بازگشت

الحكم و السنن و النوادر


1- الصدوق باسناده عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قيل للحسين بن علي عليهماالسلام: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: أصبحت ولي رب فوقي، و النار أمامي، و الموت يطلبني، و السحاب محدق بي، و أنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحب و لا أدفع ما أكره، و الامور بيد غيري، فان شاء عذبني، و ان شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني [1] .

2- عنه أخبرني أبواسحاق ابراهيم بن حمزة بن عمارة الحافظ، فيما كتب الي قال: حدثني سالم بن سالم، و أبوعروبة قالا: حدثنا أبوالخطاب قال: حدثنا هارون ابن مسلم: قال، حدثنا القاسم بن عبدالرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: لما افتتح رسول الله صلي الله عليه و اله خيبر دعا بقوسه فاتكأ علي سيتها ثم حمدالله و أثني عليه و ذكر ما فتح الله له و نصرته و نهي عن خصال تسعة، عن مهر البغي، و عن كسب الدابة يعني عسب الفحل و عن خاتم الذهب، و عن ثمن الكلب، و عن مياثر الأرجوان [2] .

3- عنه حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، مقال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبومعاوية، عن سلمان بن مهران، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: ان امة موسي افترقت بعده علي احدي و سبيعن فرقة،


فرقة منها ناجية و احدي و سبعون في النار، وان امتي ستفرق بعدي علي ثلاث و سبعين فرقة، فرقة منها ناجية و اثنتان و سبعون في النار. [3] .

4- عنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري قال: حدثنا محمد بن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ان للجسم ستة أحوال: الصحة و المرض و الموت و الحياة و النوم و اليقظة و كذلك الروح فحياتها علمها، و موتها جهلها، و مرضها شكها، و صحتها يقينها، و نومها غفلتها، و يقظتها حفظها [4] .

5- عنه حدثنا أبوالحسين محمد بن ابراهيم بن اسحاق الفارسي، قال: حدثنا أبوسعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، قال: حدثني أحمد بن جعفر العقيلي بقهستان، قال: حدثني أحمد بن علي البلخي قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن علي الخزاعي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الأزهري، عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في بعض خطبه: من الذي حضر سبخت الفارسي و هو يكلم رسول الله صلي الله عليه و اله؟ فقال القوم: ما حضره منا أحد، فقال علي عليه السلام: لكني كنت معه عليه السلام و قد جاءه سبخت و كان رجلا من ملوك فارس و كان دربا.

فقال: يا محمد الي ما تدعو؟ قال: أدعو الي شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، فقال سبخت: و أين الله يا محمد؟ قال: هو في كل مكان موجود بآياته، قال: فكيف هو؟فقال: لا كيف له و لا أين لأنه عزوجل كيف الكيف و أين الأين، قال: فمن أين جاء؟ء قال لا يقال له: جاء، و انما يقال: جاء


للزائل من مكان الي مكان، و ربنا لا يوصف بمكان و لا بزوال، بل لم يزل بلا مكان و لا يزال.

فقال: يا محمد انك لتصف ربا عظيما بلا كيف، فيكيف لي أن اعلم انه أرسلك؟ فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر و لا مدر و لا جبل و لا شجر و لا حيوان الا قال مكانه: أشهد أن لا اله الله و أن محمدا عبده و رسوله، و قلت أنا ايضا: أشهد أن أهلي و أقرب الخلق مني، لحمه من لحمي و دمه من دمي و روحه من روحي، و هو الوزير مني في حياتي و الخليفة بعد وفاتي، كما كان هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدي، فاسمع له و أطع فانه علي الحق، ثم سماه عبدالله [5] .

6- عنه باسناده عن الحسين بن علي عليهماالسلام أنه قال: وجد لوح تحت حائط مدينة من المداين فيه مكتوب: أنا الله لا اله الا أنا و محمد نبيي، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ و عجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن؟ و عجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب [6] .

7- قال ابن شعبة سئل الحسين بن علي عن المجرة و عن سبعة أشياء خلقها الله، لم تخلق في رحم؟ فضحك الحسين عليه السلام فقال له: ما أضحكك؟ قال عليه السلام: لأنك سألتني عن أشياء ما هي من منتهي العلم الا كالقذي في عرض البحر، أما المجرة فهي قوس الله. و سبعة أشياء لم تخلق في رحم فأولها آدم ثم حوا و الغراب و كبش ابراهيم عليه السلام و ناقة الله و عصا موسي عليه السلام و الطير الذي خلقه عيسي بن مريم عليه السلام، ثم سأله عن أرزاق العباد فقال عليه السلام: أرزاق العباد في السماء الرابعة ينزلها الله بقدر و يبسطها بقدر.

ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين تجتمع؟ قال: تجتمع تحت صخرة بيت المقدس


ليلة الجمعة و هو عرش الله الأدني منها بسط الأرض و اليها يطويها و منها استوي الي السماء و أما أرواح الفكار فتجتمع في دار الدنيا في حضر موت و راء مدينة اليمن، ثم يبعث الله نارا من المشرق و نارا من المغرب بينهما ريحان فيحشر ان الناس الي تلك الصخرة في بيت المقدس فتحبس في يمين الصخرة و تزلف الجنة للمتقين و جهنم في يسار الصخرة في تخوم الأرضين و فيها الفلق و السجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن و جبت له الجنة دخلها من عند الصخرة و من وجبت له النار دخلها من عند الصخرة [7] .

8- عنه قال عليه السلام: لرجل اغتاب عنده رجلا: يا هذا كف عن الغيبة فانها أدام كلاب النار. [8] .

9- عنه قال له رجل: ان المعروف اذا أسدي الي غير أهله ضاع فقال الحسين عليه السلام: ليس كذلك، و لكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر و الفاجر [9] .

10- عنه قال عليه السلام: ما أخذ الله طاقة أحد الا وضع عنه طاعته، و لا أخذ قدرته الا وضع عنه كلفته [10] .

11- عنه قال عليه السلام: ان قوما عبدو الله رغبة فتلك عبادة التجار، و ان قوما عبدو الله رهبة فتلك عبادة العبيد، و ان قوما عبدوالله شكرا فتلك عبادة الأحرار و هي أفضل العبادة. [11] .

12- عنه قال له رجل ابتداءا: كيف أنت عافاك الله؟ فقال عليه السلام: له السلام قبل الكلام عافاك الله، ثم قال عليه السلام: لا تأذنوا لأحد حتي يسلم [12] .

13- عنه قال عليه السلام: الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم،


و يسلبه الشكر [13] .

14- عنه، كتب الي عبدالله بن العباس حين سيره عبدالله بن الزبير الي اليمن: أما بعد، بلغني أن ابن الزبير سيرك الي الطائف فرفع الله لك بذلك ذكرا و حط بك عنك وزرا و انما يبتلي الصالحون و لو لم توجر الا فيما تحب لقل الأجر، عزم الله لنا و لك بالصبر عند البلوي و الشكر عند النعمي و لا أشمت بنا و لا بك عدوا حاسدا أبدا والسلام [14] .

15- عنه، أتاه رجل فسأله فقال عليه السلام: ان المسألة لا تصلح الا في غرم فادح، او فقر مدقع، أو حمالة مفظعة، فقال الرجل، ما جئت الا في احداهن، فأمر له بمائة دينار [15] .

16- عنه قال لابنه علي بن الحسين عليهماالسلام: أي بني، اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله جل و عز [16] .

17- عنه سأله رجل عن معني قول الله: «و أما بنعمة ربك فحدث» قال عليه السلام: أمره أن يحدث بما أنعم الله به عليه في دينه. [17] .

18- عند جائه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال عليه السلام، يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة و ارفع حاجتك في رقعة فاني آت فيها ما سارك ان شاء الله، فكتب: يا أباعبدالله ان لفلان علي خمسمائة دينار و قد ألح بي فكلمه ينظرني الي ميسرة. فلما قرأ الحسين عليه السلام: الرقعة دخل الي منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار، أما خمسمائة فاقض بها دينك، و أما خمسمائة فاستعن بها علي دهرك، ولا ترفع حاجتك الا الي أحد ثلاثة، الي ذي دين، أو مروة أو حسب، فأما ذوالدين فيصون دينه، و أما ذوالمرة فانه يستحيي لمروته، و


أما ذوالحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذل له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك [18] .

19- عنه قال عليه السلام: الاخوان أربعة: فأخ لك و له، و أخ لك، و أخ عليك، و أخ لا لك و لا له، فسئل عن معني ذلك؟ فقال عليه السلام: ألاخ الذي هو لك و له فهو الأخ الذي يطلب باخائه بقاء الاخاء و لا يطلب باخائه موت الاخاء فهذا لك و له لأنه اذا تم الاخاء طابت حياتهما جميعا، و اذا دخل الاخاء في حال التناقض بطل جميعا.

الأخ الذي هو لك فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع الي حال الرغبة فلم يطمع في الدنيا اذا رغب في الاخاء، فهذا موفر عليك بكليته. و الأخ الذي هو عليك فهو الأخ الذي يتربص بك الدوائر و يفش السرائر و يكذب عليك بين العشائر و ينظر في وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد، والاخ الذي لا لك و لا له فهو الذي قد ملأه الله حمقا فأبعده سحقا فتراه يؤثر نفسه عليك و يطلب شح ما لديك. [19] .

20- قال عليه السلام: من دلائل علامات القبول: الجلوس الي أهل العقول: و من علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر، و من دلائل العالم انتقاده لحديثه و علمه بحقائق فتون النظر [20] .

21- عنه قال عليه السلام: ان المؤمن اتخذ الله عصمته و قوله مرآته، فمرة ينظر في نعت المؤمنين، و تارة ينظر في وصف المتجبرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف و من فطنته في يقين، و من قدسه علي تمكين [21] .

22- عنه قال عليه السلام: اياك و ما تعتذر منه، فأن المؤمن لا يسي ء و لا يعتذر، و


المنافق كل يوم يسيي ء و يعتذر [22] .

23- عنه قال عليه السلام: للسلام سبعون حسنة تسع و ستون للمبتدي و واحدة للراد [23] .

24- عنه قال عليه السلام: البخيل من بخل بالسلام [24] .

25- عنه قال عليه السلام: من حاول امرءا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو، و أسرع لما يحذره [25] .

26- المفيد باسناده قال: حدثنا عبدالرحمان بن ابراهيم، قال: حدثنا الحسين ابن مهران قال: حدثني الحسين بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: جاء رجل من اليهود الي النبي صلي الله عليه و اله فقال: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله و انه يوحي اليك، كما أوحي الي موسي بن عمران؟ قال: نعم أنا سيد ولد آدم و لا فخر، أنا خاتم النبيين و امام المتقين و رسول رب العالمين.

فقل: يا محمد الي العرب أرسلت أم الي العجم أم الينا؟ قال: رسول الله صلي الله عليه و اله: اني رسول الله الي الناس كافة، فقال: أني أسالك عن عشر كلمات أعطاها الله موسي في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها الا نبي مرسل أو ملك مقرب. فقال النبي صلي الله عليه و آله: سل عما بدالك، فقال: يا محمد أخبرني عن الكمات التي اختارها الله لابراهيم عليه السلام: حين بني هذا البيت؟

فقال النبي صلي الله عليه و آله: نعم سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا و الله اكبر. فقال: يا محمد لأي شي بني ابراهيم عليه السلام الكعبة مربعا؟ قال: لأن الكلمات أربعة قال: فلأي شي ء سميت الكعبة كعبة؟ قال: لأنها وسط الدنيا قال: فأخبرني عن تفسير سبحان


الله و الحمدلله و لا اله الا الله و الله اكبر؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: علم الله ان ابن آدم و الجن يكذبون علي الله تعالي، فقال: «سبحان الله» يعني بري مما يقولون؛ و أما قوله: «الحمدلله» علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته فحمد، نفسه عزوجل قبل أن يحمده الخلائق، و هي أول الكلام لولا ذلك لما أنعم الله علي أحد بالنعمة.

أما قوله: «لا اله الا الله» و هي وحدانيته لايقبل الله الأعمال الا به و لا يدخل الجنة أحد الا به و هي كلمة التقوي سميت التقوي لما تثقل بالميزان يوم القيامة، و أما قوله: «الله اكبر» فهي كلمة ليس أعلاها كلام و أحبها الي الله يعني ليس أكبر منه لأنه يستفتح الصلوات به لكرامته علي الله و هو اسم من أسماء الله الأكبر، فقال: صدقت يا محمد، ما جزاء قائلها؟

قال: اذا قال العبد: «سبحان الله» سبح كل شي ء معه مادون العرش فيعطي قائلها عشر امثلها؛ و اذا قال: «الحمدلله» أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتي يلقاه بنعيم آلاخرة و هي الكلمة التي يقولها أهل الجنة اذا ادخلوها، و الكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد و ذلك قولهم: «تحيتهم فيها سلام و آخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين» و أما ثواب «لا اله الا الله» فالجنة و ذلك قوله: «هل جزاء الاحسان الا الاحسان» و أما قوله: «الله اكبر» فهي أكبر درجات في الجنة و أعلاها منزلة عندالله فقال اليهودي: صدقت يا محمد أديت واحدة، تأذن لي أن أسألك الثانية؟

فقال: النبي صلي الله عليه و اله: سلني ما شئت - و جبرئيل عن يمين النبي صلي الله عليه و اله و ميكائيل عن يساره يلقناه - فقال اليهودي: لأي شي سميت محمدا و أحمد و أباالقاسم و بشيرا و نذيرا و داعيا؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: أما محمد فاني محمود في السماء: و أما أحمد فأني محمود في الأرض، و أما أبوالقاسم فان الله تبارك و تعالي يقسم يوم القيامة قسمة النار بمن كفر بي أو يكذبني من الاولين و آلاخرين، و أما الداعي فاني أدعوا الناس الي دين ربي الي الاسلام؛ و أما النذير فاني أنذر بالنار من عصاني؛ و أما


البشير فأني أبشر بالجنة من أطاعني.

قال:صدقت يا محمد، فأخبرني عن الثالث لأي شي وقت الله هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت علي امتك في ساعت الليل و النهار؟

فقال النبي صلي الله عليه وآله: ان الشمس اذا بلغ عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فاذا دخل فيها زالت الشمس فسبحت كل شي ء مادون العرش لربي و هي الساعة التي يصلي علي ربي، فافترض الله علي و علي أمتي فيه الصلاة اذ قال: «أقم الصلوة لدلوك الشمس» و هي الساعة التي تؤتي بجهنم يوم القيامة فما من مؤمن يوافق في تلك الساعة ساجدا أو راكعا أو قائما في صلاته الا حرم الله جسده علي النار.

أما صلاة العصر فيه الساعة التي أكل آدم عليه السلام من الشجرة و نقص علي الجنة فأمر الله لذريته الي يوم القيامة بهذه الصلاة و اختارها و افترضها فهي من أحب الصلوت الي الله عزوجل، فاوصاني ربي أن أحفظها من بين الصلوات كلها قال: «حافظوا علي الصلوات و الصلاة الوسطي» فهي صلاة العصر.

أما صلاة العشاء فهي الساعة التي تاب الله علي آدم عليه السلام فكان ما بين ما أكل من الشجرة و بين ما تاب ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا و في أيام الاخرة يوم كألف سنة مما تعدون، فصلي آدم صلوات الله عليه ثالث ركعات ركعة لخطيئته و ركعة لخطيئة حوا و ركعة لتوبته، فتاب الله و فرض الله علي أمتي هذه الثلاث ركعات، و هي الساعة التي يستجاب فيها الدعوة و وعدني ربي أن لا يخيب من سأله حيث قال: «فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون».

أما صلاة العتمة فان القبر ظلمة و ليوم القيامة ظلمة أمر الله لي و لامتي بهذا الصلاة، و ما من قدم مشيت الي صلاة العتمة الا حرم الله عليه قعور النار و ينور الله قبره و يعطي يوم القيامة نورا تجاوز به الصراط و هي الصلاة التي اختارها للمرسلين قبلي.


أما صلاة الفجر فان الشمس اذا طلعت تطلع من قرن الشيطان فأمر الله لي أن أصلي الفجر قبل طلوع الشمس و قبل أن يسجد الكفار لها يسجدون امتي لله و سرعتها احب الي الله و هي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل و ملائكة النهار، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الرابع، لأي شي ء أمر الله غسل هذه الأريع جوارح و هي أنظف المواضع في الجسد؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: لما أن وسوس الشيطان فدني آدم الي الشجرة فنظر اليها ذهب بماء وجهه ثم قام فهي أول قدم مشيت الي الخطيئة، ثم تناولها، ثم شقها فأكل منها فلما أن أكل منها طارت منه الحلل و النور من جسده و وضع آدم يده علي رأسه و بكي، فلما أن تاب الله علي آدم افترض الله عليه و علي ذريته اغتسال هذه الأربع جوارح، و أمر أن يغسل الوجه لما نظر آدم الي الشجرة، و أمر أن يغسل الساعدين الي المرافق لما مديديه الي الخطيئة، و أمر أن يمسح الرأس لما وضع يده علي أم رأسه، و أمر أن يمسح القدم بما مشيت الي الخطيئة، ثم سنت علي امتي المضمضة و الاستنشاق و المضمضة تنقي القلب من الحرام و الاستنشاق يحرم رائحة النار. فقال: صدقت يا محمد، ما جزاء من توضأ كما أمرت؟

قال: أول ما يمس الماء يتباعد عنه الشيطان و اذا مضمض نور الله لسانه و قلبه بالحكمة و اذا استنشق آمنه الله من فتن القبر و من فتن النار، فاذا غسل وجهه بيض الله و وجهه يوم تسود الوجوه، و اذا غسل ساعديه حرم الله عليه غلول النار، و اذا مسح رأسه مسح الله سيئاته، و اذا مسح قدميه جاوزه الله علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الخامس بأي شي ء أمر الله الاغتسال من النطفة و لم يأمر من البول و الغائط و النطفة أنظف من البول و الغائط؟

فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: لأن آدم لما أكل من الشجرة تحول ذلك في عروقه شعره و بشره و اذا جامع الرجل المرأة خرجت النطفة من كل عرق و شعر فأوجب


الله الغسل علي ذرية آدم الي يوم القيامة، و البول و الغائط لا يخرج الا من فضل ما يأكل و يشرب الانسان كفي به الوضوء. فقال اليهودي: ما جزاء من اغتسل من الحلال؟

قال: بني الله له بكل قطرة من ذلك الماء قصرا في الجنة و هو شي ء بين الله و بين عباده من الجنابة، فقال الهيودي: يا محمد، فأخبرني عن السادس عن ثمانية أشياء في التوراة مكتوبة أمر الله بني اسرايئل أن يعبدونه بعد موسي.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: انشدك الله ان أخبرتك أن تقربه؟ فقال اليهودي: بلي يا محمد، فقال النبي صلي الله عليه و آله ان أول ما في التوراة مكتوب: محمد رسول الله و هي مما أساطه ثم صار قائما: ثم تلا هذه الآية «يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل» «و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد» و أما الثاني و الثالث و الرابع فعلي و فاطمة و سبطيهما و هي سيدة نساء العاملين، في التوراة «ابليا و شبرا و شبيرا و هليون» يعني فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام.

قال النبي صلي الله عليه و اله: أما فضل علي النبيين فما من نبي الا دعا علي قومه و أنا ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، و أما فضل عشيرتي و أهل بيتي و ذريتي كفضل الماء علي كل شي ء، بالماء يبقي كل و يحيي، كما قال ربي تبارك و تعالي: «و جعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون» و محبة أهل بيتي و عشيرتي و ذريتي يستكمل الدين، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن السابع ما فضل الرجال علي النساء؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: كفضل اسماء علي الأرض و كفضل الماء علي الأرض، بالماء يحيي كل شي ء و بالرجال يحيي النساء لو لا الرجال ما خلق الله النساء و ما مرأة تدخل الجنة الا بفضل الرجال، قال الله تبارك و تعالي «الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض» فقال: يا محمد لأي شي ء هذا هكذا؟


فقال النبي صلي الله عليه و اله خلق آدم صلوات الله عليه من طين و من صلبه و نفسه خلق النساء و أول من أطاع النساء آدم صلوات الله عليه فأنزل من الجنة و قد بين الله فضل الرجال علي النساء في الدنيا، ألا تري النساء كيف، يحضن فلا يمكنهن العبادة من القذارة و الرجال لا يصيبهم ذلك. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الثامن لأي شي ء افترض الله صوما علي امتك ثلاثين يوما و افترض علي سائر الامم أكثر من ذلك؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: ان آدم صلوات الله عليها لما أن أكل من الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين يوما فافترض علي ذريته ثلاثين يوما الجوع و العطش و ما يأكلونه بالليل فهو تفضل من الله علي خلقه و كذلك كان لآدم صلوات الله عليه ثلاثين يوما كما علي أمتي، ثم تلا هذه الآية «كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون» قال: صدقت يا محمد فما جزاء من صامها؟

فقال النبي صلي الله عليه و آله: ما من مؤمن يصوم يوما من شهر رمضان حاسبا محتسبا الا أوجب الله تعالي له سبع خصال أول الخصلة يذوب الحرام من جسده و الثاني يتقرب الي رحمة الله و الثالث يكفر خطيئته ألا تعلم أن الكفارات في الصوم يكفر و الرابع يهون عليه سكرات الموت، و الخامس آمنه الله من الجوع و العطش يوم القيامة و السادس براءة من النار و السابع أطعمه الله من طيبات الجنة. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن التاسع، لأي شي ء أمر الله الوقوف بعرفات بعد العصر؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: لأن بعد العصر ساعة عصي آدم صلوات الله عليه ربه فافترض الله علي امتي الوقوف والتضرع و الدعاء في أحب المواضع الي الله و هو موضع عرفات و تكفل بالاجابة و الساعة التي ينصرف و هي الساعة التي تلقي آدم صلوات الله من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم، قال: صدقت يا محمد،


فما ثواب من قام بها و دعا و تضرع اليه؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: والذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا ان الله تبارك و تعالي في السماء سبعة أبواب. باب التوبة، و باب الرحمة، و باب التفضل، و باب الاحسان، و باب الجود، و باب الكرم، و باب العفو لا يجتمع أحد الا يستأهل من هذه الأبواب و أخذ من الله هذه الخصال فان لله تبارك و تعالي مائة ألف ملك مع كل ملك مائة و عشرون ألف ملك و لله مائة رحمة ينزلها علي أهل عرفات فاذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات فاذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنه أوجب لهم الجنة و ينادي منادا نصرفوا مغفورا لكم فقد أرضيتموني و رضيت لكم. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن العاشر تسعة خصال أعطاك الله من بين النبيين و أعطي امتك من بين الامم؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: فاتحة الكتاب، و الأذان، والاقامة، و الجماعة في مساجد المسلمين، و يوم الجمعة، و الاجهار في ثلاث صلوات و الرخصة لامتي عند الأمراض و السفر و الصلاة علي الجنائز و الشفاعة في أصحاب الكبائر من امتي. قال: صدقت يا محمد، فما ثواب من قرأ فاتحة الكتاب؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله من الأجر بعدد كل كتب أنزل من السماء قرأها و ثوابها، و أما الأذان فيحشر مؤذن امتي مع النبيين و الصديقين و الشهداء، و أما الجماعة فان صفوف امتي كصفوف الملائكة في السماء الرابعة والركعة في الجماعة أربعة وعشرون ركعة كل ركعة أحب الي الله من عبادة أربعين سنة، و أما يوم الجمعة فهو يوم جمع الله فيه الأولين و الآخرين يوم الحساب، ما من مؤمن مشي بقدميه الي الجمعة الا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة بعد ما يخطب الامام و هي ساعة يرحم الله في المؤمنين و المؤمنات.

أما الاجهار فما من مؤمن يغسل ميتا الا يتباعد عنه لهب النار و يوسع عليه


الصراط بقدر ما يبلغ الصوت و يعطي نورا حتي يوافي الجنة، و أما الرخصة فان الله يخفف أهوال القيامة علي من رخص من امتي كما رخص الله في القرآن، و أما الصلاة علي الجنائز فما من مؤمن يصلي علي جنازة الا يكون شافعا او مشفعا، و أما شفاعتي في أصحاب الكبائر من امتي ما خلا الشرك و المظالم، قال: صدقت يا محمد، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أنك خاتم النبيين و امام المتقين و رسول رب العالمين.

ثم أخرج و رقا أبيض من كمه مكتوب عليه جميع ما قال النبي صلي الله عليه و اله حقا، فقال: يا رسول الله و الذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها الا من الألواح الذي كتب الله لموسي بن عمران و قد قرأت في التوراة مائة ألف آية فما من آية قرأتها الا وجدتك مكتوبا فيها و قد قرأت في التوراة فضيلتك حتي شككت فيها، يا محمد فقد كنت أمحي اسمك في التوراة أربعين سنة فكلما محوت وجدت اسمك مكتوبا فيها و لقد قرأت في التوراة هذه المسائل لا يخرجها غيرك و ان ساعة ترد جواب هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك و ميكائيل عن يسارك، فقال النبي صلي الله عليه و اله: جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري [26] .

27- الشيح الجليل المفيد أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي، قال حدثنا أبوالحسين عي بن مهرويه القزويني سنة اثني وثلثمائة حدثنا داود بن سليمان الغاري قال: قال حدثنا الرضا علي بن موسي عن أبيه العبد الصالح موسي بن جعفر، عن أبي الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن أبيه زين العابدين بن الحسين عن أبيه الشهيد الحسين بن علي عن أبيه أميرالمؤمين علي بن ابي طالب قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: أفضل الأعمال عند الله ايمان لا شك فيه و غز و لا غلول فيه و حج مبرور و


أول من يدخل الجنة عبد مملوك أحسن عبادة ربه و نصح لسيده و رجل عفيف ذو عبادة [27] .

28- عنه أخبرني أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي، قال: حدثنا علي بن مهروية القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال حدثنا الرضا علي بن موسي، قال حدثنا أبي موسي بن جعفر، قال: حدثني ابي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال حدثني أبي الحسين ابن علي، قال حدثني أبي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ثلاثة أخافهن علي أمتي الضلالة بعد المعرفة، و مضلات الفتن، و شهوة الفرج و البطن [28] .

29- الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان، قال حدثنا أبوبكر محمد بن عمر الجعابي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الرضا علي بن موسي عليه السلام قال حدثني أبي العبد الصالح موسي بن جعفر، قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي الباقر محمد بن علي، قال حدثني أبي زين العابدين علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي الشهيد قال حدثني أبي أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من أدي فريضة فله عندالله دعوة مستجابة [29] .

30- عنه أخبرني أبوبكر عمر بن محمد الجعابي، قال حدثنا أبوعبدالله الحسين بن علي المالكي: قال: حدثنا أبوالصلت الهروي، قال حدثنا الرضا علي بن موسي بن جعفر،: عن أبيه موسي بن جعفر،: عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه عن الحسين بن علي الشهيد عن أبيه أميرالمؤمنين


علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله،: الايمان قول مقول و عمل معمول و عرفان القبول، قال أبوصلت فحدثت بهذا الحديث في مجلس أحمد بن حنبل، فقال لي أحمد يا أباالصلت لو قرأ بهذا الاسناد علي المجانين لأفاقوا [30] .

31- عنه أخبرني أبوعمرو عثمان بن أحمدالدقاق اجازة، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك، قال حدثنا أحمد بن يحيي الأودي، قال حدثنا مخول بن ابراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة الا بوأه الله بها في الجنة حقبا قال أحمد بن يحيي الأودي فرأيت الحسين بن علي عليهماالسلام في المنام فقلت حدثني مخول عن ابراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عنك انك قلت ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة الا بوأه الله بها في الجنة حقبا قال نعم قلت سقط الاسناد بيني و بينك. [31] .

32- الطوسي باسناده أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال: أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي، قال: حدثنا محمد بن فضيل بن عروان الضبي قال: حدثنا غالب الجهني عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله لما اسري بي الي السماء ثم من السماء الي السماء ثم الي سدرة المنتهي أو قفت بين يدي ربي عزوجل.

فقال لي: يا محمد فقلت: لبيك ربي و سعديك قال: قد بلوت خلفي فأيهم وجدت أطوع لك؟ قال: قلت رب عليا. قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة، يودي عنك و يعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون؟ قال: قلت اختر لي فأن


خيرتك خيرلي، قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا فاني قد نحلته علمي و حلمي و هو أميرالمؤمنين حقا، لم يقلها أحد قبله و لا أحد بعده.

يا محمد علي راية الهدي و امام من أطاعني و نور أوليائي، و هو الكلمة التي الزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: رب فقد بشرته فقال علي: أنا عبدالله و في قبضته ان يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا و ان يتم لي ما وعدني فالله أولي بي، فقال: اللهم أجل قلبه و اجعل ربيعه الايمان بك، قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشي ء من البلاء لم أختص به أحد من أوليائي، قال: قلت رب أخي و صاحبي. قال: انه قد سبق في علمي أنه مبتلي و مبتلي به، لو لا علي لم يعرف حزبي و لا أوليائي و لا أولياء رسلي [32] .

33- الشيخ أبوعلي قال: حدثني والدي قال: أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسي عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي ابن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلي الله عليه واله لعلي: يا علي انك أعطيت ثلاثة ما لم أعط أنا. قلت: يا رسول الله ما أعطيت؟ فقال: أعطيت صهرا مثلي و لم أعط، و أعطيت زوجتك فاطمة و لم أعط، و أعطيت مثل الحسن و الحسين و لم أعط [33] .

34- عنه باسناده أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد بن علي الحسيني، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسي، قال: حدثنا عبيدالله بن علي قال: حدثني علي بن موسي، عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي عليهم السلام قال:قال رسول الله صلي الله عليه و اله: يا علي ان فيك مثلا من عيسي بن مريم أحبه قوم


فأفر طوافي حبه فهلكوا فيه، و أبغضه قوم فأفر طوافي بغضه فهلكوا فيه، و اقتصد فيه قوم فنجوا [34] .

35- عنه باسناده أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثني علي بن محمد القزويني قال: حدثني داود بن سليمان الغازي قال: حدثني علي بن موسي، عن أبيه عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: يا علي انك سيد المسلمين، و امام المتقين، و قائد الغر المحجلين، و يعسوب المؤمنين [35] .

36- عنه باسناه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثني علي بن موسي، عن أبيه عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة: قال: فقام اليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي و أمي أنت و من؟

قال: أنا علي دابة الله البراق:، و أخي صالح علي ناقة الله التي عقرت، و عمي حمزة علي ناقتي العضباء، و أخي علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق من الجنة و بيده لواء الحمد واقف بين يدي العرش ينادي «لا اله الا الله محمد رسول الله» قال: فيقول الآدميون ما هذا الا ملك مقرب او نبي مرسل، أو حامل عرش رب العالمين؟ قال: فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش معاشر الآدميين ما هذا ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا و لا حامل عرش هذا الصديق الأكبر، هذا علي بن أبي طالب عليه السلام، قال ابن عقدة، أخبرني عبدالله بن أحمد بن عامر في كتابه قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن موسي بهذا [36] .


37- عنه أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن جعفر أبوالعباس القرشي الرزاز، بالكوفة قال: حدثني جدي محمد بن عيسي أبوجعفر القمي قال: حدثنا محمد بن فضيل الصيرفي قال: حدثنا علي بن موسي الرضا عليه السلام، قال: حدثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدثني ابي جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: قال: قال رجل للنبي صلي الله عليه و اله: يا رسول الله علمني عملا لا يحال بينه و يبن الجنة، قال لا لا تغضب و لا تسأل الناس شيئا و ارض للناس ما ترضي.

فقال: يا رسول الله زدني، قال: اذا صليت العصر فاستغفر الله سبعا و سبعين مرة يحط عنك عمل سبع و سبعين سنة. قال: مالي سبع و سبعون سنة، فقال له رسول الله اعملها لك و لأبيك. قال: مالي و لأبي سبع و سبعون سنة. فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله اجعلها لك و لأبيك و لأمك. قال: يا رسول الله مالي و لأبي و لأمي سبع و سبعون سنة. قال له رسول الله صلي الله عليه و اله اجعلها لك و لأبيك و لامك و لقرابتك. [37] .

38- عنه أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني أبومحمد الحسن بن علي بن سهل العاقولي، قال: حدثنا موسي بن عمر بن يزيد الكوفي الصيقل قال: حدثنا معمر بن خلاد قال: حدثنا علي بن موسي الرضا عليه السلام، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: جاء أبوايوب الانصاري و اسمه خالد بن زيد الي رسول الله فقال: يا رسول الله عليك السلام أوصني و أقلل لعلي أن أحفظ.

قال: اوصيك بخمس: باليأس عما في أيدي الناس فانه الغني، و اياك و الطمع فانه الفقر الحاضر، و صل صلاة مودع، واياك و ما تعتذر منه، و أحب لأخيك ما تحب


لنفسك [38] .

39- الشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي قدس الله روحه، قال: أخبرنا جماعة أبي المفضل قال: حدثني أبوعلي أحمد بن علي بن مهدي صدقة البرقي أملاه علي املاء امن كتابه قال: حدثنا الرضا أبوالحسن علي بن موسي قال: حدثني أبي موسي بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين ابن علي عليهم السلام قال: لما اتي أبوبكر و عمر الي منزل أميرالمؤمنين عليه السلام و خاطباه في البيعة و خرجا من عنده خرج أميرالمؤمنين عليه السلام الي المسجد فحمدالله و أثني عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت اذ بعث فيهم رسولا منهم و أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

ثم قال: ان فلانا و فلانا أتياني و طالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عم النبي و أو ابنيه و الصديق الأكبر و أخو رسول الله صلي الله عليه و آله لا يقولها أحد غيري الا كاذب، و أسلمت و صليت، و أنا وصيه و زوج ابنته سيدة نساء العالمين، فاطمة بنت محمد و أبوحسن و حسين سبطي رسول الله صلي الله عليه و اله، و نحن أهل بيت الرحمة، بنا هداكم الله و بنا استنقذكم من الضلالة، و أنا صاحب يوم الدوح، و في نزلت سورة من القرآن، و أنا الوصي علي الأموات من أهل بيته صلي الله عليه و آله، و أنا بقية علي الأحياء من أمته فاتقوالله يثبت أقدامكم و يتم نعمته عليكم. ثم رجع عليه السلام الي بيته [39] .

40- عنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر ابن محمد بن الحسن الحسيني رحمه الله في رجب سنه سبع و ثلاثمائة قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: حدثني الرضا علي بن موسي،: عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر، عن أبيه،


محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله: يقول: طلب العلم فريضة علي كل مسلم.

فاطلبوا العم من مظانه و اقتبسوه من أهله، فان تعليمه لله حسنة و طلبه عبادة و المذاكرة فيه تسبيح و العمل به جهاد و تعليمه من لا يعلمه صدقة و بذله لأهله قربة الي الله تعالي، لأنه مالم الحلال و الحرام و منار سبيل الجنة المؤنس في الوحشة و الصاحب في الغربة و الوحدة و المحدث في الخلوة و الدليل علي السراء و الضراء و السلاح علي الأعداء و الزين عند الاخلاء، يرفع الله به أقواما و يجعلهم في الخير [40] .

41- عنه باسناده عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي ابن أبي طالب عليهم السلام في قول الله عزوجل: «هل جزاء الاحسان الا الاحسان» فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد الا الجنة [41] .

42- عنه أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن بن جعفر بن حسن بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في رجب سنة سبع و ثلاثمائة قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام منذ خمس و سبعين سنة، قال قال: حدثنا الرضا علي بن موسي قال: حدثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عيلهم السلام قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: التوحيد ثمن الجنة، و الحمدلله و


فاء شكر كل نعمة، و خشية الله مفتاح كل حكمة، و الاخلاص ملاك كل طاعة [42] .

43- عنه أخبرنا جماعة عن ابي المفضل قال: حدثنا أبوالحسن علي بن الحسين بن حمزة بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: حدثنا عمي علي بن حمزة قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ما اختلج عرق و لا عثرت قدم الا بما قدمت أيديكم، و ما يعفو الله عزوجل عنه أكثر [43] .

44- عنه أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه الصامغاني بقزوين قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا علي بن موسي الرضا قال: حدثنا أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يقول الله عزوجل: ابن آدم ما تنصفني، اتحبب اليك بالنعم وتمقت الي بالمعاصي، خيري اليك منزل و شرك الي صاعد، ولا يزال ملك كريم يعرج الي عنك في كل يوم و ليلة بعمل قبيح، ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تدري من الموصوف لسارعت الي مقته [44] .

45- عنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: أخبرنا رجاء بن يحيي بن سامان العبرتائي الكاتب قال: حدثنا هارون بن مسلم أن سعدان الكاتب بسر من رأي سنة أربعين و مائتين قال: حدثنا مسعدة بن صدقة العبدي قال: سمعت أباعبداله جعفر بن محمد عليهماالسلام يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: المجالس بالأمانة، و لا يحل لمؤمن ان يأثر عن مؤمن - أو قال


عن أخيه المؤمن قبيحا [45] .

46- عنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رياح الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا ابراهيم ابن محمد بن الرواس الخثعمي قال: حدثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد الواسطي قال: ابراهيم بن محمد لقيت أباخالد عمرو بن خالد، حدثني زيد بن علي عن أبيه، عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

قال: كنت عند رسول الله صلي الله عليه و اله: في مرضه الذي قبض فيه، فكان رأسه في حجري والعباس يذب عن وجه رسول الله صلي الله عليه و آله: فأغمي عليه اغماءة ثم فتح عينيه فقال: يا عباس يا عم رسول الله اقبل وصيتي و اضمن ديني و عدائي، فقال: يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة وليس في ماله وفاء لدينك و عداتك، فقال النبي صلي الله عليه و آله ذلك ثلاثا يعيده عليه و العباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة.

فقال النبي صلي الله عليه و اله: لأقولنها لمن يقبلها و لا يقول يا عباس مثل مقالتك. قال: فقال يا علي اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي. قال: فخنقتني العبرة و ارتج جسدي و نظرت الي رأس رسول الله صلي الله عليه و اله يذهب و يجي ء في حجري، فقطرات دموعي علي وجهه و لم أقدر أن أجيبه ثم ثني فقال: يا علي اقبل وصيتي واضمن ديني و عداتي، قال: قلت نعم بأبي و امي. قال: أجلسني فأجلسته، فكان ظهره في صدري، فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و خليفتي في أهلي.

ثم قال: يا بلال هلم سيفي و درعي و بغلتي و سرجها و لجامها و منطقتي التي أشدها علي درعي، فجاء بلال بهذه الاشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: قم يا علي فاقبض. قال: فقمت و قام العباس فجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك فقال: انطلق به الي منزلك، فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله


صلي الله عليه و آله، فنظر الي ثم عمد الي خاتمه فنزعه ثم دفعه الي فقال: هاك يا علي هذا في الدنيا و الآخرة، و البيت غاص من بني هاشم و المسلمين.

قال: يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا و لا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قم من مكان علي. فقال: تقيم الشيخ و تجلس الغلام، فأعادها عليه ثلاث مرات، فقام العباس فنهض مغضبا و جلست مكاني، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا عباس عم رسول الله لا أخرج من الدنيا و أنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار، فرجع فجلس [46] .

47- عنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبوأحمد عبيدالله ابن حسين بن أميرالمؤمنين [47] علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثنا أبواسماعيل ابراهيم ابن أحمد بن ابراهيم العلوي الحسين قال: حدثني عمي الحسن بن ابراهيم، قال: حدثني أبي أبراهيم بن اسماعيل عن أبيه اسماعيل عن أبيه ابراهيم بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: من أعطي أربع خصال في الدنيا فقد عطي خير الدنيا و الآخرة و فاز بحطه منها: ورع يعصمه عن محارم الله، و حسن خلق ييعيش به في الناس، و حلم يدفع به جهل الجاهل، و زوجة صالحة تعينه، علي أمر الدنيا و الاخرة [48] .

48- عنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن محبوب بن بنت الأشج الكندي بأسوان قال: حدثنا محمد بن عيسي بن هشام الناشري الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدثنا عاصم بن حميد الحناط، عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي عليهماالسلام، عن آبائه عليهم السلام.


قال عاصم: و حدثيي أبوحمزة عن عبدالله بن الحسن بن الحسين، عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ثلاث خصال من كن فبه استكمل خصال الايمان: الذي اذا رضي لم يدخله، رضاه في باطل، و اذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق و اذا قدر لم يتعاط ما ليس له [49] .

49- الفتال قال رسول الله صلي الله عليه و اله لحسين بن علي عليهماالسلام اعمل بفرايض الله تكن أتقي الناس و ارض بقسم الله تكن أغني الناس و كف عن محارم الله تكن أورع الناس، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما [50] .

50- عنه روي أن رجلا كتب الي الحسين بن علي عليهماالسلام يا سيدي أخبرني بخير الدنيا و الآخرة فكتب اليه بسم الله الرحمن الرحيم فانه من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، و من طلب أمور الناس بسخط الله و كله الله الي الناس و السلام [51] .

51- عنه روي انه سئل الحسين بن علي عليهم السلام، فقيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله قال أصبحت ولي رب فوقي و النار أمامي و الموت يطلبني و الحساب محدق بي و انا مرتهن بعملي لا أجد ما أحب و لا أدفع ما أكره و الأمور بيد غيري فان شاء عذبني و ان شاء عفاعني فأي فقيرأ فقر مني [52] .

52- أبوجعفر الطبري الامامي باسناده عن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي قال: كان رسول الله صلي الله عليه و اله اذا عطس قال له علي عليه السلام رفع الله ذكرك و اذا عطس علي عليه السلام: قال النبي صلي الله عليه و اله: أعلي الله كعبك [53] .


53- عنه حدثنا أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: حدثني أبي، فقال حدثنا أحمد بن أدريس قال: حدثنا محمد بن عبدالغفار عن القاسم ابن محمد الرازي، عن علي بن محمد الهرمز داري، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، قال لما مرضت فاطمة بنت النبي صلي الله عليه و آله: وصت الي علي عليه السلام ان يكتم أمرها و يخفي خبرها و لا يؤذن أحدا بمرضها.

ففعل ذلك و كان يمرضها بنفسه و تعينه علي ذلك أسماء بنت عميس علي استسرار بذلك كما وصت به فلما حضرتها الوفاة وصت أميرالمؤمنين أن يتولي أمرها و يدفنها ليلا و يعفي قبرها فتولي ذلك أميرالمؤمنين و دفنها و عفي موضع قبرها، فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن فأرسل دموعه علي خديه و حول وجهه الي قبر رسول الله صلي الله عليه و اله فقال:

السلام عليك يا رسول الله مني والسلام عليك من ابنتك و حبيبتك و قره عينك و زائرتك و البائتة في الثري ببقعتك المختار الله لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري و ضعف عن سيدة النساء تجلدي الا أن في التأسي لي بسنتك و الحزن الذي حل بي لفراقك موضع تعزي ولقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك علي صدري و غمضتك بيدي و توليت أمرك بنفسي نعم و في كتاب الله أنعم القبول و انا لله و انا اليه راجعون.

قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و اختلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء يا رسول الله أما حزني فسرمد، و أما ليلي فمسهد لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا، والي الله أشكوا و ستنبئك ابنتك بتظاهر امتك علي و علي هضمها حقها فأستخبرها الحال فكم من غليل معلتج بصدرها لم نجد الي بثه سبيلا و ستقول ويحكم الله و هو خير الحاكمين.


سلام عليك يا رسول الله سلام مودع لا سأم و لا قال، فان أنصرف فلا عن ملالة و ان أقم فلا عن سوء ظن بما وعدالله الصابرين و الصبر أيمن و أجمل و لولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاما و التلبث عنده معكوفا و لا عولت اعوال الثكلي علي جليل الرزية فبعين الله تدفن ابنتك سرا و يهتضم حقها قهرا و تمنع جهرا و لم يطل العهد و لن يخلق منك الذكر فالي الله يا رسول الله المشتكي و فيك أجمل العزاء فصلوات الله عليها و عليك و رحمة الله و بركاته [54] .

54- الكراجكي، أخبرني شيخنا المفيد رضي الله عنه و نقلت من خطه قال: حدثني أبوحفص بن عمرو بن محمد بن علي المعروف بابن الزيات، قال حدثنا علي بن مهروية القزويني، قال حدثنا داود بن سليمان الغازي، فقال حدثنا الرضا علي بن موسي، قال حدثني أبي موسي بن جعفر، قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق، قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين، قال حدثني أبي الحسين بن علي الشهيد، قال حدثني أبي أميرالمؤمنين قال حدثني رسول الله صلي الله عليه و اله قال:

يقول الله عزوجل يابن آدم، ما أنصفتني، أتحبب اليك بالنعم، و تبغض الي بالمعاصي، خيري اليك نازل، و شرك الي صاعد، و في كل يوم يأتيني عنك ملك كريم بعمل غير صالح يا ابن آدم: لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تدري من الموصوف لسارعت الي مقته [55] .

55- عنه باسناده عن الامام الحسين عليه السلام انه قال لابن عباس: يا ابن عباس لا تكلمن فيما لا يعنيك فانني أخاف عليك فييه الوزر، و لا تكلمن فيما يعنيك حتي تري للكلام موضعا، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب و لاتمارين حليما و لا سفيها، فأن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، و لا تقولن في أخيك المؤمن اذا


تواري عنك الا مثل ما تحب أن يقول فيك اذا تواريت عنه، واعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالاجرام، مجري بالاحسان، والسلام [56] .

56- عنه بلغه عليه السلام كلام نافع بن جبير في معاوية قوله: انه كان يسكته الحلم، و ينطقه العم، فقال عليه السلام: بل كان ينطقه البطر و يسكته الحصر [57] .

57- قال ابن شهرآشوب: روي عن الحسين بن علي عليهاالسلام انه قال: صح عندي قول النبي عليه الصلوة و السلم أفضل الأعمال بعد الصلوة ادخال السرور في قلب المؤمن: بما لا اثم فيه فأني رأيت غلاما يواكل كلبا، فقلت له في ذلك فقال يابن رسول الله اني مغموم أطلب سرورا بسروره، لان صاحبي يهودي أريد أفارقه فأتي الحسين الي صاحبه بمأتي دينار ثمنا له.

فقال اليهودي: الغلام فدي لخطاك و هذا البستان له ورددت عليك المال، فقال عليه السلام: و أنا قد وهبت لك المال فقال قبلت المال و وهبته للغلام فقال الحسين عليه السلام اعتقت الغلام و وهبته له جميعا، فقالت امرأته قد أسلمت و وهبت زوجي مهري، فقال اليهودي و أنا أيضا اسلمت و أعطيتها هذه الدار [58] .

58- روي الاربلي باسناده قال: لما حضرت الحسن بن علي الوفاة كأنه جزع عند الموت، فقال له الحسين عليه السلام كأنه يعزيه - يا أخي ما هذا الجزع انك ترد علي رسول الله صلي الله عليه و اله، و علي عليه السلام و هما أبواك، و علي خديجة و فاطمة و هما أماك، و علي القاسم و الطاهر و هما خالاك، و علي حمزة و جعفر و هما عماك، فقال له الحسن: اي أخي اني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل فيه [59] .

59- روي الديلمي عن محمد بن عجلان قال: أصابتني فاقة شديدة و اضاقة، و لا صديق لمضيق، و لزمني دين ثقيل، و غريم ملح في افتضائه، فتوجهت


نحودار الحسن بن زيد - و هو يومئذ أمير المدينة - لمعرفة كانت بيني و بينه، و شعر بذلك من حالي محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين، و كانت بيني و بينه قديم معرفة، و لقيني في الطريق فأخذ بيدي و قل: قد بلغني ما أنت بسبيله، فمن تؤمل لكشف ما نزل بك؟ قلت: الحسن بن زيد.

فقال: اذا لا تنقضي حاجتك و لا تسعف بطلبتك، فعليك بمن يقدر علي ذلك، و هو أجود الأجودين، فالتمس ما تؤمله، من قبله، فاني سمعت ابن عمي - جعفر بن محمد - يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبيه الحسن بن علي، عن أبيه علي ابن أبيطالب عليهم السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله قال: أوحي الله الي بعض أنبيائه في بعض وحيه اليه: و عزتي و جلالي، لأقطعن أمل كل مؤمل غيري بالأياس، و لأكسونه ثوب المذلة في النار، و لأبعدنه من فرجي و فضلي، أيؤمل عبدي في الشدائد غيري، و الشدائد غيري! أو يرجو سواي، و أنا الغني الجواد! بيدي مفاتيح الأبواب و هي مغلقة، و بابي لآملي مفتوح لمن دعاني.

ألم يعلموا ان من دهته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري، فمالي أراه بأمله معرضا عني! و قد أعطيته بجودي و كرمي ما لم يسألني، فأعرض عني و لم يسألني، و سأل في نائبته غيري، و أنا الله ابتدي ء بالعطية قبل المسألة، أفأسأل فلا أجود! كلا، أو ليس الجود و الكرم لي! أو ليس الدنيا و الآخرة بيدي! فلو أن سبع سماوات و أرضين سألوني جميعا، فأعطيت كل واحد منه مسألته! ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، و كيف ينقص ملك أنا قيمه! فيابؤس لمن عصاني و لم يراقبني، فقلت له: يا ابن رسول الله، أعد علي هذا الحديث، فأعاده ثلاثا، فقلت: لا - والله - لا سألت بعدها أحدا حاجة. فما لبثت أن جاءني الله برزق من عنده [60] .

60- عنه، عن الحسين عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه و اله يرفع يديه اذا ابتهل


و دعا كما يستطعم المسكين [61] .

61- عنه، عن الحسين عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و اله قال: من أجري الله علي يديه فرجا لمؤمن، فرج الله عنه كرب الدنيا و الاخرة [62] .

62- عنه عن الحسين عليه السلام ان رسول الله صلي الله عليه و اله قال: من عال أهل بيت من المسلمين يومهم و ليلتهم - غفرالله ذنوبه [63] .

63- عنه، عن الحسين عليه السلام: اعملوا أن حوائج الناس اليكم، من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتتحول الي غيركم، واعلموا أن المعروف مكسب حمدا، و معقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا، يسر الناظرين و يفوق العالمين، و لو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوما، تنفر منه القلوب، و تغض دونه الأبصار، و من نفس كربة مؤمن فرج اله تعالي عنه كرب الدنيا و الآخرة، و من أحسن أحسن اليه، والله يحب المحسنين [64] .

64- عنه تذاكروا العقل عند معاوية، فقال الحسين عليه السلام: لا يكمل الا باتباع الحق. فقال معاوية: ما في صدوركم الا شي ء واحد [65] .

65- عنه قال عليه السلام: لا تصفن لملك دواء فان نفعه لم يحمدك، و ان ضره اتهمك [66] .

66- عنه قال عليه السلام: رب ذنب أحسن من الاعتذار منه [67] .

67- عنه قال: مالك ان يكن لك كنت له منفقا، فلا تبقه بعدك فيكن ذخيرة لغيرك، و تكون أنت المطالب به المأخوذ بحسابه و اعلم أنك لا تبقي له، و لا يبقي عليك، فكله قبل أن يأكلك [68] .


68- عنه كان عليه السلام يرتجز يوم قتل و يقول:



الموت خير من ركوب العار

و العار خير من دخول النار



والله ما هذا و هذا جاري [69] .

69- عنه قال: العم لقاح المعرفة، و طول التجارب زيادة في العقل، و الشرف التقوي، و القنوع راحة الأبدان، و من أحبك نهاك، و من أبغضك أغراك [70] .



70- عنه قال: من أحجم عن الرأي و عييت به الحيل، كان الرفق مفتاحه [71] .

71- عنه من كلام الحسين عليه السلام قال لرجل: يا هذا لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب، و لا تتكل علي القدر اتكال مستسلم، فان ابتغاء الرزق من السنة، و الاجمال في الطلب من العفة، و ليست العفة بمانعة رزقا، و لا الحرص بجالب فضلا، و ان الرزق مقسوم، والأجل محتوم، و استعمال الحرص طالب المأثم [72] .

72- عنه قال الحسين عليه السلام: و الله للبلاء و الفقر و القتل أسرع الي من أحبنا من ركض البراذين، و من السيل الي صمره و هو منتهاه [73] .

73- عنه قال أبوعبدالله وفد الي الحسين عليه السلام وفد فقالوا: يا ابن رسول الله، ان أصحابنا وفدوا الي معاوية و وفدنا نحن اليك، فقال: اذن أجيزكم بأكثر مما يجيزهم، فقالوا: جعلنا فداك، انما جئنا مرتادين لديننا. قال: فطأطأ رأسه و نكت في الأرض و أطرق طويلا، ثم رفع رأسه فقال: قصيرة من طويلة من أحبنا لم يحبنا لقرابة بيننا و بينه، و لا لمعروف أسديناه اليه، انما أحبنا لله و رسوله، فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين - و قرن بين سبابتيه [74] .


74- روي المجلسي عن الصدوق أنه قال: أبي، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن البرقي، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن ابن حميد، عن الثمالي، عن عبدالله بن الحسن، عن امه فاطمة بنت الحسين بن علي، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الايمان، الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم و لا باطل، و اذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق، و اذا قدر لم يتعاط ما ليس له [75] .

75- عنه عن كتاب المسكن عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ان النبي صلي الله عليه و اله قال: من أصابته مصيبة فقال اذا ذكرها: انا لله و انا اليه راجعون، جدد الله له أجرها مثل ما كان له يوم أصابته. [76] .

76- روي الهيتمي باسناده عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله: يقول ما من مسلم و لا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها و ان قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا الا أحدث الله له عند ذلك و أعطاء ثوابه يوم أصيب بها. [77] .

77- عنه باسناده عن الحسين بن علي عن النبي صلي الله عليه و آله، قال لا تديموا النظر الي المجذومين و اذا كلمتموهمم فليكن بينكم و بينهم قيد رمح [78] .

78- عنه باسناده عن الحسين يعني ابن علي عليهماالسلام و لا أعلمه الا عن النبي صلي الله عليه و آله، من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه و من غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده [79] .

79- عنه باسناده عن حسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. [80] .


80- عنه باسناده عن حسين بن علي عليهماالسلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله، ان الله يحب معالي الأمور و أشرافها، و يكره سفسافها [81] .

81- الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبومحمد عبدان بن رزين، أنبأنا نصر بن ابراهيم، أنبأنا عبدالوهاب بن الحسن، انبأنا الحسين بن محمد بن عبيدالدقاق، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا عمي أبوبكر، أنبانا زيد بن الحباب، أنبأنا الربيع بن المنذر الثوري، أنبأنا أبي: عن سعد بن حذيفة بن اليمان، عن مولي لحذيفة، قال: كان حسين بن علي عليهماالسلام آخذا بذارعي في أيام الموسم قال: و رجل خلفنا يقول: اللهم اغفر له و لأمه، قال: فأطال ذلك فترك الحسين عليه السلام ذراعي و أقبل عليه فقال له: قد آذيتنا منذ اليوم؟! تستغفر لي و لأمي و تترك أبي؟! و أبي خير مني و من [82] .

82- عنه أخبرنا أبوبكر بن المزرقي، أنبأنا أبومنصور محمد بن محمد بن عبدالعزيز العكبري أنشدني القاضي عبدالله بن علي بن أيوب، أنشدنا القاضي أبوبكر بن كامل، أنشدني عبدالله بن ابراهيم، و ذكر أنه للحسين بن علي:



أغن عن المخلوق بالخالق

تغن عن الكاذب و الصادق



واسترزق الرحمان من فضله

فليس غير الله من رازق



من ظن أن الناس يغنونه

فليس بالرحمان بالواثق



أو ظن أن المال من كسبه

زلت به النعلان من خالق [83] .



83- عنه قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف - أنبأنا ابوالقاسم علي بن ابراهيم و ابوالوحش سبع ابن المسلم عنه - أنبأنا أبوالفتح ابراهيم بن علي بن سيبخت أنبأنا أبوبكر محمد بن يحيي الصوفي أنبأنا محمد بن يونس الكديمي، أنبأنا


محمد بن المؤمل الحارثي، أنبأنا الأعمش أن الحسين بن علي عليهماالسلام قال:



كلما زيد صاحب المال مالا

زيد في همه و في الاشتغال



قد عرفناك يا منغصة العيش

و يا دار كل فان و بال



ليس يصفو لزاهد طلب الزهد

اذا كان مثقلا بالعيال [84] .



84- عنه أخبرنا أبوالفتوح الانصاري عبدالخلاق بن عبدالواسع بن عبدالهادي بن عبدالله الهروي ببغدا، أنبأنا ابوعبدالله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميي أنبأنا أبوزكريا يحيي بن عمار بن يحيي بن عمار الشيباني املاءا، قال: سمعت أبابكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس، قال: قرأت علي الحارث بن عبيدالله، عن اسحاق بن ابراهيم، قال: بلغني أن الحسين بن علي عليهماالسلام أتي مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها و قال:



ناديت سكان القبور فأسكتوا

و أجابني عن صمتهم ندب الجشا



قالت: أتدري ما صنعت بساكني

مزقت لحمهم و خرقت الكسا



و حشوت أعينهم ترابا بعد ما

كانت تأذي باليسير من القذي



أما العظام فانني فرقتها

حتي تباينت المفاصل و الشوا



قطعت ذا من ذا و من هذاك ذا

فتركتها مما يطول بها البلا [85] .



85- عنه أنبأنا أبوسعد أحمد بن عبدالجبار الطيوري، عن أبي عبدالله محمد ابن علي الصوري ثم أنشدني أبوالمعمر المبارك بن أحمد بن عبدالعزيز، أنشدنا المبارك بن عبدالجبار، أنشدنا محمد بن علي الصوري أنشدني أبوالقاسم علي بن محمد بن شهدك الاصبهاني بصور للحسين بن علي عليهماالسلام.



لئن كانت الدنيا تعد نفيسة

فدار ثواب الله أعلي و أنبل



و أن كانت الابدان للموت أنشأت

فقتل سبيل الله بالسيف أفضل






و أن كانت الأموال للترك جمعت

فما بال متروك به المرء يبخل [86] .



86- قال اليعقوبي: قيل للحسين عليه السلام ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و آله، قال سمعته يقول: ان الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها، و عقلت منه، أنه يكبر فأكبر خلفه فاذا سمع تكبيري أعاد التكبير حتي يكبر سبعا، و علمني قل هو الله أحد و علمني الصلوات الخمس؛ و سمعته يقول: من يطع الله يرفعه، و من يعص الله يضعه، و من يخلص نيته لله يزينه. و من يثق بما عندالله يغنيه. و من يتعزز علي الله يذله [87] .

87- عنه قال بعضهم سمعت الحسين عليه السلام يقول: الصدق عز و الكذب عجز، و السر أمانة، و الجور قرابة، و المعونة صداقة، و العمل تجربة، و الخلق الحسن عبادة والصمت زين؛ و الشح فقر و السخاء غني، و الرفق لب. [88] .

88- عنه قال: وقف الحسين بن علي عليهماالسلام بالحسن البصري و الحسن لا يعرفه فقال له الحسين يا شيخ هل ترضي لنفسك يوم بعثك؟ قال لا. قال فتحدث نفسك بترك ما لا ترضاه لنفسك من نفسك يوم بعثك. قال: نعم بلا حقيقة، قال فمن أغش لنفسه منك لنفسه يوم بعثك و أنت لا تحدث نفسك بترك ما لا ترضاه لنفسك بحقيقة، ثم مضي الحسين عليه السلام فقال الحسن البصري من هذا؟ فقيل له: الحسين بن علي فقال: سهلتم علي [89] .

89- قال ابن قتية قال الحسين بن علي عند قبر أخيه الحسن: رحمك الله أبامحمد! ان كنت لتباصر الحق مظانه، و تؤثر الله عند تداحض الباطل في مواطن التقية بحسن الروية و تستشف جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، و تفيض عليها يدا طاهرة الأطراف نقية الأسرة، و تردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة


عليك؛ و لا غر و أنت ابن سلالة النبوة و رضيع لبان الحكمة؛ فالي روح و ريحان و جنة نعيم، أعظم الله لنا و لكم الأجر، عليه و هب لنا و لكم السلوة و حسن الأسي عنه [90] .

90- قال النويري: قال الحسين بن علي عليهماالسلام: أيها الناس من جاد ساد، من بخل رذل، و أنت أجود الناس من أعطي من لا يرجوه [91] .

91- قال البلاذري: قد كان الحسين بن علي عليهماالسلام كتب الي وجوه أهل البصرة يدعوهم الي كتاب الله، و يقول لهم: ان السنة قد أميتت، و ان البدعة قد احييت و نعشت [92] .

92- عبدالرزاق عن معمر، عن الزهري، عن سنان بن أبي سنان أنه سمع حسين بن علي عليهماالسلام يحدث أن النبي صلي الله عليه و اله خبألا بن صياد دخانا فسأله عما خبأله، فقال: دخ، فقال: اخسا فلن تعدو قمرك - أجلك - فلما ولي قال النبي صلي الله عليه و اله: ما قال؟ فقال بعضهم: «دخ» و قال بعضهم: بل قال: «ريح»، فقال النبي صلي الله عليه و آله: قد اختلفتم و أنا بني أظهركم، و أنتم بعدي أشد اختلافا [93] .

93- ابن ماجة حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة. ثنا وكيع بن الجراح، عن هشام ابن زياد، عن امه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها؛ قال: قال النبي صلي الله عليه و آله من أصيب بمصيبة، فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعا، و ان تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب. [94] .

94- ابن حنبل حدثنا ابن نمير و يعلي قالا حدثنا حجاج، يعني ابن دينار الواسطي، عن شعيب بن خالد، عن حسين بن علي عليهماالسلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان من حسن اسلام المرء قلة الكلام فيما يعنيه [95] .


95- عنه حدثنا يزيد: و عباد بن عباد قالا أنبأنا هشام بن أبي هشام، قال عباد بن زياد عن أمه عن فاطمة ابنة الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن النبي صلي الله عليه و اله قال: ما من مسلم و لا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها و ان طال عهدها، قال عباد قدم عهدها فيحدث فاعطاه مثل أجرها يوم أصيب بها [96] .

96- الحافظ أبونعيم باسناده انا محمد بن زيد الأصم حدثني أبي عن جعفر ابن محمد عن محمد بن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و اله القريب من قربته المودة و أن بعد نسبه و البعيد من باعدته المودة و ان قرب نسبه و لا شي ء أقرب من يد الي جسد، و ان اليد اذا نغلمت قطعت و اذا قطعت حسمت [97] .

97- روي ابن أبي الحديد في وقايع صفين عن الحسين عليه السلام قال: ثم قام الحسين بن علي عليهماالسلام، فحمد الله و أثني عليه، و قال: يا أهل الكوفة، أنتم الأحبة الكرماء و الشعار دون الدثار، جدوا في اطفاء ما دثر بينكم، و تسهيل ما توعر عليكم، ألا ان الحرب شرها ذريع و طمعها فظيع؛ فمن أخذ لها أهبتها، و استعد لها عدتها، و لم يألم كلومها قبل حلولها، فذاك صاحبها، و من عاجلها قبل أو ان فرصتها، و استبصار سعيه فيها، فذاك قمن ألا ينفع قومه، و أن يهلك نفسه، تسأل الله بقوته أن يدعموكم بالفيئة ثم نزل. [98] .

98- البيهقي أخبرنا أبوعبدالله الحافظ، أخبرني أبومحمد الحسن بن حليم أنبأ أبوالموجد أنبأ عبدان أنبأ عبدالله أنبأ يونس، عن الزهري، أخبرني علي بن حسين، أن حسين بن علي أخبره ان عليا عليه السلام قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر و كان رسول الله صلي الله عليه و آله أعطاني شارفا من الخمس يومئذ فلما أردت


ان ابتني بفاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و اعدت رجلا صواغا من بني قينقاع ان يرتحل معي فنأتي باذ خر أردت ان ابيعه من الصواغين واستعين به في وليمة عرسي [99] .

99- أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي الجحاف، عن أبي موسي بن عمير، عن أبيه قال: أمرالحسين عليه السلام مناديا فنادي، فقال: لا يقتلن رجل معي عليه دين، فقال رجل: ضمنت امرأتي ديني، فقال: ما ضمان امرأة قال: و نادي في الموالي: فانه بلغني أنه لا يقتل رجل لم يترك وفاء الا دخل النار. [100] .

100- قال ابن قتيبة: ذكروا أن يزيد بن معاوية سهر ليلة من الليالي، و عنده و صيف لمعاوية يقال له رفيق، فقال يزيد: أستديم الله بقاء أميرالمؤمنين، و عافيته اياه، و أرغب اليه في تولية أمره و كفاية همه، فقد كنت أعرف من جيمل رأي أميرالمؤمنين في، و حسن نظره في جميع الأشياء ما يؤكد الثقة في ذلك و التوكل عليه، منعني من البوح بما جمجمت في صدري له، و تطلابه اليه.

فأضاع من أمري و ترك من النظر في شأني، وقد كان في حلمه و علمه و رضائه، و معرفته، بما يحق لمثله النظر فيه، غير غافل عنه و لا تارك له، مع ما يعلم من هيبتي له و خشيتي منه، فالله يجزيه عني باحسانه، و يغفر له ما اجترح من عهده و نسيانه، فقال الوصيف، و ما ذلك جعلت فداك؟ لا تلم علي تضييعه اياك، فانك تعرف تفضيله لك، و حرصه عليك، و ما يخامره من حبك و أن ليس شي ء أحب اليه، و لا آثر عنده منك لديه فاذكر كربلاءه، و اشكر حباءه فانك لا تبلغ من شكره الا بعون من الله.

قال: فأطرق يزيد اطراقا عرف الوصيف منه ندامته علي ما بدامنه، و باح به،


فلما آب من عنده توجه نحو سدة معاوية ليلا و كان غير محجوب عنه و لا محبوس دونه، فعلم معاوية أنه ما جاء به الا خبر أراد اعلامه به. فقال له معاوية: ما وراءك؟ و ما جاء بك؟ فقال: أصلح الله أميرالمؤمنين كنت عند يزيد ابنك فقال فيما استجر من الكلام كذا و كذا، فوثب معاوية و قال:

ويحك ما أضعنا منه رحمة له، و كراهية لما شجاه و خالف هواه؟ و كان معاوية لا يعدل بما يرضيه شيئا. فقال علي به، و كان معاوية اذا أتت الأمور المشكلة المعضلة، بعث الي يزيد يستعين به علي استيضاح شبهاتها و استسهال معضلاتها، فلما جاءه الرسول قال: أجب أميرالمؤمنين، فحسب يزيد أنما دعاه الي تلك الأمو التي يفزع اليه منها، و يستعين برأيه عليها، فأقبل حتي دخل عليه، فسلم ثم جلس.

فقال معاوية يا يزيد ما الذي أضعنا من أمرك، و تركنا من الحيطة عليك، و حسن النظر لك، حيث قلت ما قلت؟ و قد تعرف رحمتي بك، و نظري في الأشياء التي تصلحك، قبل أن تخطر علي وهمك فكنت أظنك علي تلك النعماء شاكرا، فاصبحت بها كافرا، اذ فرط من قولك ما ألزمتني فيه اضاعتي اياك، و أوجبت علي منه التقصير، لم يزجرك عن ذلك تخوف سخطي، و لم يحجزك دون ذكره سالف نعمتي، ولم يردعك عنه حق أبوتي، فأي ولد أعق منك و أكيد، و قد علمت أني تخطأت الناس كلهم في تقديمك، و نزلتهم لتوليتي اياك، و نصبتك امام علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله، و فيهم من عرفت، وحاولت منهم ما علمت؟

قال: فتكلم يزيد، و قد خنقه من شدة الحياء الشرق، و أخضله من أليم الوجد العرق، قال: لا تلزمني كفر نعمتك، و لا تنزل بي عقابك، و قد عرفت نعمة مواصلتك ببرك، و خطوي الي كل ما يسرك، في سري و جهري، فليسكن سخطك، فان الذي أرثي له من أعباء حمله و ثقله، أكثر مما أرثني لنفسي، من أليم ما بها و شدته، و سوف أنبئك و أعلمك أمري، كنت قد عرفت من أميرالمؤمينن


استكمل الله بقاءه، نظرا في خيار الأمورلي، و حرصا علي سياقها الي، و أفضل ما عسيت أستعد له بعد اسلامي المرأة الصالحة، و قد كان ما تحدث به من فضل جمال أرينب بنت اسحاق و كمال أدبها ما قد سطع و شاع في الناس، فوقع مني بموقع الهوي فيها، و الرغبة في نكاحها.

فرجوت ألا تدع حسن النظر لي في أمرها، فتركت ذلك حتي استنكحها بعلها، فلم يزل ما وقع في خلدي ينمو و يعطم في صدري، حتي عيل صبري، فبحت بسري، فكان مما ذكرت تقصيرك في أمري، فالله يجزيك أفضل من سؤالي و ذكري، فقال له معاوية: مهلا يا يزيد، فقال: علام تأمرني بالمهل و قد انقطع منها الأمل؟ فقال له معاوية فأين حجاك و مروءتك و تقاك؟ فقال يزيد: قد يغلب الهوي علي الصبر والحجاء و لو كان أحد ينتفع فيما يبتلي به من الهوي يتقاه، أو يدفع ما أقصده بحجاه، لكان أولي الناس بالصبر داود عليه السلام، و قد أخبرك القرآن بأمره.

فقال معاوية: فما منعك قبل الفوت من ذكره؟ قال ما كنت أعرفه، و أثق به من جميل نظرك، قال: صدقت، و لكن اكتم يا بني أمرك بحلمك، و استعن بالله علي غلبة هواك بصبرك، فان البوح به غير نافعك، والله بالغ أمره، و لا بد مما هو كائن.

كانت أرينب بنت اسحاق مثلا في أهل زمانها في جمالها، و تمام كمالها و شرفها، و كثرة مالها، فتزوجها رجل من بني عمها يقال له عبدالله بن سلام من قريش، و كان من معاوية بالمنزلة الرفيعة غي الفضل. و وقع أمر يزيد من معاوية موقعا ملأه هما، و أوسعه غما، فأخذ في الحيلة والنظر أن يصل اليها، و كيف يجمع بينه و بينها حتي يبلغ رضا يزيد فيها. فكتب معاوية الي عبدالله بن سلام، و كان قد استعمله علي العراق، أن أقبل حين تنظر في كتابي هذا، لأمر حظك فيه كامل، و لا تتأخر عنه، فأعد المصير و الاقبال. و كان عند معاوية بالشام أبوهريرة و


أبوالدرداء، صاحبا رسول الله صلي الله عليه و اله؟

فلما قدم عبدالله بن سلام الشام، أمر معاوية أن ينزل منزلا قد هيي ء له، و اعدله فيه نزله، ثم قال لأبي هريرة و صاحبه، ان الله قسم بين عباده قسما، و وهبهم نعما أوجب عليهم شكرها، و حتم عليهم حفظها، و أمرهم برعاية حقها، و سلطان طريقها، بجميل النظر، و حسن التفقد لمن طوقهم الله أمره، كما فوضه اليهم، حتي يؤدوا الي الله الحق فيهم كما أوجبه عليهم، فحياني منها عزوجل بأعز الشرف، و سمو السلف، و أفضل الذكر، و أغدق اليسير، و أوسع علي في رزقه، و جعلني راعي خلقه، و أمينه في بلاده، و الحاكم في أمر عباده، ليبلوني أأشكر الاءه أم أكفرها.

فاياه أسأله أداء شكره، و بلوغ ما أرجو بلوغه، من عظيم أجره، و أول ما ينبغي للمرء أن يتفقده و ينظر فيه، فيمن استرعاه الله أمره من أهله و من لاغني به عنه، و قد بلغت لي ابنة أردت انكاحها، والنظر فيمن يريد أن يباعلها، لعل من يكون بعدي يهتدي منه بهديي، و يتبع فيه أثري، فاني قد تخوفت أن يدعو من يلي هذا الأمر من بعدي زهوة السلطان و سرفه الي عضل نسائهم، و لا يرون لهن فيمن ملكو أمره كفوا و لا نظيرا، و قد رضيت لها عبدالله بن سلام لدينه و فضله و مروءته و أدبه.

قال أبوهريرة و أبوالدرداء ان أولي الناس برعاية أنعم الله و شكرها، و طلب مرضاته فيها فيما خصه به منها، أنت صاحب رسول الله و كاتبه فقال معاوية: اذكروا له ذلك عني، و قد كنت جعلت لها في نفسها شوري، غير أني أرجو أنها لا تخرج من رايي ان شاء الله، فلما خرجا من عنده متوجهين الي منزل عبدالله بن سلام بالذي قال لهما، قال: و دخل معاوية الي ابنته، فقال لها: اذا دخل عليك أبوهريرة و أبو الدرداء فعرضا عليك أمر عبدالله بن سلام، و انكاحي ايكاك منه، و دعواك الي مباعلته، و حضاك علي ملاءمة رأيي، و المسارعة الي هواي.


فقولي لهما: عبدالله بن سلام كفوء كريم، و قريب حميم، غير أنه تحته أرينب بنت اسحاق، و أنا خائفة أن يعرض لي من الغيرة ما يعرض للنساء، فأتولي منه ما أسخط الله فيه، فيعذبني عليه، فأفارق الرجاء و أستشعر الأذي، و لست بفاعلة حتي يفارقها، فذكر ذلك أبوهريرة و أبوالدرداء لعبدالله بن سلام، و أعلماه بالذي أمرهما معاوية، فلما أخبراه سر به و فرح، و حمدالله عليه، ثم قال: تستمنع الله بأميرالمؤمنين، لقد والي علي من نعمة، و أسدي الي من مننه، فاطول ما أقوله فيه قصير، و أعظم الوصف لها يسير. ثم أراد اخلاطي بنفسه، و الحاقي بأهله، اتماما لنعمته و اكمالا لاحسانه، فالله أستعين علي شكره، و به أعوذ من كيده و مكره.

ثم بعثهما اليه خاطبين عليه، فلما قدما، قال لهما معاوية: قد تعلمان رضائي به و تنخلي اياه، و حرصي عليه، و قد كنت أعلنتكما بالذي جعلت لها في نفهسا من الشوري، فادخلا اليها، و اعرضا عليها الذي رأيت لها، فدخلا عليها و أعلماها بالذي ارتضاه لها أبوها، لما رجا من ثواب الله عليه، فقالت لهما كالذي قال لها أبوها، فأعلماه بذلك، فلما ظن أنه لا يمنعها منه الا أمرها، فارق زوجته، و أشهدهما عي طلاقها، و بعثهما خاطبين اليه أيضا، فخطبا، و أعلما معاوية بالذي كان من فراق عبدالله بن سلام أمرأته، طلابا لما يرضيها، و خروجا عما يشجيها، فأظهر معاوية كراهية لفعله و قال:

ما أستحسن له طلاق امرأته، و لا أحببته، و لو صبر و لم يعجل لكان أمره الي مصير، فان كون ما هو كائن لا بد منه، و لا محيص عنه، و لا خيرة فيه للعباد، و الأقدار غالبة، و ما سبق في علم الله لا بد جار فيه، فانصر فافي عافية، ثم تعودان الينا فيه، و تأخذان ان شاء الله رضانا، ثم كتب الي يزيد ابنه يعلمه بما كان من طلاق أرينب بنت اسحاق عبدالله بن سلام، فلما عاد أبوهريرة و أبوالدرداء الي معاوية أمرهما بالدخول عليها، و سؤالها عن رضاها تبريا من الأمر، و نظرا في القول و


الغدر، فيقول: لم يكن لي أن أكرهها، و قد جلعت لها الشوري في نفسها، فدخلا عليها، و أعلماها بالذي رضيه ان رضيت هي، و بطلاق عبدالله بن سلام امرأته ارينب، طلابا لمسرتها، و ذكرا من فضله، و كمال مروءته، و كريم محتده، ما القول يقصر عن ذكره.

فقالت لهما: جف القلم بما هو كائن، و انه في قريش لرفيع، غير أن الله عزوجل يتولي تدبير الأمور في خلقه، و تقسيمها بين عباده، حتي ينزلها منازلها فيهم، و يضعها علي ما سبق في أقدارها. و ليست تجري لأحد علي ما يهوي، و لو كان لبلغ منها غاية ما شاء. و قد تعرفان ان التزويج هزله جد، و جده ندم، الندم عليه يدوم، و المعثور فيه لا يكاد يقوم، و الأناة في الأمور أوفق لما يخاف فيها من المحذور، فان الأمور اذا جاءت خلاف الهوي بعد التأني فيها، كان المرء بحسن العزاء خليفا، و بالصبر عليها حقيقا.

علمت أن الله ولي التدابير. فلم تلم النفس علي التقصير، و اني بالله أستعين، سائلة عني، حتي أعرف دخيلة خبره، و يصح لي الذي أريد علمه من أمره و مستخيرة، و ان كنت أعلم أنه لا خيرة لأحد فيها هو كائن، و معلمتكما بالذي يرينيه الله في أمره، و لا قوه الا بالله. فقالا وفقك اله و خارلك. ثم انصرفا عنها، فلما أعلماه بقلوها تمثل و قال:



فان يك صدر هذا اليوم ولي

فان غدا لناظرة قريب



تحدث الناس بالذي كان من طلاق عبدالله امرأته قبل أن يفرغ من طلبته، و قبل أن يوجب له الذي كان بغيته، و لم يشكوا في غدر معاوية اياه. فاستحث عبدالله بن سلام أباهريرة و أباالدراداء، و سألهما الفراغ من أمره، فأتياها، فقالا لها: قد أتيناك لما أنت صانعه في أمرك، و ان تستخيري الله يخرلك فيما تختارين: فانه يهدي من استهداه، و يعطي من اجتداه، و هو أقدر القادرين، قال: الحمدلله أرجو


أن يكون الله قد خارلي، فانه لا يكل الي غيره من توكل عليه و قد استبرأت أمره، و سألت عنه فوجدته غير ملائم و لا موافق لما أريد لنفسي، مع اختلاف من استشرته فيه، فمنهم الناهي عنه، و منهم الآمر به، و اختلافهم أول ما كرهت من الله.

فعلم عبدالله أنه خدع، فهلع ساعة و اشتد عليه الهم. ثم انبته فحمدالله تعالي و أثني عليه، و قال متعزيا: ليس لأمر الله راد، و لا لما لابد أن يكون منه صاد، أمور في علم الله سبقت، فجرت بها أسبابها، حتي امتلأت منها أقرابها، و ان امرؤ انثال له انحرافا عنه و لا حيدا، و لآل ما سروا به و استجذلوا له لا يدوم لهم سروره، و لا يصرف عنهم محذوره قال: و ذاع أمره في الناس و شاع. و نقلوه الي الأمصار، و تحدثوا به في الأسمار، و في الليل و النهار، و شاع في ذلك قولهم، وعظم لمعاوية عليه لومهم.

قالوا: خدعة معاوية حتي طلق امرأته، و انما أرادها لابنه فبئس من استرعاه الله أمر عباده، و مكنه في بلاده، و أشركه في سلطانه، يطلب أمرا بخدعة من جعل الله اليه أمره، و يحيره و يصرعه جرأة علي الله. فلما بلغ معاوية ذلك من قول الناس. قال: لعمري ما خدعته. قال: فلما انتضت أقراؤها، وجه معاوية أباالدرداء الي العراق خاطبا لها علي ابنه يزيد، فخرج حتي قدمها، و بها يؤمئذ الحسين بن علي عليهماالسلام و هو سيد أهل العراق فقها و مالا و جودا و بذلا، فقال أبوالدرداء اذ قدم العراق. مما ينبغي لذي الحجا و المعرفة و التقي أن يبدأ به و يؤثره علي مهم أمره، لما يلزمه، حقه، و يجب عليه حفظه.

هذا ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و اله و سيد شباب أهل الجنة يوم القيامة، فلست بناظر في شي ء قبل المام به و الدخول عليه، و النظر الي وجهه الكريم، و أداء حقه، و التسليم عليه، ثم أستقبل بعد ان شاء الله ما جئت له، و بعثت اليه، فقصد حتي أتي


الحسين، فلما رآه الحسين قام اليه فصافحه اجلالا له، و معرفته لمكانه من رسول الله صلي الله عليه و اله، و موضعه من الاسلام.

ثم قال الحسين: مرحبا بصاحب رسول الله صلي الله عليه و اله و جليسه، يا أبا الدرداء، أحدثت لي رؤيتك شوقا الي رسول الله صلي الله عليه و اله و أوقدت مطلقات أحزاني عليه، فاني لم أر منذ فارقته أحدا كان له جليسا، و اليه حبيبا، الا هملت عيناي، و أحرقت كبدي أسي عليه، و صبابة اليه: ففاضت عينا أبي الدرداء لذكر رسول الله، و قال: جزي الله لبانة أقدمتنا عليك، و جمعتنا بك خيرا.

فقال الحسين: و الله اني لذو حرص عليك، و لقد كنت بالاشتياق اليك: فقال أبوالدرداء: وجهني معاوية خاطبا علي ابنه يزيد أرينب بنت اسحاق، فرأيت أن لا أبدا بشي ء قبل احداث العهد بك، و التسليم عليك، فشكر له الحسين ذلك، و أثني عليه و قال: لقد كنت ذكرت نكاحها، و أردت الارسال اليها بعد انقضاء أقرائها، فلم يمنعني من ذلك الا تخيير مثلك، فقد أتي الله بك، ما خطب رحمك الله علي و عليه، فلتختر من اختاره الله لها و انها أمانة في عنقك حتي توديها اليها، و أعطهامن المهر مثل ما بذل لها معاوية عن ابنه.

فقال أبوالدرداء: أفعل ان شاء الله: فلما دخل عليها قال لها: أيتها المرأة ان الله: خلق الأمور بقدرته، و كونها بعزته، فجعل لكل أمر قدرا، و لكل قدر سببا، فليس لأحد عن قدر الله مستحاص، و لا عن الخروج عن علمه مستناص، فكان مما سبق لك و قدر عليك، الذي كان من فراق عبدالله بن سلام اياك، و لعل ذلك لا يضرك، أن يجعل الله لك فيه خيرا كثيرا، و قد خطبك أمير هذه الأمة، و ابن الملك و ولي عهده، و الخليفة من بعه، يزيد بن معاوية. و ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و ابن أول من آمن به من أمته، و سيد شباب أهل الجنة يوم القيامة، و قد بلغك سناهما و فضلهما، و جئتك خاطبا عليهما، فاختاري أيهما شئت؟ فسكنت طويلا، ثم قالت:


يا أباالدرداء لو أن هذا الأمر جاءني و أنت غائب عني أشخصت فيه الرسل اليك، و اتبعت فيه رأيك، و لم أقطعه دونك علي بعد مكانك، و نأي دارك، فأما اذ كنت المرسل فيه فقد فوضت أمري بعد الله اليك، و برئت منه اليك، و جعلته في يديك، فاختزلي أرضاهما لديك، و الله شهيد عليك، و اقض فيه قضاء ذي التحري المتقي، و لا يصدنك عن ذلك اتباع هوي، فليس أمرهما عليك خفيا و ما أنت عما طوقتك عميا.

فقا أبوالدرداء أيتها المرأة انما علي اعلامك و عليك الاختيار لنفسك. قالت عفا الله عنك، انما أنا بنت أخيك، ومن لا غني بها عنك فلا يسعك رهبة أحد من قول الحق فيما طوقتك، فقد وجب، عليك أداء الأمانة فيما حملتك، و الله خير من روعي و خيف، انه بنا خبير لطيف، فلما لم يجد بدا من القول و الاشارة خير من روعي و خيف، انه بنا خبير لطيف، فلما لم يجد بدا من القول و الاشارة عليها. قال بنية، ابن بنت رسول الله أحب الي و أرضاهما عندي، والله أعلم بخيرهما لك، و قد كنت رأيت رسلول الله صلي الله عليه و اله واضعا شفتيه علي شفتي الحسين فضعي شفتيك حيث وضعهما رسول الله.

قالت: قد اخترته و رضيته، فاستكحها الحسين بن علي، و ساق اليها مهرا عظيما، و قال الناس و بلغ معاوية الذي كان من فعل أبي الدرداء في ذكره حاجة أحد مع حاجته، و ما بعثه هو له، و نكاح الحسين اياها، فتعاظمه ذلك جدا، و لامه لو ما شديدا، وقال: من يرسل ذا بلاهة و عمي، يركب في أمره خلاف ما يهوي، و رأيي كان من رأيه أسوأ، و لقد كنا بالملامة منه أولي حين بعثناه، ولحاجتنا انتخلناه.

كان عبدالله بن سلام قد استودعها قبل فراقه اياها بدرات مملوءة درا، كان ذلك الدر أعظم ماله و أحبه اليه، و كان معاوية قد أطرحه و قطع جميع روافده عنه لسؤ قوله فيه، و تهمته اياه علي الخديعة، فلم يزل يجفوه و يغضبه، و يكدي عنه، ما كان يجديه، حتي عيل صبره، وطال أمره، و قل ما في يديه، و لام نفسه علي المقام


لديه، فخرج من عنده راجعا الي العراق، و هو يذكر ما له الذي كان استودعها، و لا يدري كيف يصنع فيه، و أني يصل اليه، و يتوقع جحودها عليه، لسوء فعله بها، و طلاقه اياها علي غير شي ء أنكره منها، و لا نقمة عليها.

فلما قدم العراق لقي الحسين، فسلم عليه. ثم قال: قد علمت جعلت فداك الذي كان من قضاء الله في طلاق أرينب بنت اسحاق، و كنت قبل فراقي اياها قد استودعها مالا عظيما درا و كان الذي كان و لم أقبضه، و والله ما أنكرت منها في طول ما صحبتها فتيلا، و لا أظن بها الا جميلا، فذكرها أمري، و احضضها علي الرد علي، فان الله يحسن عليك ذكرك، و يجزل به أجرك. فسكت عنه.

فلما انصرف الحسين الي أهله، قال لها: قدم عبدالله بن سلام و هو يحسن الثناء عليك: و يحمل النشر عنك، في حسن صحبتك، و ما أنسه قديما من أمانتك فسرني ذلك و أعجبني، و ذكر أنه كان استودعك ما لا قبل فراقه اياك، فأدي اليه أمانته، و ردي عليه ماله، فانه لم يقل الا صدقا، و لم يطلب الا حقا. قالت،: صدق، قد والله استودعني مالا لا أدري ما هو، و انه لمطبوع عليه بطابعه ما آخذ منه شي ء الي يومه هذا، فأثني عليها الحسين خيرا، و قال: بل أدخله عليك حتي تبرئي اليه منه كما دفعه اليك.

ثم لقي عبدالله بن سلام، فقال له: ما أنكرت مالك، و زعمت أنه كما دفعته اليها بطابعك، فأدخل يا هذا عليها، و توف مالك منها، فقال عبدالله بن سلام: او تأمر بدفعه الي جعلت فداك، قال: لا حتي تقبصه منها كما دفعته اليها، و تبرئها منه اذا أدته. فلما دخلا عليها قال لها الحسين: هذا عبدالله بن سلام، قد جاء يطلب وديعته، فأديها اليه كما قبضتها منه، فأخرجت البدرات فوضعتها بين يديه، و قالت له: هذا مالك، فشكر لها، و أثني عليها، و خرج الحسين، ففض عبدالله خاتم بدرة، فحثالها من ذلك الدر حثوات.


قال: خذي، فهذا قليل مني لك، و استعبرا جميعا، و حتي تعالت أصواتهما بالبكاء، أسفا علي ما ابتليا به، فدخل الحسين عليهما و قد رق لهما، للذي سمع منهما، فقال: أشهد لله أنها طالق ثلاثا، اللهم انك تعلم أني لم أستنكحها رغبة في مالها و لا جمالها، ولكني أردت احلالها لبعلها، و ثوابك علي ما عالجته في أمرها، فأوجب لي بذلك الأجر، و أجزل لي عليه الذخر انك علي كل شي ء قدير.

لم يأخذ مما ساق اليها في مهرها قليلا و لا كثيرا، و قد كان عبدالله بن سلام سأل ذلك أرينب، أي التعويض علي الحسين، فأجابته الي رد ماله عليه شكرا لما صنعه بهما، فلم يقبله، و قال: الذي أرجو عليه من الثواب خير لي منه فتزوجها عبدالله بن سلام، و عاشا متحابين متصافيين حتي قبضهما الله، و حرمها الله علي يزيد. و الحمدلله رب العالمين [101] .

101- محمد بن سعد أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا ابن أبي غنية، عن يحي بن سالم الموصلي، عن مولي الحسين بن علي، قال: كنت مع الحسين بن علي عليهماالسلام فمر بباب فاستسقي، فخرج اليه جارية بقدح مفضض! فجعل ينزع الفضة فيرمي بها اليها، قال: اذهبي بها الي أهلك، ثم شرب [102] .

102- عنه أخبرنا مالك بن اسماعيل النهدي، قال: أخبرنا سهل بن شعيب، عن قنان النهمي، عن جعيد همدان، قال: أتيت الحسين بن علي عليهماالسلام و علي صدره سكينة بنت حسين، فقالف: يا اخت كلب خذي ابنتك عني. فساءلني فقال: أخبرني عن شباب العرب أو عن العرب، قال: قلت: أصحاب جلاهقات و مجالس! قال: فأخبرني عن الموالي، قال: قلت: آكل ربا أو حريص علي الدنيا، قال فقال: انا لله و انا اليه راجعون، و الله انهما للصنفان اللذان كنا نتحدث أن الله تبارك و تعالي


ينتصر بهما لدينه. يا جعيد همدان، الناس أربعة: فمنهم من له خلق و ليس له خلاق، و منهم من له خلاق و ليس له خلق، و منهم من له خلق و خلاق و ذلك أفضل الناس، و منهم من ليس له خلق و لا خلاق و ذاك شر الناس [103] .

103- قال البلاذري: قالوا: و كان الحسين بن علي منكرا لصلح الحسن معاوية، فلما وقع ذلك الصلح دخل جندب بن عبدالله الأزدي، و المسيب بن نجبة الفزاري، و سليمان بن صرد الخزاعي و سعيد بن عبدالله الحنفي علي الحسين و هو قائم في قصر الكوفة يأمر غلمته بحمل المتاع و يستحثهم فسلموا عليه، فما رأي ما بهم من الكآبة وسوء الهيئة تكلم فقال: ان أمر الله كان قدرا مقدورا و ان أمرالله كان مفعولا. و ذكر كراهته لذلك الصلح و قال:

كنت طيب النفس بالموت دونه و لكن أخي عزم علي و ناشدني فأطعته و كان يحز أنفي بالمواسي و يشرح قلبي بالمدي، و قد قال لله عزوجل (و عسي أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا) و قال: «و عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم والله يعلم و انتم لاتعلمون».

فقال له جندب: والله ما بنا الا أن تضاموا و تنقضوا فأما نحن فانا نعلم ان القوم سيطلبون مودتنا بكل ما قدروا عليه، و لكن حاش لله ان نوازر الظالمين و نظاهر المجرمين و نحن لكم شيعة و لهم عدو، و قال سليمان بن صرد الخزاعي: ان هذا الكلام الذي كلمك به جند هو الذي أردنا أن نكلمك به كلنا، فقال: رحمكم الله، صدقتم و بررتم، و عرض له سلمان بن صرد و سعيد بن عبدالله الحنفي بالرجوع عن الصلح! فقال: هذا لا يكون و لا يصلح، قالوا فمتي أنت ساير؟ قال: غدا ان شاء الله فلما سار خرجوا معه، فلما جاوزوا دير هند نظر الحسين الي الكوفة فتمثل قولي زميل بن أبير الفزاري و هو ابن أم دينار:




فما عن قلي فارقت دار معاشر

هم المانعون باحتي و ذماري



و لكنه ما حم لا بد واقع

نظار ترقب ما يحم نظار



قالوا: لما بايع الحسن معاوية و مضي تلاقتت الشيعة باظهار الحسرة و الندم علي ترك القتال و الاذعان بالبيعة فخرجت اليه جماعة منهم فخطؤه في الصلح! و عرضوا له ينقض ذلك! فأباه و أجابهم بخلاف ما ارادوه عليه، ثم انهم أتو الحسين فعرضوا عليه ما قالوا للحسن و أخبروه بما رد عليهم فقال: قد كان صلح و كانت بيعة، كانت لها كارها فانتظروا ما دام هذا الرجل حيا، فان يهلك نظرنا و نظرتم، فانصرفوا عنه فلم يكن شي ء أحب اليهم و الي الشيعة من هلاك معاوية و هم يأخذون أعطيتهم و يغزون مغازيهم.

قالوا: و شخص محمد بن شر الهمداني و سفيان بن ليلي الهمداني الي الحسن و عنده الشيعة الذي قدموا عليه اولا فقالا له سفيان كما قال له بالعراق: السلام علي يا أميرالمؤمنين، فقال له: اجلس لله أبوك والله لو سرنا الي معاوية بالحبال و الشجر ما كان الا الذي قضي، ثم أتيا الحسين فقال: ليكن كل امري ء منكم حلسا من أحلاس بيته مادام هذا الرجل حيا فان يهلك وانتم أحياء رجونا ان يخير الله لنا و يؤتينا رشدنا و لا يكلنا الي انفسنا «فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» [104] .

104- ابوحنيفة المغربي باسناده عن الحسين بن علي عليهماالسلام أنه قال: قالت أسماء بن عميس: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب عليه السلام نظر رسول الله صلي الله عليه و اله الي ما بعيني من أثر البكاء، فخاف علي بصري أن يذهب، و نظر الي ذراعي قد تشققتا فعزاني عن جعفر، و قال: عزمت عليك يا أسماء الا اكتحلت و صفرت ذراعيك. [105] .



پاورقي

[1] الفقيه: 403:4.

[2] الخصال: 417.

[3] الخصال: 585.

[4] التوحيد: 300.

[5] التوحيد: 310.

[6] عيون اخبار الرضا: 44:2.

[7] تحف العقول: 174.

[8] تحف العقول: 176.

[9] تحف العقول: 176.

[10] تحف العقول: 176.

[11] تحف العقول: 177.

[12] تحف العقول: 177.

[13] تحف العقول: 177.

[14] تحف العقول: 177.

[15] تحف العقول: 177.

[16] تحف العقول: 177.

[17] تحف العقول،: 177.

[18] تحف العقول: 177.

[19] تحف العقول: 178.

[20] تحف العقول: 178.

[21] تحف العقول: 178.

[22] تحف العقول: 179.

[23] تحف العقول: 179.

[24] تحف العقول: 179.

[25] تحف العقول: 179.

[26] الاختصاص: 40 -33.

[27] امالي المفيد: 66.

[28] امالي المفيد: 72.

[29] امالي المفيد: 76.

[30] امالي المفيد: 169.

[31] امالي المفيد: 209.

[32] امالي الطوسي: 353:1.

[33] امالي الطوسي: 354:1.

[34] امالي الطوسي: 354:1.

[35] امالي الطوسي: 354:1.

[36] امالي الطوسي: 355:1.

[37] امالي الطوسي: 121:2.

[38] امالي الطوسي: 122:2.

[39] امالي الطوسي: 181:2.

[40] امالي الطوسي: 181:2.

[41] امالي الطوسي: 182:2.

[42] امالي الطوسي: 182:2.

[43] امالي الطوسي: 183:2.

[44] امالي الطوسي: 183:2.

[45] امالي الطوسي: 184:2.

[46] امالي الطوسي: 185:2.

[47] کذا في الاصل.

[48] امالي الطوسي: 2.189.

[49] امالي الطوسي: 216:2.

[50] روضة الواعظين: 354.

[51] روضة الواعظين: 363.

[52] روضة الواعظين: 397.

[53] بشارة المصطفي: 318.

[54] بشارة المصطفي: 318.

[55] کنز الفوائد: 32:2.

[56] کنز الفوائد: 32:2.

[57] کنزالفوائد: 32:2.

[58] المناقب: 968:2.

[59] کشف الغمة: 552:1.

[60] اعلام الدين: 212.

[61] اعلام الدين: 213.

[62] اعلام الدين: 213.

[63] اعلام الدين، 213.

[64] اعلام الدين: 298.

[65] اعلام الدين: 298.

[66] اعلام الدين: 298.

[67] اعلام الدين: 298.

[68] اعلام الدين: 298.

[69] اعلام الدين: 298.

[70] اعلام الدين: 298.

[71] اعلام الدين: 298.

[72] اعلام الدين: 428.

[73] اعلام الدين: 432.

[74] اعلام الدين: 460.

[75] البحار: 358:71.

[76] البحار: 141:82.

[77] مجمع‏الزوائد: 331:2.

[78] مجمع الزوائد: 101:5.

[79] مجمع الزوائد: 290:7.

[80] مجمع الزوائد: 18:8.

[81] مجمع الزوائد: 188:8.

[82] ترجمة الامام الحسين: 156.

[83] ترجمة الامام الحسين: 162.

[84] ترجمة الامام الحسين: 162.

[85] ترجمة الامام الحسين: 163.

[86] ترجمة الامام الحسين: 163.

[87] تاريخ اليعقوبي: 233:2.

[88] تاريخ اليعقوبي: 233:2.

[89] تاريخ اليعقوبي: 233:2.

[90] عيون اخبار: 314:2.

[91] نهاية الارب: 205:3.

[92] انساب الاشراف 78.

[93] المصنف: 389:11.

[94] سنن ابن‏ماجه: 510:1.

[95] المسند: 201:1.

[96] المسند: 201:1.

[97] اخبار اصفهان: 102:1.

[98] شرح النهج: 186:3.

[99] سنن الکبري: 153:6.

[100] المصنف: 104:11.

[101] الامامة و السياسة: 173 -166.

[102] ترجمة الامام الحسين من الطبقات: 36.

[103] ترجمة الامام الحسين من الطبقات: 36.

[104] الحسين و السنة: 41 -39.

[105] دعائم الاسلام: 291:2.