بازگشت

احتجاجه علي اهل الكوفه بكربلا


5- عنه باسناده عن مصعب بن عبدالله، لما استكف الناس بالحسين عليه السلام ركب فرسصه و استنصت الناس، حمدالله و اثني عليه، ثم قال: تبالكم ايتها الجماعة و


ترحا و بؤسا لكم حين استصرختمونا و لهين، فاصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفا كان في أيدنيا و حششتم علينا نارا اضرمناها علي عدوكم و عدونا فاصبحتم البا علي أوليائكم و يدا علي أعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم و لا أمل أصبح لكم فيهم و لا ذنب كان منا اليكم.

فهلا لكم الويلات اذكر هتمونا والسيف مشيم و الجأش طامن و الرأي لما يستحصف و لكنكم أسرعتم الي بيعتنا كطيرة الدبا، و تهافتم اليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفها و ضلة، فبعدا و سحقا لطواغيت هذه الأمة و بقية الأحزاب و نبذة الكتاب و مطفئي السنن و مؤاخي المستهزئين الذين جعلوا القرآن، عضين و عصاة الامام و ملحقي العهرة بالنسب و لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون.

أفهؤلاء تعضدون و عنا تتخاذلون!! أجل والله خذل فيكم معروف نبتت عليه أصوكلم، و اتذرت عليه عروقكم، فكنتم أخبث ثمر شجر للناظر و أكلة للغاصب الا لعنة الله علي الظالمين الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها و قد جعلوا الله علهيم كفيلا.

ألا و أن الدعي بن الدعي قد تركني بين السلة و الذلة و هيهات له ذلك مني! هيهات منا الذلة!! ابي الله ذلك لنا و رسوله و المؤمنون و حجور طهرت و جدود طابت أن يؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام، ألا و اني زاحف بهذه الأسرة علي قلة العدد و كثرة العدو و خذلة الناصر ثم تمثل فقل شعرا:



فان نهزم فهزامون قدما

و ان نهزم فغير مهزمينا



و ما ان طبنا جبن و لكن

منايانا و دولة آخرينا



فلو خلد الملوك اذا خلدنا

و لو بقي الكرام اذا بقينا



فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقي الشامتون كما لقينا




6- عنه قيل انه لما قتل أصحاب الحسين عليه السلام و أقاربه و بقي فريدا ليس معه الا ابنه علي زين العابدين عليه السلام و ابن آخر في الرضاع اسمه عبدالله فتقدم الحسين الي باب الخيمة فقال: ناولوني ذلك الطفل حتي أودعه فناولوه الصبي، جعل يقبله و هو يقول: يا بني ويل لهؤلاء القوم اذا كان خصمهم محمد صلي الله عليه و اله قيل: فاذا بسهم قد اقبل حتي وقع في لبة فقتله، فنزل الحسين عن فرسه و حفر الصبي بجفن سيفه و رمله بدمه و دفنه ثم و ثب قائما و هو يقول:



كفر القوم و قدما رغبوا

عن ثواب الله رب الثقلين



قتلو قدما عليا و ابنه

حسن الخير كريم الطرفين



حنقا منهم و قالوا أجمعوا

نفتك الآن جمعيا بالحسين



يا لقوم من أناس رذل

جمعوا الجمع لأهل الحرمين



ثم صاورا و تواصوا كلهم

باختيار لرضاء الملحدين



لم يخافوا الله في سفك دمي

لعبيد الله نسل الكافرين



و ابن سعد قدر ما في عنوة

بجنود كوكوف الهاطلين



لا لشي ء كان من بعد النبي

غير فخري بضياء الفرقدين



بعلي الخير من بعد النبي

والنبي القرشي الوالدين



خيرة الله من الخلق أبي

ثم أمي فانا ابن الخيرتين



فضة قد خلقت من ذهب

فانا الفضة و ابن الذهبين



من له جد كجدي في الوري

او كشيخي فانا بن القمرين



فاطم الزهراء أمي و أبي

قاصم الكفر ببدر و حنين



عروة الدين علي المرتضي

هادم الجيش مصلي القبلتين



و له في يوم أحد وقعة

شفت الغل بقبض العسكرين



ثم بالأحزاب و الفتح معا

كان فيها حتف أهل القبلتين






في سبيل الله ماذا صنعت

أمة السوء معا بالعترتين



عترة البر النقي المصطفي

و علي القوم يؤم الجحفلين



عبدالله غلاما يا فعا

و قريش يعبدون الوثنين



و قل الاوثان لم يسجد لها

مع قريش لا و لا طرفة عين



طعن الابطال لما برزوا

يوم بدر و تبوك و حنين



ثم تقدم الحسين عليه السلام حتي وقف قبالة القوم و سيفه مصلت في يده آيسا عن نفسه عارفا علي الموت و هو يقول:



انا ابن علي الطهر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين أفخر



و جدي رسول الله أكرم من مشي

و نحن سراج الله في الخلق نزهر



و فاطم أمي من سلالة أحمد

و عمي يدعي ذوالجناجين جعفر



و فينا كتاب الله أنزل صادقا

و فينا الهدي و الوحي بالخير تذكر



و نحن أمان الله للناس كلهم

نطول بهذا في الأنام و نجهر



و نحن حماة الحوض تسقي و لاتنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر



و شيعتنا في الحشر أكرم شيعة

و مبغضنا يوم القيامة يخسر [1] .



7- روي الاربلي عن الجنابذي مرفوعا الي حيي بن أبي بكر عن بعض مشيخته قال: قال الحسين بن علي عليهماالسلام حين أتاه الناس، فقام فحمد الله و أثني عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس أنسبوني و أنظروني من أنا ثم ارجعوا أنفسكم و عاتبوها فانظروا هل يحل لكم سفك دمي و انتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم صلي الله عليه و آله و ابن عمه، و ابن أولي المؤمنين بالله! أو ليس حمزة سيد الشهدء عمي؟ أو لم يبلغكم قول رسول الله مستفيضا فيكم لي و لاخي انا سيدا شباب اهل الجنة؟

أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي، و انتهاك حرمتي، قالوا: ما نعرف


شيئا مما تقول فقال: ان افيكم من سألتموني لأخبركم أنه سمع ذلك من رسول الله صلي الله عليه و آله في و في أخي الحسن، سلوا زيد بن ثابت و البراء بن عازب و أنس بن مالك يحدثكم أنه سمع ذلك من رسول الله في و في أخي فان كنتم تشكون في هذه فتشكون اني ابن بنت نبيكم صلي الله عليه و آله؟ فوالله ما تعمدت كذبا منذ عرفت ان الله تعالي يمقت علي الكذب أهله و يضر به من اختلقه، فوالله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري منكم و لا من غيركم ثم أنا ابن بنت نبيكم صلي الله عليه و آله خاصة دون غيره، خبروني هل تطلبوني بقتيل منكم قتلته أو بمال استهلكته أو بقصاص من جراحة؟ فسكتوا [2] .

8- ابوطالب الآملي أخبرنا أبي رحمه الله تعالي قال أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباس قال حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال حدثنا تميم ابن بهلول الضبي ابومحمد قال حدثنا أبوعبدالله عن عبدالله بن الحسين بن تميم قال: حدثني محمد بن زكريا قال حدثني محمد بن عبدالرحمن بن القاسم التيمي قال حدثني عبدالله بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبدالله بن الحسن عليهم السلام قال لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين بن علي عليهماالسلام و رتبهم مراتبهم و أقام الرايات في مواضعها و عبا أصحاب الميمنة و الميسرة و قال ثبتوا و أحيطو بالحسين عليه السلام من كل جانب حتي جعلوه في مثل الحلقة.

فخرج عليه السلام حتي أتي الناس فاستنصتهم فأبو أن ينصتوا حتي قال لهم: ويلكم ما عليكم أن تنصتوا ألي قاستمعوا قولي فاني انما ادعوكم الي سبيل الرشاد فمن أطاعني كان من المهتدين و من عصاني كان من المهلكين و كلكم عاص لأمري غير مستمع قولي فقد انخزلت عطاياكم من الحرام و ملئت بطونكم من الحرام فطبع علي قلوبكم ويلكم ألا تنصتون، ألا تستمعون، فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بينهم


و قالوا انصنتوا له فانصتوا.

فقام الحسين عليه السلام فيهم فحمدالله و أثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه وآله ثم قال تبألكم أيتها الجماعة و ترحا حين استصرختمونا و لهين متحيرين فأجبناكم موجفين مستعدين سللتم علينا سيفا في رقابنا حششتم علينا نار الفتن جناها عدوكم و عدونا فأصبحتم البا علي أولياءكم و يدا عليهم لأعدائكم، طمعتم فيه من غير حدث كان منا و لا رأي ثقيل فهلا لكم الويلات تجهتمونا و السيف لم يشهر و الجأش طامن و الرأي لم يستخف و لكن أسرعتم الي كطيرة الدبي.

تداعيتم كتداعي الفراش فقبحا لكم، فانما أنتم طواغيبت الأمة و شذاذ الأحزاب و نبذة الكتاب و نفثة الشيطان و عصبة الأثام و محرفي الكتاب و مطفي ء السنن و قتلة أولاد الأنبياء و مشردي عترة الاوصياء و ملحق العهار بالنسب و مؤذي المؤمنين و صراخ ائمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين.

أنتم علي ابن حرب و أشياعه نعتمدون و ايانا تخاذلون، أجل والله خذل فيكم و معروف و شجت عليكم عروقكم و توارثته أصولكم و فروعكم و ثبت عليكم قلوبكم و غشيت صدوركم و كنتم أخبث شي ء شجي للناصب و أكلة للغاصب ألا لعنة الله علي الناكثين، الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليكم كفيلا و أنتم والله هم.

ألا و ان الدعي بن الدعي قدر كزبين الاثنين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة أبي الله ذلك و رسلوله و المؤمنون و جدود طابت و حجور طهرت و انوف حمية و نفوس أبية لا تؤثر مصالح اللئام غير مصارع الكرام ألا قد أعذرت و أنذرت ألا اني زاحف بهذه الأسرة علي قلة العتاد و خذلة الأصحاب ثم أنشا يقول:



فان نهزم فهزامون قدما

و ان نهزم فغير مهزمينا



ألا ثم لا تلبثون بعدها الا كريث ما يركب الفرس حتي تدرككم الرحا عهدا


عهده الي أبي فاجمعوا أمركم و شركائكم ثم كيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت علي الله ربي و ربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم، اللهم احبس عنهم قطر السماء و ابعث عليهم سنين كسنين يوسف و سلط عليهم غلام ثقيف يسقهم كاسا مرة و لا يدع منهم أحدا الا قتله قتلة بقتلة و ضربة بضربة ينتقم لي و لأوليائي و أهل بيتي و أشياعي منهم.

فانه غرونا و كذبونا و خذلونا و أنت ربنا عليك توكلنا و اليك أنبنا و اليك المصير.

ثم قال أين عمر بن سعد ادعو الي عمر فدعي له و كا كارها لا يحب أن يأتيه، فقال يا عمر يابن عم أتقتلني و تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري و جرجان والله لا تتهنا بذلك أبدا عهدا معهودا فاصنع ما أنت صانع، فانك لا تفرح بعدي بدنيا و لا آخرة و لكأني برأسك علي قصبة قد نصب بالكوفة تتراماه الصبيان، و يتخذونه غرضا بينهم فاغتاظ عمر بن سعد من كلامه، ثم صرفه بوجهه و نادي أصحابه:

ما تنتظرون به احملو بأجمعكم انما هي أكلة واحدة، ثم ان الحسين عليه السلام دعا بفرس رسول الله المر تجز فركبه و عبا أصحابه فزحف اليه عمر بن سعد لعنه الله تعالي و نادي غلامه دريدا و قال: أقدم رايتك، ثم وضع سهمه في كبد قوسه ثم رمي و قال: اشهدوا لي عند الأمير يعني عبيدالله بن زياد لعنه الله تعالي و اياه: اني أول من رماه! فرما أصحابه كلهم بأجمعهم في أثره رشقة واحدة فما بقي واحد عن أصحاب الحسين عليه السلام: الا أصاب من رميهم بسهم [3] .



پاورقي

[1] الاحتجاج: 24:2.

[2] کشف الغمة: 13:2.

[3] تيسير المطالب: 97 -95.