بازگشت

المدخل


الاصل في «الحكمة» لغة «الحكم» بمعني «المنع»؛ و ذلك لمنع الحكم بالعدل من الظلم. و سمي لجام الفرس و باقي الدواب بالحكمة لأنها تمنعها، و سمي العلم بالحكمة لأنها تمنع من الجهل [1] و يطلق علي كل أمر متقن انه «محكم» [2] .

و نقل الآلوسي في تفسيره روح المعاني في بيان لفظ «الحكمة» نقلا عن كتاب البحر: «ان فيها تسعة و عشرون قولا لأهل العلم، قريب بعضها من بعض. وعد بعضهم الاكثر منها اصطلاحا و اقتصارا علي ما رآه القائل فردا مهما من الحكمة، و الا فهي في الاصل مصدر من الأحكام، و هو الاتقان في علم أو عمل أو قول أو فيها كلها» [3] .

و علي هذا الاساس فان الحكمة لغة تحكي عن نوع من الاتقان و الاحكام، فهي تطلق علي كل شي ء متقن ماديا كان أويا معنويا.



پاورقي

[1] قال ابن فارس: «الحاء و الکاف و الميم،: أصل واحد و هو المنع، و أول ذلک الحکم، و هو المنع من الظلم، و سميت حکمة الدابة لأنها تمنعها... و الحکمة هذا قياسها؛ لأنها تمنع من الجهل» (معجم مقاييس اللغة: ج 2 ص 91).

[2] قال في الصحاح (ج 5 ص 1902): «أحکمت الشي‏ء فاستحکم، أي صار محکما).

[3] روح المعاني: ج 3 ص 41.