بازگشت

تعليم الحكمة للاولاد


30. معاني الأخبار عن شريح بن هاني ء: سأل أميرالمؤمنين عليه السلام ابنه الحسن بن علي عليه السلام، فقال: يا بني ما العقل؟

قال: حفظ قلبك ما استودعته.


قال: فما الحزم؟

قال: أن تنتظر فرصتك، و تعاجل ما أمكنك.

قال: فما المجد؟

قال: حمل المغارم [1] ، و ابتناء المكارم.

قال: فما السماحة؟

قال: اجابة السائل، و بذل النائل.

قال: فما الشح؟

قال: أن تري القليل سرفا، و ما أنفقت تلفا.

قال: فما الرقة [2] ؟

قال: طلب اليسير و منع الحقير.

قال: فما الكلفة؟

قال: التمسك بمن لا يؤمنك، و النظر فيما لا يعنيك.

قال: فما الجهل؟

قال: سرعة الوثوب علي الفرصة قبل الاستمكان منها، و الامتناع عن الجواب، و نعم العون الصمت في مواطن كثيرة و ان كنت فصيحا.

ثم أقبل صلوات الله عليه علي الحسين ابنه عليه السلام فقال له:

يا بني، ما السؤدد؟


قال: اصطناع [3] العشيرة، و احتمال الجريرة [4] .

قال: فما الغني؟

قال: قلة أمانيك، و الرضي بما يكفيك.

قال: فما الفقر؟

قال: الطمع، و شدة القنوط.

قال: فما اللوم؟

قال: احراز المرء نفسه، و اسلامه عرسه.

قال: فما الخرق؟

قال: معاداتك أميرك، و من يقدر علي ضرك و نفعك.

ثم التفت الي الحارث الأعور فقال: يا حارث، علموا هذه الحكم أولادكم، فانها زيادة في العقل و الحزم و الراي [5] .



پاورقي

[1] المغرم: ما يلزم به الانسان من غرامة، أو يصاب به في ماله من خسارة و ما يلحق به من المظالم (مجمع البحرين: ج 2 ص 1317 «غرم»).

[2] في بحارالأنوار: «فما السرقة».

[3] الاصطناع: افتعال من الصنيعة؛ و هي العطية و الکرامة و الاحسان (النهاية: ج 3 ص 56 «صنع»).

[4] الجريرة: الجناية و الذنب (النهاية: ج 1 ص 258 «جرر»).

[5] معاني الاخبار: ص 401 ح 62، بحارالأنوار: ج 72 ص 194 ح 14.