بازگشت

الحكمة الحقيقية


الحكمة الحقيقية عبارة عن نور و بصيرة تحصل للانسان عن طريق تطبيق الحكمة العملية


في الحياة. و الواقع هو أن الحكمة العلمية مقدمة للحكمة العملية و الحكمة العملية تمثل نقطة البدء في الحكمة الحقيقية، و ما لم يصل الانسان الي هذه المرتبة من الحكمة فلا يعتبر حكيما علي وجه الحقيقة و ان عد أكبر أساتذة الحكمة.

ان الحكمة الحقيقية في الواقع هي عبارة عن جوهر العلم و نوره و هي علم النور، و لذا تترتب عليها خواص العلم الحقيقي و آثاره التي يأتي علي رأسها خشية الله و مخافته كما جاء بذلك الذكر الحكيم بقوله: (انما يخشي الله من عباده العلموا) [1] .

و قد رتب هذا الأثر بعينه في كلام النبي الاعظم صلي الله عليه و آله علي الحكمة الحقيقية حيث قال:

«خشية الله عزوجل رأس كل حكمة» [2] .

ان الحكمة الحقيقية هي قوة عقلانية تضاد الميول النفسانية و كلما اشتدت هذه القوة ضعفت في قبالها تلك الميول الي أن تضمحل و تزول بشكل تام، فيحيا العقل بشكل كامل و يمسك بزمام الانسان و تتهيا الارضية بعد ذلك لزوال و اندثار كافة القبائح من وجوده، فتكون الحكمة بالمال ملازمة للعصمة و مقرونة بها، فتحصل بذلك صفة الحكيم و العالم الحقيقي للانسان، ثم يصل و هو في أعلي مراتب العلم و الحكمة الي أرقي مراتب معرفة النفس و معرفة الله فينال بذلك مقام الامامة [3] .

في ضوء ما تقدم فان الانبياء الالهيين و أوصيائهم الذين ارتقوا الي قمة الحكمة العلمية و العملية و الحقيقية مكلفون من قبل الله سبحانه بتعليم الحكمة و الحكمة للناس.



پاورقي

[1] فاطر: 28.

[2] الفردوس: ج 2 ص 193 ح 2964 عن أنس بن مالک، کنز العمال: ج 3 ص 141 ح 5872.

[3] راجع: موسوعة العقائد الاسلامية: ج 2 ص 73 (تحقيق في معني الحکمة و أقسامها).