بازگشت

احتجاجه مع معاوية


2- أبو منصور الطبرسي باسناده عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي و أصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا أبا عبدالله هل بلغك ما صنعنا بحجر و أصحابه، و أشياعه، و شيعة أبيك؟ فقال عليه السلام و ما صنعت بهم قال: قتلناهم: و كفناهم و صلينا عليهم، فضحك الحسين عليه السلام ثم قال: خصمك القوم يا معاوية لكنا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم، و لا صلينا عليهم و لا قبرناهم و لقد بلغني و قيعتك في علي و قيامك ببغضنا و اعتراضك بني هاشم بالعيوب.

فاذا فلعت ذلك فارجع الي نفسك ثم سلها الحق عليها و لها فان لم تجدها أعظم عيبا فما أصغر عيبك فيك، و قد ظلمناك يا معاوية فلا توترن غير قوسك، و لا ترمين غير غرضك، و لا ترمنا بالعداوة من مكان قريب فانك والله لقد اطعت فينا رجلا ما قدم اسلامه، و لا حدث نفاقه و لا نظر لك فانظر لنفسك ودع - يعني عمرو بن العاص.

قال عليه السلام في جوابه كتابه كتب اليه معاوية علي طريق الاحتجاج - اما بعد: فقد بلغني كتابك انه بلغك عني اموران بي عنها غني، و زعمت أني راغب فيها و انا بغيرها عنك جدير، أما مارقي اليك عني، فانه رقاه اليك الملاقون المشاءون بالنمائم، المفرقون بين الجمع كذب الساعون الواشون ما أردت حربك و لا خلافا عليك و ايم الله اني لأخاف الله عز ذكره في ترك ذلك و ما أظن الله تبارك و تعالي براض عني بتركه و لا عاذري بدون الاعتذار اليه فيك و في اولئك القاسطين الملبين حزب الظالمين بل أولياء الشيطان الرجيم


ألست قاتل حجر بن عدي أخي كندة و أصحابه الصالحين المطيعين العابدين، كانوا ينكرون الظلم، و يستعظمون المنكر و البدع و يؤثرون حكم الكتاب و لا يخافون في الله لومة لائم فقتلتهم ظالما و عدوانا بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة و المواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم و لا باحنة تجدها في صدرك عليهم.

أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فصفرت لونه و نحلت جسمه بعد أن أمنته و أعطيته من عهود الله عزوجل و ميثاقه ما لو أعطيته العصم ففهمته لنزلت اليك من شعف الجبال، ثم قتلته جرأة علي الله عزوجل و استخفافا بذلك العهد؟

أولست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد عبد ثقيف فزعمت انه ابن أبيك، و قد قال رسول الله «الولد للفراش و للعاهر الحجر» فتركت سنة رسول الله و تبعت هواك بغير هدي من الله ثم سلطته علي أهل العراق فقطع أيدي المسلمين و أرجلهم وسمل أعينهم و صلبهم علي جذوع النخل كأنك لست من هذه الامة و ليسوا منك؟

أولست صاحب الحضرميين الذي كتب اليك فيهم ابن سمية انهم علي دين علي و رأيه فكتبت اليه اقتل كل من كان علي دين علي عليه السلام و رأيه فقتلهم و مثل بهم، بأمرك و دين علي والله و ابن علي الذي كان يضرب عليه أباك و هو أجلس بمجلسك الذي أنت فيه و لولا ذلك لكان أفضل شرفك و شرف أبيك تجسم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم؟

قلت فيما تقول انظر نفسك و لدينك و لأمة محمد صلي الله عليه و آله اتق شق عصا هذه الأمة و أن تردهم في فتنة فلا أعرف فتنة أعظم من ولايتك عليها و لا أعلم نظرا لنفسي و ولدي و أمة جدي أفضل من جهادك فان فعلته فهو قربة الي الله عزوجل


و ان تركته فاستغفر الله لذنبي و أسأله توفيق لارشاد أموري و قلت فيما تقول ان أنكرك تنكرني و ان أكدك تكدني و هل رأيك الا كيد الصالحين منذ خلقت؟

فكدني ما بدالك، ان شئت فاني أرجو ان لا يضرني كيدك و أن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك علي أنك تكيد فتوقظ عدوك، و توبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم و مثلت بهم بعد الصلح و الايمان و العهد و الميثاق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قتلوا الا لذكرهم فضلنا و تعظيم حقنا بما به شرفت و عرفت مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركو.

أبشر يا معاوية بقصاص و استعد للحساب و اعلم أن الله عزوجل كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها و ليس الله تبارك و تعالي بناس أخذك بالظنة و قتلك أولياءه بالتهمة و نفيك اياهم من دار الهجرة الي الغربة و الوحشة و أخذك الناس ببيعة ابنك غلام من الغلمان، يشرب الشراب و يلعب بالكعاب لا أعلمك الا قد خسرت نفسك و شريت دينك، و غششت رعيتك و أخزيت أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت التقي الورع الحليم.

قال: فلما قرأ معاوية كتاب الحسين عليه السلام قال: لقد كان في نفسه غضب علي ما كنت أشعربه، فقال ابنه يزيد و عبد بن أبي عمير بن جعفر: أجبه جوابا شديدا. تصغر اليه نفسه و تذكر أباه بأسوأ فعله و آثاره. فقال: كلا أرأيتما لو أني أردت أن أعيب عليا محقا ما عسيت أن أقول ان مثلي لا يحسن به أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف الناس و متي عبت رجلا بما لا يعرف لم يحفل به صاحبه و لم يره شيئا و ما عسيت أن أعيب حسينا و ما أري للعيب فيه موضعا الا أني قد أردت أن أكتب اليه و أتوعده و أهدده و أجهله ثم رأيت أن لا أفعل، قال: فما كتب اليه بشيء يسوءه و لا قطع عنه شيئا كان يصله به كان يبعث اليه في كل سنة ألف ألف درهم سوي


عروض و هدايا من كل ضرب [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج: 22 -19:2.