بازگشت

ما قيل من المراثي فيه


1 - جا، ما: المفيد، عن محمد بن عمران، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله ابن أبي سعد، عن مسعود بن عمرو، عن إبراهيم بن داحة قال: أول شعررثي به الحسين بن علي عليه السلام قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب:



إذا العين فرت في الحياة و أنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها



مررت علي قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها



فما زلت أرثيه و أبكي لشجوه

و يسعد عيني دمعها و زفيرها



و بكيت من بعد الحسين عصائب

أطافت به من جانبيها قبورها



سلام علي أهل القبور بكربلا

و قل لها مني سلام يزورها



سلام بآصال العشي و بالضحي

تؤديه نكباء الرياح و مورها



و لا برح الوفاد زوار قبره

يفوح عليهم مسكها و عبيرها



قب: مرسلا مثله [1] بيان: النكباء الريح الناكبة التي تنكب عن مهاب الرياح القوم ذكره الجوهري و قال الفيروزآبادي: ريح انحرفت و وقعت بين ريحين أو بين الصبا و الشمال، و المور بالضم الغبار بالريح [2] 2 - قب: الكميت:



أضحكني الدهر و أبكاني

و الدهر ذوصرف و ألوان



لتسعة بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن أكفان






و ستة لا يتجازي بهم

بنو عقيل خير فرسان



ثم علي الخير مولاهم

ذكرهم هيج أحزاني [3] .



بيان: التجازي التقاضي: 3 - قب: السري الرفا [4] :



أقام روح و ريحان علي جدث

ثوي الحسين به ظمآن آمينا



كأن أحشاءنا من ذكره أبدا

تطوي علي الجمر أو تحشي السكاكينا



مهلا فما نقضوا أوتار والده

و إنما نقضوا في قتله الدينا



بيان: لعل الاوتار جمع وتر القوس كناية عن العهود و المواثيق [5] 4 - قب: دعبل:



هلابكيت علي الحسين و أهله

هلا بكيت لمن بكاه محمد



فلقد بكته في السماء ملائك

زهر كرام راكعون و سجد



لم يحفظوا حب النبي محمد

إذ جرعوه حرارة ما تبرد



قتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه

فالثكل من بعد الحسين مبدد



هذا حسين بالسيوف مبضع

متخضب بدمائه مستشهد



عار بلاثوب صريع في الثري

بين الحوافر و السنابك يقصد



كيف القرار و في السبايا زينب

تدعو بفرط حرارة يا أحمد



يا جد إن الكلب يشرب آمنا

ريا و نحن عن الفرات نطرد



يا جد من ثكلي و طول مصيبتي

و لما اعاينه أقوم و أقعد



بيان: قوله: فالثكل من بعد الحسين مبدد أي تفرق و كثر القتل و الثكل بغدقتله عليه السلام في أولاد الرسول صلي الله عليه و آله أو سائر الخلق أيضا، و لا يبعد أن يكون فالكل فصحف


5 - قب: كشاجم:



إذا تفكرت في مصابهم

أثقب زند الهموم قادحه



فبعضهم قربت مصارعه

و بعضهم بعدت مطارحه



أظلم في كربلاء يومهم

ثم تجلي و هم ذبائحه



ذل حماه و قل ناصره

و نال أقوي مناه كاشحه



خالد بن معدان:



جاؤا برأسك يا ابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

في قتلك التنزيل و التأويلا



و كأنما بك يا ابن بنت محمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



و يكبرون بأن قتلت و إنما

قتلوا بك التكبير و التهليلا



سليمان بن قتة [6] الهاشمي:



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت



ألم تر أن الارض أضحت مريضة

لفقد حسين و البلاد اقشعرت



و إن قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقاب المسلمين فذلت



و كانوا رجاء ثم عادوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلت



السوسي:



لهفي علي السبط و ما ناله

قد مات عطشانا بكرب الظما



لهفي لمن نكس عن سرجه

ليس من الناس له من حما






لهفي علي بدر الهدي إذ علا

في رمحه يحكيه بدر الدجي



لهفي علي النسوة إذبرزت

تساق سوقا بالعنا و الجفا



لهفي علي تلك الوجوه التي

ابرزن بعد الصون بين الملا



لهفي علي ذاك العذار الذي

علاه بالطف تراب العرا



لهفي علي ذاك القوام الذي

حناه بالطف سيوف العدا



و له:



كم دموع ممزوجة بدماء

سكبتها العيون في كربلاء



لست أنساه بالطفوف غريبا

مفردا بين صحبه بالعراء



و كأني به و قد خرفي الترب

صريعا مخضبا بالدماء



و كأني به و قد لحظ النسوا

ن يهتكن مثل هتك الاماء



و له:



جودي علي حسين يا عين بانغزار

جودي علي الغريب إذا الجار لا يجار



جودي علي النساء مع الصبية الصغار

جودي علي القتيل مطروح في القفار



(و له):



ألا يا بني الرسول لقد قل الاصطبار

ألا يا بني الرسول خلت منكم الديار



ألا يا بني الرسول فلا قر لي قرار

و له:



لا عذر للشيعي يرقأ دمعه

و دم الحسين بكربلاء اريقا



يا يوم عاشورا لقد خلفتني

ما عشت في بحر الهموم غريفا



فيك استبيح حريم آل محمد

و تمزقت أسبابهم تمزيقا



ءأذوق ري الماء و ابن محمد

لم يرو حتي للمنون اذيقا



و له:



و كل جفني بالسهاد

مذعرس الحزن في فؤادي



ناع نعي بالطفوف بدرا

أكرم به رائحا و غادي






نعي حسينا فدته روحي

لما أحاطت به الاعادي



في فتية ساعدوا و واسوا

و جاهدوا أعظم الجهاد



حتي تفانوا و ظل فردا

و نكسوه عن الجواد



و جاء شمر إليه حتي

جرعه الموت و هو صاد



و ركب الرأس في سنان

كالبدر يجلو دجي السواد



و احتملوا أهله سبايا

علي مطايا بلامهاد



و له أيضا:



ءأنسي حسينا بالطفوف مجدلا

و من حوله الاطهار كالانجم الزهر



ءأنسي حسينا يوم سير برأسه

علي الرمح مثل البدر في ليلة البدر



ءأنسي السبايا من بنات محمد

يهتكن من بعد الصيانة و الخدر



بيان: و هو صاد أي عطشان 6 - قب العوني:



فيابضعة من فؤاد النبي

بالطف أضحت كثيبا مهيلا



و يا كبدا من فؤاد البتول

بالطف شلت فأضحت أكيلا [7] .



قتلت فأبكيت عين الرسول

و أبكيت من رحمة جبرئيلا



و له:



يا قمرا غاب حين لاحا

أورثني فقدك المنايا



يانوب الدهر لم يدع لي

صرفك من حادث صلاحا



أبعد يوم الحسين ويحي

أستعذب اللهو و المزاحا



يا بأبي أنفس ظماء

ماتوا و لم يشروا المباحا



يا بأبي غرة هداة

باكرها حتفها صباحا



يا سادتي يا بني علي

بكي الهدي فقدكم و ناحا [8] .






يا سادتي يا بني إمامي

أقولها عنوة صراحا



أوحشتم الحجر و المساعي

آنستم القفر و البطاحا



أوحشتم الذكر و المثاني

و السور النول الفصاحا [9] .



بيان: النول كركع جمع النائل أي العطاء 7 - قب: و له:



لم أنس يوما للحسين و قد ثوي

بالطف مسلوب الرداء خليعا



ظمآن من ماء الفرات معطشا

ريان من غصص الحتوف نقيعا



يرنوإلي ماء الفرات بطرفه

فيراه عنه محرما ممنوعا



بيان: نقيعا أي كأنه نقع له سم الحتوف، أؤمن قولهم سم ناقع، أي بالغ وسم منقع أي مربي، و رنا إليه يرنو رنوا أدام النظر 8 - قب: الزاهي:



اعاتب عيني إذا أقصرت

وأفني دموعي إذا ما جرت



لذكراكم يا بني المصطفي

دموعي علي الخد قد سطرت



لكم و عليكم جفت غمضها

جفوني عن النوم و استشعرت



أمثل أجسادكم بالعراق؟

و فيها الاسنة قد كسرت



أمثلكم في عراص الطفوف

بدورا تكسف إذ أقمرت



غدت أرض يثرب من جمعكم

كخط الصحيفة إذأ قفرت



و أضحي بكم كربلا مغربا

لزهر النجوم إذا غورت [10] .



كاني بزينب حول الحسين

و منها الذوائب قد نشرت



تمرغ في نحره شعرها

و تبدي من الوجد ما أضمرت



و فاطمة عقلها طائر

إذا السوط في جنبها أبصرت






و للسبط فوق الثري شيبة

يفيض دم النحر قد عفرت



و رأس الحسين أمام الرفاق

كغرة صبح إذا أسفرت



و له أيضا:



لست أنسي النساء في كربلاء

و حسين ظام فر يد وحيد



ساجد يلثم الثري و عليه

قضب الهند ركع و سجود



يطلب الماء و الفرات قريب

و يري الماء و هو عنه بعيد



بيان: جفت أي أبعدت و قوله: جفوني فاعله، و قوله: عن النوم متعلق به بتضمين معني الفرار و نحوه، أي أبعدت و تركت جفوني غمضها و ضمها فرارا عن النوم، و استشعرت أي أضمرت حزنا يقال: استشعر فلان خوفا أي أضمره قوله: إذأ قمرت أي قبل أن تصل إلي البدرية و الكمال تكسفت، قوله: إذ أقفرت أي خلت أرض يثرب منكم فبقي منكم فيها آثار خربة كخط الصحيفة يقال: سيف قاضب و قضيب أي قطاع و الجمع قواضب و قضب 9 - قب: الناشي:



مصائب نسل فاطمة البتول

نكت حسراتها كبد الرسول



ألا بأبي البدور لقين كسفا

و أسلمها الطلوع إلي الافول



ألا يا يوم عاشورارماني

مصابي منك بالداء الدخيل



كاني بإبن فاطمة جديلا

يلاقي الترب بالوجه الجميل



يجرن في الثري قدا و نحرا

علي الحصباء بالخد التليل



صريعا ظل فوق الارض أرضا

فواأسفا علي الجسم النحيل



أعاديه توطأه و لكن

تخطاه العتاق من الخيول



و قد قطع العداة الرأس منه

و علوه علي رمح طويل



و قد برز النساء مهتكات

يجز زن الشعور من الاصول



يسرن مع اليتامي من قتيل

يخضب بالدماء إلي قتيل



فطورا يلتثمن بني علي

و طورا يلتثمن بني عقيل






و فاطمة الصغيرة بعد عز

كساها الحزن أثواب الذليل



تنادي جدها يا جد إنا

طلبنا بعد فقدك بالذحول



بيان: قال الفيروزآبادي: داء وحب دخيل أي داخل و الجديل الصريع و جرن الحب طحنه، و جرن الثوب جرونا انسحق، و القد القامة، و تله للجبين أي صرعه، و الذحول جمع الذحل يقال: طلب بذحله أي بثأره 10 - قب: المرتضي:



إن يوم الطف يوما كان للدين عصبيا

لم يدع للقلب مني في المسرات نصيبا



لعن الله رجالا أترعوا الدنيا غصوبا

سالمواعجزا فلما قدروا شنوا الحروبا



طلبوا أوتار بدر عندنا ظلما و حوبا

و له:



لقد كسرت للدين في يوم كربلا

كسائر لا تؤسي و لا هي تجبر



فإما سبي بالرماح مسوق

و إما قتيل بالتراب معفر



و جرحي كما اختارت رماح و أنصل

و صرعي كما شاءت ضباع و أنسر



بيان: يوم عصيب أي شديد، وأترعه أي ملاه، و الترع محركة الاسراع إلي الشر، و ترع فلان كفرح اقتحم الامور مرحا و نشاطا، و الحوب بالضم الاثم و الهلاك و البلاء قوله: لا تؤسي من أسوت الجرح أي داويته الرضي:



كربلا لا زلت كربا و بلا

ما لقي عندك آل المصطفي [11] .



كم علي تربك لماصرعوا

من دم سأل و من دمع جري



و ضيوف لفلاة قفرة

نزلوا فيها علي غيرقري



لم يذوقوا الماء حتي اجتمعوا

بحدي السيف علي ورد الردي



تكسف الشمس شموس منهم

لا تدانيها علوا و ضيا






و تنوش الوحش من أجسادهم

أرجل السبق و أيمان الندا



و وجوها كالمصابيح فمن:

قمرغاب و من نجم هوي



غيرتهن الليالي و غدا

جائر الحكم عليهن البلي



يا رسول الله لو عاينتهم

و هم ما بين قتل و سبأ



من رميض يمنع الظل و من

عاطش يسقي أنابيب القنا



و مسوق عاثر يسعي به

خلف محمول علي وطا



جزروا جزر الاضاحي نسله

ثم ساقوا أهله سوق الا ما



قتلوه بعد علم منهم

أنه خامس أصحاب الكسا



ميت تبكي له فاطمة

و أبوها و علي ذوالعلا



و له أيضا:



شغل الدموع عن الديار بكاؤها

لبكاء فاطمة علي أولادها



لم يخلفوها في الشهيد و قد رأي

دفع الفرات يذاد عن ورادها



أ تري درت أن الحسين طريدة

لقنا بني الطرداء عند ولادها



كانت مآتم بالعراق تعدها

أموية بالشام من أعيادها



ماراقبت غضب النبي و قد غدا

زرع النبي مظنة لحصادها



جعلت رسول الله من خصمائها

فلبئس ما ادخرت ليوم معادها



نسل النبي علي صعاب مطيها

و دم الحسين علي رؤوس صعادها



وا لهفتاه لعصبة علوية

تبعت أمية بعد ذل قيادها



جعلت عران الذل في آنافها

و غلاظ وسم الضيم في أجيادها



و استأثرت بالامر عن غيابها

و قضت بما شاءت علي أشهادها



طلبت تراث الجاهلية عندها

و شفت قديم الغل من أحقادها



يا يوم عاشوراء كم لك لوعة

تترقص الاشياء من إيقادها



أقول: و في بعض الكتب فيه زيادة:



إن قوضت تلك القباب فانها

خرت عماد الدين قبل عمادها






هي صفوة الله التي أوحي بها

و قضي أوامره إلي أمجادها



يروي مناقب فضلها أعداؤها

أبدا فيسندها إلي أضدادها



يا فرقة ضاعت دماء محمد

و بنيه بين يزيدها و زياد ها



صغرا بمال الله مل ء أكفها

وأكف آل الله في أصفادها



ضربوا بسيف محمد أبنائه

ضرب الغرائب عدن بعد ذيادها



يا يوم عاشوراء كم لك لوعة

تترقص الاحشاء من إيقادها



ما عدت إلا عاد قلبي علة

حزني و لو بالغت في إيرادها



بيان: قوله: بحدي السيف أي حداهم السيف حتي اجتمعوا علي نوبة هلاكهم، أو علي ما يورد عليه من الهلاك، و يمكن أن يكون بحد السيف علي التخفيف لضرورة الشعر، و في بعض النسخ بحذا السيف أي قبال السيف، قوله: تكسف الشمس أي هم شموس كل منهم يغلب نوره نور الشمس و يكسفها، و النوش التناول قوله: جائر الحكم حال عن البلي، أي بلي كثير كأنه جار في الحكم و لعل مراده المعصوم فانه لا يتطرق إليه البلي، مع أنه في الشعر قد لا يراعي تلك الامور قوله: شغل الدموع أي شغل البكاء علي تلك المصيبة الدموع عن انصبابها لذكر ديار المحبوبين و منازلهم، فالضمير في بكاؤها راجع إلي العيون بقرينة المقام، و الاصوب شغل العيون أي عن النظر إلي الديار، قوله: لم يخلفوها أي لم يرعوا حرمة فاطمة في الشهيد، و الدفع بضم الدال و فتح الفآء جمع الدفعة أي دفعات الفرات و انصباباتها، و الدفاع: طحمة الموج و السيل قوله: درت أي علمت فاطمة عليها السلام قوله: بني الطرداء أي أبناء الذين كانوا مطرودين ملعونين حين تلد فاطمة تلك الاولاد، و الزرع الولد، وهنا معناه الآخر مرعي و الصعدة القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلي تثقيف، و الصعاد جمعها و العران العود الذي يجعل في وترة أنف البختي


11 - قب: آخر:



تبيت النشاوي من أمية نومأ

و بالطف قتلي ما ينام حميمها



و ما قتل الاسلام إلا عصابة

تأمر نوكاها و نام زعيمها



فأضحت قناة الدين في كف ظالم

إذا اعوج منها جانب لا يقيمها



غيره:



و اخجلة الاسلام من أضداده

ظفروا له بمعايب و معا ير



آل العزير يعظمون حماره

و يرون فوزا لثمهم للحافر



و سيوفكم بدم ابن بنت نبيكم

مخضوبة لرضي يزيد الفاجر



و في رواية:



و اخجلة الاسلام من أضداده

ظفروا له بمعايب و معا ير [12] .



رأس ابن بنت محمد و وصيه

تهدي جهارا للشقي الفاجر



الصنوبري:



يا خير من لبس النبوة من جميع الانبياء

وجدي علي سبطيك وجد ليس يؤذن بانقضاء



هذا قتيل الاشقياء و ذا قتيل الادعياء

يوم الحسين هرقت دمع الارض بل دمع السماء



يوم الحسين تركت باب العز مهجور الفناء

يا كربلا خلفت من كرب علي و من بلاء



كم فيك من وجه تشرب ماؤه ماء البهاء

نفسي فداء المصطلي نار الوغي أي اصطلاء



حيث الاسنة في الجواشن كالكواكب في السماء

فاختار درع الصبر حيث الصبر من لبس السناء






و أبا إباه الاسد إن الاسد صادقة الاباء

و قضي كريما إذ قضي ظمآن في نفر ظماء



منعوه طعم الماء لا وجدوا لماء طعم ماء

من ذا لمعفور الجواد ممال أعواد الخباء



من للطريح الشلو عريانا مخلي بالعراء

من للمحنط بالتراب و للمغسل بالدماء



من لا بن فاطمة المغيب عن عيون الاولياء

بيان، الشلو - بالكسر - العضو من أعضاء اللحم، و أشلاء الانسان أعضاؤه بعد التفرق 12 - قب: للشافعي:



تأوه قلبي و الفؤاد كئيب

و أرق نومي فالسهاد عجيب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

و إن كرهتها أنفس و قلوب



ذبيح بلاجرم كأن قميصه

صبيغ بماء الارجوان خضيب



فللسيف إعوال و للرمح رنة

و للخيل من بعد الصهيل نحيب



تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لهم صم الجبال تذوب



و غارت نجوم و اقشعرت كواكب

و هتك أستار وشق جيوب



يصلي علي المبعوث من آل هاشم

و يغزي بنوه إن ذا لعجيب



لئن كان ذنبي حب آل محمد

فذلك ذنب لست عنه أتوب



هم شفعائي يوم حشري و موقفي

إذا ما بدت للناظرين خطوب



الجوهري:



عاشورنا ذاألالهفي علي الدين

خذوا حدادكم يا آل ياسين



اليوم شقق جيب الدين و انتهبت

بنات أحمد نهب الروم و الصين



اليوم قام بأعلا الطف نادبهم

يقول: من ليتيم أو لمسكين



اليوم خضب جيب المصطفي بدم

أمسي عبير نحور الحور و العين






اليوم خرنجوم الفخر من مضر

علي مناخر تذليل و توهين



اليوم أطفئ نور الله متقدا

و جزرت لهم التقوي علي الطين [13] .



اليوم هتك أسباب الهدي مزقا

و برقعت عزة الاسلام بالهون



اليوم زعزع قدس من جوانبه

و طاح بالخيل ساحات الميادين



اليوم نال بنو حرب طوائلها

مما صلوه ببدر ثم صفين



اليوم جدك سبط المصطفي! شرقا

من نفسه بنجيع مسنون



إيضاح الحداد بالكسر ثياب المآتم السود، و طاح أي هلك و سقط الطوائل جمع طائلة، و هي العداوة و الترة، و النجيع من الدم ما كان إلي السواد و قيل: هو دم الجوف خاصة، و المسنون المتغير المنتن، و قوله شرقا فعل و الالف للاشباع أي شرق بسبب مصيبة من هو بمنزلة نفسه بدم طري من الحزن 13 - قب: شاعر:



يا كربلا يا كربتي و زفرتي

كم فيك من ساق و من جمجمة



و من يمين بالحسام بينت

للفاطميات العظام الحرمة



قد خر أركان العلي و انهدت

و غلقت أبوابه وسدت



تلك الرزايا عظمت وجلت

آخر:



كم سيد لي بكربلا فديته السيد الغريب

كم سيد لي بكربلا للموت في صدره وجيب



كم سيد لي بكربلا عسكره بالعرا نهيب

كم سيد لي بكربلا ليس لما يشتهي طبيب



كم سيد لي بكر بلا خاتمه و الرداء سليب

كم سيد لي بكربلا خضب من نحره المشيب






كم سيد لي بكربلا ملثمه و الردا خضيب

كم سيد لي بكربلا يسمع صوتي و لا يجيب



كم سيد لي بكربلا ينقر في ثغره القضيب

آخر:



رأس ابن بنت محمد و وصيه

للناظرين علي قناة يرفع



و المسلمون بمنظر و بمسمع

لا منكر منهم و لا متفجع



كحلت بمنظرك العيون عماية

و أصم رزءك كل اذن يسمع



أيقظت أجفانا و كنت لها كري

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع



ما روضة إلا تمنت أنها

لك منزل و لخط قبرك مضجع



آخر:



إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي

لآل رسول الله و انهل عبرتي



هو اليوم فيه اغبرت الارض كلها

وجوما عليها و السماء اقشعرت



اريقت دماء الفاطميين بالملا

فلو عقلت شمس النهار لخرت



بنفسي خدود في التراب تعفرت

بنفسي جسوم بالعراء تعرت



بنفسي رؤس معليات علي القنا

إلي الشام تهدي بازفات الاسنة [14] .



بنفسي شفاه ذابلات من الظما

و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة



بنفسي عيون غائرات سواهر

إلي الماء منها قطرة بعد قطرة



بنفسي من آل النبي خرائد

حواسر لم تعرف عليهم بسترة



إيضاح قال الجوهري: وجم من الامر وجوما و الواجم الذي اشتد حزنه حتي أمسك عن الكلام و يوم و جيم أي شديد الحر، و قال الفيروزآبادي: الزفت: الملء و الغيظ و الطرد و السوق و الدفع و المنع و بالكسر القار و المزفت المطلي به و الظاهر بارقات كما ستجيئ، و الخريدة من النساء الحيية، و الجمع خرائد قوله لم تعرف من العرف و المعروف بمعني الاحسان


14 - قب: لابي الفرج ابن الجوزي [15] :



أ حسين و المبعوث جدك بالهدي

قسما يكون الحق فيه مسائلي



لو كنت شاهد كربلا لبذلت في

تنتفيس كربك جهد بذل الباذل



و سقيت حد السيف من أعدائكم

جللا و حد السمهري الذابل [16] .



لكنني اخرت عنك لشقوتي

فبلابلي بين الغري و بابل



إذ لم أفز بالنصر من أعدائكم

فأقل من حزن و دمع سائل



آخر:



يا حر صدري يا لهيب الحشا

انهد ركني يا أخي و القوا



كنت أخي ركني و لم يبق لي

ذخر و لا ركن و لا ملتجا



و كنت أرجوك فقد خانني

ما كنت أرجوه فخاب الرجا



(أ) يا ابن أمي لو تأملتني

رأيت مني ما يسر العدا



حل بأعدائك ماحل بي

من ألم السير و ذل السبا



و يا شيقيقي أنا أفديك من

يومك هذا و أكون الفدا



و لا هنأني العيش يا سيدي

ما عشت من بعدك أو ادفنا



آخر:



يامن رأي حسينا شلوا لدي الفلاة

و الرأس منه عال في ذروة القناه



و زينب تنادي قد قتلوا حماتي

يا جد لو ترانا أسري مهتكات



توضيح الجلل بالتحريك العظيم، و السمهري: الرمح الصلب، و البلابل شدة الهموم و الوساوس


15 - أقول: رأيت في بعض مؤلفات المتأخرين أنه قال: حكي دعبل الخزاعي قال: دخلت علي سيدي و مولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام في مثل هذه الايام فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب، و أصحابه من حوله، فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده و لسانه، ثم إنه وسع لي في مجلسه و اجلسني إلي جانبه، ثم قال لي: يا دعبل احب أن تنشدني شعرا فان هذه الايام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، و أيام سرور كانت علي أعدائنا خصوصا بني أمية، يا دعبل من بكي و أبكي علي مصابنا و لو واحدا كان أجره علي الله يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا و بكي لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكي علي مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة ثم إنه عليه السلام نهض، و ضرب سترا بيننا و بين حرمه، و أجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا علي مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت إلي و قال لي: يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا و ما دحنا ما دمت حيا، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت قال دعبل: فاستعبرت و سالت عبرتي و أنشأت أقول:



أ فاطم لو خلت الحسين مجدلا

و قد مات عطشانا بشط فرات



إذا للطمت الخد فاطم عنده

و أجريت دمع العين في الوجنات



أ فاطم قومي يا ابنة الخير و اندبي

نجوم سماوات بأرض فلاة



قبور بكوفان و اخري بطيبة

و اخري بفخ نالها صلواتي



قبورببطن النهر من جنب كربلا

معرسهم فيها بشط فرات



توافواعطاشا بالعراء فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي



إلي الله أشكولوعة عند ذكرهم [17] .

سقتني بكأس الثكل و الفضعات



إذا فخروا يوما أتوا بمحمد

و جبريل و القرآن و السورات



وعدوا عليا إذا المناقب و العلا

و فاطمة الزهراء خير بنات



و حمزة و العباس ذا الدين و التقي

و جعفرها الطيار في الحجبات






أولئك مشؤمون هندا و حربها

سمية من نوكي و من قذرات



هم منعوا الآباء من أخذ حقهم

و هم تركوا الابناء رهن شتات



سأبكيهم ما حج الله راكب

و ما ناح قمري علي الشجرات



فياعين بكيهم وجودي بعبرة

فقد آن للتسكاب و الهملات



بنات زياد في القصور مصونة

و آل رسول الله منهتكات



و آل زياد في الحصون منيعة

و آل رسول الله في الفلوات



ديار رسول الله أصبحن بلقعا

و آل زياد تسكن الحجرات



و آل رسول الله نحف جسومهم

و آل زياد غلظ القصرات [18] .



و آل رسول الله تدمي نحورهم

و آل زياد ربة الحجلات



و آل رسول الله تسبي حريمهم

و آل زياد آمنوا السربات



إذا وتروا مدوا إلي واتريهم

أكفا من الاوتار منقبضات



سأبكيهم ما ذر في الارض شارق

و نادي منادي الخير للصلوات



و ما طلعت شمس و حان غروبها

و بالليل أبكيهم و بالغدوات



أقول: سيأتي تمام القصيدة و شرحها في أبواب تأريخ الرضا عليه السلام 16 - و رأيت في بعض مؤلفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثي فأحببت إيرادها: للشيخ الخليعي:



لم أبك ربعا للاحبة قد خلا

و عفا و غيره الجديد وأمحلا



كلا و لا كلفت صحبي وقفة

في الدار إن لم أشف ضبا عللا



و مطارح النادي و غزلان النقا

و الجزع لم أحفل بها متغزلا



و بواكر الاظعان لم أسكب لها

دمعا و لا خل نآي وترحلا



لكن بكيت لفاطم و لمنعها

فدكا و قد أتت الخؤن الاولا



إذ طالبته بإرثها فروي لها

خبرا ينافي المحكم المتنرلا



لهفي لها و جفونها قرحي و قد

حملت من الاحزان عبئا مثقلا






و قد اغتدت منفية و حميها

متطيرا ببكائها متثقلا



تخفي تفجعها و تخفض صوتها

و تظل نادبة أباها المرسلا



تبكي علي تكدير دهر ما صفا

من بعده و قرير عيش ما حلا



لم أنسها إذ أقبلت في نسوة

من قومها تروي مدامعها الملا



و تنفست صعدا و نادت أيها

الانصار يا أهل الحماية و الكلا



أ ترون يا نجب الرجال و أنتم

أنصارنا و حماتنا أن نخذلا



مالي و ما لدعي تيم ادعي

إرثي و ضل مكذبا و مبدلا



أ عليه قد نزل الكتاب مبينا

حكم الفرائض أم علينا نزلا



أم خصه المبعوث منه بعلم ما

أخفاه عنا كي نضل و نجهلا



أم أنزلت آي بمنعي إرثه

قد كان يخفيها النبي إذا تلا



أم كان في حكم النبي و شرعه

نقص فتممه الغوي و كملا



أم كان ديني دين أبي فلا

ميراث لي منه و ليس له و لا



قوموا بنصري إنها لغنيمة

لمن اغتدي لي ناصرا متكفلا



و استعطفوه و خوفوه و أشهدوا

ذلي له و جفاه لي بين الملا



إن لج في سخطي فقد عدم الرضي

من ذي الجلال و للعقاب تعجلا



أو دام في طغيانه فقد اقتني

لعنا علي مر الزمان مطولا



أين المودة و القرابة يا ذوي الا

يمان ما هذا القطيعة و القلا



أ فهل عسيتم إن توليتم بأن

تمضوا علي سنن الجبابرة الاولي



و تنكبوا نهج السبيل بقطع ما

أمر الاله عباده أن يوصلا



و لقد أزالكم الهوي و أحلكم

دار البوار من الجحيم و أدخلا



و لسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا

ولدي برمضاء الطفوف مجدلا



في قتية مثل البدور كواملا

عرض المحاق بها فأضحت آفلا



و أقوم من خلل اللحود حزينة

و القوم قد نزلت بهم البلا



و يروعني نقط القنا بجسومهم

و يسوؤني شكل السيوف علي الطلي






فاقبل النحر الخضيب و أمسح

الوجه التريب مضمخا و مرملا



و يقوم سيدنا النبي و رهطه

متلهفا متأسفا متقلقلا



فيري الغريب المستضام النازح

الاوطان ملقي في الثري ما غسلا



و تقوم آسية و تأتي مريم

يبكين من كربي بعرصة كربلا



و يطفن حولي نادبات الجن إ شفا

قاعلي يفضن دمعا مسبلا



و تضج أملاك السماء لعبرتي

و تعج بالشكوي إلي رب العلي



وأري بناتي يشتكين حواسرا

نهب المعاجر والهات ثكلا



وأري إمام العصر بعد أبيه في

صفد الحديد مغللا و معللا



وأري كريم مؤملي في ذابل

كالبدر في ظلم الدياجي يجتلي



يهدي إلي الرجس اللعين فيشتفي

منه فؤاد بالحقود قد امتلا



و يظل يقرع منه ثغرا طالما

قدما ترشفه النبي و قبلا



و مضلل أضحي يوطئ عذره

و يقول و هو من البصيرة قد خلا



لو لم يحرم أحمد ميراثه

لم يمنعوه أهله و تأولا



فأجبته: إصر بقلبك أم قذا

في العين منك عدتك تبصرة الجلا



أو ليس أعطاها ابن خطاب لحيد

رة الرضا مستعتبا متنصلا



أ تراه حلل ما رآه محرما

أم ذاك حرم ما رآه محللا



يا راكبا تطوي المهامه عيسه

طي الردا و تجوب أجواز الفلا



عرج بأكناف الغري مبلغا

شوقي و ناد بها الامام الا فضلا



و من العجيب تشوقي لمزار من

لم يتخذ إلا فؤادي منزلا



فاحبس و قل يا خير من وطي ءالثري

و أعزهم جارا و أعذب منهلا



لو شئت قمت بنصر بضعة أحمد

الهادي بعقد عزيمة لن تحللا



و رميت أعداء الرسول بجمرة

من حد سيفك حرها لا يصطلي



لكن صبرت لان تقام عليهم

حجج الاله و لن تري أن تعجلا



كيلا يقولوا إن عجلت عليهم

كنا نراجع أمرنا لو أمهلا






مولاي يا جنب الاله و عينه

يا ذا المناقب و المراتب و العلا



إحياؤك العظم الرميم و ردك

الشمس المنيرة و الدجي قد أسبلا



و خضوعها لك في الخطاب و قولها

يا قادرا يا قاهرا يا أولا



و كلام أصحاب الرقيم وردهم

منك السلام و ما استنار و ما انجلي



و حديث سلمان و نصرته علي

أسد الفرات و علم ما قد أشكلا



لا يستفز ذوي النهي و يقل من

أن يرتضي و يجل من أن يذهلا



أخذ الاله لك العهود علي الوري

في الذر لما أن برأ و بك ابتلي



في يوم قال لهم: ألست بربكم

و علي مولاكم معا؟ قالوا: بلي



قسما بوردي من حياض معارفي

و بشربي العذب و الرحيق السلسلا



و من استجارك من نبي مرسل

و دعا بحقك ضارعا متوسلا



لو قلت إنك رب كل فضيلة

ما كنت فيما قلته متنحلا



أوبحت بالخطر الذي أعطاك رب

العرش كادوني و قالوا قد غلا



فإليك من تقصير عبدك عذره

فكثير ما انهي يراه مقللا



بل كيف يبلغ كنه وصفك قائل

و الله في علياك أبلغ مقولا



و نفائس القرآن فيك تنزلت

و بك اغتدي متحليا متجملا



فاستجلها بكرا فأنت مليكها

و علي سواك تجل من أن تجتلي [19] .



و لئن بقيت لانظمن قلائد

ينسي ترصعها النظام الاولا



شهد الاله بأنني متبرئ

من حبتر و من الدلام و نعثلا



و براءة الخلعي من عصب الخنا

تبني علي أن البراأصل الولا



قصيدة لا بن حماد رحمه الله:



مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا

و كدر من دهري و عيشي ما حلا



فما هل شهر العشر إلا تجددت

بقلبي أحزان توسدني البلي






و أذكر مولاي الحسين و ما جري

عليه من الارجاس في طف كربلا



فو الله لا أنساه بالطف قائلا

لعترته الغر الكرام و من تلا



ألا فانزلوا في هذه الارض و اعلموا

بأني بها أمسي صريعا مجدلا



و اسقي بها كأس المنون علي ظما

و يصبح جسمي بالدماء مغسلا



و لهفي له يدعو اللئام تأملوا

مقالي يأشر الانام و أرذلا



ألم تعلموا أني ابن بنت محمد

و والدي الكرار للدين كملا



فهل سنة غيرتها أو شريعة

و هل كنت في دين الاله مبدلا؟



أحللت ما قد حرم الطهر أحمد

أحرمت ما قد كان قبل محللا



فقالوا له: دع ما تقول فاننا

سنسقيك كأس الموت غصبا معجلا



كفعل أبيك المرتضي بشيوخنا

و نشفي صدورا من ضغائنكم ملا



فأثني إلي نحو النساء جواده

و أحزانه منها الفؤاد قد امتلا



و نادي ألا يا أهل بيتي تصبروا

علي الضر بعدي و الشدائد و البلا



فاني بهذا اليوم أرحل عنكم

علي الرغم مني لا ملال و لا قلا



فقوموا جميعا أهل بيتي و أسرعوا

اودعكم و الدمع في الخد مسبلا



فصبرا جميلا و اتقوا الله إنه

سيجزيكم خير الجزاء و أفضلا



فأثني علي أهل العناد مبادرا

يحامي عن دين المهيمن ذي العلا



وصال عليهم كالهزبر مجاهدا

كفعل أبيه لن يزل و يخذلا



فمال عليه القوم من كل جانب

فألقوه عن ظهر الجواد معجلا



و خر كريم السبط يالك نكبة

بها أصبح الدين القويم معطلا



فأرتجت السبع الشداد و زلزلت

و ناحت عليه الجن و الوحش في الفلا



و راح جواد السبط نحو نسائه

ينوح و ينعي الظامئ المترملا



خرجن بنيات البتول حواسرا

فعاين مهر السبط و السرج قد خلا



فأدمين باللطم الخدود لفقده

و أسكبن دمعا حره ليس يصطلي






و لم أنس زينب تستغيث سكينة [20] .

أخي كنت لي حصنا حصينا و موئلا



أخي يا قتيل الادعياء كسرتني

و أورثتني حزنا مقيما مطولا



أخي كنت أرجو أن أكون لك الفدا

فقد خبت فيما كنت فيه اؤملا



أخي ليتني أصبحت عميا و لا أري

جبينك و الوجه الجميل مرملا



و تدعو إلي الزهراء بنت محمد

أيا ام ركني قد و هي و تزلزلا



أياام قد أمسي حبيبك بالعرا

طريحا ذبيحا بالدماء مغسلا



أياام نوحي فالكريم علي القنا

يلوح كالبدر المنير إذا انجلي



و نوحي علي النحر الخضيب و أسكبي

دموعا علي الخد التريب المرملا



و نوحي علي الجسم التريب تدوسه

خيول بني سفيان في أرض كربلا



و نوحي علي السجاد في الاسر بعده

يقاد إلي الرجس اللعين مغللا



فياحسرة ما تنقضي و مصيبة

إلي أن نري المهدي بالنصر أقبلا



إمام قيم الدين بعد خفائه

إمام له رب السماوات فضلا



أيا آل طه يا رجائي و عدتي

و عوني أيا أهل المفاخر و العلا



يمينا بأني ما ذكرت مصابكم

أياسادتي إلا أبيت مقلقلا



فحزني عليكم كل آن مجدد

مقيم إلي أن أسكن الترب و البلا



عبيدكم العبد الحقير محمد

كئيب و قد أمسي عليكم معولا



يؤملكم يا سادتي تشفعوا له

إذا ما أتي يوم الحساب ليسأ لا



فو الله ما أرجو النجاة بغيركم

غدا يوم آتي خائفا متوجلا



إذا فر مني والدي و مصاحبي

و عاينت ما قدمت في زمن الخلا



و منوا علي الحضار بالعفو في غد

لان بكم قدري و قدرهم علا



عليكم سلام الله يا آل أحمد

سلام علي مر الزمان مطولا




أيضا لا بن حماد:



أهجرت يا ذات الجمال دلالا

و جعلت جسمي للصدود خبالا



و سقيتني كأس الفراق مرارة

و منعت عذب رضا بك السلسالا



أسفا كما منع الحسين بكربلا

ماء الفرات و أوسعوه خبالا



و سقوه أطراف الاسنة و القنا

و يزيد يشرب في القصور زلالا



لم أنس مولاي الحسين بكربلا

ملقي طريحا بالدماء رمالا



وا حسرتاكم يستغيث بجده

و الشمر منه يقطع الاوصالا



و يقول يا جداه ليتك حاضر

فعساك تمنع دوننا الانذالا



و يقول للشمر اللعين و قد علا

صدرا تربي في تقي و دلالا



يا شمر تقتلني بغير جناية

حقا ستجزي في الجحيم نكالا



و اجتز بالعضب المهند رأسه

ظلما وهز برأسه العسالا [21] .



و علابه فوق السنان و كبروا

لله جل جلاله و تعالي



فارتجت السبع الطباق و أظلمت

و تزلزلت لمصابه زلزالا



و بكين إطباق السماء و أمطرت

أسفا لمصرعه دما قد سألا



يا ويلكم أتكبرون لفقد من

قتلوا به التكبير و التهلالا



تركوه شلوا في الفلاة و صيروا

للخيل في جسد الحسين مجالا



و لقد عجبت من الاله و حلمه

في الحال جل جلاله و تعالي



كفروا فلم يخسف بهم أرضا بما

فعلوا و أمهلهم به إمهالا



و غدا الحصان من الوقيعة عاريا

ينعي الحسين و قد مضي إجفالا



متوجها نحو الخيام مخضبا

بدم الحسين و سرجه قد ما لا



و تقول زينب يا سكينة قد أتي

فرس الحسين فانظري ذاالحالا



قامت سكينة عاينته محمحما

ملقي العنان فأعولت إعوالا



فبكت و قالت واشماتة حاسدي

قتلوا الحسين و أيتموا الاطفالا






ياعمتا جاء الحصان مخضبا

بدم الشهيد و دمعه قد سألا



لما سمعن الطاهرات سكينة

تنعي الحسين و تظهر الاعوالا



أبرزن من وسط الخدور صوارخا

يندبن سبط محمد المفضالا



فلطمن منهن الخدود و كشفت

منها الوجوه و أعلنت إعوالا



و خمشن منهن الوجوه لفقد من

نادي مناد في السماء و قالا



قتل الامام ابن الامام بكربلا

ظلما و قاسي منهم الا هوالا



و تقول يا جداه نسل أمية

قتلوا الحسين و ذبحوا الاطفالا



يا جدنا فعلوا علوج أمية [22] .

فعلا شنيعا يدهش الا فعالا



يا جدنا هذا الحسين بكربلا

قد بضعوه أسنة و نصالا



ملقي علي شاطئ الفرات مجدلا

في الغاضرية للوري أمثالا



ثم استباحوا في الطفوف حريمه

نهبوا السراة و قوضوا الاحمالا



و غدوا بزين العابدين مكتفا

فوق المطية يشتكي الا هو الا



يبكي أباه بعبرة مسفوحة

أسروه مضني لا يطيق نزالا [23] .



و آتوا به نحو الخيام و امه

تبكي و تسحب خلفه الاذيالا



و تقول ليت الموت جاء و لم أرا

هذي الفعال و أنظر الانذالا



لو كان والده علي المرتضي

حيا لجدل دونه الابطالا



و لفر جيش المارقين هزيمة

من سيفه لا يستطيع قتالا



يا ويلكم فستسحبون أذلة

و ستحملون بفعلكم أثقالا



فعلي ابن سعد و اللعين عبيده [24] .

لعن تجدد لا يزول زوالا



و علي محمد ثم آل محمد

روح و ريحان يدوم مقالا






و عليهم صلي المهيمن ما حدا

في البيد ركبان تسير عجالا [25] .



فمتي تعود لآل أحمد دولة

و نري لملك الظالمين زوالا؟



يا آل أحمد أنتم سفن النجا

و أنا و حقكم لكم أتوالي



أرجوكم لي في المعاد ذريعة

و بكم أفوز و أبلغ الآ ما لا



فلانتم حجج الاله علي الوري

من لم يقل ما قلت قال محالا



و الله أنزل هل أتي في مدحكم

و النمل و الحجرات و الا نفالا



و المرتقي من فوق منكب أحمد

منكم و لو رام السماء لنا لا



و عليكم نزل الكتاب مفصلا

و الله أنزله لكم إنزالا



نص بإذن الله لامن نفسه

ذو العرش نص به لكم إفضالا



فتكلم المختار لما جاءه

من ربه جبريلهم إرسالا



إذ قال: هذا وارثي و خليفتي

في أمتي فتسمعوا ما قالا



أفديكم آل النبي بمهجتي

و أبي و أبذل فيكم الاموالا



و أنا ابن حماد وليكم الذي

لم يرض غيركم و لم يتوالا



أصبحت معتصما بحبل ولائكم

جدا و إن قصر الزمان وطا لا



و أنا الذي أهواكم يا سادتي

أرجو بذاك عناية و نوالا



بعد الصلاة علي النبي محمد

ما غرد القمري و أرخي البا لا



(أقول: لبعض تلامذه والدي الماجد نور الله ضريحه، و هو محمد رفيع بن مؤمن الجيلي، تجاوز الله عن سيئاتهما و حشرهما مع سداتهما مراثي مبكية حسنة السبك، جزيلة الالفاظ، سألني إيرادها [26] لتكون لسان صدق له في الآخرين و هي هذه:


المرثية الاولي



كم لريب المنون من و ثبات

زعزعتني في رقدتي و ثباتي



كيف لي و الحمام أغرق في النز

ع و لا يخطئ الذي في الحياة



نفسي المقتضي مسرة نفسي

في بلوغي منيتي خطواتي



كيف يلتذ عاقل لحياة

هي أمطي الرحال نحو الممات



هل سليم المذاق يشها و يستصفي

اجاجا في وهدة الكدرات



هذه دار رحله غب حل

كالتي في الطريق وسط الفلاة



لامكان الثواء و الطمن و الا

من من الاخذ بغتة و البيات



بئست الدار إذ قد اجتمعت فيها

صنوف الاكالب الضاريات



ذل فيها اولو الشرافة و المجد

و عزت أراذل العبلات



دور أهل الضلال فيها استجدت

و رسوم الهدي عفت داثرات



اف للدار هذه ثم تبا

لا أري عندها مكان الثبات



كالبغاة الزناة آل زياد

نطف العاهرين و العاهرات



أ تري من يقول ذاك افتراه

أو رمي المحصنين و المحصنات؟



لا و رب المقام و البيت و الحجر

و جمع و الخيف و العرفات



هل سمعت الذي تواتر معني

من نبي الوري بنقل الثقات



إن من كان مبغضا لعلي

فهو لا شك خائن الامهات



ما وجدنا أشد بغضا و حقدا

من عبيد الغريق في اللعنات



كافر فاسق دعي خبيث

فاجر ظالم شقي و عات



نال آل الرسول من ذلك الرجس

رزايا قد هدت الراسيات



يالها من مصيبة رق فيها

قلب كل الانام حتي العداة



يالها من مصيبة صاح فيها

فرق الجن صيحة الثاكلات



يالها من مصيبة أسبلت دمع

الاولي ما بكوا لدي النازلات



لهف قلبي لسادة الخلق إذ هم

ذللوا في إسار قوم طغاة






لهف قلبي ولجة البغي هاجت

فأمالت باللطم سفن النجات



لهف قلبي لفتية كبدور

خسفت من تراكم الظلمات



لهف قلبي لنسوة شبه حور

أخرجت من حظائر القادسات



و كأني بزينب و هي تدعو

أمها بالنحيب و الزفرات



آه وا سوأتاه يا أم قومي

فاثكلينا مجامع النائحات



هل ترينا الحسين منعفر الخد

و أوداجه غدت شاخبات



هل ترينا الحسين مات عليلا

يابس الحلق و هو عند الفرات



يا أبي يا أبا الضعاف اليتامي

يا مغيث اللهيف في الطائحات



لو رأيت الحسين بين الاعادي

كغريب في الاكلب العاويات



طارد ما يصول قدامه إذ

عضه في الوراء آخر عات



مستغيث يقول هل من مغيث

أو خليل مؤانس و موات



ليت في القوم من يدين بديني

ليت في القوم من يصلي صلاتي



علكم أيها العصابة صم

صمما نالكم من الامهات



أنتم جاحدوا نبوة جدي

أنتم عابدوا منات و لات



هل بكم من مروة المرء شيء

أو حياء النساء لا و حياتي



أهل بيت الرسول في شرف الموت

ليبس الشفاه و اللهوات



أنتم مظهروا دهاء و زهو

و نشاط بحبس ماء الفرات



أهل بيت الرسول في الطف صرعي

ذوبطون خميصة ضأمرات



أنتم في تنعم و رفاه

من لذيد اللحوم و المرقات



أنتم في الرحيب مجتمع الشمل

و آل الرسول رهن شتات



أين ترحيبكم ابيدت قرا كم

بنزيل دعوتم دعوات



أين إيفاء ماكتبتم إلينا

و وعدتم لنا به و عدات



ويلكم ما جوابكم إذدعاكم

يوم فصل الخصام قاضي القضاة؟



فعليكم لعن الاله وبيلا

ما تلظي السعير باللهبات






ثم لعن الرسول فالخلق طرا

كل لعن مستتبع اللعنات



و علي من بكي لنا أو تباكي

صلوات من ربنا دائمات



رب هذا القصيد قد نظم الجيلي

فانظمه في عداد الرثات



و تجاوز عن سيئات جناها

يوم يدعي يا غافر السيئات



المرثية الثانية له عفي عنه



أما الهموم فقد حلت بوادينا

واستوطنت إذ رأت حسن القري فينا



و هل تري أحدا أحري بصحبتها

ممن حوي الفضل و الآداب والدينا



أني يكون لاهل الفضل من فرح

و ما صفي عيشهم من لوعة حينا



ألا تري السادة النجب الكرام بني

سليلة المصطفي الغر الميامينا



أصابهم من بني حرب الخباث أذي

له السماوات و الارضون يبكينا



لهفي علي قول مولانا الحسين

لصحبه و أعداؤه جاؤوا يناوونا



ألا دعوني ألا فامضوا لشأنكم

إن البغاة إذن إياي يبغونا



لا يشتفي غلهم إلا بسفك دمي

إن كان ذافبغيري لا يبالونا



فقال من هؤلاء الرهط طائفة

كانوا نفوسهم للخلد شارينا



فداك آباؤنا يا ابن الرسول لقد

كنا علي ماله صرنا مصرينا



تالله لو قطعت أعضاؤنا قطعا

لما عدلنا بها دنيا المضلينا



هديتمونا إلي الاسلام ليس علي

وجه البسيط فريق مثلنا دينا



لولاكم ما عرفنا الله خالقنا

و لا صلاة و تطهيرا و تأذينا



أنتم دلائلنا أنتم وسائلنا

أنتم إلي الفوز بالرضوان هادونا



أ ليس جدك خير المرسلين ألا

أبوك منه كما موسي و هارونا



فكيف نسلمك العلج الزنيم و قد

نراه أخبث فرعون مضي طينا



نعوذ بالله من ذابل نقاتلهم

بالسهم و السيف و العسال مسنونا



حتي يفيئوا إلي أمر الاله و ير

فعوا يدالبغي عن خير المصلينا



قال الحسين أتيتم بالوفاء إذن

جزاكم الله عنا آل ياسينا






فأنزلوا يا جنود الله رحلكم

ثم استعدوا لبلوي سوف يأتينا



شدوا حيازيمكم للموت و اصطبروا

و لا تخافوا بأن الموت لا قينا



و هل نخاف بأن الخصم يقتلنا

و الحق و الله فينا ليس يعدونا



لا عار للمرء لوتفقا كريمته

إن كان مستبصرا قد أحكم الدينا



القوم من نيل روح الله قد يئسوا

و موقف العرض من ذا لا يبالونا



القوم قد آثروا الدنيا و زينتها

و يعبدون هواهم و الشياطينا



بغوا رضي ابن زياد خاب آملهم

يردون أولادنا يسبون أهلينا



يسقون أفراسهم ماء الفرات و

يقتلون آل رسول الله ظامينا



يا ليت فاطمة الطهر البتول تري

ما نالنا من بني حرب و تبكينا



هل من خبير ببلوانا يمر علي

زقاق طيبة يبكينا و يرثينا



يقول يا مصطفي إني خرجت و قد

تركت ابنك منحورا و مطعونا



يقول آخر يا طهر البتول لقد

تركت ابنك محزونا و مشجونا



و احسرتا لطريح بالعراء و لم

يدفن و ما كان مغسولا و مكفونا



و الهف قلبي لفتيان اولي شرف

قد قتلوا و هم القرآن تالونا



و الهف قلبي لنسوان مخدرة

ابرزن بالطف في قوم ملاعينا



يا رب عذب عذاب الهون رائسهم

يزيد ثم عبيدا فالاعنينا [27] .



و اغفر لمسكيننا الجيلي زلته

آمين آمين يا غفار آمينا



المرثية الثالثة له عفي عنه



ألا ليس من فقد الخليل هزالي

و لا من مزاج السوء سوءة حالي



و لانا بني ضيق المعاش فعابني

خليطي و أقراني بقلة مالي



و لكن خيول الغم و الكرب و النوي

توالت علي بالي وأي توالي



لما حل من أصناف بلوي و محنة

بآل رسول الله أكرم آل



فكم مشرب كأس الحتوف فبعضهم

بدس و بعض مؤذنا بقتال






ألم تسمع الملعونة الرجس إذ مضت

توسوس للاخري بوعد وصال



إلي أن قتلن المجتبي الحسن الذي

له مع حسن الوجه حسن خصال



فيا ليت كبدي قطعت حين شربه

نقيع سموم خال كأس زلال



و يا ليت شمس اليوم كالليل سودت

بما اخضر وجه مشرق كلئالي



بنفسي إذ جاءته زينب اخته

و قد شاهدت حالا و آية حال



فقال تعالي يا ابنة الخير فاعجبي

فكم فلذة مني سقطن حيا لي



تعالي تعالي يا ابنة الام فانظري

أخاك بكبد قاء أم بطحال



بنفسي إذ وصي أخاه معانقا

بتقوي الاله الخالق المتعال



و بالصبر و التسليم لله و الرضي

و بالشكر و التحميد أية حال



و قال تذكر نقل معراج جدنا

و مالك من قصر الجنان و مالي



فهذا اخضراري قد تحقق حسبما

هناك و في علم الاله جري لي



سيدمون نحراكان في مرة

يقبله الجد الجليل حيا لي



فتحمر وجها حيث لا يتيسر

اللواذ بأنصار و لا بموالي



فواحسرتا وا سوأتاه و امصيبتا

لمذبوح أرض الطف يوم نزال



يزيد بما استحللت هتك حريمه

و حرمت شرب الماء؟ رد سؤالي



تدور بدور الفخر و العز و العلي

زقاق بلاد الشام فوق جمال



أطائب بيض كالشموس وجوهها

بظهر شموس في مسير قلال



ذراري رسول الله شد وثاقهم

كنحو أساري اوثقت بحبال



تذل مياتيم الحسين معاندا

و قد كان للايتمام خير ثمال



فكيف إذا استعدي عليك محمد

لدي حاكم ذي نقمة و نكال



و بطش شديد و انتقام وسطوة

و سلطنة في عزة و جلال



عليك إلي يوم الجزاء و بعده

من الله لعن دائم متتال



إلهي أنا الجيلي عبدك مذعنا

بما كان مني من قبيح فعال



ولكنني راثي الحسين و ناشر

مدائح ساداتي بلحن مقال






محبة أولاد الرسول تعرقت

ببالي فلا بالموت بعد أبالي



و لم أتخذ دون الوصي وليجة

و هذا عطاء منك قبل سؤالي



و أنت عليم من ضميري بأنني

بغيض لاعداء الوصي و قال



فلا تبعدني عنه حيا و ميتا

و عمم بهذا الفضل كل موال



المرثية الرابعة أيضا له عفي عنه



أطلبوا للضحك دوني و علي الحزن دعوني

حرم الضحك أخلائي عن أهل الشجون



حزني ليس لخ أو أنيس أو قرين

أو لولد كنت أرجو منهم أن يخلفوني



إنما حزني و بثي و رنيني و أنيني

لشهيد الطف سبط المصطفي الهادي الامين



لهف قلبي إذ ينادي قومه هل من معين

ما لقومي لا يجيبونن إذ قد سمعوني



ألما في قلبهم مني من داء دفين

ألم لهم بغض علي الاسلام أم لم يعرفوني



ها أنا ابن المصطفي الآتي بقرآن مبين

ها أنا ابن المرتضي الهادي إلي دين مبين



أمي الزهراء مخدومة جبرئيل الامين

مذهبي التوحيد و التقديس و الاسلام ديني



هل علي الارض نظيري اليوم قومي أنصفوني

فبما استحللتم هتك حريمي؟ أخبروني



ويلكم يوم ينادي المرء يا رب ارجعوني

و أنا أشكو إلي جدي بالصوت الحزين






جد يا جد تري قومي كيف استضعفوني

ثم لم يرضوا بالاستضعاف حتي قتلوني



آه من جور عبيد الفاسق العلج الهجين

آه من شمر و شبث يظهران الحقددوني [28] .



آه من إدماء نحري آه من عفر جبيني

آه من أجل صبايا هن من لحمي و طيني



آه من ذي ثفنات هو نفسي و وتيني

آه إذ ابرزت النسوان من حصن حصين



حاسرات ظامئات خافضات للانين

آه من جور يزيد بن اللعين بن اللعين



رب عذبهم بتعذيب أليم و مهين

و احشر الجيلي في زمرة أصحاب اليمين) [29] .



أقول: روي في بعض كتب المناقب القديمة بإسناده عن البيهقي، عن علي بن محمد الاديب يذكر باسناد له أن رأس الحسين بن علي عليهما السلام لما صلب بالشام أخفي خالد بن عفر ان و هو من أفضل التابعين شخصه من أصحابه، فطلبوه شهرا حتي وجدوه فسألوه عن عزلته، فقال: أما ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول:



جاؤا برأسك يا ابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



و كأنما بك يا ابن بنت محمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

في قتلك التنزيل و التأويلا



و يكبرون بأن قتلت و إنما

قتلوا بك التكبير و التهليلا



أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي، عن محيي السنة أبي الفتح إجازة قال: أنشدني أبو الطيب البابلي أنشدني أبو النجم بدر بن


إبراهيم بالدينور للشافعي محمد بن إدريس:



تأوب همي و الفؤاد كئيب

و أرق نومي فارقاد غريب



و مما نفي جسمي و شيب لمتي

تصاريف أيام لهن خطوب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

و إن كرهتها أنفس و قلوب



قتيلا بلاجرم كأن قميصه

صبيغ بماء ا لارجو ان خضيب



و للسيف إعوال و للرمح رنة

و للخيل من بعد الصهيل نحيب



تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لها صم الجبال تذوب



يصلي علي المهدي من آل هاشم

و يغزي بنوه إن ذا لعجيب



لئن كان ذنبي حب آل محمد

فذلك ذنب لست منه أتوب



أخبرني أبو منصور الديلمي، عن أحمد بن علي بن عامر الفقية أنشدني أحمد بن منصور بن علي القطيعي المعروف بالقطان ببغداد لنفسه:



يا أيها المنزل المحيل

غاثك مستخفر هطول



أودي عليك الزمان لما

شجاك من أهله الرحيل



لا تغترر بالزمان و اعلم

أن يد الدهر تستطيل



فان آجالنا قصار

فيه و آمالنا تطول



تفني الليالي و ليس يفني

شوقي و لا حسرتي تزول



لا صاحب منصف فأسلو

به و لا حافظ وصول



و كيف أبقي بلاصديق

باطنه باطن جميل



يكون في البعد و التداني

يقول مثل الذي أقول



هيهات قل الوفاء فيهم

فلا حميم و لا وصول



يا قوم ما بالنا جفينا

فلا كتاب و لا رسول



لو وجدوا بعض ما وجدنا

لكاتبونا و لم يحولوا



لكن خانوا و لم يجودوا

لنا بوصل و لم ينيلوا



قلبي قريح به كلوم

أفتنه طرفك البخيل



انحل جسمي هواك حتي

كأنه حصرك النحيل






يا قاتلي بالصدود رفقا

بمهجة شفها غليل [30] .



غصن من البان حيث مالت

ريح الخزامي به تميل [31] .



يسطو علينا بغنج لحظ

كأنه مرهف صقيل



كما سطت بالحسين قوم

أراذل مالهم أصول



يا أهل كوفان لم غدرتم

بنا و كم أنتم نكول؟



أنتم كتبتم إلي كتبا

و في طرياتها ذحول



فراقبوا الله في خباي

فيه لنا فتية غفول



وام كلثوم قد تنادي

ليس الذي حل بي قليل



تقول لما رأته: خلوا

قد خسفت صدره الخيول



جاشت بشط الفرات تدعو:

ما فعل السيد القتيل؟



أين الذي حين أرضعوه

ناغاه في المهد جبرئيل



أين الذي حين غمدوه

قبله أحمد الرسول



أين الذي جده النبي

و امه فاطم البتول



أنا ابن منصور لي لسان

علي ذوي النصب يستطيل



ما الرفض ديني و لا اعتقادي

و لست عن مذهبي أحول



قال: و لدعبل الخزاعي رحمه الله:



ءأسبلت دمع العين بالعبرات

و بت تقاسي شدة الزفرات



و تبكي لآثار لآل محمد

فقد ضاق منك الصدر بالحسرات



ألا فابكهم حقا وبل عليهم

عيونا لريب الدهر منسكبات



و لا تنس في يوم الطفوف مصابهم

و داهية من أعظم النكبات



سقي الله أجداثا علي أرض كربلا

مرابيع أمطار من المزنات






وصلي علي روح الحسين حبيبه

قتيلا لدي النهرين بالفلوات



قتيلا بلاجرم فجيعا بفقده

فريدا ينادي أين أين حماتي



أن الظامئ العطشان في أرض غربة

قتيلا و مطلوبا بغير ترات



و قدر فعوارأس الحسين علي القنا

و ساقوا نساء و لها خفرات



فقل لا بن سعد عذب الله روحه

ستلقي عذاب النار باللعنات



سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا

و أقنت بالآصال و الغدوات



علي معشر ضلوا جميعا و ضيعوا

مقال رسول الله بالشبهات



قال: و لدعبل أيضا رحمه الله:



يا أمة قتلت حسينا عنوة

لم ترع حق الله فيه فتهتدي



قتلوه يوم الطف طعنا بالقنا

و بكل أبيض صارم و مهند



و لطال ما ناداهم بكلامه

جدي النبي خصيمكم في المشهد



جدي النبي أبي علي فاعلموا

و الفخر فاطمة الزكية محتدي



يا قوم إن الماء يشربه الوري

و لقد ظمئت و قل منه تجلدي



قد شعني عطشي و أقلقني الذي

ألفاه من ثقل الحديد المؤيد [32] .



قالوا له هذا عليك محرم

هذا حلال من يبايع للغبي [33] .



فأتاه سهم من يد مشؤومة

من قوس ملعون خبيث المولد



يا عين جودي بالدموع وجودي

و أبكي الحسين السيد بن السيد



قال: و لبعضهم:



إن كنت محزونا فمالك ترقد

هلا بكيت لمن بكاه محمد



هلابكيت علي الحسين و نسله

إن البكاء لمثلهم قد يحمد



لتضعضع الاسلام يوم مصابه

فالجود يبكي فقده و السؤدد



أنسيت إذ سارت إليه كتائب

فيها ابن سعد و الطغاة الجحد



فسقوه من جرع الحتوف بمشهد

كثر العداة به و قل المسعد






ثم استباحوا الصائنات حواسرا

و الشمل من بعد الحسين مبدد [34] .



كيف القرار و في السبايا زينب

تدعو المساياجدنا يا أحمد



هذا حسين بالحديد مقطع

متخضب بدمائه مستشهد



عار بلاكفن صريع في الثري

تحت الحوافر و السنابك مقصد



و الطيبون بنوك قتلي حوله

فوق التراب ذبائح لا تلحد



يا جد قد منعوا الفرات و قتلوا

عطشا فليس لهم هنالك مورد



يا جد من ثكلي و طول و مصيبتي

و لما اعاينه أقوم و أقعد



و له:



حسب الذي قتل الحسين من الخسارة و الندامة

أن الشفيع لدي الاله خصيمه يوم القيامة



قال: و لدعبل أيضا رحمه الله:



منازل بين أكناف الغري

إلي وادي المياه إلي الطوي



لقد شغل الدموع عن الغواني

مصاب الاكرمين بني علي



أتاأسفي علي هفوات دهر [35] .

تضاءل فيه أولاد الزكي



ألم تقف البكاء علي حسين

و ذكرك مصرع الحبر التقي



ألم يحزنك أن بني زياد

أصابوا بالترات بني النبي



و أن بني الحصان يمر فيهم

علانية سيوف بني البغي



قال: و للرضي الموسوي نقيب النقباء البغدادي:



سقي الله المدينة من محل

لباب الودق بالنطف العذاب



و جاد علي البقيع و ساكنيه

رخي البال ملآن الوطاب



و أعلام الغري و ما أساخت

معالمها من الحسب اللباب



و قبرا بالطفوف يضم شلوا

قضي ظمأ إلي برد الشراب



و بغداد ا و سامرا و طوسا

هطول الودق منخرق العباب






بكم في الشعر فخري لا بشعري

و عنكم طال باعي في الخطاب



و من أولي بكم مني وليا

و في أيديكم طرف انتسابي



قال: و لابي الحسن علي بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيت عليهم السلام:



وجدي بكوفان ما و جدي بكوفان

تهمي عليه ضلوعي قبل أجفان [36] .



أرض إذا نفحت ريح العراق بها

أتت بشاشتها أقصي خراسان



و من قتيل بأعلي كربلاء علي

جهد الصدي فتراه صديان



وذي صفائح يستسقي البقيع به

ري الجوانح من روح و رضوان



هذا قسيم رسول الله من آدم

قدا معا مثل ما قد الشراكان



و ذاك سبطا رسول الله جدهما

وجه الهدي و هما في الوجه عينان



و اخجلتا من أبيهم يوم يشهدهم

مضرجين نشاوي من دم قان [37] .



يقول: يا أمة حف الضلال بها

فاستبدلت للعمي كفرا بايمان



ماذا جنيت عليكم إذ أتيتكم

بخير ما جاء من آي و فرقان



ألم اجركم و أنتم في ضلالتكم

علي شفا حفرة من حر نيران



ألم أولف قلوبا منكم مزقا (فرقا)

مثارة بين أحقاد و أضغان



أما تركت كتاب الله بينكم

و آية الغر في جمع و قرآن



ألم أكن فيكم غوثا لمضطهد

ألم أكن فيكم ماء لظمآن



قتلتم ولدي صبرا علي ظمأ

هذا و ترجون عند الحوض إحساني



سبيتم ثكلتكم أمهاتكم

بني البتول و هم لحمي و جثماني



مزقتم و نكثتم عهد والدهم

و قد قطعتم بذاك النكث أقراني



يا رب خذلي منهم إذ هم ظلموا

كرام رهطي و راموا هدم بنياني



ماذا تجيبون و الزهراء خصمكم

و الحاكم الله للمظلوم و الجاني






أهل الكساء صلوة الله ما نزلت

عليكم الدهر من مثني و و حدان



أنتم نجوم بني حواء ما طلعت

شمس النهار و ما لاح السما كان [38] .



ما زلت منكم علي شوق يهيجتي

و الدهر يأمرني فيه و ينهاني



حتي أتيتك و التوحيد راحلتي

و العدل زادي، و تقوي الله إمكاني



هذي حقائق لفظ كلما برقت

ردت بلالائها أبصار عميان [39] .



هي الحلي لبني طه و عترتهم

هي الردي لبني حرب و مروان



هي الجواهر جاء الجوهري بها

محبة لكم من أرض جرجان



قال: و له أيضا في يوم عاشورا من قصيدته الطويلة:



يا أهل عاشورا يا لهفي علي الدين

خذوا حدادكم يا آل ياسين



إلي آخر ما مضي في رواية ابن شهر آشوب [40] و زاد فيه:



زادوا عليه بحبس الماء غلته

تبا لرأي فريق فيه مغبون



نالوا أزمة دنياهم ببغيهم

فليتهم سمحوا منها بما عون



حتي يصيح بقنسرين راهبها

يا فرقة ألغي يا حزب الشياطين



أتهزؤن برأس بات منتصبا

علي القناة بدين الله يوصيني



آمنت ويحكم بالله مهتديا

و بالنبي وحب المرتضي ديني



فجدلوه صريعا فوق جبهته

و قسموه بأطراف السكاكين



وأوقروا صهوات الخيل من إحن [41] .

علي اساراهم فعل الفراعين



مصفدين علي أقتاب أرحلهم

محمولة بين مضروب و مطعون



أطفال فاطمة الزهراء قد فطموا

من الثدي بأنياب الثعابين



يا أمة ولي الشيطان رأيتها

و مكن ألغي منها كل تمكين






ما المرتضي و بنوه من معاوية

و لا الفواطم من هند و ميسون؟



آل الرسول عباديد السيوف فمن

هام علي وجهه خوفا و مسجون



يا عين لا تدعي شيئا لغادية

تهمي و لا تدعي دمعا لمحزون



قومي علي جدث بالطف فانتقضي

بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون



يا آل أحمد إن الجوهري لكم

سيف يقطع عنكم كل موصون



قال: و لغيره عاشورية طويلة انتخبت منها هذه الابيات:



إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي

لآل رسول الله و انهل عبرتي



هو اليوم فيه اغبرت الارض كلها

وجوما عليهم و السماء اقشعرت



مصائب ساءت كل من كان مسلما

و لكن عيون الفاجرين أقرت



إذا ذكرت نفسي مصيبة كربلا

و أشلاء سادات بها قد تفرت



أ ضاقت فؤادي و استباحت تجارتي

و عظم كربي ثم عيشي أمرت



اريقت دماء الفاطميين بالملا

فلو عقلت شمس النهار لخرت



ألا بأبي تلك الدماء التي جرت

بأيدي كلاب في الجحيم استقرت



توابيت من نار عليهم قد اطبقت [42] .

لهم زفرة في جوفها بعد زفرة



فشتان من في النار قد كان هكذا

و من هو في الفردوس فوق الاسرة [43] .



بنفسي خدود في التراب تعفرت

بنفسي جسوم بالعراء تعرت



بنفسي رؤوس معليات علي القنا

إلي الشام تهدي بارقات الاسنة



بنفسي شفاه ذابلات من الظما

و لم تحظ من ماء الفرات بقطرة



بنفسي عيون غائرات سواهر

إلي الماء منها نظرة بعد نظرة



بنفسي من آل النبي خرائد

حواسر لم تقذف عليهم بسترة



تفيض دموعا بالدماء مشوبة

كقطر الغوادي من مدافع سرة [44] .






علي خير قتلي من كهول و فتية

مصاليت أنجاد إذا الخيل كرت



ربيع اليتامي و الارامل فابكها

مدارس للقرآن في كل سحرة



و أعلام دين المصطفي و ولاته

و أصحاب قربان و حج و عمرة



ينادون يا جداه أية محنة

تراه علينا من أمية مرت



ضغائن بدر بعد ستين أظهرت

و كانت اجنت في الحشا و أسرت



شهدت بأن لم ترض نفس بهذه

و فيها من الاسلام مثقال ذرة



كاني ببنت المصطفي قد تعلقت

يداها بساق العرش و الدمع أذرت



و في حجرها ثوب الحسين مضرجا

و عنها جميع العالمين بحسرة



تقول أيا عدل اقض بيني و بين من

تعدي علي ابني بعد قهر و قسرة



أجالوا عليه بالصوارم و القنا

و كم جال فيهم من سنان و شفرة



علي جرم إنكار بيعة

لمنسلخ من دين أحمد عرة [45] .



فيقضي علي قوم عليه تألبوا

بسوء عذاب النار من فترة



و يسقون من ماء صديد إذا دنا

شوي الوجه و الامعاء منه تهددت



مودة ذي القربي رعوها كما تري؟

و قول رسول الله: أوصي بعترتي



فكم عجرة قد أتبعوها بعجرة

و كم غدرة قد ألحقوها بغدرة



هم أول العادين ظلما علي الوري

و من سار فيهم بالاذي و المضرة



مضوا و انقضت أيامهم و عهودهم

سوي لعنة باؤا بها مستمرة



لآل رسول الله ودي خالصا

كما لمواليهم ولائي و نصرتي



و ها أنا مذ أدركت حد بلاغتي

أصلي عليهم في عشيي و بكرتي



و قول النبي: المرء مع من أحبه

يقوي رجائي في إقالة عثرتي



علي حبهم يا ذا الجلال توفني

و حرم علي النيران شيبي و كبرتي



قال: و لعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها:



بنو المصطفي المختار أحمد طهروا

و أثني عليهم محكم السورات






بنو حيدر المخصوص بالدرجات

من الله والخواض في الغمرات



فروع النبي المصطفي و وصيه

و فاطم طابت تلك من شجرات



وسائلة لم تسكب الدمع دائبا

و تقذف نارا منك في الزفرات؟



فقلت علي وجه الحسين و قد ذرت

عليه السوافي ثائر الهبوات



فقد غرقت منه المحاسن في دم

و أهدي للفجار فوق قناة



و حلئ عن ماء الفرات و قد صفت

موارده للشاء و الحمرات



علي ام كلثوم تساق سبية

و زينب و السجاد ذي الثفنات



اصيبوا بأطراف الرماح فاهلكوا

و هم للوري أمن من الهلكات



بهم عن شفير النار قد نجي الوري

فجازوهم بالسيف ذي الشفرات



فياأقبرا حطت علي أنجم هوت

و فرقن في الاطراف مغتربات



و ليس قبورا هن بل هي روضة

منورة مخضرة الجنبات



و ما غفل الرحمان عن عصبة طغت

و ما هتكت ظلما من الحرمات



أمقروعة في كل يوم صفاتكم

بأيدي رزايا فتن كل صفات [46] .



فحتام ألقي جدكم و هو مطرق

غضيض و ألقي الدهر غير موات



فيارب ما تراه معجلا

تعاليت يا ربي عن الغفلات



قال: و للصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الابيات:



بلغت نفسي مناها بالموالي آل طاها

برسول الله من حاز المعالي و حواها



و ببنت المصطفي من أشبهت فضلا أباها

و بحب الحسن البالغ في العليا مداها



و الحسين المرتضي يوم المساعي إذحواها

ليس فيهم نجم قد تعالي و تناهي






عترة أصبحت الدنيا جميعا في حماها

ما يحدث عصب البغي بأنواع عماها



أردت الاكبر بالسم و ما كان كفاها

و انبرت تبغي حسينا و عرته و عراها



منعته شربة و الطير قد أروت صداها

فأفاتت نفسه يا ليت روحي قد فداها



بنته تدعو أباها اخته تبكي أخاها

لو رأي أحمد ما كان دهاه و دهاها



ورأي زينب إذ شمر أتاها و سباها

لشكي الحال إلي الله و قد كان شكاها



و إلي الله سيأتي و هو أولي من جزاها

و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته:



ما لعلي العلا أشباه

لا و الذي لا إله إلا هو



مبناه مبني النبي تعرفه

و ابناه عند التفاخر ابناه



لو طلب النجم ذات أخمصه

أعلاه و الفرقدان نعلاه



يا بأبي السيد الحسين و قد

جاهد في الدين يوم بلواه



يا بأبي أهله و قد قتلوا

من حوله و العيون ترعاه



يا قبح الله امة خذلت

سيدها لا تريد مرضاه



يا لعن الله جيفة نجسا

يقرع من بغضه ثناياه



و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته:



برئت من الارجاس رهط أمية

لما صح عندي من قبيح غذائهم



و لعنهم خير الوصيين جهرة

لكفرهم المعدود في شردائهم



و قتلهم السادات من آل هاشم

و سبيهم عن جرأة لنسائهم



و ذبحهم خير الرجال ارومة

حسين العلا بالكرب في كربلائهم






و تشتيتهم شمل النبي محمد

لما ورثوا من بغضه في قنائهم



و ما غضبت إلا لاصنامها التي

اديلت و هم أنصارها لشقائهم



أيا رب جنبني المكاره و اعف عن

ذنوبي لماأخلصته من ولائهم



أيا رب أعدائي كثير فزدهم

بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم



أيا رب من كان النبي و أهله

وسائله لم يخش من غلوائهم



حسين توصل لي إلي الله إنني

بليت بهم فادفع عظيم بلائهم



فكم قد دعوني رافضيا لحبكم

فلم ينثني عنكم طويل عوائهم



و للصاحب أيضا من قصيدته منتخبة:



يا أصل عترة أحمد لو لاك لم

يك أحمد المبعوث ذا أعقاب



ردت عليك الشمس و هي فضيلة

بهرت فلم تستر بكف نقاب



لم أحك إلا ماروته نواصب

عادتك فهي مباحة الاسلاب



عوملت ياتلو النبي و صنوه

بأوابد! جاءت بكل عجاب



قد لقبوك أبا تراب بعد ما

باعوا شريعتهم بكف تراب



أ تشك في لعني أمية بعد ما

كفرت علي الاحرار و الاطياب



قتلوا الحسين فيا لعولي بعده

و لطول حزني أو أصير لما بي



فسبوا بنات محمد فكأنما

طلبوا ذحول الفتح و الاحزاب



رفقا ففي يوم القيامة غنية

و النار باطشة بصوت عقاب



و للصاحب أيضا من قصيدته الطويل:



أجروا دماء أخي النبي محمد

فلتجر غزر دموعنا و لتهمل



و لتصدر اللعنات مزالة

لعداه من ماض و من مستقبل



و تجردوا لبنيه ثم بناته

بعظائم فاسمع حديث المقتل



منعوا الحسين الماء و هو مجاهد

في كربلاء فنح كنوح المعول



منعوه أعذب منهل و كذا غدا

يردون في النيران أو خم منهل



أ يجز رأس ابن النبي و في الوري

حي أمام ركابه لم يقتل






و بنو السفاح تحكموا في أهل حي

علي الفلاح بفرصة و تعجل



نكت الدعي ابن البغي ضواحكا

هي للنبي الخير خير مقبل



تمضي بنو هند سيوف الهند في

أوداج أولاد النبي و تعتلي



ناحت ملائكة السماء لقتلهم

و بكوا فقد سقوا كؤوس الذبل



فأري البكاء علي الزمان محللا

و الضحك بعد الطف محلل



كم قلت اللاحزان دومي هكذا

و تنزلي في القلب لا تترحل



و لزينب بنت فاطمة البتول من قصيدة انتخبت منها هذه:



تمسك بالكتاب و من تلاه

فأهل البيت هم أهل الكتاب



بهم نزل الكتاب و هم تلوه

و هم كانوا الهداة إلي الصواب



إمامي وحد الرحمن طفلا

و آمن قبل تشديد الخطاب



علي كل صديق البرايا

علي كان فاروق العذاب



شفيعي في القيامة عند ربي

نبيي و الوصي أبو تراب



و فاطمة البتول، و سيدا من

يخلد في الجنان مع الشباب



علي الطف السلام و ساكنيه

و روح الله في تلك القباب



نفوسا قد ست في الارض قدما

و قد خلصت من النطف العذاب



فضاجع فتية عبدوا فناموا

هجودا في الفدافد و الشعاب



علتهم في مضاجعهم كعاب

بأوراق منعمة رطاب



و صيرت القبور لهم قصورا

مناخا ذات أفنية رحاب



لئن وارتهم إطباق أرض

كما أغمدت سيفا في قراب



كأقمار إذا جاسوا رواض

و آساد إذا ركبوا غضاب



لقد كانوا البحار لمن أتاهم

من العافين و الهلكي السغاب



فقد نقلوا إلي جنات عدن

و قدعيضوا النعيم من العقاب



بنات محمد أضحت سبايا

يسقن مع الاساري و النهاب



مغبرة الذيول مكشفات

كسبي الروم دامية الكعاب






لئن ابرزن كرها من حجاب

فهن من التعفف في حجاب



أيبخل في الفرات علي حسين

و قد أضحي مباحا للكلاب



فلي قلب عليه ذو التهاب

ولي جفن عليه ذو انسكاب



و لدعبل الخزاعي من قصيدته الطويلة:



جاؤا من الشام المشومة أهلها

للشوم يقدم جندهم إبليس



لعنوا و قد لعنوا بقتل إمامهم

تركوه و هو مبضع مخموس



و سبوا فواحزني بنات محمد

عبري حواسر ما لهن لبوس



تبالكم يا ويلكم أرضيتم

بالنار ذل هنالك المحبوس



بعتم بدنيا غيركم جهلا بكم

عز الحياة و إنه لنفيس



أخسربها من بيعة أموية

لعنت و حظ البائعين خسيس



بؤسا لمن بايعتم و كأنني

بامامكم وسط الجحيم حبيس



يا آل أحمد ما لقيتم بعده

من عصبة هم في القياس مجوس



كم عبرة فاضت لكم و تقطعت

يوم الطفوف علي الحسين نفوس



صبرا موالينا فسوف نديلكم

يوما علي آل اللعين عبوس



ما زلت متبعا لكم و لامركم

و عليه نفسي ما حييت أسوس



و من قصيدة لجعفر بن عفان الطائي رحمه الله:



ليبك علي الاسلام من كان باكيا

فقد ضيعت أحكامه و استحلت



غداة حسين للرماح ذرية

و قد نهلت منه السيوف و علت



و غودر في الصحراء لحما مبددا

عليه عناق الطير باتت و ظلت



فما نصرته امة السوء إذ دعا

لقد طاشت الاحلام منها و ضلت



الابل محوا أنوارهم بأكفهم

فلا سلمت تلك الاكف و شلت



و ناداهم جهدا بحق محمد

فان ابنه من نفسه حيث حلت



فماحفظوا قرب الرسول و لا رعوا

و زلت بهم أقدامهم و استزلت



أذا قته حر القتل امة جده

هفت نعلها في كربلاء و زلت






فلا قدس الرحمن امة جده

و إن هي صامت للاله وصلت



كما فجعت بنت الرسول بنسلها

و كانوا حماة الحرب حين استقلت



و من قصيدة طويلة انتخبت منها أبياتا:



بكي الحسين لركن الدين حين و ها

و للامور العظيمات الجليلات



هل لامرء عاذر في حزن دمعته

بعد الحسين و مسبي الفاطميات



أم هل لمكتئب حران فقده

لذاذة العيش تكرار الفجيعات



مثل النجوم الدراري في مراتبها

إن غاب نجم بدا نجم لميقات



يا أمة السوء هاتوا ما حجاجكم

إذا برزتم لجبار السماوات



و أحمد خصمكم و الله منصفه

بالحق و العدل منه لا المحابات



ألم ابين لكم ما فيه رشدكم

من الحلال و من ترك الخبيثات



فما صنعتم أضل الله سعيكم

فيما عهدت إليكم في وصايات



أما بني فمقتول و مكبول

و هارب في رؤوس المشمخرات



و قد أخفتم بناتي بين أظهركم

ماذا أردتم شفيتم من بنياتي



ينقلن من عند جبار يعاهده

إلي جبابر أمثال السبيات



أ كان هذا جزائي لا أبالكم

في أقربائي و في أهل الحرمات



ردوا الجحيم فحلوها بسعيكم

ثم اخلدوا في عقوبات أليمات



قال: و من مرثية زينب بنت فاطمة اخت الحسين عليه السلام حين أدخلوا دمشق:



أما شجاك يا سكن قتل الحسين و الحسن

ظمآن من طول الحزن و كل و غدناهل



يقول يا قوم أبي علي البر الوصي

و فاطم أمي التي لها التقي و النائل



منوا علي ابن المصطفي بشربة يحيي بها

أطفالنا من الظماء حيث الفرات سائل



قالوا له لا ماء لا إلا السيوف و القنا

فانزل بحكم الادعيا فقال بل اناضل



حتي أتاه مشقص رماه وغد أبرص

من سقر لا يخلص رجس دعي واغل



فهللوا بختله و اعصوصبوا لقتله

ومو ته في نضله قد اقحم المناضل



و عفروا جبينه و خضبوا عثنونه [47] .

بالدم يا معينه ما أنت عنه غافل






و هتكوا حريمه و ذبحوا فطيمه

و آثروا كلثومه و سيقت الحلائل



يسقن بالتنائف بضجة الهوانف

وأد مع ذوارف عقولها زوائل



يقلن يا محمد يا جدنا يا أحمد

قد أسرتنا الاعبد وكلنا ثواكل



تهدي سبايا كربلا إلي الشئام و البلا

قد انتعلن بالدماء ليس لهن ناعل



إلي يزيد الطاغية معدن كل داهية

من نحو باب الجابية بجاحد و خالل



حتي دنابدر الدجي رأس الامام المرتجي

بين يدي شر الوري ذاك اللعين القاتل



يظل - في بنانه قضيب خيزرانه -

ينكت في أسنانه قطعت الانامل



أنامل بجاحد و حافد مراصد

مكابد معاند في صدره غوائل



طوائل بدرية غوائل كفرية

شوهاء جاهلية ذلت لها الافاضل



فياعيوني اسكبي علي بني بنت النبي

بفيض دمع ناضب كذاك يبكي العاقل



روي أن أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لابي العلاء المعري: هل لك شعر في أهل بيت رسول الله؟ فان بعض شعراء قزوين يقول فيهم ما لا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري: و ما ذا تقول شعراؤهم؟ فقال: يقولون:



رأس ابن بنت محمد و وصيه

للمسلمين علي قناة يرفع



و المسلمون بمنظر و بمسمع

لا جازع منهم و لا متوجع



أيقظت أجفانا و كنت لهاكري

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع



كحلت بمنظرك العيون عماية

و أصم نعيك كل اذن تسمع



ما روضة إلا تمنت أنها

لك مضجع و لخط قبرك موضع



فقال المعري: و أنا أقول:



مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش جده خير الجدود



و لبعض التابعين:



يا حسين بن علي يا قتيل بن زياد

يا حسين بن علي يا صريعا في البوادي






لو رأت فاطم بكت بدموع كالعهاد [48] .

لو رأت فاطم ناحت نوح ورقاء بوادي



و لقامت و هي و لهاء و تبكي و تنادي

ولدي سبط نبي قد بالسمر الشداد



آه من شمر بغي كافر و ابن زياد

لعن الله يزيدا و ابن حرب لعن عاد



هم أعادي لرسول الله أبناء أعادي

و لهم عاجل خزي و عذاب في التناد



و مهاد في الجحيم إنها شرمهاد

و لبعض الشيعة:



متي يشفيك دمعك من همول

و يبرد ما بقلبك من غليل



قتيل ما قتيل بني زياد

ألا بأبي و نفسي من قتيل



اريق دم الحسين فلم يراعوا

و في الاحياء أموات العقول



فدت نفسي جبينك من جبين

جري دمه علي خد أسيل



أيخلو قلب ذي ورع تقي

من الاحزان و الا لم الطويل



و قد شرقت رماح بني زياد

بري من دماء بني الرسول



فؤادك و السلو فان قلبي

سيأبي أن يعود إلي ذهول



فيا طول الاسي من بعد قوم

ادير عليهم كاس الافول



تعاورهم أسنة آل حرب

و أسياف قليلات الفلول



بتربة كربلا لهم ديار

ينام الاهل دارسة السلول [49] .



تحيات و مغفرة و روح

علي تلك المحلة و الحلول



و أوصال الحسين ببطن قاع

ملاعب للدبور و للقبول






برئنا يا رسول الله ممن

أصابك بالاذاء و بالذحول



و لمنصور بن النمري:



يقتل ذرية النبي و يرجون

جنان الخلود للقاتل



ما الشك عندي في كفر قاتله

لكنني قد أشك في الخاذل [50] .



و للصاحب رحمه الله:



لا يشتفي إلا بسبي بناته

وجد انها التخويف و الابعاد



إن لم أكن حربا لحرب كلها

فنفاني الآباء و الاجداد



إن لم أفضل أحمدا و وصيه

لهدمت مجدا شأوه عباد



يا كربلاء تحدثي ببلايا

و بكر بنا إن الحديث يعاد



أسد نماه أحمد و وصيه

أرداه كلب قد نماه زياد



فالدين يبكي و الملائك تشتكي

و الجوأكلف و السنون جماد [51] .



و لسليمان بن قتة:



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها حين حلت






فلا يبعد الله الديار و أهلها

و إن أصبحت منهم بزعمي تخلت



ألا إن قتلي الطف من آل هاشم

أذلت رقاب المسلمين فذلت



و كانوا غياثاثم أضحوا رزية

ألا عظمت تلك الررايا وجلت



و أنشدني الامام الاجل ركن الاسلام أبو الفضل الكرماني رحمه الله أنشدني الامام الاجل الاستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الارسايندي لواحد من الشعراء:



عين جودي بعبرة و عويل

و اندبي إن بكيت آل الرسول



و اندبي تسعة لصلب علي

قد اصيبوا و خمسة لعقيل



و اندبي كلهم فليس إذا ما

ضن بالخير كلهم بالبخيل



و اندبي إن ندبت عونا أخاهم

ليس فيما ينوبهم بخذول



و سمي النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مسلول



قال فخر القضاة: و أنشدني القاضي الامام محمد بن عبد الجبار السمعاني من قيله:



بمحمد سلوا سيوف محمد

رضخوا بها هامات آل محمد



و لغيره:



محن الزمان سحائب مترادفه

هي بالفوادح و الفواجع ساجمه



و إذا الهموم تعاورتك فسلها

بمصاب أولاد البتولة فاطمه



و للصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد رحمه الله:



عين جودي علي الشهيد القتيل

و اترك الخد كالمحيل المحيل



كيف يشفي البكاء في قتل مولاي

إمام التنزيل و التأويل



و لو أن البحار صارت دموعي

ماكفتني لمسلم بن عقيل



قاتلوا الله و النبي و مولاهم

عليا إذ قاتلوا ابن الرسل



صرعوا حوله كواكب دجن [52] .

قتلوا حوله ضراغم خيل



إخوة كل واحد منهم ليث

عرين وحد سيف صقيل






أوسعوهم ضربا و طعنا و نحرا

و انتهابا يا ضلة من سبيل



و الحسين الممنوع شربة ماء

بين حر الظبي و حر الغليل



مثكلا بابنه و قد ضمه و هو

غريق من الدماء الهمول



فجعوه من بعده برضيع

هل سمعتم بمرضع مقتول



ثم لم يشفهم سوي قتل نفس

هي نفس التكبير و التهليل



هي نفس الحسين نفس رسول الله

نفس الوصي نفس البتول



ذبحوه ذبح الاضاحي فيا قلب

تصدع علي العزيز الذليل



وطأوا جسمه و قد قطعوه

ويلهم من عقاب يوم وبيل



أخذوا رأسه و قد بضعوه

إن سعي الكفار في تضليل



نصبوه علي القنا فدمائي

لا دموعي تسيل كل مسيل



و استباحوا بنات فاطمة الزهراء

لما صرخن حول القتيل



حملوهن قد كشفن علي الاقتاب

سبيا بالعنف و التهويل



يا لكرب بكربلاء عظيم

و لرزء علي النبي ثقيل



كم بكي جبرئيل مما دهاه

في بنية صلوا علي جبرئيل



سوف تأتي الزهراء تلتمس

الحكم إذحان محشر التعديل



و أبوها و بعلها و بنوها

حولها و الخصام قليل



و تنادي يا رب ذبح أولادي

لماذا؟ و أنت خير مديل



فينادي بمالك: ألهب النار

و أجج و خذ بأهل الغلول



يا بني المصطفي بكيت و أبكيت

و نفسي لم تأت بعد بسؤل



ليت روحي ذابت دموعا فأبكي

للذي نالكم من التذليل



فولائي لكم عتادي و زادي

يوم ألقاكم علي سلسبيل



لي فيكم مدائح و مراثي

حفظت حفظ محكم التنزيل



قد كفاها في المشرق و الغرب فخرا

أن يقولوا هي من قبل إسماعيل



و متي كادني النواصب فيكم

حسبي الله و هو خير وكيل




و للصاحب أيضا رحمه الله من قصيدة طويلة:



هم و كدوا أمر الدعي يزيد ملفوظ السفاح

فسطا علي روح الحسين و أهله جم الجماح [53] .



صرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الاضاحي

يا دمع حي علي انسجام ثم حي علي انسفاح



في أهل حي علي الصلاة و أهل حي علي الفلاح

يحمي يزيد نساء بين النضائد و الوشاح



و بنات أحمد قد كشفن علي حريم مستباح

ليت النوائح ماسكتن عن النياحة و الصياح



يا سادتي لكم ودادي و هو داعية امتداحي

و بذكر فضلكم اغتباقي كل يوم و اصطباحي [54] .



لزم ابن عباد ولاء كم الصريح بلابراح

أقول: و قال ابن نما رحمه الله: رويت إلي ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي مولي بني تيم بكربلا بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر إلي مصارعهم فاتكأ علي فرس له عربية و أنشأ:



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت [55] .



ألم ترأن الشمس أضحت مريضة

لفقد حسين و البلاد اقشعرت



و كانوا رجاء ثم أضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلت



و تسألنا قيس فنعطي فقيرها

و تقتلنا قيس إذا النعل زلت




و عند غني قطرة من دمائنا [56] .

سنطلبهم يوما بها حيث حلت



فلا يبعد الله الديار و أهلها

و إن أصبحت منهم بزعمي تخلت



و إن قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقاب المسلمين فذلت



وقدأعولت تبكي السماء لفقده

و أنجمها ناحت عليه وصلت [57] .



و قيل: الابيات لابي الرمح [58] الخزاعي حدث المرزباني قال: دخل أبو الرمح إلي فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السلام فأنشدها مرثية في الحسين عليه السلام:



أجالت علي عيني سحائب عبرة

فلم تصح بعد الدمع حتي ارمعلت [59] .



تبكي علي آل النبي محمد

و ما أكثرت في الدمع لابل أقلت



أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم

و قد نكأت أعداؤهم حين سلت [60] .



و إن قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت



فقالت فاطمة: يا أبا رمح هكذا تقول؟ قال: فكيف أقول جعلني الله فداك قالت: قل: أذل رقاب المسلمين فذلت فقال: لا أنشدها بعد اليوم إلا هكذا أقول: ما قيل من المراثي في مصيبته صلوات الله عليه جمة لا تحصي و لا يناسب إيرادها ما نحن بصدده في هذا الكتاب و إنما أوردنا قليلا منها رجاء أن يشركني الله تعالي مع من يبكي و ينوح بها في ثوابه و لذلك عدونا ماالتزمناه في صدر الكتاب بذكر بعض القصص عن التواريخ و الكتب التي لم تكن في درجة ما أوردته في الفهرست في الوثوق و الاعتماد و تأسينا بذلك بسنة علمائنا الماضين رضوان الله عليهم فانهم في إيراد تلك القصص الهائلة اعتمدوا علي التواريخ لقلة ورود خصوصياتها في الاخبار، علي أن أكثرها مؤيدة بالاخبار المعتبرة التي أوردتها و الله الموفق و عليه التكلان



پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 123، و فيه عقبة بن عميق و في تذکرة الخواص: ص 153 عقبة بن عمرو العبسي.

[2] و في المناقب تؤديه نکباء الصبا و دبورها.

[3] المصدر ج 4 ص 116، و هکذا ما بعده علي الترتيب.

[4] المصدر: الوفي السري.

[5] و لعله کناية عن السداة: ما مد من خيوط الثوب و نسج عليه اللحمة، فإذا انتقض انتقض اللحمة.

[6] هذا هو الصحيح کما نص عليه الفيروزآبادي قال: وقته کضبة: أم سليمان و عنونه ابن قتيبة في التابعين و قال: منسوب إلي أمه و هو مولي لتيم قريش، و کان مع روايته شاعرا، و هکذا قال المبرد في الکامل: سليمان بن قتة رجل من تيم بن مرة و کان منقطعا إلي بني هاشم أقول و لعل ابن شهر آشوب أراد من وصفه بالهاشمي انقطاعه ذلک، و الا فهو تيمي ولاء، و لعله تصحيف القرشي، و قد يقال أنه خزاعي کما في أسد الغابة ج 2 ص 21، و هکذا في الاستيعاب بذيل الاصابة ج 1 ص 378.

[7] في المناقب ج 4 ص 119 ثلت و الثلث: الهدم و الهلاک.

[8] في المصدر: بعدکم و ناحا.

[9] کذا في الاصل و هو سهو و الصحيح کما في المصدر: و السور الطول الفصاحا.

[10] في الاصل و هکذا نسخة الکمباني کزهر النجوم.

[11] لقاه، يلقاه مثل لقبه لغة طائية قال شاعرهم:



لم تلق خيل قبلها ماقدلقت

من غب هاجره و سيرمساد.

[12] هذا البيت ساقط من المصدر، راجع ج 4 ص 124.

[13] و جررت لمم التقوي علي الطين خ ل.

[14] في المصدر ج 4 ص 126 بارقات و يمکن أن يقرأ بازقات.

[15] قال سبطه في التذکرة ص 154: و أنشدنا أبو عبد الله محمد ابن البنديجي البغدادي قال: أنشدنا بعض مشايخنا أن ابن الهبارية الشاعر اجتاز بکربلاء فجلس يبکي علي الحسين و أهله و قال بديها: أ حسين و المبعوث جدک بالهدي الابيات، ثم نام مکانه فرأي رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام فقال له: يا فلان! جزاک الله عن خيرا، أبشر فان الله قد کتبک ممن جاهد بين يدي الحسين.

[16] في التذکرة: عللا و العل: الشرب الثاني، يقال علل بعد نهل.

[17] اللوعة: حرقة الحزن و الهوي و الوجد.

[18] جمع قصرة: أصل العنق إذا غلظت.

[19] يقال: اجتلي العروس علي بعلها: عرضها علي مجلوة، فاستجلاها: أي استکشفها.

[20] لفظ سکينة من السکون حال من زينب و يحتمل ان يکون تصحيف شکيمة و هي الانتصار من الظلم.

[21] العسال: الرمح يهتز لينا.

[22] العلج - بالکسر - الرجل القوي الضخم من کفار العجم، و بعض العرب يطلق العلج علي الکافر مطلقا، و الجمع علوج و أعلاج.

[23] يقال: أضناه المرض: أثقله مرضا مخامرا کلما ظن برؤه نکس، فهو مضني.

[24] يعني عبيد الله ابن زياد.

[25] البيد: جمع بيداء: الفلاة.

[26] هذه المراثي الاربعة التي جعلناه بين المعقوفتين مما ألحقه المؤلف قدس سره بعد تأليف الکتاب و انتشاره و لذلک لايوجد منها في نسخة الاصل أثر، و انما نقناها من نسخة الکمباني، و الظاهر أنهم نقلوها من خط المؤلف قدس سره علي بعض النسخ.

[27] کذا في نسخة الکمباني.

[28] آه من شمر و شبث قاطعي عرق وتيني، خ ل.

[29] انتهي ما نقلناه من نسخة الکمباني.

[30] شفه الهم و الحزن و الحب: هزله و أوهنه و النسخ ببهجة و هو تصحيف.

[31] الخزامي خيري البرزهره أطيب الازهار نفخة يتمثل به في الطيب، يقال: أطيب من نفس النعامي بين ورق الخزامي و في النسخ الخرامي.

[32] المؤيد: الامر العظيم، الداهية.

[33] کذا و لعله تصحيف باليد.

[34] هذا هو الصحيح، و قد مر في ص 243 فالثکل من بعد الحسين مبدد و هو تصحيف.

[35] أيا أسفا، ظ.

[36] همي الماء و الدمع هميا و هميانا: سأل لا يثنيه شيء و العين: صبت دمعها.

[37] يقال: أحمرقان أصله قانئ بالهمزاي اشتد حمرته، و بالياء لغة.

[38] يريد السماک الرامح و السماک الاعزل: کوکبان نيران.

[39] اللالاء: ضوء السراج و لمعانه.

[40] راجع ص 253.

[41] الصهوة: مقعد الفارس من الفرس.

[42] التوابيت: جمع تابوت.

[43] الاسرة: جمع سرير.

[44] الغوادي جمع غادية: السحابة تنشأ غدوة.و في النسخ الفوادي فتحرر.

[45] يقال: فلان عرة أهله: شينهم و عارهم.

[46] کذا في النسخ، و لعل الصواب فت فتحرر.

[47] العثنون: اللحية أومافضل منها بعد العارضين.

[48] العهاد جمع العهد: المطر الذي يکون بعد المطر.

[49] کأنه تصحيف الطول و هو جمع طلل: الشاخص من الدار.

[50] ذکر أشعاره ابن عبد الله في الاستيعاب بذيل الاصابة ج 1 ص 380 و ابن الاثير في أسد الغابة ج 2 ص 22 و هي:



ويلک يا قاتل الحسين لقد

بؤت بحمل ينوء بالحامل



أي حباء حبوت أحمد في

حفرته من حرارة الثاکل



تعال فاطلب غدا شفاعته

و انهض فرد حوضه مع الناهل



ما الشک عندي في حال قاتله

لکنني قد أشک في الخاذل



کأنما أنت تعجبين ألا

تنزل بالقوم نقمة العاجل



لا يعجل الله ان عجلت و ما

ربک عما ترين بالغافل



ما حصلت لامرء سعادته

حقت عليه عقوبة الاجل.

[51] يقال وجه أکلف: اذا علي بشرته حمرة کدرة و الجماد من السنين: ما لم يصبها مطر.

[52] هو سواد الليل.

[53] الجم: الکثير من کل شيء، و الجماح کأنه جمع جموح أو جامح: الفرس الذي يرکب رأسه لا يثنيه شيء.

[54] الاغتباق شرب الغبوق: و هو مايشرب بالعشي و الاصطباح: شرب الصبوح: ما يشرب بالصباح.

[55] في اسد الغابة حين حلت و في الاستيعاب حين خلت.

[56] في النسخ غبي و هو تصحيف، و الغني: بطن من قيس عيلان.

[57] في النسخ تبکي النساء و انجمنا.

[58] في الاستيعاب: أبي الزميج.

[59] اي تتابع قطرة.

[60] في اسد الغابة و الاستيعاب: و لم تنک في أعدائهم حين سلت.