بازگشت

دعاء فيه اسم الله الاكبر


28- قال ابن طاووس: و من ذلك دعاء مروي عن مولانا الحسين بن علي عليهما السلام الدعاء المعروف بدعاء الشاب المأخوذ بذنبه و ما روي عن جماعة يسندون الحديث الي الحسين بن علي عليهما السلام قال: كنت مع علي بن أبي طاب في الطواف في ليلة ديجوجية قليلة النور و قد خلا الطواف و نام الزوار و هدأت العيون اذ سمع مستغيثا مستجيرا مترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع و هو يقول:



يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم

يا كاشف الضر و البلوي مع السقم



قد نام و فدك حول البيت و انتبهوا

يدعو و عينك يا قيوم لم تنم



هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي

يا من أشار اليه الخلق في الحرم






ان كان عفوك لا يلقاه ذو سرف

فمن يجود علي العالصين بالنعم



قال الحسين بن علي عليهما السلام فقال لي يا أبا عبدالله أسمعت المنادي، ذنبه المستغيث ربه فقلت قد سمعته فقال: اعتبره عسي تراه فما زلت اخبط في طخياء الظلام و اتخلل بين النيام، فلما صرت بين الركن و المقام بدالي شخص منتصب فتاملته فاذا هو قائم فقلت السلام عليك أيها العبد المقر المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابن عم رسول الله صلي الله عليه و آله فاسرع في سجوده و قعوده و سلم فلم يتكلم حتي أشار بيده بان تقدمني.

فقدمته فأتيت به أميرالمؤمنين عليه السلام فقلت دونك ها هو فنظر اليه فاذا هو شاب حسن الوجه نقي الثياب، فقال له ممن الرجل، فقال له من بعض العرب، فقال له ما حالك و مم بكاؤك و استغاثتك؟ فقال: حال من أوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب و غمزه الاكتياب فارتاب فدعائه لا يستجاب، فقال له علي و لم ذلك.

فقال لأني كنت ملتهيا في العرب باللعب و الطرب أديم العصيان في رجب و شعبان و ما أراقب الرحمن و كان لي والد شفيق رفيق يحذوني مصارع الحدثان و يخوفني العقاب بالنيران و يقول: كم مضي منك النهار و الظلام و الليالي و الأيام، و الشهور و الأعوام، و الملائكة الكرام، و كان اذا ألح علي بالموعظة زجرته و انتهرته و ثبت عليه و ضربته.

فعمدت يوما الي شيء من الورق و كانت في الخبأ فذهبت لآخذها و أصرفها فيما كنت عليه فما نعني عن أخذها فأوجعته ضربا و لويت يده و أخذتها و مضيت فأوما بيده الي ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحركها من شدة الوجع و الألم فانشاء يقول:



جرت رحم بيني و بين منازل

سواء كما يستزل القطر طالبه






و ربيت حتي صار جلد اشمر دلا

اذا قام ساوي غارب الفحل غاربه



و قد كنت أوتيه من الزاد في الصبي

اذا جاء منه صفوة و أطايبه



فلما استوي في عنفوان شبابه

و اصبح كالرمح الرديني خاطبه



تهضمني مالي كذا و كوي يدي

لوي يده الله الي هو غالبه



ثم حف بالله ليقد من الي بيت الله الحرام فيدعو الله علي قال: فصام أسابيع و صلي ركعات و دعا و خرج متوجها علي عيرانه يقطع بالسير عرض الفلاه و يطوي الأودية و يعلو الجبال حتي قدم مكة يوم الحج الاكبر فنزل عن راحلته أقبل الي بيت الله الحرام فسعي و طاف به و تعلق باستاره و ابتهل بدعائه و انشاء يقول:



يا من اليه أتي الحجاج بالجهد

فوق المهادي من أقصي غاية البعد



اني أتيتك يا من لا يخيب من

يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد



هذا منازل لا يرتاع من عققي

فخذ بحقي يا جبار من ولدي



حتي تشل بعون منك جانبه

يا من تقدس لم يولد و لم يلد



قال: فوالذي سمك السماء و أنبع الماء ما أستتم دعاؤه حتي نزل بي ما تري، ثم كشف عن يمينه فاذا بجانبه قد شل فأنا منذ ثلاث سنين أطلب اليه أن يدعوبي في الموضع الذي دعا به علي فلم يجبني حتي اذا كان العالم أنعم علي فخرجت علي ناقة عشيراء أحد السير حثيثا رجاء العافية حتي اذا كنا علي الأراك و حطمته و ادي السجار نفر طائر في الليل فنفرت منها الناقة التي كان عليها فالقته الي قرار الوادي و أرفض بين الحجرين فقبرته هناك و أعظم من ذلك اني لا أعرف الا المأخوذ بدعوة ابيه.

فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: أتاك الغوث ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلي الله عليه و آله و فيه اسم الله الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذي يجيب به من دعاه و يعطي به من سأله و يفرج به الهم و يكشف به الكرب و يذهب به الغم و يبرء به السقم و يجبر


به الكسير و يغني به الفقير و يقضي به الدين و يرد به العين و يفغر به الذنوب و يستر به العيوب، و يؤمن به كل خائف من شيطان مريد و جبار عنيد.

لو دعا به طائع لله علي جبل لزال من مكانه و علي ميت لأحياه الله بعد موته لو دعا به علي الماء لمشي عليه بعد ان لا يدخله العجل فاتق الله أيها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك و ليعلم الله منك صدق النية انك لا تدعوا به في معصيته و لا تفيده الا الثقة في دينك فان أخلصت النية استجاب الله لك و رأيت نبيك محمدا صلي الله عليه و اله في منامك ليبشرك بالجنة و الاجابة.

قال الحسين بن علي عليهما السلام فكان سروري بفائدة الدعا أشد من سرور الرجل بعافيته و ما نزل به لأنني لم أكن سمعته منه و لا عرفت هذا الدعا قبل ذلك ثم قال ائتني بدواة و بياض و اكتب ما أمليه عليك ففعلت و هو.

اللهم اني اسئلك بأسمك بسم الله الرحمن الرحيم ياذالجلال و الاكرام يا حي يا قيوم يا حي لا اله الا انت يا من لا يعلم ما هو و لا أين هو و لا حيث هو، و لا كيف هو، الا هو يا ذالملك و الملكوت يا ذا العزة و الجبروت، يا ملك يا قدوس يا سلام، يا مؤمن يا مهيمن، يا عزيز يا جبار، يا متكبر يا خالق يا باريء، يا مصور يا مفيد يا ودود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حبيب يا بديع يا رفيع، يا منيع يا سميع يا عليم يا حكيم، يا كريم يا قديم، يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا ديان يا مستعان.

يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل، يا هادي يا باديء يا أول يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يا حاكم يا قاضي، يا عادل يا فاضل، يا واصل يا ظاهر، يا مطهر، يا قادر يا مقتدر يا كبير، يا متكبر يا أحد يا صمد يا لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد، و لم يكن له صاحبة و لا كان معه وزير و لا اتخذ معه مشيرا و لا احتاج الي ظهير، و لا كان معه اله الا أنت فتعاليت عما يقول


الجاحدون علوا كبيرا.

يا عالم يا شامخ يا باذخ يا فتاح يا مرتاح يا مفرج يا ناصر يا منتصر يا مهلك يا منتقم يا باعث يا وارث يا أول يا طالب يا غالب يا من لا يفوته هارب يا تواب يا أواب يا وهاب يا مسبب الأسباب، يا مفتح الأبواب يا من حيث ما دعي أجاب يا طهور يا شكور يا غفور يا نور النور، يا مدبر الأمور، يا لطيف يا خبير يا متبحر يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر يا فرد، يا صمد يا سند يا كافي يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا متفضل يا متكرم يا متفرد يا من علا فقهر يا من ملك فقدر، يا من بطن فخبر يا من عبد فشكر.

يا من عصي فغفر و ستر، يا من لا تحويه الفكر و لا يدركه بصر و لا يخفي عليه أثر يا رازق البشر و يا مقدر كل قدر، يا عالي المكان يا شديد الأركان يا مبدل الزمان يا قابل القربان يا ذالمن و الاحسان يا ذا العز و السلطان، يا رحيم يا رحمن يا عظيم الشأن يا من هو كل يوم في شأن يا من لا يشغله شأن عن شأن يا سامع الأصوات يا مجيب الدعوات، يا منجح الطلبات يا قاضي الحاجات.

يا منزل البركات، يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف البركات يا ولي الحسنات يا رفيع الدرجات، يا معطي المسئلات يا محيي الأموت، يا مطلع علي النيات، يا راد ما قدفات يا من لا تشتبه عليه الأصوات، يا من لا تضجره المسئلات ولا تغشاه الظلمات يا نور الأرض و السموات، يا سابغ النعم يا دافع النقم، يا باريء النسم يا جامع الأمم يا شافي السقم يا خالق النور و الظلم يا ذالجود و الكرم يا من لا يطأ عرشه قدم.

يا أجود الاجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا جار المتسجيرين يا أمان الخائفين يا ظهر اللاجين يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين يا غاية الطالبين يا صاحب كل غريب يا مونس كل وحيد، يا ملجأ كل طريد، يا


مأوي كل شريد، يا حافظ كل ضاله.

يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا فكاك كل أسير يا مغني البائس الفقير، يا عصمة الخائف المتسجير يا من له التدبير و التقدير يا من العسر عليه سهل يسير يا من لا يحتاج الي تفسير يا من هو علي كل شي قدير، يا من هو بكل شيء خبير يا من هو بكل شيء بصير.

يا مرسل الرياح يا فالق الاصباح يا باعث الارواج يا ذالجود و السماح يا من بيده كل مفتاح يا سامع كل صوت يا سابق كل فوت يا محيي كل نفس بعد الموت، يا عدتي في شدتي يا حافظي في غربتي، يا مونسي في وحدتي يا وليي في نعمتي يا كنفي حين تعييني المذاهب و تسلمني الاقارب و يخذلني كل صاحب، يا عماد من لا عماد له، يا سند من له سند له يا ذخر من لا ذخر له.

يا كهف من لا كهف له يا ركن من لا ركن له، يا غياث من لا غياث له يا جار من لا جار له، يا جاري اللصيق يا ركني الوثيق، يا الهي بالتحقيق يا رب البيت العتيق يا شفيق يا رفيق فكني من حلق المضيق واصرف عني كل هم و غم و ضيق و اكفني شر ما لا أطيق يا راد يوسف علي يعقوب يا كاشف ضر أيوب يا غافر ذنب داود يا رافع عيسي بن مريم من أيدي اليهود يا مجيب ندآء يونس في الظلمات.

يا مصطفي موسي بالكلمات يا من غفر لآدم خطيئته و رفع ادريس برحمته يا من نجي نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الأولي وثمود فما أبقي و قوم نوح من قبل انهم كانوا هم أظلم و أطغي و المؤتكفة أهوي يا من دمر علي قوم لوط و دمدم علي قوم شعيب يا من اتخذ ابراهيم خليلا يا من اتخذ موسي كليما و اتخذ صلي الله عليهم أجمعين حبيبا يا مؤتي لقمن الحكمة و الواهب لسليمان ملكا لا ينبغي لأحد من عبده.

يا من نصر ذالقرنين علي الملوك الجبابرة يا من أعطي الخضر الحيوة و رد


ليوشع بن نون الشمس بعد غروبها يا من ربط علي قلب أم موسي و أحصن فرج مريم بنت عمران يا من حصن يحيي بن زكرياء من الذنب و سكن عن موسي الغضب يا من بشر زكريا بيحيي يا من فدا اسمعيل من الذبح يا من قبل قربان هابيل و جعل اللعنة علي قابيل يا هازم الأحزاب صل علي محمد و آل محمد و علي جميع المرسلين و ملائكتك المقربين و أهل طاعتك.

أسألك بكل مسئلة سألك بها أحد ممن رضيت عنه فحتمت له علي الاجابة يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا رحيم يا رحمن يا رحيم يا رحمن يا رحيم يا ذالجلال و الاكرام، يا ذالجلال و الاكرام يا ذالجلال والاكرام به به به به به به به أسئلك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في شيء من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و بمقاعد العز من عرشك و منتهي الرحمة من كتابك، و بما لو أن في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمد من بعده سبعه ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم.

اسئلك بأسمائك الحسني التي بينتها في كتابك فقلت و لله الأسماء فادعوه بها فقلت ادعوني استجب لكم و قلت و اذا سألك عباد عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان، وقلت يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله و أنا أسألك يا الهي و أطمع في اجابتي يا مولاي كما وعدتني و قد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا و كذا.

تسأل الله تعالي ما أحببت و تسمي حاجتك و لا تدع به الا و أنت طاهر، ثم قال للفتي: اذا كانت الليلة فادع به عشر مرة و اتني من غد بالخير، قال الحسين بن علي عليهماالسلام و أخذ الفتي الكتاب و مضي، فلما كان من غد ما أصبحنا حتي أتي الفتي الينا سليما معافا و الكتاب بيد و هو يقول.

هذا و الله الاسم الأعظم استجيب لي و رب الكعبة قال له علي صلوات الله عليه حدثني قال هدأت العيون بالرقاد و استجلت جلبات الليل رفعت يدي


بالكتاب و دعوت الله بحقه مرارا فأجبت في الثانية حسبك فقد دعوت الله باسمه الأعظم ثم اضطجعت فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في منامي و قد مسح يده الشريفة علي و هو يقول احتفظ باسم الله الأعظم العظيم فانك علي خير فانتبهت معافا كما تري فجزاك الله خيرا [1] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: 151- 157.