بازگشت

ثواب البكاء علي مصيبته،و مصائب سائر الائمة،و فيه أدب المأتم يوم عاشورا


1 لي: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال: قال الرضا عليه السلام: من تذكر مصابنا وبكي لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكي وأبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب [1] .

2 ن: القطان والنقاش والطالقاني جميعا، عن أحمد الهمداني، عن ابن فضال، عن أبيه قال: قال الرضا عليه السلام: من تذكر مصابنا فبكي وأبيك لم تبك إلي آخر الخبر [2] .

-بحار الانوار مجلد: 40 من ص 278 سطر 12 الي ص 286 سطر 18 3 فس: أبي، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر [3] .

4 جا، ما: المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن سليمان بن مسلم الكندي، عن ابن غزوان، عن عيسي بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمه لنا عبادة وكتمام سرنا جهاد في سبيل الله.

ثم قال أبوعبدالله: يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.


5 مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسي، عن محمد البرقي، عن أبان الاحمر، عن محمد بن الحسين الخزاز، عن ابن خارجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي عليه السلام وعلي قاتله لعنة الله فبكي أبوعبدالله عليه السلام وبكينا قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن علي عليه السلام: أنا قتيل العبرة لا يذكر مؤمن إلا بكي، وذكر الحديث [4] .

6 مل: السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن مسكان، عن ابن خارجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قال الحسين بن علي: أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا، وحقيق علي [الله] أن لا يأتيني مكروب [قط] إلا رده الله أو أقلبه إلي أهله مسرورا [5] .

مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن ابن خارجة مثله.

بيان: قوله: " أنا قتيل العبرة " أي قتيل منسوب إلي العبرة والبكاء، وسبب لها، أو اقتل مع العبرة والحزن وشدة الحال، والاول أظهر.

7 ما: المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن عبدالحميد عن محمد بن عمرو بن عتبة، عن الحسين الاشقر، عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: من دمعت عينه فينا دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا نقصناه، أو عرض انتهك لنا، أو لاحد من شيعتنا، بواه الله تعالي بها في الجنة حقبا [6] .

جا: الجعابي مثله.

8 جا، ما: المفيد، عن أبي عمرو عثمان الدقاق، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن يحيي الاودي، عن مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا.


قال أحمد بن يحيي الاودي: فرأيت الحسين بن علي عليهما السلام في المنام فقلت: حدثني مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا؟ قال: نعم، قلت: سقط الاسناد بيني وبينك [7] .

بيان: الحقب كناية عن الدوام قال الفيروز آبادي: الحقبة بالكسر من الدهر مدة لا وقت لها، والسنة والجمع كعنب وحبوب و [الحقب] بالضم وبضمتين ثمانون سنة أو أكثر والدهر والسنة والسنون والجمع أحقاب وأحقب.

9 ما: المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسي، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الانصاري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كل الجزع والبكاء مكروه، سوي الجزع والبكاء علي الحسين عليه السلام.

10 مل: أبي، وعلي بن الحسين وابن الوليد، جميعا، عن سعد، عن ابن عيسي، عن سعيد بن جناح، عن أبي يحيي الحذاء، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: نظر أمير المؤمنين إلي الحسين عليهما السلام فقال: يا عبرة كل مؤمن، فقال: أنا يا أبتاه؟ فقال: نعم، يا بني [8] .

11 مل: جماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن الحسين بن عبيد الله، عن ابن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن عبدالله، عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذكر الحسين بن علي عند أبي عبدالله في يوم قط فرئي أبوعبدالله عليه السلام متبسما في ذلك اليوم إلي الليل، وكان أبوعبدالله عليه السلام يقول: الحسين عبرة كل مؤمن.

مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي، عن ابن أبي عمير عن علي بن المغيرة، عن أبي عمارة مثله إلي قوله: في ذلك اليوم والليل.

12 مل: أبي، عن سعد، عن الخشاب، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل ابن جابر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال الحسين عليه السلام: أنا قتيل العبرة.


13 ما: المفيد، عن الحسين بن محمد النحوي، عن أحمد بن مازن، عن القاسم بن سليمان، عن بكر بن هشام، عن إسماعيل بن مهران، عن الاصم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله يقول: إن الحسين بن علي عند ربه عزوجل ينظر إلي معسكره ومن حله من الشهداء معه، وينظر إلي زواره، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزوجل من أحدكم بولده وإنه ليري من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه عليهم السلام أن يستغفروا له، ويقول: لو يعلم زائري ما أعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه، وإن زائره لينقلب وما عليه من ذنب [9] .

14 فس: أبي، عن ابن محبوب، عن العلا، عن محمد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي دمعة حتي تسيل علي خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتي يسيل علي خده لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة، وأيما مؤمن مسه أذي فينا فدمعت عيناه حتي يسيل دمعه علي خديه من مضاضة ما اوذي فينا صرف الله عن وجهه الاذي وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار [10] .

مل: الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسي، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله [11] .

ثو: ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسي عن ابن محبوب مثله [12] .

أقول: روي السيد بن طاوس هذا الخبر مرسلا وفيه مكان دمعت أولا " ذرفت " وفيه: أيما مؤمن مسه أذي فينا صرف الله عن وجهه الاذي وآمنه يوم القيامة من سخط النار [13] .


بيان: المضاضة بالفتح وجع المصيبة وذرفت عينه سال دمعها.

14 ب: ابن سعد، عن الازدي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لفضيل: تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك قال: إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل! فرحم الله من أحيي أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر [14] .

15 لي: العطار، عن أبيه، عن الاشعري، عن اللؤلؤي، عن ابن أبي عثمان عن علي بن المغيرة، عن أبي عمارة المنشد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني، في الحسين بن علي قال: فأنشدته فبكي ثم أنشدته فبكي قال: فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتي سمعت البكاء من الدار.

قال: فقال: يا باعمارة من أنشد في الحسين بن علي شعرا فأبكي خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكي ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأكبي عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكي عشرة فله الجنة ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكي واحدا فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكي فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فتباكي فله الجنة [15] .

ثو: ما جيلويه، عن محمد العطار، عن الاشرعي مثله [16] .

مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عثمان مثله [17] .

16 كش: نصر بن الصباح، عن ابن عيسي، عن يحيي بن عمران، عن ممد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: كنا عند أبي عبدالله ونحن جماعة من الكوفيين فدخل جعفر بن عفان [18] علي أبي عبدالله عليه السلام فقر به وأدناه ثم قال: يا جعفر


قال: لبيك! جعلني الله فداك قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين وتجيد، فقال له: نعم جعلني الله فداك، قال: قل! فأنشده صلي الله عليه فبكي ومن حوله، حتي صارت الدموع علي وجهه ولحيته.

ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون ههنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام ولقد بكوا كما بكينا وأكثر، ولقد أوجب الله تعالي لك يا جعفر في ساعته [19] الجنة بأسرها، وغفر الله لك.

فقال: يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي قال: ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكي وأبكي به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له [20] .

17 لي: ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام: إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، واضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا.


إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلي يوم الانقضاء، فعلي مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام.

ثم قال عليه السلام: كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يري ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتي يمضي منه عشرة أيام، فاذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الي قتل فيه الحسين صلي الله عليه [21] .

18 لي: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه، عن الرضا عليه السلام قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا قضي الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمي يوم عاشورا يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلي أسفل درك من النار.

19 لي: ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين [الثقفي] عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أبوعبدالله الحسين بن علي عليهما السلام: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر [22] .

مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين مثله [23] .

مل: أبي عن سعد، عن الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير مثله [24] .

20 مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن


بكر بن محمد، عن فضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر [25] .

مل: محمد بن عبدالله، عن أبيه، عن البرقي، عن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله.

21 مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن الحسن بن علي، عن العلا، عن محمد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتي تسيل علي خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا [26] .

22 مل: حكيم بن داود، عن سلم، عن علي بن سيف، عن بكر بن محمد عن فضيل بن فضالة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه علي النار [27] .

23 ن، لي: ما جيلويه، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال: دخلت علي الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال لي: يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت: لا، فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه عزوجل فقال: " رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " [28] فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيي، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه السلام.

ثم قال: يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقلة، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.


يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا، مالهم في الارض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والارضن لقتله، ولقد نزل إلي الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلي أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم " يا لثارات الحسين ".

يا ابن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أنه لما قتل جدي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر، يا ابن شبيب إن بكيت علي الحسين حتي تصير دموعك علي خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.

يا ابن شبيب إن سرك أن تلقي الله عزوجل ولا ذنب عليك، فزر الحسين عليه السلام، يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلي الله عليه وآله فالعن قتلة الحسين.

يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متي ما ذكرته " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ".

يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلي من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا تولي حجرا لحشره الله معه يوم القيامة [29] .

24 مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن

-بحار الانوار مجلد: 40 من ص 286 سطر 19 الي ص 294 سطر 18 حسان، عن [ابن] أبي شعبة، عن عبدالله بن غالب قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فأنشدته مرثية الحسين بن علي عليهما السلام فلما انتهيت إلي هذا الموضع:



لبلية تسقو حسينا

بمسقاة الثري غير التراب



صاحت باكية من وراء الستر: يا أبتاه [30] .


25 مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: أنشدني، فأنشدته فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره، فأنشدته امرر علي جدث الحسين فقل لاعظمه الزكيه.

قال: فلما بكي أمسكت أنا فقال: مر فمررت، قال: ثم قال: زدني [زدني] قال: فأنشدته:



يا مريم قومي واندبي مولاك

وعلي الحسين فأسعدي ببكاك



قال: فبكي وتهايج النساء قال: فلما أن سكتن قال لي: يا با هارون من أنشد في الحسين فأبكي عشرة فله الجنة ثم جعل ينتقص واحدا واحدا حتي بلغ الواحد فقال: من أنشد في الحسين فأبكي واحدا فله الجنة ثم قال: من ذكره فبكي فله الجنة.

وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لكل سر ثواب إلا الدمعة فينا [31] .

بيان: لعل المعني أن أسرار كل مصيبة والصبر عليها موجب للثواب إلا البكاء عليهم، ويحتمل أن يكون تصحيف شئ [32] أي لكل شئ من الطاعة ثواب مقدر إلا الدمعة فيهم فانه لا تقدير لثوابها.

26 ل: الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله تبارك وتعالي اطلع إلي الارض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، اولئك منا وإلينا.

27 لي: ابن إدريس، عن أبيه، عن الفزاري، عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد، عن أبي الجارود، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: قال علي لرسول الله صلي الله عليه وآله: يا رسول الله إنك لتحب عقيلا؟ قال: إي والله إني لا حبه حبين:


حبا له وحبا لحب أبي طالب له وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون، ثم بكي رسول الله حتي جرت دموعه علي صدره ثم قال: إلي الله أشكو ما تلقي عترتي من بعدي [33] .

قال ابن طاوس: روي عن آل الرسول عليهم السلام أنهم قالوا: من بكي وأبكي فينا مائة فله الجنة، ومن بكي وأبكي خمسين فله الجنة، ومن بكي وأبكي ثلاثين فله الجنة، ومن بكي وأبكي عشرين فله الجنة، ومن بكي وأبكي عشرة فله الجنة، ومن بكي وأبكي واحدا فله الجنة، ومن تباكي فله الجنة [34] .

28 ثو: أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا با هارون أنشدني في الحسين عليه السلام قال: فأنشدته قال: فقال لي: أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة، قال: فأنشدته [شعر]: امرر علي جدث الحسين فقل لاعظمه الزكيه.

قال: فبكي ثم قال: زدني، فأنشدته القصيدة الاخري، قال: فبكي وسمعت البكاء من خلف الستر.

قال: فلما فرغت قال: يا با هارون من أنشد في الحسين شعرا فبكي وأبكي عشرة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكي وأبكي خمسة كتبت لهم الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكي وأبكي واحدا كتبت لهما الجنة ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه علي الله عزوجل، ولم يرض له بدون الجنة [35] .

مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب مثله.


بيان: الرقة بالفتح بلدة علي الفرات واسطة ديار ربيعة وآخر غربي بغداد وقرية أسفل منها بفرسخ ذكره الفيروز آبادي [36] .

29 ثو: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أنشد في الحسين بيتا من شعر فبكي وأبكي عشرة فله، ولهم الجنة ومن أنشد في الحسين بيتا فبكي وأبكي تسعة فله ولهم الجنة، فلم يزل حتي قال: [و] من أنشد في الحسين بيتا فبكي وأظنه قال أو تباكي فله الجنة [37] .

مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل مثله.

مل: محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن محمد بن إسماعيل مثله.

30 سن: ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن الفضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كان مثل زبد البحر [38] .

31 مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبدالله بن حماد، عن عبدالله الاصم، عن مسمع كردين قال: قال لي أبوعبدالله: يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين؟ قلت: لا، أنا رجل مشهور من أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوي هذا الخليفة، وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا علي [حالي] عند ولد سليمان فيمثلون علي [39] .

قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: بلي، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك، حتي يري أهلي أثر ذلك علي، فأمتنع من الطعام حتي


يستبين ذلك في وجهي.

قال: رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون في أهل الجذع لنا والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا أما إنما ستري عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك، وما يلقونك به من البشارة: ما تقربه عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الام الشفيقة علي ولدها.

قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا علي خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع إن الارض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا وما بكي لنا من الملائكة أكثر، وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكي أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سال دموعه علي خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطفأت حرها حتي لا يوجد لها حر.

وإن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتي يرد علينا الحوض، وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه، حتي أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه.

يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يشق بعدها أبدا وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلي من العسل، وألين من الزبد وأصفي من الدمع، وأذكي من العنبر، يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان تجري علي رضراض الدر والياقوت، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة، يقول الشارب منه: ليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بدلا، ولا عنه تحويلا.

أما إنك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلي الكوثر، وسقيت منه، من أحبنا فان الشارب [40] منه ليعطي من اللدة و


الطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا.

وإن علي الكوثر أمير المؤمنين عليه السلام وفي يده عصا من عوسج، يحطم بها أعداءنا، فيقول الرجل منهم: إني أشهد الشهادتين! فيقول: انطلق إلي إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني إمامي الذي تذكره، فيقول: إرجع وراءك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه علي الخلق فاسأله إذ كان عندك خير الخلق أن يشفع لك، فان خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع، فيقول: إني أهلك عطشا: فيقول: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا.

قلت: جعلت فداك وكيف يقدر علي الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره؟ قال: ورع عن أشياء قبيحة، وكف عن شتمنا إذا ذكرنا، وترك أشياء اجترئ عليها غيره، وليس ذلك لحبنا، ولا لهوي منه، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه، ولما قد شغل به نفسه عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق، ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين، وتقدمة لهما علي كل أحد [41] .

بيان: " الرضراض " الحصا أو صغارها، قوله عليه السلام " وسقيت ": إسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك.

32 مل: أبي، عن سعد، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء علي الحسين بن علي عليهما السلام فانه فيه مأجور [42] .

33 مل: محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين الزيات، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبوعبدالله عليه السلام في حديث طويل: ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه علي الله عزوجل، ولم يرض له بدون الجنة [43] .


مل: أبي، وجماعة مشايخنا، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن حمزة بن علي الاشعري، عن الحسن بن معاوية بن وهب، عمن حدثة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: وذكر مثله.

34 مل: حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن بكار بن أحمد القسام والحسن بن عبدالواحد، عن مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: من قطرت عيناه فينا قطرة، ودمعت عيناه فينا دمعة بوأه الله بها في الجنة حقبا [44] .

35 مل: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم، عن عبدالله بن بكير قال: حججت مع أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل فقلت: يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي عليهما السلام هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال: يا ابن بكير ما أعظم مسائلك إن الحسين بن علي عليه السلام مع أبيه وامه وأخيه في منزل رسول الله صلي الله عليه وآله ومعه يرزقون ويحبرون، وإنه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني وإنه لينظر إلي زوراه فهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده، وإنه لينظر إلي من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقلو: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة [45] .

36 مل: أبي، عن ابن أبان، عن الاهوازي، عن عبدالله بن المغيرة، عن الاصم مثله.

37 أقول: رأيت في بعض تأليفات بعض الثقات من المعاصرين: روي أنه لما أخبر النبي صلي الله عليه وآله ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن


بكت فاطمة بكاء شديدا، وقالت: يا أبت متي يكون ذلك؟ قال: في زمان خال مني ومنك ومن علي، فاشتد بكاؤها وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم باقامة العزاء له؟.

فقال النبي: يا فاطمة إن نساء امتي يبكون علي نساء أهل بيتي، رجالهم يبكون علي رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا، بعد جيل، في كل سنة فإذا كان القيامة تسفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال وكل من بكي منهم علي مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة.

يا فاطمة! كل عين باكية يوم القيامة، إلا عين بكت علي مصاب الحسين فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.

أقول: سيأتي بعض الاخبار في ذلك في باب بكاء السماء والارض عليه عليه السلام.

38 ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه حكي عن السيد علي الحسيني قال: كنت مجاورا في مشهد مولاي علي بن موسي الرضا عليها السلام مع جماعة من المؤمنين، فلما كان اليوم العاشر من شهر عاشورا ابتدأ رجل من أصحابنا يقرء مقتل الحسين عليه السلام فوردت رواية عن الباقر عليه السلام أنه قال: من ذرفت عيناه علي مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر.

وكان في المجلس معنا جاهل مركب يدعي العلم، ولا يعرفه، فقال: ليس هذا بصحيح والعقل لا يعتقده [46] وكثر البحث بيننا وافترقنا عن ذلك المجلس، وهو


مصر علي العناد في تكذيب الحديث، فنام ذلك الرجل تلك الليلة فرأي في منامه كأن القيامة قد قامت، وحشر الناس في صعيد صفصف لا تري فيها عوجا ولا أمتا وقد نصبت الموازين، وامتد الصراط، ووضع الحساب، ونشرت الكتب، واسعرت النيران، وزخرفت الجنان، واشتد الحر عليه، وإذا هو قد عطش عطشا شديدا وبقي يطلب الماء، فلا يجده،


فالتفت يمينا وشمالا وإذا هو بحوض عظيم الطول والعرض، قال: قلت في نفسي: هذا هو الكوثر فإذا فيه ماء أبرد من الثلج وأحلي من العذب، وإذا عند الحوض رجلان وامرأة أنوارهم تشرق علي الخلائق، ومع ذلك لبسهم السواد وهم باكون محزونون فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: هذا محمد المصطفي، وهذاالامام علي المرتضي، وهذه الطاهرة فاطمة الزهراء فقلت: ما لي أراهم لا بسين السواد وباكين ومحزونين؟ فقيل لي: أليس هذا يوم عاشورا، يوم مقتل الحسين؟ فهم محزونون لاجل ذلك.


قال: فدنوت إلي سيدة النساء فاطمة وقلت لها: يا بنت رسول الله إني عطشان، فنظرت إلي شزرا وقالت لي: أنت الذي تنكر فضل البكاء علي مصاب ولدي الحسين ومهجة قلبي وقرة عيني الشهيد المقتول ظلما وعدوانا؟ لعن الله قاتليه وظالميه ومانيعه من شرب الماء؟ قال الرجل: فانتبهت من نومي فزعا مرعوبا واستغفرت الله كثيرا، وندمت علي ما كان مني وأتيت إلي أصحابي الذين كنت معهم، وخبرت برؤياي، وتبت إلي الله عزوجل.



پاورقي

[1] أمالي الصدوق المجلس 17 الرقم 4.

[2] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 294.

[3] تفسير القمي ص 616.

[4] راجع کامل الزيارات ص 108 و 109.

[5] راجع کامل الزيارات ص 108 و 109.

[6] أمالي الشيخ الطوسي: ص 121.

[7] کتاب المجالس: ص 72.

[8] المصدر ب 36 تحت الرقم 1 وما بعده الرقم 2 و 4.

[9] امالي الشيخ ص: 34.

[10] تفسير القمي ص 616، ثواب الاعمال ص 47، کامل الزيارات ص 100.

[11] تفسير القمي ص 616، ثواب الاعمال ص 47، کامل الزيارات ص 100.

[12] تفسير القمي ص 616، ثواب الاعمال ص 47، کامل الزيارات ص 100.

[13] رواه في مقدمة کتابه الملهوف تراه في ص 302 من طبع الکمباني في ذيل البحار المجلد العاشر

[14] قرب الاسناد: ص 26.

[15] أمالي الصدوق: المجلس 29 الرقم 6 ثواب الاعمال: ص 47، کامل الزيارات ص 105.

[16] أمالي الصدوق: المجلس 29 الرقم 6 ثواب الاعمال: ص 47، کامل الزيارات ص 105.

[17] أمالي الصدوق: المجلس 29 الرقم 6 ثواب الاعمال: ص 47، کامل الزيارات ص 105.

[18] عنونه ابن داود في رجاله وقال: جعفر بن عثمان الطائي شاعر أهل البيت: ثم أشار إلي هذا الحديث المروي في الکشي ص 187 وقال: ممدوح.وعنونه في قاموس الرجال: جعفر بن عفان الطائي، ثم بعد ما روي هذا الحديث عن الکشي قال: وروي الاغاني عن محمد بن يحيي بن أبي مرة التغلبي قال: مررت بجعفر بن عثمان الطائي يوما وهو علي باب منزله، فسلمت عليه فقال لي: مرحبا يا أخا تغلب اجلس! فجلست فقال لي: أما تعجب من ابن ابي حفصة لعنه الله حيث يقول:



أني يکون وليس ذاک بکائن

لبني البنات وراثة الاعمام



فقلت: بلي والله اني لا تعجب منه وأکثر اللعن عليه فهل قلت في ذلک شيئا فقال: نعم قلت:



لم لا يکون وان ذاک لکائن

لبني البنات وراثة الاعمام



للبنت نصف کامل من ماله

والعم متروک بغير سهام



ما للطليق وللتراث وانما

صلي الطليق مخافة الصمصام





[19] في ساعتک خ ظ.

کما في الوسائل ب 104 من أبواب المزار تحت الرقم 1.

[20] رجال الکشي ص 187.

[21] أمالي الصدوق المجلس 27 الرقم 2 والذي يأتي بعده تحت الرقم 4.

[22] أمالي الصدوق المجلس 28 الرقم 7.

[23] المصدر ص 108: ب 36 تحت الرقم 4 إلي قوله " أنا قتيل العبرة ".

[24] المصدر تحت الرقم 3.

[25] المصدر ص 103 و 104.

[26] کامل الزيارات؟ ص 104.

[27] المصدر: ص 104.

[28] آل عمران: 38.

[29] أمالي الصدوق المجلس 27 الرقم 5، عيون أخبار الرضا ج 1 ص 299.

[30] کامل الزيارات ص 105.

[31] کامل الزيارات ص 106.

[32] کما هو مثبت في المصدر وقد نقله في الوسائل ب 104 من أبواب المزار تحت الرقم 6 کذلک.

[33] المصدر المجلس 27 تحت الرقم 3.

[34] کتاب الملهوف طبع الکمباني بذيل العاشر من البحار ص 302.

[35] ثواب الاعمال ص 47. کامل الزيارات ص 100 و 104.

[36] ولعل المراد: رقة القلب وحالة الرثاء.

[37] ثواب الاعمال ص 48 کامل الزيارات 105 و 106.

[38] المحاسن ص 63،

[39] فيميلون علي خ ل.

[40] وان الشارب منه ممن أحبنا خ ل.

[41] المصدر ص 101، وهکذا مايليه.

[42] کامل الزيارات 100.

[43] المصدر ص 100 و 101.

[44] کامل الزيارات ص 101.

[45] المصدر ص 103.وتري الحديث بطوله في ص 326 329 باب النوادر الرقم 2.

[46] توهم الجهال أن لهذه الاحاديث اطلاقا يشمل کل ظرف وزمان، فأنکرها بعض أشد الانکار، وقال لو صوح هذه الاحاديث لاتي علي بنيان المذهب وقواعده، ولا دي إلي تعطيل الفرائض والاحکام، وترک الصلاة والصيام کما نري الفساق والفجار يتکلون في ارتکاب السيئات والاقتحام في جرائمهم الشنيعة علي ولاء الحسين ومحبته، والبکاء عليه من دون أن ينتهوا عن ظلمهم وغيهم واعتسافهم.

فليس هذه الاحاديث الا موضوعة من قبل الغلاة، ودسهم في أخبار أهل البيت، ترويجا لمرامهم الفاسد، ومسلکهم في أن ولاء أهل البيت انما هو محبتهم، لا الدخول تحت سلطانهم وأمرهم ونهيهم علي ما هو الصحيح من معني الولاية.

وبعضهم الاخر الذين يروون الحديث ولا يعقلون فيه ولا يتدبرون أخذ بالاطلاق، وادعي أن " من بکي علي الحسين أو أبکي أوتباکي فله الجنة " حتي في زماننا هذا وعصرنا کائنا من کان، ثم شد علي المنکرين بأنهم کفرا وخرجوا عن المذهب ولم يعرفوا الائمة حق معرفتهم و.

ثم اذا الزم بالاشکال أخذ في تأويل الاحاديث وأخرجها عن معانيها ومغزاها، أو سرد في الجواب بعض الاقاصيص والرؤي.

والحق ان هذه الاحاديث بين صحاح وحسان وضعاف مستفيضة بل متواترة لا تتطرق اليها يد الجرح والتأويل، لکنها صدرت حينما کان ذکر الحسين، والبکاء عليه وزيارته، ورثاؤه، وانشاد الشعر فيه، انکارا للمنکر، ومجاهدة في ذات الله، ومحاربة مع أعداء الله: بني أمية الظالمة الغشوم، وهدما لاساسهم، وتقبيحا وتنفيرا من سيرتهم الکافرة بالقرآن والرسول.

ولذلک کانت الائمة عليهم السلام يرغبون الشيعة في تلک الجهاد المقدس باعلاء کلمة الحسين واحياء أمره بأي نحو کان بالرثاء والمديح والزيارة والبکاء عليه، وفي مقابلهم بنو أمية تعرج علي اماتة ذکر الحسين، ويمنع من زيارته ورثائه والبکاء عليه فمن وجدوه يفعل شيئا من ذلک أخذوه وشردهوه وقتلوه وهدموا داره ولا جل تلک المحاربة القائمة بين الفريقين: أنصار الدين، وأنصار الکفر، أباد المتوکل قبر الحسين وسواه مع الارض وأجري الماء عليه ليطفئ نور الله والله متم نوره ولو کره الکافرون.

فمن کان يبکي علي الحسين أو يرثيه أو يزوره في ذاک الظرف لم يکن فعله ذلک حسرة و عزاء و تسلية فقط، بل محاربة لاعداء الدين و جهادا في سبيل الله مع ما يقاسونه من الجهد و البلاء و التشريد و التنکيل فحق علي الله ان يثيب المجاهد في سبيله و يرزقه الجنة بغير حساب.

ذلک بأنهم لايصيبهم ظمأ و لانصب و لامخمصة في سبيل الله، و لا يطأون و موطئا يغيظ الکفار و لاينالون من عدونيلا الاکتب لهم به عمل صالح ان الله لايضيع أجرالمحسنين.

ففي مثل ذاک الزمان - کما رأينا قبل عشرين سنة في ايران - لم يکن ليبکي علي الحسين و ينشد فيه الرثاء الاکل مؤمن وفي، أهل التقوي و اليقين، لما في ذلک من العذاب و التنکيل، لاکل فاسق و شارب حتي يستشکل في الاحاديث.

بل کان هؤلاء الفساق- في ذاک الظرف - مستظهرين بسلطان بني امية، منحازين الي الفئة الباغية يتجسسون خلال الديار ليأخذوا علي أيدي الشيعة، و يمنعوهم من احياء ذکر الحسين، کما اقتحموا ار ابي عبدالله الصادق بعد ما سمعوا صراخ الويل و البکاء من داره عليه السلام.

و أما في زمان لامحاربة بين أهل البيت و أعدائهم کزماننا هذا فلايصدق علي ذکر الحسين و البکاء عليه عنوان الجهاد، کما أنه لايلقي ذاکر الحسين الا الذکر الجميل و الثناء الحسن. بل يأخذ بذلک اجرة، و الباکي علي الحسين يشرف و يکرم و يقال له قدمت خير مقدم و يقدم اليه ما يشرب و يتفکه.

فحيث لاجهاد في البکاء عليه، فلا وعد بالجنة، و حيث لا عذاب و لا نکال و لا خوف نفس فلا ثواب کذا و کذا. فليبک الفسقة الفجرة، أنهم مأخوذون بسييء أعمالهم. ان الله لايخدع من جنته، و ليميز الخبيث من الطيب و يجعل الخبيث بعضه علي بعض فيرکمه جميعا فيجعله في جهنم اولئک هم الخاسرون.