن الأزرق المتورط في الضلالة، المرتكس [7] في الجهالة؛ اجيبك عما سألت عنه.

فقال: ما اياك سألت فتجيبني!

فقال له ابن عباس: مه، عن [8] ابن رسول الله، فانه من أهل بيت النبوة و معدن الحكمة [9] .

فقال له: صف لي.

فقال له: أصفه بما وصف به نفسه، و اعرفه بما عرف به نفسه: لا يدرك بالحواس، و لا يقاس بالناس، قريب غير ملتزق، و بعيد غير مقصي [10] ، يوحد و لا يتبعض، لا اله الا هو الكبير المتعال.

قال: فبكي ابن الأزرق بكاء شديدا، فقال له الحسين عليه السلام: ما يبكيك؟

قال: بكيت من حسن وصفك.

قال: يابن الأزرق، اني اخبرت أنك تكفر أبي و أخي و تكفرني!


قال له نافع: لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام و معالم الاسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم.

فقال له الحسين عليه السلام: يابن الازرق، أسألك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا اله الا هو:(و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته و كنزلهما) الي قوله (كنزهما) من حفظ فيهما؟ [قال: أبوهما] [11] .

قال: فأيهما أفضل؛ أبوهما [12] أم رسول الله صلي الله عليه و آله و فاطمة؟

قال: لا، بل رسول الله و فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: فما حفظهما حتي حيل [13] بيننا و بين الكفر.

فنهض [ابن الأزرق] [14] ثم نفض بثوبه، ثم قال: قد نبأنا الله عنكم معشر قريش انتم قوم خصمون [15] .


پاورقي

[1] التوحيد: ص 80 ح 35، روضة الواعظين: ص 43 و فيه «منفصل» بدل «متقص»، تفسير العياشي: ج 2 ص 337 ح 64 عن يزيد بن رويان نحوه، بحارالأنوار: ج 4 ص 297 ح 24.

[2] المارقون: هم الذين مرقوا من دين الله، و يمرقون من الدين: أي يجوزونه و يتعدونه (مجمع البحرين: ج 3 ص 1689 «مرق»).

[3] المضاهأة - بالهمزة -: المضاهاة و المشاکلة، ضاهأت الرجل و ضاهيته أي: شابهته (تاج العروس: ج 1 ص 198 «ضهأ»).

[4] التوقل: الاسراع في الصعود (النهاية: ج 5 ص 216 «و قل»).

[5] تحف العقول: ص 244، بحارالأنوار: ج 4 ص 301 ح 29.

[6] نافع بن الأزرق، من رؤساء الخوارج و کان مصاحبا لابن عباس في مکة، فسأله عن بعض الآيات التي کان يتوهم اختلافها.

[7] في الطبعة المعتمدة:«المرتکن»، و التصويب من طبعة مؤسسة البعثة و بحارالأنوار.

[8] في بحارالأنوار:«سل» بدل «عن».

[9] في الطبعة المعتمدة: «و معه من الحکمة»، و التصويب من طبعة مؤسسة البعثة.

[10] في الطبعة المعتمدة: «مقص»، و التصويب من طبعة مؤسسة البعثة.

[11] ما بين المعقوفين سقط من الطبعة المعتمدة و أثبتناه من طبعة مؤسسة البعثة و بحارالأنوار.

[12] في الطبعة المعتمدة:«أبويهما»، و التصويب من طبعة مؤسسة البعثة و بحارالأنوار.

[13] في بحارالأنوار:«فما حفظنا حتي حال...».

[14] ما بين المعقوفين أثبتناه من بحارالأنوار.

[15] تفسير العياشي: ج 2 ص 337 ح 64، التوحيد: ص 80 ح 35، روضة الواعظين: ص 43 کلاهما عن عکرمة نحوه و ليس فيهما ذيله من «فبکي»، بحارالانوار: ج 33 ص 423 ح 631؛ تاريخ دمشق: ج 14 ص 183 عن عکرمة نحوه.