بازگشت

المراثي للامام الحسين


1- قال الحميري:



بكت الارض فقده و بكته

باحمرار له نواحي السماء



بكتا فقده اربعين صباحا

كل يوم عند الضحي و المساء



قال ابوالعلاء المعري:



و علي الدهر من دماء الشهيدين

علي و نجله شاهدان



و هما في أواخر الليل فجران

وفي أولياته شفقان



2- قال عبدالله بن دانية:



تالله ان كانت امية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها

هذا لعمرك قبره مهدوما



أسفوا علي أن لا يكونوا فشايعوا

في قتله فتتبعوه رميما



3- قال ابن حماد:



شربت من ماء الولاء شربة

فأورثتني النسك قبل الفطام






و لاح نجم السعد في طالعي

اذ صرت مولي لاناس كرام



لآل ياسين الذي حبهم

ينجو به المؤمن يوم الخصام



فمثل مولاي الحسين الذي

بالطف مدفون عليه السلام



ابن علي بن أبي طالب

سبط رسول الله خير الأنام



من شرف الله به مكة

و زمزما و البيت بيت الحرام



من ظهر الاسلام طفلا به

و طهر الكفر بحد الحسام



هذا ابن من قد كان من ربه

كقاب قوسين بغير احتشام



هذا ابن من آثر في قوته

و باب بالأهل ثلاثا صيام



هذا ابن من ساد بني هاشم

اذ ظللته في الفلاة الغمام



هذا شهيد الطف هذا الذي

حبي له جميع الاثام



هذا الامام بن الامام الذي

منه لنا في كل عصر امام



هذا الذي زائره كالذي

حج الي الكعبة في كل عام



4- قال الشريف بن الرضا:



يا حسين بن فاطم بن علي

أنت سبط الرسول ذو الأنساب



يا امامي و مرشدي و وليي

و مغيثي علي الاموي الصعاب



5- قال الصاحب:



أواليكم يا أهل بيت محمد

فكلكم للعلم و الدين فرقد



و أترك من ناواكم و هو هتكه

ينادي عليه موله ليس يحمد




6- قال علم الهدي:



يا حجة الله كم تلقي حقوقكم

تدنون منها و أيدي البغي تقصيها



و كم سروحكم في أرض مضبعة

فلا السيوف و لا الارماح تحميها



و كم غروسكم تزوي بنائكم عنها

و أيدي العوادي النكد تجنيها



و كم دياركم منكم مفرغة

و غيركم من أعادي الدين يأويها



و كم أكايد فيكم ثقل مولمة

بالامن و الخوف أبديها و أخفيها



حتي مضي ثاركم لا طالبين له

و ناركم نام عنها الدهر مذكيها



حتي متي أنتم لحم علي وضم

و مضغة بيد ترمي الي فيها



حتي متي تخفض الغاوون ذروتكم

و الله يرفعها عمدا و يعليها



حتي متي تهدم الاقوام هضبتكم

و الله في كل يوم جاء يبنيها



7- قال كشاجم:



يا عترة حبهم يدين به

صالح هذا الوري و طالحه



مغالق الشم أنتم يا بني أحمد

اذا غيركم مفاتحه



طبتم فان مر ذكركم عرضا

فاح بدار الجنان فايحه



8- قال الحميري:



كربلا يا دار كرب و بلا

و بها سبط النبي قد قتلا



9- و له:



في حرام من الشهور احلت

حرمة الله و الحرام حرام




10- قال المرتضي:



أاسقي نمير الماء ثم يلذ لي

و رودكم آل الرسول خلاة



تذادون عن ماء الفرات و كارع

به ابل للغادرين وشاة



11- قال العوني:



و احزنا للحسين منجدلا

عار يذيل التراب ملتحف



عطشان يرنو الي الفرات ظما

و ماؤها بالأكف يغترف



يشرع فيها كلاب عسكره

و ابن علي عليه يلتهف



12- قال ابن حماد:



لست أنساه حين أيقن با

لموت دعاهم و قام فيهم خطيبا



ثم قال ارجعوا الي أهلكم

فليس سواي أري لهم مطلوبا



فأجابوه و العيون سكوب

و حشاهم قد شب منها لهيبا



أي عذر لنا غدا حين نلقي

جدك المصطفي و نحن حروبا



13- قال الرضي:



كان بيض المواضي و هي تنهبه

نار تحكم في جسم من النور



لله ملقي علي الرمضاء غص به

فيم الردي بعد اقدام و تشمير



تحنو عليه الربا ظلا و تستره

عن النواظر أذيال الأعاصير



و خر للموت لا كف يقلبه

الا بوطي ء من الجرد المحاضير




14- قال الحميري:



لم يزل بالقضيب يعلو ثنايا

في جناها الشفاء من كل داء



قال زيد: ارفعن قضيبك ارفع

عن ثنايا غر غذي باتفاء



طالما قد رأيت أحمد يلثمها

و كم لي بذاك من شهداء



15- قال الجوالقي:



اختال بالكبر علي ربه

يقرع بالعود ثناياه



بحيث قد كان نبي الهدي

يلثم في قبلته فاه



16- قال الصاحب:



يقرع بالعود ثنايا لها

كان النبي المصطفي لاثما



17- قال الكميت:



أضحكني الدهر و أبكاني

و الدهر ذو صرف و ألوان



لتسعة بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن افكان



و ستة لا يتجازي بهم

بنو عقيل خير فرسان



ثم علي الخير مولاهم

ذكرهم هيج أحزاني



18- قال الوفي السري:



أقام روح و ريحان علي جدث

نوي الحسين به ظمان آمينا



كأن أحشاءنا من ذكره أبدا

تطوي علي الجمر أو نحشي السكاكينا



مهلا فما نقضوا اوتار والده

و انما نقضوا في قتله الدنيا




19- قال دعبل الخزاعي:



هلا بكيت علي الحسين و أهله

هلا بكيت لمن بكاه محمد



فلقد بكته في السماء ملائك

زهر كرام راكعون و سجد



لم يحفظوا حق النبي محمد

اذ جرعوه حرارة ما تبرد



قتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه

فالثكل من بعد الحسين مبدد



هذا حسين بالسيوف مبضع

متلطخ بدمائه مستشهد



عار بلا ثوب صريع في الثري

بين الحوافر و السنابك يقصد



كيف القرار و في السبايا زينب

تدعو بفرط حرارة يا أحمد



يا جد ان الكلب يشرب آمنا

ريا و نحن عن الفرات نطرد



يا جد من ثكلي و طول مصيبتي

و لما اعانيه أقوم و أقعد



20- قال كشاجم:



اذا تفكرت في مصابهم

أثقب زند الهموم قاطعه



فبعضهم قربت مصارعه

و بعضهم بعدت مطارحه



أظلم في كربلاء يومهم

ثم تجلي و هم ذبايحه



ذل حماه و قل ناصره

و نال أقوي مناه كاشحه



21- قال خالد بن معدان:



جاؤا برأسك يابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

فيقتلك التنزيل و التأويلا



و كانما بك يابن بنت محمد

قتلو جهارا عامدين رسولا



و يكبرون بان قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا




22- قال سليمان الهاشمي:



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت



ألم تر أن الأرض اضحت مريضة

لفقد الحسين و البلاد اقشعرت



و ان قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقاب المسلمين فذلت



و كانوا رجاء ثم عادوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا و جلت



23- قال السوسي:



لهفي علي السبط و ما ناله

قد مات عطشانا بكرب الظمأ



لهفي لمن نكس عن سرجه

ليس من الناس له من حمي



لهفي علي بدر الهوي اذ علا

في رمحه يحكيه بدر الدجي



لهي علي النسوة اذ برزت

يساق سوقا بالعنا و الجفا



لهفي علي تلك الوجوه التي

ابرزن بعد الصون بين الملاء



لهفي علي ذاك العذار التي

علاه بالصف تراب العلاء



لهفي علي ذاك القوام الذي

حناه بالطف سيوف العداء



24- و له:



كم دموع ممزوجة بدماء

سبكتها العيون في كربلاء



لست أنساه بالطفوف غريبا

مفردا بين صحبه بالعراء



و كأني به و قد لحظ النسوا

ن يهتكن مثل هتك الاماء



25- و له:



جودي علي حسين

يا عين بانغزار






جودي علي الغريب

اذ الجار لا يجار



جودي علي النساء

مع الصبية الصغار



جودي علي قتيل

مطروح في القفار



26- و له:



لا عذر للشيعي يرقي دمعه

و دم الحسين بكربلاء أريقا



يا يوم عاشورا لقد خلفتني

ما عشت في بحر الهموم غريقا



فيك استبيج حريم آل محمد

و تمزقت أسبابهم تمزيقا



أأذوق ري الماء و ابن محمد

لم يرو حتي للمنون أذيقا



27- و له:



وكل جفني بالسهاد

مذ عرس الحزن في فؤادي



ناع نعي بالطفوف بدرا

اكرم به رائحا و غاد



نعي حسينا فدته روحي

لما أحاطت به الأعادي



في فتية ساعدوا و واسوا

و جاهدوا أعظم الجهاد



حتي تفانوا و ظل فردا

و نكسوه عن الجواد



28- و له:



أأنسي حسينا بالطفوف مجدلا

و من حوله الاطهار كالأنجم الزهر



أأنسي حسينا يوم سير برأسه

علي الرمح مثل البدر في ليلة البدر



أأنسي السبايا من بنات محمد

يهتكن من بعد الصيانة و الخدر




29- قال العوني:



فيا بضعة من فؤاد النبي

اجزت كثيبا مهيلا



و يا كبدا من فؤاد البتول

ثلت فأضحت أكيلا



قتلت فابكيت عين الرسول

و أبيكت من رحمة جبرئيلا



30- و له:



يا قمرا غاب حين لاحا

أورثني فقدك المناحا



يا نوب الدهر لم يدع لي

حرفك من حادث صالحا



أبعد يوم الحسين و يحي

استعذب اللهو و المزاحا



يا بأبي أنفسا ظماة

ما توا و لم يشربوا المباحا



يا بأبي غرة هداة

يا كرها حتفها صباحا



يا سادتي يا بني علي

بكي الهدي بعدكم و ناحا



يا سادتي يا بني امامي

أقولها عنوة صراحا



أو حشتم الحجر و المساعي

آنستم الفقر و البطاحا



أوحشتم الذكر و المثاني

والسور الطول الفصاحا



31- و له:



لم أنس يوما للحسين و قد ثوي

بالطف مسلوب الرداء خليعا



ظمآن من ماء الفرات معطشا

ريان من غصص الحتوف نقيعا



يرنوا الي ماء الفرات بطرفه

فيراه عنه محرما ممنوعا




32- قال الزاهي:



أعاتب عيني اذا قصرت

و أفني دموعي اذا ما جرت



لذكراكم يا بني المصطفي

دموعي علي الخد قد سطرت



لكم و عليكم جفت غمضها

جفوني عن النوم واستشعرت



أمثل اجسادكم بالعراق

و فيها الاسنة قد كسرت



أمثلكم في عراض الطفوف

بدور تكسف اذ أقمرت



غدت أرض يثرب من جمعكم

كخط الصحيفة اذ أقفرت



و أضحي بكم كربلا مغربا

لزهر النوم اذا غورت



كاني بزينب حول الحسين

و منها الذوائب قد نشرت



تمرغ في نحره شعرها

و تبدي من الوجد ما أضمرت



و فاطمة عقلها طائر

اذا السوط في جنبها أبصرت



و للسبط فوق الثري شيبة

بفيض دم النحر قد عفرت



و رأس الحسين امام الرفاق

كغرة صبح اذا أسفرت



33- و له:



لست أنسي النساء في كربلاء

و حسين ظام فريد وحيد



ما جد يلثم الثري و عليه

قضب الهند ركع و سجود



يطلب الماء و الفرات قريب

و يري الناس و هو عنه بعيد



34- قال الناشي ء:



مصائب نسل فاطمة البتول

نكت حسراتها كبد الرسول



ألا بأبي البدور لقين كسفا

و أسلمها الطلوع الي الافول






ألات يا يوم عاشور رماني

مصابي منك بالداء الدخيل



كاني بابن فاطمة جديلا

يلاقي الترب بالوجه الجميل



يحرن في الثري قدا و نحرا

علي الحصباء بالخد التليل



صريعا ظل فوق الأرض أرضا

فوا أسفا علي الجسم النحيل



اعاديه توطأه و لكن

تخطاه العتاق من الخيول



و قد قطع العداة الرأس منه

و علوه علي رمح طويل



و قد بروزا النساء مهتكات

يجززن الشعور من الاصول



يسرن مع اليتامي من قتيل

بخضب بالدماء الي قتيل



و طورا يلتثمن بني علي

و طورا يلتثمن بني عقيل



و فاطمة الصغيرة بعد عز

كساها الحزن أثواب الذليل



تنادي جدها يا جد أنا

طلبنا بعد فقدك بالذحول



35- قال المرتضي:



لم يدع للقلب مني

في المسرات نصيبا



لعن الله رجالا

أترعوا الدنيا غصوبا



سالموا عجزا فلما

قدروا شنوا الحروبا



طلبوا أو نار بدر

عندنا ظلما و حوبا



36- و له:



لقد كسرت للدين في يوم كربلا

كساير لا توسي و لا هي تجبر



فاما سبي بالرماح مسوق

واما قتيل بالتراب معفر



و جرحي كما اختارت رماح و انصل

و صرعي كما شاءت ضباع و أنسر




37- قال الرضي:



كربلا لا زلت كربا و بلاء

ما لقي عندك آل المصطفي



كم علي تربك لما صرعوا

من دم سال و من دمع جري



و ضيوف لفلات قفرة

نزلوا فيها علي غير قوي



لم يذوقوا الماء حتي اجتمعوا

بحذا السيف علي ورد الردي



تكسف الشمس شموس منهم

لا تدانيها علوا و ضياء



و تنوش الوحش من أجسادهم

أرجل السبق و ايمان النداء



و وجوها كالمصابيح فمن

قمر غاب و من نجم هوي



غيرتهن الليالي و غدا

جابر الحكم عليهن البلي



يا رسول الله لو عاينتهم

و هم ما بين قتل و سبي



من رميض يمنع الظل و من

عاطش يسقي أنابيب القنا



و مسوق عاثر يسعي به

خلف محمول علي غير وطا



جزروا جز ار الأضاحي نسله

ثم ساقوا أهل سوق الاماء



قتلوه بعد علم منهم

انه خامس أصحاب الكساء



ميت تبكي لهم فاطمة

و أبوها و علي ذو العلي



38- و له:



شغل الدموع عن الديار بكاؤنا

لبكاء فاطمة علي أولادها



لم يخلفوها في الشهيد و قد رأي

دفع الفرات يذاد عن روادها



أتري درت أن الحسين طريدة

لقنا بني الطراد عند ولادها



كانت مآتم بالعراق تعدها

أموية بالشام من أعيادها



ما راقبت غضب النبي و قد غدا

زرع النبي مظنة لحصادها






جعلت رسول الله من خصمائها

فلبئس ما ذخرت ليوم معادها



فسل النبي علي صعاب مطيها

و دم الحسين علي رؤس صعادها



و الهفتاه لعصبة علوية

تبعت امية بعد ذل قيادها



جعلت عران الذي في آنافها

و علاط و سم الضيم في أجيادها



و استاثرت بالأمر عن غيابها

و قضت بما شاءت علي أشهادها



طلبت تراث الجاهلية عندها

و شفت قديم الغل من أحقادها



يا يوم عاشوراء كم لك لوعة

تترقص الأحشاء من ايقادها



39- قال عقبة بن عميق السهمي:



اذ العين قرت في الحيوة و أنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها



مررت علي قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها



فمازلت أرثيه و أبكي لشجوه

و يسعد عيني دمعها و زفيرها



و بكيت ممن بعد الحسين...

أطافت به من جانبيها قبورها



سلام علي أهل القبور بكربلا

و قل لها مني سلام يزورها



سلام بآصال العشي و بالضحي

تؤديه نكباء الصباح و مورها



و لا تبرح الوفاد زوار قبره

يفوح عليهم مسكها و عبيرها



40- قال الصنوبري:



يا خير من لبس النبو

ة من جميع الأنبياء



و جدي علي سبطيك

و جد ليس يؤذن بانقضاء



هذا قتيل الأشقياء

و ذا قتيل الادعياء



يوم الحسين هرقت

دمع الارض بل دمع السماء






يوم الحسين تركت

باب العز مهجور الفناء



يا كربلاء خلقت من

كرب علي و من بلاء



كم فيك من وجه تشرب

مائه ماء البهاء



نفسي فداء المصطلي

نار الوغي أي اصطلاء



حين الاسنة في الجوا

شن كالكواكب في السماء



فاختار درع الصبر حيث

الصبر من لبس السناء



و أبي اباء الأسد أن

الاسد صادقة الاباء



و قضي كريما اذ قضي

ظمآن في نفر ظماء



منعوه طعم الماء لا

وجدوا لماء طعم ماء



من ذي العفو و الجواد

ممال اعواد الخباء



من اللطريح الشلو

عريانا مخلي بالعراء



من للمحنط بالتراب

و للمغسل بالدماء



من لابن فاطمة المغيب

عن عيون الاولياء



41- قال الشافعي:



تأوه قلبي والفؤاد كئيب

و أرق نومي فالسهاد عجيب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

و ان كرهتها أنفس و قلوب



ذبيح بلا جرم كان قميصه

صبيغ بماء الارجوان خضيب



فللسيف أعوان و للرمح رنة

و للخيل من بعد السهيل نحيب



تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لهم صم الجبال تذوب



و غارت نجوم واقشعرت كواكب

و هتك أستار و شق جيوب



يصلي علي المبعوث من آل هاشم

و يغزي بنوه ان ذا العجيب






لئن كان ذنبي حب آل محمد

فذلك ذنب لست عنه أتوب



هم شفعائي يوم حشري و موقفي

اذا ما بدت للناظرين خطوب



42- قال الجوهري:



عاشورنا ذا الا لهفي علي الدين

خذوا حدادكم يا آل ياسين



اليوم شقق جيب الدين و انتهبت

بنات أحمد نهب الروم و الصين



اليوم قام بأعلي الطف ناديهم

يقول من ليتيم أو لمسكين



اليوم خضب حبيب المصطفي بدم

أمسي عبير بخور الحور و العين



اليوم خر نجوم الفخر من مضر

علي مناخر تذليل و توهين



اليوم اطفي ء نور الله متقدا

و جردت لهم التقوي علي الطين



اليوم هتك أسباب الهدي مزقا

و برقعت غرة الاسلام بالهون



اليوم زعزع قدس من جوانبه

و طاح بالخيل ساحات الميادين



اليوم نال بنو حرب طوايلها

مما صلوه ببدر ثم صفين



اليوم جدل آل المصطفي شرقا

من نفسه ببخيع غير مسنون [1] .



43- قال الاربلي:



ان في الرزء بالحسين الشهيد

لعناء يؤدي بصبر الجليد



ان رزء الحسين أضرم نارا

لا تني في القلوب ذات وقود



ان رزء الحسين نجل علي

هدر كنا ما كان بالمهدور



حادت أحزن الولي و أضناه

و خطب أقر عين الحسود



يا لها نكبة أباحت حمي

الصبر و أجرت مدامعا في خدود






و مصابا عم البرية بنا لحزن

و أعزي العيون بالتسهيد



يا قتيلا ثوي بقتله الدين

و أمسي الاسلام واهي العمود



و وحيدا في معشر من عدو

لهف نفسي علي الفريد الوحيد



و نزيفا يسقي المنية صرفا

ظاميا يرتوي بماء الوريد



و صريعا تبكي السماء عليه

فتردي بالدمع ظامي الصعيد



و غريبا بين الاعادي يعاني

منهم ما يشيب رأس الوليد



قتلوه مع علمهم أنه

خير البرايا م سيد و مسود



و استباحوا دم النبي رسول

الله اذا أظهروا قديم الحقود



و أضاعوا حق الرسول التزاما

بطليق و رغبة في طريد



و أتوها صماء شنعاء شوهاء

أكانت قلوبهم من حديد



و جروا في العماء الي الغاية

القصوي أما كان فيهم من رشيد



أسخطوا الله في رضي ابن زياد

و عصوه قضاء حق يزيد



و أري الحر كان حرا و لكن

ابن سعد في الخزي كابن سعيد [2] .



44- قال ابن عساكر أخبرنا أبوالحسين بن الفراء و أبوغالب و ابوعبدالله ابنا البناء، قالوا: أنبأنا أبوجعفر بن المسلمة، أنبأنا أبوطاهر المخلص أنبأنا احمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، قال قال سليمان بن قتة يرثي الحسين:



و ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت



فان تبتغوه عائد البيت تفضحوا

كعاد تعمت عن هداها فضلت



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها حيث حلت



و كانوا لنا غنما فعادوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا و جلت






فلا يعبد الله الديار و أهلها

و ان أصحبت منهم برغمي تخلت



اذ افتقرت قيس جبرنا فقيرها

و تقتلنا فيس اذا النصل زلت



و عند غني قطرة من دمائنا

سنجزيهم يوما بها حيث حلت



الم تر أن الأرض أضحت مريضة

لفقد حسين و البلاد اقشعرت [3] .



45- عنه أنشدنا أبوعبدالله محمد بن الفضل الفراوي: قال: أنشدت لبعض الشعراء في مرثية الحسين بن علي عليهماالسلام:



لقد هد جمسي رزء آل محمد

و تلك الرزايا و الخطوب عظام



و أبكت جفوني بالفرات مصارع

لآل النبي المصطفي و عظام



عظام باكناف الفرات زكية

لهن علينا حرمة و ذمام



فكم حرة مسبية فاطمية

و كم من كريم قد علاه حسام



لآل رسول الله صلت عليهم

ملائكة بيض الوجوه كرام



أفاطم اشجاني بنوك ذوو العلا

فشبت و اني صادق لغلام



و أصبحت لا التذ طيب معيشة

كأن علي الطيبات حرام



و لا البارد العذب الفرات اسيغه

و لا ظل يهنيني الغداة طعام



يقولون لي صبرا جميلا و سلوة

و مالي الي الصبر الجميل مرام



فكيف اصطباري بعد آل محمد

و في القلب منهم لوعة و سقام [4] .



45- قام العلام الجليل ابن نما الحلي:



يا امة نقضت عهود نبيها

و غدت مقهقرة علي الأعقاب



كنتم صحابا للرسول و انما

بفعالكم بنتم عن الأصحاب






و نبذتم حكم الكتاب جهالة

و دخلتم في جملة الأحزاب



بؤتم بقتل السبط و استحللتم

دمه بكل منافق كذاب



فكما تدينوا قد تدانوا مثله

في يوم مجمع محشر و حساب



47- و له:



و لم رأينا عثير النقع ثائرا

و قد مد فوق الأرض أردية حمرا



و سالت عن الخرصان أنفس فتية

عن العنصر الزاكي و أعلي الوري قدرا



و شدوا لتقل السبط عمدا و أشرعوا

مع المرهقات البيض خطية شهرا



و تيقن حزب الله أن ليس ناجيا

من النار الا من رأي الاية الكبري



و من رفض الدنيا و باع حياته

من الله نعم البيع و الفوز و البشري



48- و له:



و لما طعنتم نازحين و ضمكم

مقام به الجلد العزيز ذليل



وصرتم طعاما للسيوف و لم يكن

لما رمتموه منهج و وصول



و أموالكم في ء لآل أمية

و بدركم قد حان منه أفول



تيقنت ان الدين قد هان خطبه

و أن المراعي للنبي قليل



49- و له:



بنو امية مات الدين عندهم

و أصبح الحق قد وارته أكفان



أضحت منازل آل السبط مقوية

من الأنيس فما فيهن سكان



باؤا بمقتله ظلما فقد هدمت

لفقده من ذري الاسلام أركان



رزية عمت الدنيا و ساكنها

فالدمع من أعين الباكين هتان






لم يبق من مرسل يوما و لا ملك

الا عرته ضبابات و أحزان



و أسخطوا المصطفي الهادي بمقتله

فقلبه من رسيس الوجد ملأن



50- وله:



و قفت علي دار النبي محمد

فألفيتها قد أقفرت عرصاتها



و أمست خلاء من تلاوة قاري ء

و عطل منها صومها و صلاتها



و كانت ملاذا للعلوم و جنة

من الخطب يغشي المعتقين صلاتها



فأقوت من السادات من آل هاشم

و لم يجتمع بعد الحسين شتاتها



فعيني لقتل السبط عبري و لوعتي

علي فقده ما تنقضي زفراتها



فياكبدي كم تصبرين علي الاذي

أما آن أن يغشي اذن حسراتها [5] .



51- قال عبيدالله بن الحر:



يقول أمير غادر أي غادر

ألا كنت قاتلت الشهيد بن فاطمة



و نفسي علي خذلانه واعتزاله

و بيعة هذا الناكث العهد لائمة



فيا ندمي ألا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تسدد نادمة



و اني علي ان لم أكن من حماته

لذو حسرة ما ان تفارق لازمة



سقي الله أرواح الذين تآزورا

علي نصره سقيا من الغيث دائمة



و قفت علي أطلالهم و محالهم

فكاد الحشي ينفض و العين ساجمة



لعمري لقد كانوا سراعا الي الوغي

مصاليت في الهيجاء حماة خضارمة



فان يقتلوا في كل نفس بيقة

علي الأرض قد أخصت لذلك واجمة



و ما ان رأي الراؤن أفضل منهم

لدي الموت سادات و زهر قماقمة






أيقتلهم ظلما و يرجو و دادنا

فدع خطة ليست لنا بملائمة



لعمري لقد أرغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم متنا عليكم و ناقمة



أهم مرارا أن أسير بجحفل

الي فئة زاغت عن الحق ظالمة



فكفو و الا زرتكم في كتائب

أشد عليكم من زحوف الديالمة [6] .



قال العطاردي:

هذه الابيات لعبيدالله بن الحر الجعفي و ذكرنا اخباره و اشعاره في باب ما جري له عليه السلام بين مكة و القادسية و كذا في باب النوادر من هذا الكتاب.

52- روي ابن الجوزي عن المدائني عن رجل من أهل المدينة: قال: خرجت أريد اللحاق بالحسين عليه السلام لما توجه الي العراق، فلما وصلت الربذة اذا برجل جالس، فقال لي: يا عبدالله لعلك تريد أن تمد الحسين؟ قلت: نعم قال: و أنا كذلك و لكن اقعد و لكن بعثت صاحبا لي و الساعة يقدم بالخبر قال: فما مضت الا ساعة و صاحبه قد أقبل و هو يبكي، فقال له الرجل: ما الخبر فقال:



والله ما جئتكم حتي بصرت به

في الأرض منعفر الخدين منحورا



و حوله فتية تدمي نحورهم

مثل المصابيح يغشون الدجي نورا



و قد حثثت قلوصي كي أصادفهم

من قبل ما ينكحون الخرد الحورا



يا لهف نفسي لو أني لحقتهم

اذا نقرت اذا حلوا أساريرا



فقال الرجل الجالس:



اذهب فلا زال قبرا أنت ساكنه

حتي القيامة يسقي الغيث ممطورا



في فتية بذلوا لله أنفسهم

قد فارقوا المال و الأهلين و الدورا [7] .




53- عنه أنشدنا أبوعبدالله محمد بن البندنيجي البغدادي قال: أنشدنا بعض مشايخنا ان ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلا، فجلس يبكي علي الحسين عليه السلام و أهله و قال بديها:



أحسين و المبعوث جدك بالهدي

قسما يكون الحق عنه مسائلي



لو كنت شاهد كربلا لبذت في

تنفيس كربك جهد بذل الباذل



و سقيت حد السيف من اعدائكم

عللا و حد السمهري الذابل



لكنني اخرت عنك لشقوتي

فبلابي بن الغري و بابل



هبني حرمت النصر من اعدائكم

فاقل من حزن و دمع سائل [8] .



54- قال ابوالفرج ابن الجوزي:



و لما رأوا بعض الحياة مذلة

عليهم و عز الموت غير محرم



أبو أن يذوقوا العيش و الذل واقع

عليه و ماتوا ميتة لم تذمم



و لا عجب للاسد ان ظفرت بها

كلاب الاعادي من فصيح و أعجم



فحربة وحشي سقت حمزة الردي

و حتف علي في حسام بن ملجم



55- قال المجلسي:

حكي دعبل الخزاعي قال: دخلت علي سيدي و مولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب، و أصحابه من حوله، فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده و لسانه، ثم انه وسع لي في مجلسه و أجلسني الي جانبه، ثم قال لي: يا دعبل احب أن تنشدني شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، و أيام سرور كانت علي أعدائنا خصوصا


بني امية، يا دعبل من بكي و أبكي علي مصابنا و لو واحدا كان أجره علي الله.

يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا و بكي لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكي علي مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة، ثم انه عليه السلام نهض، و ضرب سترا بيننا و بين حرمه، و أجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا علي مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت الي و قال لي: يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا و مادحنا ما دمت حيا، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت قال دعبل: فاستعبرت و سالت عبرتي و أنشأت أقول:



أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

و قد مات عطشانا بشط فرات



اذا للطمت الخد فاطم عنده

و أجريت دمع العين في الوجنات



أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي

نجوم سماوات بأرض فلاة



قبور بكوفان و اخري بطيبة

و اخري بفخ تالها صلواتي



قبور ببطن النهر من جنب كربلا

معرسهم فيها بشط فرات



توافوا عطاشا بالعراء فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي



الي الله أشكو لوعة عند ذكرهم

سقتني بكأس الثكل والفضعات



اذا فخروا يوما أتوا بمحمد

و جبرئيل و القرآن و السورات



و عدوا عليا ذا المناقب و العلا

و فاطمة الزهراء خير بنات



و حمزة و العباس ذا الدين و التقي

و جعفرها الطيار في الحجبات



اولئك مشؤمون هندا و حربها

سمية من نوكي و من قذرات



هم منعوا الآباء من أخذ حقهم

و هم تركوا الأبناء رهن شتات



سأبكيهم ما حج لله راكب

و ما ناح قمري علي الشجرات



فياعين بكيهم وجودي بعبرة

فقد آن للتسكاب و الهملات



بنات زياد في القصور مصونة

و آل رسول الله منهتكات






و آل زياد في الحصون منيعة

و آل رسول الله في الفلوات



ديار رسول الله أصبحن بلقعا

و آل زياد تسكن الحجرات



و آل رسول الله نحف جسومهم

و آل زياد غلظ القصرات



و آل رسول الله ترمي نحورهم

و آل زياد ربة الحجلات



و آل رسول الله تسبي حريمهم

و آل زياد آمنوا السربات



اذا وتروا مدوا الي واتريهم

أكفا من الأوتار منقبضات



سأبكيهم ما ذر في الأرض شارق

و نادي منادي الخير للصلوات



و ما طلعت شمس و حان غروبها

و بالليل أبكيهم و بالغدوات [9] .



56- عنه:

رأيت في بعض مؤلفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثي فأحببت ايرادها: للشيخ الخليعي:



لم أبك ربعا للحبة قد خلا

و عفا و غيره الجديد و أمحلا



كلا و لا كلفت صحبي وقفة

في الدر ان لم أشف ضبا عللا



و مطارح النادي و غزلان النقا

و الجزع لم أحفل بها متغزلا



و بواكر الأظعان لم أسكب لها

دمعا و لا خل نآي و ترحلا



لكن بكيت لفاطم و لمنعها

فدكا و قد أتت الخؤن ألاولا



اذ طالبته بارثها فروي لها

خبرا ينافي المحكم المتنزلا



لهفي لها و جفونها قرحي و قد

حملت من الأحزان عبئا مثقلا



و قد اغتدت منفية و حميها

متطيرا ببكائها متثقلا



تخفي تفجعها و تخفض صوتها

و تظل نادبة أباها المرسلا






تبكي علي تكدير دهر ما صفا

من بعده و قرير عيش ما حلا



لم أنسها اذ أقبلت في نسوة

من قومها تروي مدامعها الملا



و تنفست صعدا و نادت أيها

الأنصار يا أهل الحماية و الكلا



أترون يا نجب الرجال و أنتم

أنصارنا و حماتنا أن نخذلا



مالي و ما لدعي تيم ادعي

ارثي و صضل مكذبا و مبدلا



أعليه قد نزل الكتاب مبينا

حكم الفرائض أم علينا نزلا



أم خصه المبعوث منه بعلم ما

أخفاه عنا كي نضل و نجهلا



أم أنزلت آي بمنعي ارثه

قد كان يخفيها النبي اذا تلا



ام كان في حكم النبي و شرعه

نقص فتممه الغوي و كملا



أم كان ديني غير دين أبي فلا

ميراث لي منه و ليس له ولا



قوموا بنصري انها لغنيمة

لمن اغتدي لي ناصرا متكفلا



و استعطفوه و خوفوه وأشهدوا

ذلي له و جفاه لي بين الملا



ان لج في سخطي فقد عدم الرضي

من ذي الجلال و للعقاب تعجلا



أو دام في طغيانه فقد اقتني

لعنا علي مر الزمان مطولا



أين المودة و القرابة يا ذوي الا

يمان ما هذا القطيعة و القلا



أفهل عسيتم ان توليتم بأن

تمضو علي سنن الجبابرة الاولي



و تنكبوا نهج السبيل بقطع ما

أمر الاله عباده أن يوصلا



و لقد أزالكم الهوي و أحلكم

دار البوار من الجحيم و أدخلا



و لسوف يعقب ظلمكم أن تتركوا

و لدي برمضاء الطفوف مجدلا



في فتية مثل البدور كواملا

عرض المحاق بها فأضحت آفلا



و أقوم من خلل اللحود حزينة

والقوم قد نزلت بهم غير البلا



و يروعني نقط القنا بجسومهم

و يسؤوني شكل السيوف علي الطلي






فاقبل النحر الخضيب و أمسح

الوجه التريب مضمخا و مرملا



و يقوم سيدنا النبي و رهطه

متلهفا متأسفا متقلقلا



فيري الغريب المستضام النازح

الأوطان ملقي في الثري ما غسلا



و تقوم آسية و تأتي مريم

يبكين من كربي بعرصة كربلا



و يطفن حولي نادبات الجن اشفا

قا علي يفضن دمعا مسبلا



و تضج أملاك السماء لعبرتي

وتعج بالشكوي الي رب العلي



و أري بناتي يشتكين حواسرا

نهب المعاجر و الهات ثكلا



و أري امام العصر بعد أبيه في

صفد الحديد مغللا و معللا



و أري كريم مؤملي في ذابل

كالبدر في ظلم الدياجي يجتلي



يهدي الي الرجس اللعين فيشتفي

منه فؤاد بالحقود قد امتلا



و يظل يقرع منه ثغرا طالما

قدما ترشفه النبي و قبلا



و مضلل أضحي يوطي ء غدره

و يقول و هو من البصيرة قد خلا



لو لم يحرم أحمد ميراثه

لم يمنعوه أهله و تأولا



فأجبته: اصر بقلبك أم قذا

في العين منك عدتك تبصرة الجلا



أو ليس أعطاها ابن خطاب لحيد

رة الرضا مستعتبا متنصلا



أتراه حلل ما رآه محرما

أم ذاك حرم ما رآه محللا



يا راكبا تطوي المهامه عيسه

طي الردا و تجوب أجواز الفلا



عرج بأكناف الغري مبلغا

شوق و نادبها الامام الأفضلا



و من العجيب تشوقي لمزار من

لم يتخذ الا فؤادي منزلا



فاحبس و قل يا خير من وطي ء الثري

و أعزهم جارا و أعذب منهلا



لو شئت قمت بنضصر بضعة أحمد

الهادي بعقد عزيمة لن تحللا



و رميت أعداء الرسول بجمرة

من حد سيفك حرها لا يصطلي






لكن صبرت لأن تقام عليهم

حجج الاله و لن تري أن تعجلا



كيلا يقولوا ان عجلت عليهم

كنا نراجع أمرنا لو أمهلا



مولاي يا جنب الاله و عينه

يا ذا المناقب و المراتب و العلا



احياؤك العظم الرميم و ردك

الشمس المنيرة و الدجي قد أسبلا



و خضوعها لك في الخطاب و قولها

يا قادرا يا قاهرا يا أولا



و كلام أصحاب الرقيم و ردهم

منك السلام و ما استنار و ما انجلي



و حديث سلمان و نصرته علي

أسد الفرات و علم ما قد أشكلا



لا يستفز ذوي النهي و يقل من

أن يرتضي و يجل من أن يذهلا



أخذ الاله لك العهود علي الوري

في الذر لما أن برا وبك ابتلي



في يوم قال لهم: ألست بربكم

و علي مولاكم معا؟ قالوا: بلي



قسما بوردي من حياض معارفي

و بشربي العذب الرحيق السلسلا



و من استجارك من نبي مرسل

و دعا بحقك ضارعا متوسلا



لو قلت انك ربك كل فضيلة

ما كنت فيما قلته متنحلا



أو بحت بالخطر الذي أعطاك رب

العرش كادوني و قالوا قد غلا



فاليك من تقصير عبدك عذره

فكثير ما انهي يراه مقللا



بل كيف يبلغ كنه وصفك قائل

والله في علياك أبلغ مقولا



و نفائس القرآن فيك تنزلت

و بك اغتدي متحليا متجملا



فاستجلها بكرا فأنت مليكها

و علي سواك تجل من أن تجتلي



و لئن بقيت لأنظمن قلائد

ينسي ترصعها النظام الأولا



شهد الاله يأنني متبري ء

من حبتر و من الدلام و نعثلا



و براءة الخلعي من عصب الخنا

تبني علي أن البرا أصل الولا [10] .




57- عنه:

قصيدة لابن حماد رحمه الله:



مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا

و كدر من دهري و عيشي ما حلا



فما هل شهر العشر الا تجددت

بقلبي احزان توسدني البلي



و أذكر مولاي الحسين و ما جري

عليه من الأرجاس في طف كربلا



فو الله لا أنساه بالطف قائلا

لعترته الغر الكرام و من تلا



ألا فانزلوا في هذه الأرض و اعلموا

بأني بها أمسي صريعا مجدلا



و اسقي بها كأس المنون علي ظما

و يصبح جسمي بالدماء مغسلا



و لهفي له يدعو اللئام تاملوا

مقالي يا شر الأنام و أرذلا



ألم تعلموا اني ابن بنت محمد

و والدي الكرار للدين كملا



فهل سنة غيرتها أو شريعة

و هل كنت في دين الاله مبدلا؟



أحللت ما قد حرم الطهر أحمد

أحرمت ما قد كان قبل محللا



فقالوا له: دع ما تقول فاننا

سنسقيك كأس الموت غصبا معجلا



كفعل أبيك المرتضي بشيوخنا

و نشفي صدورا من ضغائنكم ملا



فأثني الي نحو النساء جواده

و أحزانه منها الفؤاد قد امتلا



و نادي ألا يا أهل بيت تصبروا

علي الضر بعدي و الشدائد و البلا



فاني بهذا اليوم أرحل عنكم

علي الرغم مني لا ملال و لا قلا



فقوموا جميعا أهل بيتي و أسرعوا

اودعكم و الدمع في الخد مسبلا



فصبرا جميلا و اتقو الله انه

سيجزيكم خيرا الجزاء و أفضلا



فأثني علي أهل العناد مبادرا

يحامي عن دين المهيمن ذي العلا



و صال عليهم كالهزبر مجاهدا

كفعل أبيه لن يزل و يخذلا



فمال عليه القوم من كل جانب

فألقوه عن ظهر الجواد معجلا






وخر كريم السبط يا لك نكبة

بها أصبح الدين القويم معطلا



فأرتجت السبع الشداد و زلزلت

و ناحت عليه الجن و الوحش في الفلا



وراح جواد السبط نحو نسائه

ينوح و ينعي الظمامي ء المترملا



خرجن بنيات البتول حواسرا

فعاين مهر السبط و السرج قد خلا



فأدمين باللطم الخدود لعقده

و أسكبن دمعا حره ليس يصطلي



و لم أنس زينب تستغيث سكينة

أخي كنت لي حصنا حصينا و موئلا



أخي يا قيتل الأدعياه كسرتني

و أروثتني حزنا مقيما مولا



أخي كنت أرجو أن أكون لك الغدا

فقد خبت فيما كنت فيه اؤملا



أخي ليتني أصبحت عميا و لا أري

جبينك و الوجه الجيمل مرملا



و تدعو الي الزهراء بنت محمد

أيا أم ركني قد وهي و تزلزلا



أيا أم نوحي فالكريم علي القنا

يلوح كالبدر المنير اذا نجلي



و نوحي علي النحر الخضيب و أسكبي

دموعا علي الخد التريب المرملا



و نوحي علي الجسم التريب تدوسه

خيول بني سفيان في أرض كربلا



و نوحي علي السجاد في الأسر بعده

يقاد الي الرجس اللعين مغللا



فيا حسرة ما تنقضي و مصيبة

الي أن نري المهدي بالنصر أقبلا



امام يقيم الدين بعد خفائه

امام له رب السماوات فضلا



أيا آل طه يا رجائي و عدتي

و عوني أيا أهل المفاخر و العلا



يمينا بأني ما ذكرت مصابكم

أيا سادتي الا أبيت مقلقلا



فحزني عليكم كل آن مجدد

مقيم الي أن أسكن الترب و البلا



عبيدكم العبد الحقير محمد

كئيب و قد أمسي عليكم معولا



يؤملكم يا سادتي تشفعوا له

اذا ما أتي يوم الحساب ليسالا






فو الله ما أرجو النجاة بغيركم

غدا يوم آتي خائفا متوجلا



اذا فر مني والدي و مصاحبي

و عاينت ما قدمت في زمن الخلا



و منوا علي الحضار بالعفو في غد

لأن بكم قدري و قدرهم علا



عليكم سلام الله يا آل محمد

سلام علي مر الزمان مطولا



58- عنه:

أقول: لبعض تلامذة والدي الماجد نور الله ضريحه، و هو محمد رفيع بن مؤمن الجيلي تجاوز الله عن سيئاتها و حشرهما مع ساداتهما مراثي مبكية حسنة السبك، جزيلة الألفاظ، سألني ايرادها لتكون لسان صدق له في الآخرين و هي هذه:



كم لريب المنون من و ثبات

زعزعتني في رقدتي و ثباتي



كيف لي و الحمام أغرق في النز

ع و لا يخطي ء الذي في الحياة



نفسي المقتضي مسرة نفسي

في بلوغ منيتي خطواتي



كيف يلتذ عاقل لحياة

هي أمطي الرحال نحو الممات



هل سليم المذاق يشها و يستصفي

اجاجا في وهدة الكدرات



هذه دار رحلة غب حل

كالتي في الطريق وسط الفلاة



لا مكان الثواء و الطمن والأ

من من الأخذ بغتة و البيات



بئست الدار اذ قد اجتمعت فيها

صنوف الأكالب الضاريات



ذل فيها اولو الشرافة و المجد

و غرت أراذل العبلات



دور أهل الضلال فيها استجدت

و رسوم الهدي عفت داثرات



اف للدار هذه ثم تبا

لا أري عندها مكا الثبات



كالبغاة الزناة آل زياد

نطف العاهرين و العاهرات






أتري من يوق ذاك افتراه

أو رمي المحصنين و المحصنات



لا و رب المقام و البيت و الحجر

و جمع و الخيف و العرفات



هل سمعت الذي تواتر معني

من نبي الوري بنقل الثقات



ان من كان مبغضا لعلي

فهو لا شك خائن الأمهات



ما وجدنا أشد بغضا و حقدا

من عبيد الغريق في اللعنات



كافر فاسق دعي خبيث

فاجر ظالم شقي و عات



نال آل الرسول من ذلك الرجس

رزايا قد هدت الراسيات



يا لها من مصيبة رق فيها

قلب كل الأنام حتي العداة



يا لها من مصيبة صاح فيها

فرق الجن صيحة الثاكلات



يا لها من مصيبة أسبلت دمع

الاولي ما بكوا لدي النازلات



لهف قلبي لسادة الخلق اذ هم

ذللوا في اسار قوم طغاة



لهف قلبي و لجة البغي هاجت

فأمالت باللطم سفن النجات



لهف قلبي لفتية كبدور

خسفت من تراكم الظلمات



لهف قلبي لنسوة شبه حور

أخرجت من حظائر القادسات



و كأني بزينب و هي تدعو

امها بالنحيب و الزفرات



آه واسوأتاه يا ام قومي

فاثكلينا مجامع النائحات



هل ترينا الحسين منعفر الخد

و أوداجه غدت شاخبات



هل ترينا الحسين مات عليلا

يابس الحلق و هو عند الفرات



يا أبي يا أباالضعاف اليتامي

يا مغيث اللهيف في الطائحات



لو رأيت الحسين بين الأعادي

كغريب في الأكلب العاويات



طارد ما يصول قدامة اذ

عضه في الوراء آخر عات



مستغيث يقول هل من مغيث

أو خليل مؤانس و موات






ليت في القوم من يدين بديني

ليت في القوم من يصلي صلاتي



علكم أيها العصابة صم

صمما نالكم من الأمهات



أنتم جاحدوا نبوة جدي

أنتم عابدوا منات و لات



هل بكم من مروة المرء شي ء

أو حياء النساء لا وحياتي



أهل بيت الرسول في شرق الموت

ليبس الشفاه و اللهوات



أنتم مظهروا دهاء و زهو

و نشاط بحبس ماء الفرات



أهل بيت الرسول في الطف صرعي

ذو بطون خميصة ضامرات



أنتم في تنعم و رفاه

من لذيذ اللحوم و المرقات



أنتم في الرحيب مجتمع الشمل

و آل الرسول رهن شتات



أين ترحيبكم أبيدت قراكم

بنزيل دعوتم دعوات



أين ايفاء ما كتبتم الينا

و وعدتم لنا به وعدات



ويكلم ما جوابكم اذ دعاكم

يوم فصل الخصام قاضي القضاة؟



فعليكم لعن الاله و بيلا

ما تلظي السعير باللهبات



ثم لعن الرسول فالخلق طرا

كل لعن مستتبع اللعنات



و علي من بكي لنا أو تباكي

صلوات من ربنا دائمات



رب هذا القصيد قد نظم الجيلي

فانظمه في عداد الرثاث



و تجاوز عن سيئات جناها

يوم يدعي يا غافر السيئات [11] .



59- عنه:

روي في بعض كبت المناقب القديمة باسناده عن البيهقي، عن علي بن محمد الأديب يذكر باسناد له أن رأس الحسين بن علي عليهماالسلام لما صلب بالشام أخفي خالد


ابن عفران و هو من أفضل التابعين شخصه من أصحابه، فطلبوه شهرا حتي وجدوه فسألوه عن عزلته، فقال: أما ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول:



جاؤا برأسك يا ابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



و كأنما بك يا ابن بنت محمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

في قتلك التنزيل و التأويلا



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا [12] .



60- عنه باسناده:

أخبرني سيد الحفاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه لديلمي، عن محيي السنة أبي الفتح الجاة قال: أنشدني أبوالطيب البابلي أنشدني أبوالنجم بدر بن ابراهيم بالدينور للشافعي محمد بن ادريس:



تأوب همي و الفؤاد كئيب

و أرق نومي فالرقاد غريب



و مما نفي جسمي و شيب لمتي

تصاريف أيام لهن خطوب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

و ان كرهتها أنفس و قلوب



قتيلا بلا جرم كأن قميصه

صبيغ بماء الأرجوان خضيب



و للسيف اعوال و للرمح رنة

و للخيل من بعد الصهيل نحيب



تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لها صم الجبال تذوب



يصلي علي المهدي من آل هاشم

و يغزي بنوه ان ذا لعجيب



لئن كان ذنبي حب آل محمد

فذلك ذنب لست منه أتوب [13] .




61- عنه باسناده:

أخبرني أبومنصور الديلمي، عن أحمد بن علي بن عامر الفقيه أنشدني أحمد ابن منصور بن علي القطيعي المعروف بالقطان ببغداد لنفسه:



يا أيها المنزل المحيل

غاثك مستخفر هطول



أودي عليك الزمان لما

شجاك من أهله الرحيل



لا تغترر بالزمان و اعلم

أن يد الدهر تستطيل



فان آجالنا قصار

فيه و آمالنا تطول



تفني الليالي و ليس يفني

شوقي و لا حسرتي تزول



لا صاحب منصف فأسلو

به ولا حافظ و صول



و كيف أبقي بلا صديق

باطنه باطن جميل



يكون في البعد و التداني

يقول مثل الذي أقول



هيهات قل الوفاء فيهم

فلا حميم ولا وصول



يا قوم ما بالنا جفينا

فلا كتاب و لا رسول



لو وجدوا بعض ما وجدنا

لكاتبونا و لم يحولوا



لكن خانوا و لم يجودوا

لنا بوصل و لم ينيلوا



قلبي قريح به كلوم

أفتنه طرفك البخيل



أنحل جسمي هواك حتي

كأنه حصرك النحيل



يا قاتلي بالصدود رفقا

بمهجه شفها غليل



غصن منالبان حيث مالت

ريح الخزامي به تميل



يسطو علينا بغنج لحظ

كأنه مرهف صقيل



كما سطت بالحسين قوم

أراذل ما لهم اصول



يا أهل كوفان لم غدرتم

بناوكم أنتم نكول؟






أنتم كتبتم الي كتبا

و في طريانها ذحول



فراقبوا الله في خباي

فيه لنا فتية غفول



و ام كلثوم قد تنادي

ليس الذي حل بي قليل



تقول لما رأته: خلوا

قد خسفت صدره الخيول



جاشت بشط الفرات تدعو:

ما فعل السيد القتيل؟



أين الذي حين أرضعوه

ناغاه في المهد جبرئيل



أين الذي حين غمدوه

قبله أحمد الرسول



أين الذي جده النبي

و ام فاطم البتول



أنا ابن منصور لي لسان

علي ذوي انصب يستطيل



ما الرفض ديني و لا اعتقادي

و لست عن مذهبي أحول [14] .



62- عنه:

قال: و لدعبل الخزاعي رحم الله:



أسبلت دمع العين بالعبرات

و بت تقاسي شدة الزفرات



و تبكي لآثار لآل محمد

فقد ضاق منك الصدر بالحسرات



ألا فابكهم حقا و بل عليهم

عيونا لريب الدهر منسكبات



ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم

و داهية من أعظم النكبات



سقي الله أجداثا علي أرض كربلا

مرابيع أمطار من المزنات



و صلي علي روح الحسين حبيبه

قتيلا لدي النهرين بالفلوات



قتيلا بلا جرم فجيعا بفقده

فريدا ينادي أين أين حماتي



أنا الظامي ء العطشان في أرض غربة

قتيلا و مطلوبا بغير ترات






و قد رفعوا رأس الحسين علي القنا

و ساقوا نساء ولها خفرات



فقل لابن سعد عذب الله روحه

ستلقي عذاب النار باللعنات



سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا

و أقنت بالآصال و الغدوات



علي معشر ضلوا جميعا و ضيعوا

مقال رسول الله بالشبهات [15] .



63- عنه:

قال: ولد عبل أيضا رحمه الله:



يا أمة قتلت حسينا عنوة

لم ترع حق الله فيه فتهتدي



قتلوه يوم الطف طعنا بالقنا

و بكل أبيض صارم و مهند



و لطال ما ناداهم بكلامه

جدي النبي خصيمكم في المشهد



جدي النبي أبي علي فاعلموا

والفخر فاطمة الزكية محتدي



يا قوم ان الماء يشربه الوري

و لقد ظمئت و قل منه تجلدي



قد شعني عطشي و أقلقني الذي

ألفاه من ثقل الحديث المؤيد



قالوا له هذا عليك محرم

هذا حلال من يبايع للغبي



فأتاه سهم من يد مشؤومة

من قوس ملعون خبيث المولد



يا عين جودي بالدموع و جودي

و ابكي الحسين السيد بن السيد [16] .



64- قال: و لبعضهم:



ان كنت محزونا فما لك ترقد

هلا بكيت لمن بكاه محمد



هلا بكيت علي الحسين و نسله

ان البكاء لمثلهم قد يحمد



لتضعضع الاسلام يوم مصابه

فالجود يبكي فقده و السؤدد






أنسيت اذ سارت اليه كتائب

فيها ابن سعد و الطغاة الجحد



فسقوه من جرع الحتوف بمشهد

كثر العداة به و قل المسعد



ثم استباحوا الصائنات حواسرا

و الشمل من بعد الحسين مبدد



كيف القرار و في السبايا زينب

تدعو المسايا جدنا يا أحمد



هذا حسين بالحديد مقطع

متخضبت بدمائه مستشهد



عار بلا كفن صريع في الثري

تحت الحوافر و السنابك مقصد



و الطيبون بنوك قتلي حوله

فوق التراب ذبائح لا تلحد



يا جد قد منعوا الفرات و قتلوا

عطشا فليس لهم هنالك مورد



يا جد من ثكلي و طول مصيبتي

و لما أعانيه أقوم و أقعد [17] .



65- قال: و لدعبل أيضا رحمه الله:



منازل بين أكناف الغري

الي وادي المياه الي الطوي



لقد شغل الدموع عن الغواني

مصاب الأكرمين بني علي



أيا أسفي علي هفوات دهر

تضاءل فيه أولاد الزكي



ألم تقف البكاء علي حسين

و ذكرك مصرع الحبر التقي



ألم يحزنك ان بني زياد

أصابوا بالترات بني النبي



و أن بني الحصان يمر فيهم

علانية سيوف بني البغي [18] .



66- قال: و للرضي الموسوي نقيب النقباء البغدادي:



سقي الله المدينة من محل

لباب الودق بالنطف العذاب



و جاد علي البقيع و ساكنيه

رخي البال ملآن الوطاب






و أعلام الغري و ما أساخت

معالمها من الحسب اللباب



و قبرا بالطفوف يضم شلوا

قضي ظمأ الي برد الشراب



و بغدادا و سامرا و طوسا

هطول الودق منخرق العباب



بكم في الشعر فخري لا بشعري

و عنكم طال باعي في الخطاب



و من أولي بكم مني وليا

و في أيديكم طرف انتسابي [19] .



67- قال: و لأبي الحسن علي بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيت عليهم السلام:



و جدي بكوفان ما وجدي بكوفان

تهمي عليه ضلوعي قبل أجفان



أرض اذا نفحت ريح العراق بها

أتت بشاشتها أقصي خراسان



و من قتيل بأعلي كربلاء علي

جهد الصدي فتراه غير صديان



و ذي صفائح يستسقي البقيع به

ري الجوانح من روح و رضوان



هذا قسيم رسول الله من آدم

قدا معا مثل ما قدا الشراكان



و ذاك سبطا رسول الله جدهما

وجه الهدي و هما في الوجه عينان



و اخجلتا من أبيهم يوم يشهدهم

مضرجين نشاوي من دم قان



يقول: يا امة حف الضلال بها

فاستبدلت للعمي كفرا بايمان



ماذا جنيت عليكم اذا أتيتكم

بخير ما جاء من آي و فرقان



ألم أجركم و أنتم في ضلالتكم

علي شفا حفرة من حر نيران



ألم اؤلف قلوبا منكم مزقا

مثارة بين أحقاد و أضغان



أما تركت كتاب الله بينكم

و آية الغر في جمع و قرآن



ألم أكن فيكم غوثا لمضطهد

ألم أكن فيكم ماء لظمآن






قتلتم ولدي صبرا علي ظمأ

هذا وترجون عند الحوض احساني



سبيتم ثكلتكم امهاتكم

بني البتول و هم لحمي و جثماني



مزقتم و نكثتم عهد والدهم

وقد قطعتم بذاك النكث أقراني



يا رب خذ لي منهم اذ هم ظلموا

كرام رهطي و راموا هدم بنياني



ماذا تجيبون و الزهراء خصمكم

و الحاكم الله للمظلوم و الجاني



أهل الكساء صلوة الله ما نزلت

عليكم الدهر من مثني و وحدان



أنتم نجوم بني حواء ما طلعت

شمس النهار و ما لاح السما كان



ما زلت منكم علي شوق يهيجني

و الدهر يأمرني فيه و ينهاني



حتي أتيتك و التوحيد راحلتي

و العدل زادي و تقوي الله امكاني



هذي حقائق لفظ كلما برقت

ردت بلألائها أبصار عميان



هي الحلي لبني طه و عترتهم

هي الردي لبني حرب و مروان



هي الجواهر جاء الجوهري بها

محبة لكم من أرض جرجان [20] .



68- عنه قال: و لعلي بن الحسين الداودي من قصيدة طويلة انتخبت منها:



بنو المصطفي المختار أحمد طهورا

و أثني عليهم محكم السورات



بنو حيدر المخصوص بالدرجات

من الله و الخواص في الغمرات



فروع النبي المصطفي و وصيه

و فاطم طابت تلك من شجرات



و سائلة لم تسكب الدمع دائبا

و تقذف نارا منك في الزفرات؟



فقلت علي وجه الحسين و قد ذرت

عليه السوافي ثائر الهبوات



فقد غرقت منه المحاسن في دم

و اهدي للفجار فوق قناة



و حلي ء عن ماء الفرات و قد صفت

موارده للشاء و الحمرات






علي ام كلثوم تساق سبية

و زينب و السجاد ذي الثفنات



اصيبوا بأطراف الرماح فاهلكوا

و هم للوري أمن من الهلكات



بهم عن شفير النار قد نجي الوري

فجاوزهم بالسيف ذي الشفرات



فيا أقبرا حطت علي أنجم هوت

و فرقن في الأطراف مغتربات



و ليس قبورا هن بل هي روضة

منورة مخضرة الجنبات



و ما غفل الرحمان عن عصبة طغت

و ما هتكت ظلما من الحرمات



أمقروعة في كل يوم صفاتكم

بأيدي رزايا فتن كل صفات



فحتام ألقي جدكم و هو مطرق

عضيض و ألقي الدهر غير موات



فيا رب غير ما تراه معجلا

تعاليت يا ربي عن الغفلات [21] .



69- قال: و للصاحب كافي الكفاة اسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات:



بلغت نفسي مناها بالموالي آل طاها

برسول الله من حاز المعالي و حواها



و ببنت المصطفي من أشبهت فضلا أباها

و بحب الحسن البالغ في العليا مداها



و الحسين المرتضي يوم المساعي اذ حواها

ليس فيهم غير نجم قد تعالي و تناهي



عترة أصبحت الدنيا جميعا في حماها

ما يحدث عصب البغي بأنواع عماها






أروت الأكبر بالسم و ما كان كفاها

و انبرت تبغي حسينا و عرته و عراها



منعته شربة و الطير قد أروت صداها

فأفاتت نفسه يا ليت روح قد فداها



بنته تدعو أباها اخته تبكي أخاها

لو رأي أحمد ما كان دهاه و دهاها



و رأي زينب اذ شمر أتاها و سباها

لشكي الحال الي الله و قد كان شكاها



و الي الله سيأتي و هو أولي من جزاها [22] .

70- و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته:



ما لعلي العلا أشباه

لا والذي لا اله الا هو



مبناه مبني النبي تعرفه

و ابناه عند التفاخر ابناه



لو طلب النجم ذات أخمصه

أعلاه و الفرقدان نعلاه



يا بأبي السيد الحسين و قد

جاهد في الدين يوم بلواه



يا بأبي أهله و قد قتلوا

من حوله و العيون ترعاه



يا قبح الله امة خذلت

سيدها لا تريد مرضاه



يا لعن الله جيفة نجسا

يقرع من بغضه ثناياه [23] .



71- و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته:



برئت من الأرجاس رهط أمية

لما صح عندي من قبيح غذائهم






و لعنهم خير الوصيين جهرة

لكفرهم المعدود في شردائهم



و قتلهم السادات من آل هاشم

و سبيهم عن جرأة لنسائهم



و ذبحهم خير الرجال أرومة

حسين العلا بالكرب في كربلائهم



و تشتيتهم شمل النبلي محمد

لما ورثوا من بغضه في فنائهم



و ما غضبت الا لأصنامها التي

اديلت و هم أنصارها لشقائهم



أيا رب جنبني المكاره واعف عن

ذنوبي لما أخلصته من ولائهم



أيا رب أعدائي كثير فزدهم

بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم



أيا رب من كان النبي و أهله

و سائله لم يخش من غلوائهم



حسين توصل لي الي الله انني

بليت بهم فادفع عظيم بلائهم



فكم قد دعوني رافضيا لحبكم

فلم ينثني عنكم طويل عوائهم [24] .



79- و للصاحب أيضا من قصيدته منتخبة:



يا أصل عترة أحمد لولاك لم

يك أحمد المبعوث ذا أعقاب



ردت عليك الشمس و هي فضيلة

بهرت فلم تستر بكف نقاب



لم أحك الا ما روته نواصب

عادتك فهي مباحة الأسلاب



عوملت يا تلو النبي و صنوه

بأوابد! جاءت بكل عجاب



قد لقوبك أباتراب بعد ما

باعوا شريعتهم بكف تراب



أتشك في لعني امية بعدما

كفرت علي الأحرار و الأطياب



قتلوا الحسين فيا لعولي بعده

و لطول حزني أو أصير لما بي



فسبوا بنات محمد فكأنما

طلبوا ذحول الفتح والأحزاب



رفقا ففي يوم القيامة غنية

و النار باطشة بصوت عقاب [25] .




80- و للصاحب ايضا من قصيدته الطويلة:



أجروا دماء أخي النبي محمد

فلتجر غزر دموعنا و لتهمل



و لتصدر اللعنات غير مزالة

لعداه من ماض و من مستقبل



و تجردوا لبنيه ثم بناته

بعظائم فاسمع حديث المقتل



منعوا الحسين الماء و هو مجاهده

في كربلاء فنح كنوح المعول



منعوه أعذب منهل و كذا غدا

يردون في النيران أو خم منهل



أيجز رأس ابن النبي و في الوري

حي أمام ركابه لم يقتل



و بنو السفاح تحكموا في أهل حي

علي الفلاح بفرصة و تعجل



نكت الدعي ابن الغي ضواحكا

هي للنبي الخير خير مقبل



تمضي بنو هند سيوف الهند في

أوداج أولاد النبي و تعتلي



ناحت ملائكة السماء لقتلهم

و بكوا فقد سقوا كؤوس الذبل



فأري البكاء علي الزمان محللا

و الضحك بعد الطف غير محلل



كم قلت للأحزان دومي هكذا

و تنزلي في القلب لا تترحل [26] .



81- و لدعبل الخزاعي من قصيدته الطويلة:



جاؤا من الشام المشومة أهلها

للشوم يقدم جندهم ابليس



لعنوا و قد لعنوا بقتل امامهم

تركوه و هو مبضع مخموس



و سبوا فواحزني بنات محمد

عبري حواسر ما لهن لبوس



تبا لكم يا ويلكم أرضيتم

بالنار ذل هنالك المحبوس



بعتم بدنيا غيركم جهلا بكم

عز الحياة و انه لنفيس



أخسر بها من بيعة اموية

لعنت و حظ البائعين خسيس






بؤسا لمن بايعتم و كأنني

بامامكم وسط الجحيم حبيس



يا آل أحمد ما لقيتم بعده

من عصبة هم في القياس مجوس



كم عبرة فاضت لكم و تقطعت

يوم الطفوف علي الحسين نفوس



صبرا موالينا فسوف نديلكم

يوما علي آل اللعين عبوس



مازلت متبعا لكم و لأمركم

و عليه نفسي ما حييت أسوس [27] .



82- و من قصيدة لجعفر بن عفان الطائي رحمه الله:



ليبك علي الاسلام من كان باكيا

فقد ضيعت أحكامه و استحلت



غداة حسين للرماح ذرية

و قد نهلت منه السيوف و علت



و غودر في الصحراء لحما مبددا

عليه عناق الطير باتت و ظلت



فما نصرته امة السوء اذ دعا

لقد طاشت الأحلام منها و ضلت



ألابل محو أنوارهم بأكفهم

فلا سلمت تلك الأكف و شلت



و ناداهم جهدا بحق محمد

فان ابنه من نفسه حيث حلت



فما حفظوا قرب الرسول و لا رعوا

و زلت بهم أقدامهم و استزلت



أذاقته حر القتل امة جده

هفت نعلها في كربلاء و زلت



فلا قدس الرحمن امة جده

و ان هي صامت للاله وصلت



كما فجعت بنت الرسول بنسلها

و كانوا حماة الحرب حين استقلت [28] .



83- روي أن أبايوسف عبدالسلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لأبي العلاء المعري: هل لك شعر في أهل بيت رسول الله؟ فان بعض شعراء قزوين يقول فيهم ما لا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري: و ماذا تقول شعراؤهم؟ فقال:


يقولون:



رأس ابن بنت محمد و وصيه

للمسلمين علي قناة يرفع



و المسلمون بمنظر و بمسع

لا جازع منهم و لا متوجع



أيقظت أجفافا و كنت لها كري

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع



كحلت بمنظرك العيون عماية

و أصم نعيك كل اذن تسمع



ما روضة الا تمنت أنها

لك مضجع و لخط قبرك موضع



فقال المعري: و أنا أقول:



مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش جده خير الجدود [29] .



84- و لبعض التابعين:



يا حسين بن علي يا قتيل بن زياد

يا حسين بن علي يا صريعا في البوادي



لو رأت فاطم بكت بدموع كالعهاد

لو رأت فاطم ناحت نوح و رقاء بوادي



و لقامت و هي ولها و تبكي و تنادي

ولدي سبط نبي قد بالسمر الشداد



آه من شمر بغي كافر و ابن زياد

لعن الله يزيدا و ابن حرب لعن عاد



هم أعادي لرسول الله أبناء أعادي

و لهم عاجل خزي و عذاب في التناد



و مهاد في الجحيم انها شر مهاد [30] .




85- و لبعض الشيعة:



متي يشفيك دمعك من همول

و يبرد ما بقلبك من غليل



قتيل ما قتيل بني زياد

ألا بأبي و نفسي من قتيل



اريق دم الحسين فلم يراعوا

و في الأحياء أموات العقول



فدت نفس جبينك من جبين

جري دمه علي خد أسيل



أيخلو قلب ذي ورع تقي

من الأحزان و الألم الطويل



و قد شرقت رماح بني زياد

بري من دماء بني الرسول



فؤادك و السلو فان قلبي

سيأبي أن يعود الي ذهول



فياطول الأسي من بعد قوم

ادير عليهم كاس الأفول



تعاورهم أسنة آل حرب

و أسياف قليلات الفلول



بتربة كربلاء لهم ديار

ينام الأهل دارسة السلول






تحيات و مغفرة و روح

علي تلك المحلة و الحلول



و أوصال الحسين ببطن قاع

ملاعب للدبور و للقبول



برئنا يا رسول الله ممن

أصابك بالأذاء و بالذحول [31] .



86- و لمنصور النمري:



يقتل ذرية النبي و يرجون

جنان الخلود للقاتل



ما الشك عندي في كفر قاتله

لكنني قد اشك في الخاذل [32] .



87- و للصاحب رحمه الله:



لا يشتفي الا بسببي بناته

وجدانها التخويف و الابعاد



ان لم أكن حربا لحرب كلها

فتفاني الآباء و الاجداد



ان لم افضل أحمدا و وصيه

لهدمت مجدا شأوه عباد



يا كربلاء تحدثي ببلايا

و بكربنا ان الحديث يعاد



أسد نماه أحمد و وصيه

أرداه كلب قد نماه زياد



فالدين يبكي و الملائك تشتكي

و الجو أكلب و السنون جماد [33] .




88- و لسليمان بن قتة:



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها حين حلت



فلا يبعد الله الديار و أهلها

و ان أصبحت منهم بزعمي تخلت



ألا ان قتلي الطف من آل هاشم

اذلت رقاب المسلمين فذلت



و كانوا غياثا أضحوا رزية

ألا عظمت تلك الرزايا و جلت [34] .



89- عنه قال:

أنشدني الامام الأجل ركن الاسلام أبوالفضل الكرماني رحمه الله أنشدني الامام الأجل الاستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الأرسابندي لواحد من الشعراء:



عين جودي بعبرة و عويل

و اندبي ابن بكيت آل رسول



و اندبي تسعة لصلب علي

قد اصيبوا و خمسة لعقيل



و اندبي كلهم فليس اذا ما

ضنم بالخير كلهم بالبخيل



و اندبي ان ندبت عونا أخاهم

ليس فيما ينوبهم بخذول



و سمي النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مسلول [35] .



90- قال فخر القضاة: و أنشدني القاضي الامام محمد بن عبدالجبار السمعاني من قيله:



بمحمد سلوا سيوف محمد

رضخوا بها هامات آل محمد [36] .




91- و لغيره:



محن الزمان سحائب مترادفة

هي بالفوادح و الفواجع ساجمة



واذا الهموم تعورتك فسلها

بمصاب أولاد البتول فاطمة [37] .



92- و للصاحب كافي الكفاة اسماعيل بن عباد رحمه الله:



عين جودي علي الشهيد القتيل

و اترك الخد كالمحيل المحيل



كيف يشفي البكاء في قتل مولاي

امام التنزيل و التأويل



و لو أن البحار صارت دموعي

ما كفتني لمسلم بن عقيل



صرعوا حوله كواكب دجن

قتلوا حوله ضراغم خيل



اخوة كل واحد منهم ليث

عرين و حد سيف صقيل



أوسعوهم ضربا و طعنا و نحرا

و انتهابا يا ضلة من سبيل



و الحسين الممنوع شربة ماء

بين حر الظبي و حر الغليل



مثكلا بابنه و قد ضمه و هو

غريق من الدماء الهمول



فجعوه من بعده برضيع

هل سمعتم بمرضع مقتول



ثم لم يشقهم سوي قتل نفس

هي نفس التكبير و التهليل



هي نفس الحسين نفس رسول الله

نفس الوصي نفس البتول



ذبحوه بح الأضاحي فيا قلب

تصدع علي العزيز الذليل



و طأوا جسمه و قد قطعوه

ويلهم من عقاب يوم و بيل



أخذوا رأسه و قد بضعوه

ان سعي الكفار في تضليل



نصبوه علي القنا فدمائي

لا دموعي تسيل كل مسيل






و استباحوا بنات فاطمة الزهراء

لما صرخن حول القتيل



حملوهن قد كشفن علي الأقتاب

سبيا بالعنف و التهويل



يالكرب بكربلاء عظيم

و لرزء علي النبي ثقيل



كم بكي جبرئيل مما دهاه

في بنيه صلوا علي جبرئيل



سوف تأتي الزهراء تلتمس

الحكم اذ حان محشر التعديل



و أبوها و بعلها و بنوها

حولها و الخصام غير قليل



و تنادي يا رب ذبح أولادي

لماذا؟ و أنت خير مديل



فينادي بمالك: ألهب النار

و أجج و خذ بأهل الغلول



يا بني المصطفي بكيت و أبكيت

و نفسي لم تأت بعد بسئول



ليت روحي ذابت دموعا فأبكي

للذي نالكم من التذليل



فولائي لكم عتادي وزادي

يوم ألقاكم علي سلسبيل



لي فيكم مدائح و مراثي

حفظت حفظ محكم التنزيل



قد كفاها في الشرق و الغرب فخرا

أن يقولوا هي من قبل اسماعيل



و متي كادني النواصب فيكم

حسبي الله و هو خير وكيل [38] .



63- للصاحب أيضا رحمه الله من قصيدة طويلة:



هم وكدوا أمر الدعي يزيد ملفوظ السفاح

فسطا علي روح الحسين و أهله جم الجماح



صرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الأضاحي

يا دمع حي علي انسجام ثم حي علي انسفاح






في أهل حي علي الصلاة و أهل حي علي الفلاح

يحمي يزيد نساءه بين النضائد و الوشاح



و بنات أحمد قد كشفن علي حريم مستباح

ليت النوائح ما سكتن عن النياحة والصياح



يا سادتي لكم و دادي و هو داعية امتداحي

و بذكر فضلكم اغتباقي كل يوم و اصطباحي



لزم ابن عباد و لاءكم الصريح بلا براح [39] .

64- أقول: قال ابن نما رحمه الله: رويت الي ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي مولي بني تيم بكربلا بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر الي مصارعهم فاتكأ علي فرس له عربية و أنشأ:



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت



ألم تر أن الشمس أضحت مريضة

لفقد حسين و البلاد اقشعرت



و كانوا رجاء ثم أضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا و جلت



و تسألها قيس فنطعي فقيرها

و تقتلنا قيس اذا النعل زلت



و عند غني قطرة من دمائنا

سنطلبهم يوما بها حيث حلت



فلا يبعد الله الديار و أهلها

و ان أصبحت منهم بزعمي تخلت



وان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقاب المسلمين فذلت



و قد أعولت تبكي السماء لفقده

و أنجمها ناحت عليه و صلت [40] .



و قيل: الأبيات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال: دخل أبوالرمح الي فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السلام فأنشدها مرثية في الحسين عليه السلام:




أجابت علي عيني سحائب عبرة

فلم تصح بعد الدمع حتي ارمعلت



تبكي علي آل النبي محمد

و ما اكثرت في الدمع لا بل أقلت



أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم

و قد نكأت أعداؤهم حين سلت



و ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت



فقالت فاطمة: يا أبارمح هكذا تقول؟ قال: فكيف أقول جعلني الله فداك قاتلت: قلت: «أذل رقاب المسلمين فذلت» فقال: لا أنشدها بعد اليوم الا هكذا. [41] .

65- قال المقرم:

ان قضية سيد الشهداء عليه السلام بما اشتملت عليه من القساوة الشائنة كانت مثيرة للعواطف مرقفة للافئدة فتذمر منها حتي من لم ينتحل دين الاسلام لذلك ازدلف الشعراء قديما و حديثا باللغة الفصحي و العامية الي ذكرها و تعريف الاجيال المتعاقبة بماء جاء به الأمويون به استئصال شأفة آل الرسول صلي الله عليه و اله فجاؤا بما فيه نجعة المرتاد. و من هؤلاء المناضلين لاحياء المذهب الحجة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء نور الله ضريحه فلقد جاء بمراث كثيرة لها حسن السبك و دقة المعني و سلاسة النظم و رقة الانشاء آثرنا منها ما رثي به السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة عليه السلام:



نفس أذابتها أسي حسراتها

فجرت بها محمرة عبراتها



و تذكرت عهد المحصب من مني

فتوقدت بضلوعها جمراتها



سارت و راءهم ترجع رنة

حنت مطاياهم لها و حداتها



طلعوا بيوم للوداع و قد غدي

ليلا فردت شمسه جبهاتها






و سروا بكل فتاة خدران تكن

بدرا فأطراف القنا هالاتها



فخذوا احمرار خدودها بدمائنا

فجناتها دون الوري و جناتها



و استعطفوا باللين أعطافا لها

فلقد أقمن قيامتي قاماتها



و علي عذيب الريق بارق لولؤ

بالمنحني من أضلعي قبساتها



لاثت علي شهدية بخمارها

والخمر يشهد أنه لثاتها



لله يوم تلفتت لو أنها

كانت لقتلي حيها لفتاتها



ثملت بخمرة ريقها أعطافها

و زهت بلؤلؤ ثغرها لثاتها



و مشت فخاطرات النفوس كأنما

ماست بخطار القنا خطراتها



و من البلية أنني اشكوا لها

بلوي الضنا فتزيدني لحظاتها



و أبيت أسهر ليلتي و كأنما

قد وفرت في جنحها و فراتها



و مهي قنصت لصيدهن فعدت في

شرك الغرام و افلتت ظبياتها



عجبا تقاد لي الأسود مهابة

و تقودني و أنا الأبي مهاتها



أنا من بعين المكرمات ضياؤها

لكن بعين الحاسدين قذاتها



ان أنكرتني مقلة عميا فلا

عجب فأني في سناني نفاتها



تعسا لدهر أصبحت أيامه

و الغدر نجح عراتها و عداتها



لا غر و أن تعتد بنوه الغدر

فالابناء من آبائها عادتها



ولقد وجدت ملاءت الدنيا خلت

من عقة و نجابة فملأتها



و أري أخلائي غداة خبرتهم

أعدي عدي شنت بنا غاراتها



كنت الحماة أظنهم فكشفتهم

عن عقرب لسعت حشاي حماتها



و تعدهم نفسي الحياة لها و قد

دبت الهيا منهم حياتها



أسدت الي بكل سيئة و من

صفحي اقدر أنها حسناتها



و لكم عليها من يد بيضاء لي

قد سودتها اليوم تمويهاتها






ان فصلت لي الغدر أنواعا فقد

عرفت بخنث الجنس ماهياتها



لؤمت اساءتها فهانت و استوي

نبح الكلاب علي أو أصواتها



و تكرما عنها صددت و انني

لو لا خساستها علي خسأتها



و لقد دنت شأنا فلو لا عفتي

عن وطء كل دنية لو طأتها



و أنا الشجي في حلقها فلو أنها

تجد المساغ قذفن بي لهواتها



و تهش بشرا ان حضرت فان أغب

قذفت بجمرة غيضها حصياتها



كم صانعتني بالدهاء و انما

أدهي الوري شرا علي دهاتها



لكن جبلت علي الوفاء فلو جنت

يدها علي عيني العمي لدرأتها



و أنا العصي من الابا و خلائقي

في طاعة الحر الكريم عصاتها



عودت عيني الاباء فلم تسل

الا لآل محمد عبراتها



كم غارة لك يا زمان شننتها

لم أستطع دفعا لها فشنأتها



و أري الليالي منك حبلي لم تلد

للحر غير ملمة غدواتها



تجري لها العبرات حمرا ان جرت

ذكرا علي أسماعنا عثراتها



و ودت مذ جارت علي أبنائها

و رمت بنيها بالصروف بناتها



عدلت بآل محمد فيما قضت

وهم أئمة عدلها و قضائها



المرشدون المرفدون فكم هدي

و ندي تميح صلاتها و صلاتها



و المنعمون المطعمون اذا انبرت

نكباء صوحت الثري نكباتها



و الجامعون شتات غير مناقب

لم تجتمع بسواهم اشتاتها



يا غاية نقف العقول كليلة

عنها و ان ذهبت بها غاياتها



يا جذوة القدس التي ما أشرقت

شهب السما لو لم تكن لمعاتها



يا قبة الشرف التي لو في الثري

نصبت سمت هام السما شرفاتها



يا كعبة الله ان حجت لها الأ

ملاك منعه فعرشه ميقاتها






يا نقطة الباء التي باءت لها

الكلمات و ائتلفت بها ألفاتها



يا وحدة الحق التي ما ان لها

ثان و لكن ما انتهت كثراتها



يا وجهة الأحدية العليا التي

بالأحمدية تستنير جهاتها



يا عاقلي العشر العقول و من لها

السبع الطباق تحركت سكناتها



أقسمت لو سر الحقيقة صورة

راحت و أنتم للوري مرآتها



أنتم مشيئته التي خلقت بها

الاشياء بل ذرأت بها ذراتها



و خزانة الأسرار بل خزانها

و زجاجة الأنوار بل مشكاتها



أنا في الوري قال لكم ان لم أقل

ما لم تقله في المسيح غلاتها



سفها لحامي ان تطر بثباتي السفها

ءمذ طارت بها جهلاتها



أنا من شربت هناك اول درها

كأسا سرت بسرائري نشواتها



فاليوم لا أصحو و ان ذهبت بي

الأقوال أو شدت علي رماتها



أو هل تري يصحو صريع مدامة

مما به ان عنفته صحاتها



أو هل يحول أخو الحجي عن رشده

مما تؤنبه عليه غواتها



بأبي و بي من هم أجل عصابة

سارت تؤم بها العلي سرواتها



عطري الثياب سروا فقل في روضة

غب السحاب سرت بها نسماتها



ركب حجازيون عرقت العلي

فيهم و مسك ثنائهم شاماتها



تحدوا الحداة بذكرهم و كأنما

فقتت لطيمة تاجر لهواتها



و مطوحين و لا غناء لهم سوي

هزج التلاوة رتلت آياتها



و الي اللقاء تشوقا أعطافها

مهزوزة فكأنما قنواتها



خفت بهم نحو المنايا همة

ثقلت علي جيش العدي و طآتها



و بعزمها من مثل ما بأكفها

قطع الحديد تأججت لهباتها



فكأن من عزماتها أسيافها

طبعت و من أسيافها عزماتها






قسم الحيا فيها فمن مقصورة

الأيدي و من ممدودة قسماتها



و ملوك بأس في الحروب قبابها

قب البطون و دستها سطواتها



يسطون في الجلم الغفير ضياغما

لكنما شجر القنا أجماتها



كالليث أو كالغيث في يومي وغي

و ندي غدت هباتها و هباتها



حتي اذا نزلوا العراق فأشرقت

أكنافها و زهت بهم عرصاتها



ضربوا الخيام بكربلا و عليهم

قد خيمت ببلائها كرباتها



نزلوا بها فانصاع من شوك القنا

و لظي الهواجر ماؤها و نباتها



و أتت بنو حرب تروم و دون ما

رامت تخر من السما طبقاتها



رامت بأن تعنو لها سفها و هل

تعنو لشد عبيدها ساداتها؟



و تسومها أما الخضوع أو الردي

عزا و هل غير الاباء سماتها



فأبوا و هل من عزة أو ذلة

الا و هم آباؤها و اباتها



و تقحموا ليل الحروب فاشرقت

بوجوههم و سيوفهم ظلماتها



و بدت علوج امية فتعرضت

للاسد في يوم الهياج شياتها



تعدوا لها فتميتها رعبا و ذي

يوم اللقا بعداتها عاداتها



فتخر بعد قلوبنا أذقانها

و تفر قبل جسومها هاماتها



و باسرتي من آل أحمد فتية

صينت ببذل نفوسها فتياتها



يتضاحكون الي المنون كأن في

راحاتها قد اترعت راحاتها



و تري الصهيل مع الصليل كأنه

فيهم قيان رجعت نغماتها



و كأنما سمر الرماح معاطف

فتمايلت لعناقها قاماتها



و كأنما بيض الضبابيض الدمي

ضمنت لمي رشفاتها شفراتها



و كأنما حمر النصول أنامل

قد خضبتها عندما كاساتها



و مذ الوغي شبت لظي و تقاعست

دون الشدائد نكصا شداتها






و غدت تعوم من الحديد بلجة

قد أنبتت شجر القنا حافاتها



خلعوا لها جنن الدروع و لاح من

نيرانها لجنانهم جناتها



و تزاحفوا يتنافسون علي لقي

الآجال تحسب انها غاداتها



بأكفها عوج الاسنة ركع

و لها الفوارس سجد هاماتها



حتي اذا وافت حقوق وفائها

و علت بفردوس العلي درجاتها



شاء الآله فنكست أعلامها

و جري القضاء فنكصت راياتها



و هوت كما انهالت علي وجه الثري

من صم شاهقة الذي هضباتها



و غدت تقسم بالضبا أشلاؤها

لكن تزيد طلاقة قسماتها



ثم انثني فردا أبوالسجاد فا

جتمعت عليه طغامها و طغاتها



غيران يحمل عزمة حملت الي

حرب جيوش منية حملاتها



تلوي بأولاهم علي اخراهم

و تجول في أوساطهم سطواتها



يحمي مخيمه فقل أسدي الثري

ديست علي أشبالها غاباتها



خطب العدي فوق العوادي خطبة

للسانه و سنانه كلماتها



وعظ اللسان و مذعتوا عن أمره

طعن السنان فلم تفته عتاتها



نثر الرؤوس بسيفه و نظمن في

سلك القنا لقلوبهم حباتها



ان يشرع الخرصان نحو مكردس

ردت و من أكبادها عذباتها



و اذا هوت بالبيض قبضة كفه

عادت علي أرواحهم قبضاتها



يروي الثري بدمائهم و حشاه من

ظمأ تطاير شعلة قطعاتها



لو قلبت من فوق غلة قلبه

صم الصفا ذابت عليه صفاتها



تبكي السماء له دما أفلا بكت

ماء لغلة قلبه قطراتها



و أحر قلبي يابن بنت محمد

لك و العدي بك أنجحت طلباتها



منعتك من نيل الفرات فلا هني

للناس بعدك «نيلها و فراتها»






و علي الثنايا منك يلعب عودها

و برأسك السامي تشال قناتها



و بهم تروح العاديات و تغتدي

و جسومكم فوق الثري حلباتها



و نساؤكم أسري سرت بسراتكم

تدعوا و عنها اليوم اين سراتها



هاتيك في الحر الهجير جسومها

صرعي و تلك علي القنا هاماتها



بأبي و بي منهم محاسن في الثري

للحشر تنشر فخرهم حسناتها



أقوت معالم انسهم و الوحش كم

راحت و من أسايافهم أقواتها؟



يا هل تري مضرا درت ماذا لقت

في كربلا أبناؤها و بناتها؟



خفرت لها أبناء حرب ذمة

هتكت لها ما بينهم خفراتها



جارت علي تلك المنيعات التي

تهوي النجوم لو أنها جاراتها



حتي غدت بين الأراذل مغنما

تنتاشها أجلافها و حفاتها



فلضربها أعضادها و لسلبها

ابرادها و لنهبها أبياتها



و ثواكل لما دفعن عن البكا

و النوح رددت الشجي لهواتها



زفراتها لو لم تكن مشفوعة

بالدمع أضرمت السما جذواتها



و علي الأيانق من بنات محمد

في الشمس تصلي حرها أخواتها



أبدي العدو لها وجوها لم تبن

حتي لأنفاس الصبا صفحاتها



و مروعة في السبي تشكو بثها

فتجاب ربا بالسياط شكاتها



قامت تسب لها الجدود اراذل

قعدت بها عن شأوهم سباتها



يا غيرة الجبار أني و العدي

راحت و في أبياتكم غاراتها



يا حرمة هتكت لعزة احمد

فيها و عزة ربه حرماتها



أحمات دين الله كيف بناتكم

ساروا بها و الشامتون حماتها



تطوي الفلاة بها و ما ضاقت علي

حرب بشعث خيولكم فلواتها



كفأت لكم ظهر المجن فهل سوي

عزماتكم و هي الحتوف كفاتها






و خيامكم تلك التي أوتادها

شهب السماء و عرشها داراتها



بالنار أضرمها العدو و أنتم

أربابها و حريمكم رباتها



فرت تعادي في الفلاة نوائحا

حسري تقطع قلبها حسراتها



حتي اذا وقفت علي جثث لكم

طالت عليها للضيا وقفاتها



قدحت لكم زند العتاب فلم تجد

غير السياط لجنبها هفواتها



و سرت علي حال يحق لشجوها

الأفلاك ولو وقفت لها حركاتها



حنت و لو لا زجر «زجر» ما حدت

أظعانها بسوي الحنين حداتها



يا لوعة قعدت و قامت في الحشا

خرساء تنطق بالشجي نفثاتها



قعدت و لا تنفك أو أرزاؤكم

بقيام «قائمكم» تصاب تراتها



فانهض فدي لك أنفس كمنت بها

طير الشجون كأنها و كناتها



و احصد رؤوسهم فكم رأس لكم

حصدته بعد و لم يشب شباتها



و احرق لهم صنمي ضلال و طدا

لهم الأمور فأمكنت وثباتها



تبعا بما ابتدعا فما من سوأة

الا وفي عنقيهما تبعاتها



و هما اللذان عليكم قد جرءا

من لا يداني نعلكم جبهاتها



جرا اليكم كل جور نالكم

من عصبة فعليهما لعناتها



فلرزئكم ان لم أمت حزنا فلي

نفس أذابتها أسي زفراتها



و لقد نشرت رثا لكم و كأن في

طي الجوانح للقنا و حزاتها



و اليكم من بكر فكري ثاكل

تنعي فتهفت بالنفوس نعاتها



منكم لكم أهديتها و برزئكم

آل النبي ختمتها و بدأتها



و لنشأتي أنشأتها ذخرا لكم

أفهل أخيب و فيكم أنشأتها



و لمهجتي بولاكم الحسني اذا

فقدت غدا بصحيفتي حسناتها



فولاؤكم حسبي و اني عبدكم

فخري و ذخري ان تضق حلقاتها






و اليكم شكواي من نفس غدت

ترمي لها بنفوسها غفلاتها



و أنا الغريق بها فهل الا بكم

للنفس يا «سفن النجاة» نجاتها



و عليكم يا رحمة الباري من

التسليم ما سارت به صلواتها [42] .



66- للحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس سره:



أسفر صبح اليمن و السعادة

عن وجه سر الغيب و الشهادة



أسفر عن مرآة الغيوب ذات

و نسخة الأسماء و الصفات



تعرب عن غيب الغيوب ذاته

تفصح عن أسمائه صفاته



ينبي ء عن حقيقة الخلائق

بالحق و الصدق بوجه لائق



لقد تجلي أعظم المجالي

في الذات و الصفا و الأفعال



روح الحقيقة المحمدية

عقل العقول الكمل العلية



فيض مقدم عن الشوائب

مفيص كل شاهد و غائب



تنفس الصبح بنور لم يزل

بل هو عند أهله صبح الأزل



و كيف و هو النفس الرحماني

في نفس كل عارف رباني



به قوام الكلمات المحكمة

به نظام الصحف المكرمة



تنفس الصبح بسر القدم

بصورة جامعة للكلم



تنفس الصبح بالاسم الاعظم

محا عن الوجود رسم العدم



بل فالق الأصباح قد تجلي

فلا تري بعد النهار ليلا



فأصبح العلم ملاء النور

و أي نور فوق نور الطور



و نار موسي قبس من نوره

بل كل ما في الكون من ظهوره



أشرق بدر من سماء المعرفة

به استبان كل اسم وصفة






به استنار عالم الابداع

و الكل تحت ذلك الشعاع



به استنار ما يري و لا يري

من ذروة العرش الي فوق الثري



فهو بوجهه الرضي المرضي

نور السماوات و نور الأرض



فلا توازي نوره الأنوار

بل جل أن تدركه الأبصار



غرته بارقة الفتوة

قرة عين خاتم النبوة



تبدو علي غرته الغراء

شاربة الشهامة البيضاء



بادية من أنة الشهامة

دلائل الأعجاز و الكرامة



من فوق هامة السماء همته

تكاد تسبق القضا مشيته



ما همة السماء من مداها

ان الي ربك منتهاها



أم الكتاب في علوا المنزلة

و في الابا نقطة باء البسملة



تمت به دائرة الشهادة

و في محيطها له السيادة



لو كشف الغطاء عنك لا تري

سواه مركزا لها و محورا



و هل تري للمتقي القوسين

اثبت نقطة من الحسين



فلا و رب هذه الدوائر

جل عن الأشباه و النظائر



بشراك يا فاتحة الكتاب

بالمعجز الباقي مدي الأحقاب



و آية التوحيد و الرسالة

و سر معني لفظة الجلالة



بل هو قرآن و فرقان معه

فما أجل شأنه و أرفعا



هو الكتاب الناطق الآلهي

و هو مثال ذاته كما هي



و نشأة الأسماء و الشؤون

كل نقوش لوحه المكنون



لا حكم للقضاء الا ما حكم

كأنه طوع بنانه القلم



رابطة المراد بالارادة

كأنه واسطة القلادة



ناطقة الوجود عين المعرفة

و نسخة اللاهوت عينا وصفة






في يده أزمة الأيادي

بالقبض و البسط علي العباد



بل يده العيا يد الافاضة

في الأمر و الخلق و لا غضاضة



لك الهنا يا سيد الكونين

فغاية الأمال في «الحسين»



و ارث كل المجد و العلياء

من المحمدية البيضاء



فانه منك و أنت منه في

كل المعالي يا له من شرف



و فيه سر الكل في الكل بدا

روحان في روح الكمال اتحدا



لك العروج في السماوات العلي

له العروج في سماوات العلا



حظك منتهي الشهود في دنا

و سهمه أقضي المني من الفنا



منك أساس العدل والتوحيد

مسنه بناء قصره المشيد



منك لواء الدين و هو حامله

قام بحمله الثقيل كاهله



و المكرمات و المعالي كلها

أنت لها المبدأ و هو المنتهي



لك الهنا يا صاحب الولاية

بنعمة ليس لها نهاية



أنت من الوجود عين العين

فكن قرير العين «بالحسين»



شبلك في القوة و الشجاعة

نفسك في العزة و المناعة



منطقك البليغ في البيان

لسانك البديع في المعاني



طلعتك الغراء بالاشراق

كالبدر في الأنفس و الآفاق



صفاتك الغر له ميراث

و المجد ما بين الوري تراث



لك الهنا يا غاية الايجاد

بمبدأ الخيرات و الأيادي



و هو سفينة النجاة في اللجج

و بابها السامي و من لج و لج



سلطان اقليم الحفاظ و الابا

مليك عرش الفخر اما و أبا



رافع راية الهدي بمهجته

كاشف ظلمة العمي ببهجته



به استقامت هذه الشريعة

به علت أركانها الرفيعة






بني المعالي بمعالي هممه

ما اخصر عود الدين الا بدمه



بنفسه اشتري حياة الدين

فيا لها من ثمن ثمين



أحيي معالم الهدي بروحه

داوي جروح الدين من جروحه



جفت رياض العلم بالسموم

لم يروها الا دم المظلوم



فأصبحت مورقة الأشجار

يانعة زاكية الثمار



أقعد كل قائم بنهضته

حتي أقام الدين بعد كبوته



قامت به قواعد التوحيد

مذ لجئت بركنها الشديد



و أصبحت قويمة البنيان

بعزمه عزائم القرآن



غدت به سامية القباب

معاهد السنة و الكتاب



أفاض كالحيا علي الوراد

ماء الحياة و هو ظام صادي



و كضة الظما و في طي الحشا

ري الوري و الله يقضي ما يشا



و قد بكته والدموع حمر

بيض السيوف و الرماح السمر



تفطر القلب من الظما و ما

تفتر العزم و لا تثلما



و من يداك نوره الطور فلا

يندك طود عزمه من البلا



تعجب من ثباته الأملاك

و من تجولاته الأفلاك



لا غرو انه ابن بجدة اللقا

قد ارتقي في المجد خير مرتقي



شبل «علي» و هو ليث غابة

لا بل كأن الغاب في اهابه



كراته في ذلك المضمار

تكور الليل علي النهار



و عضبه صاعقة العذاب

علي بقايا بدر و الأحزاب



سطا بسيفه ففاضت الربي

بالدم حتي بلغ السيل الزبي



فرق جمع الكفر و الضلال

لجمع شمل الدين و الكمال



أنار بالبارق وجه الحق

و في و ميضه رموز الصدق






حتي تجلي الدين في جماله

يشكر فعله لسان حاله



قام بحق السيف بل أعطاه

ما ليس يعطي مثله سواه



كأن منتضاه محتوم القضا

بل القضا في حد ذك المنتضي



كأنه طير الفنار هيفه

يقضي علي صفوفهم رفيفه



او صرصر في يوم نحس مستمر

كأنهم أعجاز نخل منقعر



او بصريره كريح عاتية

كأنهم أعجاز نخل خاوية



و في المعالي حقها لما علا

علي العوالي كالخطيب في الملا



يتلو كتاب الله و الحقايق

تشهد انه الكتاب الناطق



قد ورث العروج في الكمال

من (جده) لكن علي «العوالي»



هي «العوالي» و هي المالي

و الخير كل الخير في المثال



هو الذبيح في مني الطفوف

لكنه ضريبة السيوف



هو الخليل المبتلي بالنار

و الفرق كالنار علي المنار



نوح و لكن أين من طوفانه

طوفانه فليس من أقرانه



تالله ما ابتلي نبي أو ولي

في سالف الدهر بمثل ما ابتلي



له مصائب تكل الألسن

عنها فكيف شاهدتها الأعين



أعظمها رزءا علي الاسلام

سبي ذراري سيد الأنام



ضلالة لا مثلها ضلالة

سبي بنات الوحي و الرسالة



وسوقها من بلد الي بلد

بين الملا أشنع ظلم و أشد



و أفظع الخطوب و الدواهي

دخولها في مجلس الملاهي



ولدغ حية لها بريقها

دون وقفوها لدي «طليقها»



و يسلب اللب حديث السلب

يا ساعد الله بنات الحجب



تحملت أمية أوزارها

و عارها مذ سلبت ازارها






وكيف يرجي اخير من خمارها

تبت يد مدت الي خمارها



و أدركت من النبي ثارها

و في ذرارية قضت أو ترها



واعجبا بدرك ثار الكفرة

من أهل «بدر» بالبدور النيرة



فيا لثارات النبي الهادي

بما جنت به يد الأعادي



و من لها الا الامام المنتظر

أعزه الله بفتح و ظفر [43] .



67- للحجة المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي



يا تريب الخد في وادي الطفوف

ليتني دونك نهبا للسيوف



يا نصير الدين اذ عز النصير

و حمي الجار اذا عز المجير



و شديد البأس و اليوم عسير

و ثمال الوفد في العام العسوف



كيف يا خامس أصحاب الكسا

و ابن خير االمرسلين المصطفي؟



و ابن ساقي الحوض في يوم الظما

و شفيع الخلق في اليوم المخوف



يا صريعا ثاويا فوق الصعيد

وخضيب الشيب من فيض الوريد



كيف تقضي بني أجناد يزيد

ظامئا تسقي بكاسات الحتوف؟



كيف تقضي ظامئا حول الفرات

داميا تنهل منك الماضيات؟



و علي جسمك تجري الصافنات

عافر الجسم لقي بين الطفوف



يا مريع الموت في يوم الطعان

لا خطا نحوك بالرمح سنان



لا و لا شمر دنا منك فكان

ما أمار الأرض هولا بالرجوف



سيدي أبكيك للشيب الخضيب

سيدي أبكيك للوجه التريب



سيدي أبكيك للجسم السليب

من حشا حران بالدمع الذروف



سيدي ان منعوا عنك الفرات

و سقوا منك ظماء المرهفات






فسنسقي كربلا بالعبرات

و كفا من علق القلب الأسوف



سيدي أبكيك منهوب الرحال

سيدي أبكيك مسبي العيال



بين أعداك علي عجف الجمال

في الفيافي بعد هاتيك السجوف



سيدي ان نقض دهرا في بكاك

ما قضينا البعض من فرض ولاك



أو عكفنا عمرنا حول ثراك

ما شفي غلتنا ذاك العكوف



لهف نفسي لنساك المعولات

و اليتامي اذ غدت بين الطغاة



باكيات شاكيات صارخات

و لها حولك تسعي و تطوف



يا حمانا من لنا بعد حماك

و من المفزع من أسر عداك؟



و لمن نلجأ ان طال نواك

و دهتنا بدواهيها الصروف؟



يا حمانا من لأيتام صغار

و مذاعير تعادي بالفرار؟



راعها المزعج من سلب و نار

حيث لا ملجا و لا حام رؤف



لست أنساها و قد مالت الي

صفوة الأنصار صرعي في الفلا



أشرقت منها محاني كربلا

كشموس غالها ريب الكسوف



هاتفات بهم مستصرخات

باكيات نادبات عاتبات



صارخات أين عنايا حماة

يا بدور التم ما هذا الخسوف؟



يا رجال البأس في يوم الكفاح

يا ليوث الحرب في غاب الرماح



كيف آذنتم جمعيا بالرواح

ورحلتم رحلة القوم الضيوف؟



مالكم لا غالكم صرف الردي

لا ولا أدركتم بيض الضبا؟



أفترضون لنا ذل السبا

و عناء الأسر ما بين الالوف؟



أفنسبي بعدكم سبي العبيد

ثم نهدي من عنيد لعنيد؟



لا وقفنا في السبا عند يزيد

حبذا الموت و لا ذاك الوقوف [44] .




للعلامة الحجة الشيخ محمد حسين بن محمد الحلي أعلي الله مقامه



خليلي هل من وقفة لكما معي

علي جدث أسقيه صيب أدمعي؟



ليروي الثري منه بفيض مدامعي

فان الحيا الوكاف لم يك مقنعي



لأن الحيا يهمي و يقلع تارة

واني العظم الخطب ما جف مدمعي



خليل هبا فالرقاد محرم

علي كل ذي قلب من الوجد موجعي



هلما معي نعقر هناك قلوبنا

اذا الوجد أبقاها و لم تتقطع



هلما نقم بالغاضرية مأتما

لخير كريم بالسيوف موزع



فتي أدركت فيه علوج أمية

مراما فأردته ببيداء بلقع



غداة أدرادت أن تري السبط ضارعا

و لم يك ذا خد من الضيم أضرع



و كيف يسام الضيم من جده ارتقي

الي العرش حتي حل أشرف موضع



و لما دعته للكفاح أجابها

بأبيض مشحوذ و أسمر مشرع



و أساد حرب غابها أجم القنا

و كل كمي رابط الجأش أروع



يصول بماضي الحد غير مكهم

و في غير درع الصبر لم يتدرع



اذا ألقح الهيجاء حتفا برمحه

فماضي الشبا منه يقول لها ضعي



و ان ابطأت عنه النفوس اجابة

فحد سنان الرمح قال لها اسرع



فلم تزل الأروح قبض أكفهم

و تسقط هامات بقولهم قعي



الي أن دعاهم ربهم للقائه

فكانوا الي لقياه أسرع من دعي



و خروا لوجه الله تلقي وجوههم

فمن سجد فوق الصعيد و ركع



و كم ذات خدر سجفتها حماتها

بسمر قنا خطبة و بامع



أماطت يد الاعداء عنها سجافها

فأضحت بلا سجف و كهف ممنع



لقد نهبت كف المصاب فؤادها

و ابدي عداها كل برد و برقع



فلم تستطع عن ناظريها تسترا

بغير زنود قاصرات و أذرع






و قد فزعت مذراعهاالخطب دهشة

و أوهي القوي منها الي خير مفزع



فلما رأته بالعراء مجدلا

عفيرا علي البرغاء غير مشيع



دنت منه و الاحزان تمضغ قلبها

و حنت حنين الواله المتفجع



تقول و ظفر الوجد يدهي فؤادها

علي عزيز أن أراك مودع



علي عزيز أن تموت علي ظما

و تشرب في كأس من الحتف مترع



أأخي ذا شمر أراد مذلتي

فأركبني من فوق أدبر أظلع



وذا العلج «زجر» أرغم الله أنفه

بقرع القنا و لأصبحية موجع [45] .



68- للعلامة الثقة الشيخ محمد تقي ابن الشيخ عبدالرسول آل صاحب الجواهر



دعاني فوجدي لا يسليه لائمه

و لكن عسي يشفيه بالدمع ساجمه



و لا تكثرا لومي فرب موله

أعق خليليه الصفيين لائمه



فما كل خطب يحمد الصبر عنده

و لا كل وجد يكسب الأجر كاتمه



فان ترعيا حق الاخاء فأعولا

معي في مصاب أفجعتنا عظائمه



غداة أبوالسجاد قام مشمرا

لتشييد دين الله اذ جدها دمه



و رام ابن ميسون علي الدين أمرة

فعاثت بدين الله جهرا جرائمه



فقام مغيثا شرعة الدين شبل من

بصمصامه بدءا اقيمت دعائمه



و حف به اذ محص الناس معشر

نمته الي أوج المعالي مكارمه



فمن أشوس ينميه للطعن حيدر

و ينميه جدا في قري الطير هاشمه



و رهط تفاني في حمي الدين لم تهن

لقلته بين الجموع عزائمه



الي أن قضوا دون الشريعة صرعا

كما صرعت دون العرين ضراغمه






أراد ابن هند خام مسعاه أن يري

حسينا بأيدي الضيم تلوي شكائمه



و لكن أبي المجد المؤثل و الابا

له الذل ثوبا و الحسام ينادمه



أبوه علي و ابنة الطهر امه

و طه له جد و جبرئيل خادمه



الي ابن سمي و ابن ميسون ينثني

يمد يدا و السيف في اليد قائمه



فصال عليهم صولة الليث مغضبا

و عسا له خصم النفوس و صارمه



فحكم في أعناقهم نافذ القضا

صقيلا فلا يستأنف الحكم حاكمه



الي أن أعاد الدين غضا و لم يكن

بغير دماء السبط تسقي معالمه



فان يك اسماعيل أسلم نفسه

الي الذبح في حجر الذي هو راحمه



فعاد ذبيح الله حقا و لم يكن

تصافحه بيض الضبا و تسالمه



فان - حسينا - أسلم النفس

صابرا علي الذبح في سيف الذي هو ظالمه



و من دون دين الله جاد بنفسه

و كل نفيس كي تشاد دعائمه



و رضت قراه العاديات و صدره

و سيقت علي عجف المطايا كرائمة



فان يمس فوق الترب عريان لم تقم

له مأتما تبكيه فيه محادمه



فأي حشي لم يمس قبرا لجسمه

و في أي قلب ما اقيمت مآتمه



و هب دم يحيي قد غلا قبل في الثري

فان حسينا في القلوب غلا دمه



و ان قرقدما مذ دعا بخت نصر

بثارات يحيي و استردت مظالمه



فليست دماء السبط تهدأ قبل أن

يقوم باذن الله للثار (قائمه)



أباصالح يا مدرك الثاركم تري

و غيضك وار غير انك كاظمه



و هل يملك الموتور صبرا و حوله

يروح و يغدو آمن السرب غارمه



أتنسي أبي الضيم في الطف مفردا

تحوم عليه للوداع (فواطمه)؟



أتنساه فوق الترب منفطر الحشا

تناهيه سمر الردي و صوارمه؟



و رب رضيع أرضعته قسيهم

من النبل ثديا دره الثر فاطمه






فلهفي له مذ طوق السهم جيده

كما زينته قبل ذاك تمائمه



و لهفي له لما أحس بحره

و ناغاه من طير المنية حائمه



فها لعناق السبط مبتسم اللمي

وداعا - و هل غير العناق - يلائمه



و لهفي علي ام الرضيع و قد دجي

عليها الدجي و الدوح ناحت حمائمه



تسلل في الظلماء ترتاد طفلها

و قد نجمت بين الضحايا علائمه



فمذ لاح سهم البحر ودت لو انها

تشاطره سهم الردي و تساهمه



أقلته بالكفين ترشف ثغره

و تلثم نحرا قبلها السهم لائمه



و أدنته للنهدين و لهي فتارة

تناغيه ألطافا و اخري تكالمه



بني أفق من سكرة الموت و ارتضع

بثدييك علي القلب يهدأ هائمه



بني فقد درا و قد كضك الظما

فعلك يطفي من غليلك ضارمه



بني لقد كنت الأنيس لوحشتي

و سلواي اذ يسطو من الهم غاشمه [46] .



69- للخطيب السيد مهدي الأعرجي رحمه الله



ما بال فهر أغفلت أو تارها

هلا تثير وغي فتدرك ثارها



أغفت علي الضيم الجفون وضيعت

يا للحمية عزها و فخارها



عجبا لها هدأت و تلك أمية

قتلت سراة قبيله و خيارها



عجبا لها هدأت و تلك نساؤها

بالطف قد هتك العدي أستارها



من كل ثاكلة تناهب قلبها

كف الأسي و يد العدو خمارها



لهفي لها بعد التحجب أصبحت

حسري تقاسي ذلها و صغارها



تدعو أميرالمؤمنين بمهجة

فيها الرزية أنشبت أظفارها



أبتاه يا مردي الفوارس في الوغي

و مبيد جحفلها و محمد نارها






قم وانظر ابنك في العراء و جسمه

جعلته خيل امية مضمارها



ثاو تغسله الدماء بفيضها

عار تكفنه الرياح غبارها



و خيول حرب منه رضت أضلعا

فيها النبوة أودعت أسرارها



و بيوت قدس من جلالة قدرها

كانت ملائكة السماء زوارها



يقف الأمين ببابها متسأذنا

و مقبلا أعتابها و جدارها



أضحت عليها آل حرب عنوة

في يوم عاشورا تشن مغارها



كم طفلة ذعرت وكم محجوبة

برزت و قد سلب العدو ازارها



و يتيمة صاغ القطيع لها سوارا

عندما بز العدو سوارها



أين الكماة الصيد من عمرو العلي

عنها فترخص دونها أعمارها؟



أين الكماة الصيد من عمرو العلي

لتثير للحرب العوان غبارها؟ [47] .



70- قال الشيخ محمد بن حسين السبعي البحراني الاحسائي المتوفي سنة 1011.



أهاجك في جنح من الليل فاحم

حمام بكي فوق الغصون النواعم



تذكر الفا نازحا فبكي له

و اسهر جفنا و هو ليس بنائم



بكي شجوة فوق الغصون و انما

بكيت لشجوي لا لشجو الحمائم



و مولعة باللوم تلحي لمولع

باهراقه ماء الدموع السواجم



تلوم و ما تدري بأن ملامها

يهيج غرامي ما اغتدت في اللوائم



عذيري من لاح علي الحزن لائم

و ليس ملام العاذلين ملائمي



حنانيك اقصر عن ملامي لأنني

علمتك بي يا لائمي غير عالم



كأنك لم تسمع بام العظائم

جرت للهداة الطيبين الاعاظم






ولم تدر أني قد اقمت ماتما

لرزئهم است جمع المآتم



سأبكي عليهم و البكا جهد مغرم

تأخر عن عصر لهم متقادم



أقول لخلي البكاء و مساعدي

باهراق دمع العين ضربة لازم



اعني علي فرط الصبابة و الجوي

فقد جاءني ناع نعي آل هاشم



و ذكرني يوم الطفوف و ما جري

لهم فيه من ام الدواهي العظائم



عشية القي سبط احمد رحله

بساحة أشقي عربها و الأعاجم



و قد طالبوه بالنزول اليهم

علي حكم رجس قد غداشر حاكم



أبي الله و المجد الاشم لسادة

تطيع لغاو في الانام و غاشم [48] .




پاورقي

[1] مناقب ابن‏شهرآشوب: 233 -183:2.

[2] کشف الغمة: 69:2.

[3] ترجمة الامام الحسين: 301.

[4] ترجمة الامام الحسين: 302.

[5] تراثنا العدد: 46 -45- محرم و جمادي الاخرة 1417.

[6] تذکرة الخواص: 270.

[7] تذکرة الخواص: 271.

[8] تذکرة الخواص: 272.

[9] بحار الانوار: 257:45.

[10] بحارالانوار: 258:45.

[11] بحارالانوار: 266:45.

[12] بحارالانوار: 253:45.

[13] بحارالانوار: 273:45.

[14] بحارالانوار: 274:45.

[15] بحارالانوار: 275 -45.

[16] بحارالانوار: 276:45.

[17] بحارالانوار: 276:45.

[18] بحارالانوار: 277:45.

[19] بحارالانوار: 277:45.

[20] بحارالانوار: 278:45.

[21] بحارالانوار: 281:45.

[22] بحارالانوار: 282:45.

[23] بحارالانوار: 283:45.

[24] بحارالانوار: 283:45.

[25] بحارالانوار: 284:45.

[26] بحارالانوار: 284:45.

[27] بحارالانوار: 286:45.

[28] بحارالانوار: 286:45.

[29] بحارالانوار: 288:45.

[30] بحارالانوار: 288:45.

[31] بحارالانوار: 289:45.

[32] بحارالانوار: 290:45.

[33] بحارالانوار: 290:45.

[34] بحارالانوار: 290:45.

[35] بحارالانوار: 291:45.

[36] بحارالانوار: 291:45.

[37] بحارالانوار: 291:45.

[38] بحارالانوار: 291:45.

[39] بحارالانوار: 293:45.

[40] بحارانوار: 293:45.

[41] بحارالانوار: 293:45.

[42] مقتل الحسين: 455.

[43] مقتل الحسين: 472.

[44] مقتل الحسين: 477.

[45] مقتل الحسين: 479.

[46] مقتل الحسين: 481.

[47] مقتل الحسين: 483.

[48] تراثنا: العدد 42 جمادي‏الاخرة: 1416.