بازگشت

دعائه في يوم عرفة


7- قال ابن طاووس: من الدعوات المشرفة في يوم عرفة دعآء مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليه.

الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع و لا لعطائه مانع و لا كصنعه صنع صانع و هو الجواد الواسع، فطر أجناس البدايع و أتقن بحكمته الصنايع لا يخفي عليه الطلائع و لا تضيع عنده الودايع أتي بالكتاب الجامع و بشرع الاسلام النور الساطع و هو للخليفة صانع و هو المستعان علي الفجايع.

جازي كل صانع و رائش كل قانع و راحم كل ضارع و منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنور الساطع و هو للدعوات سامع و للدرجات رافع و


للكربات دافع و للجبابرة قامع و راحم عبرة كل ضارع و دافع ضرعة كل ضارع فلا اله غيره و لا شي يعدله و ليس كمثله شي ء و هو السميع العليم البصير اللطيف الخبير و هو علي كل شي ء قدير.

اللهم اني أرغب اليك و أشهد بالربوبية لك مقرا بأنك ربي و أن أليك مردي أبتداتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا و خلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب آمنا لريب المنون و اختلاف الدهور، فلم أزل ظاعنا من صلب الي رحم في تقادم الأيام الماضية، و القرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي و لطفك لي و احساك الي في دولة ايام الكفرة الذين نقضوا عهدك و كذبوا رسلك لكنك أخرجتني رأفة منك و تحننا علي للذي سبق لي من الهدي الذي فيه يسرتني و فيه أنشاتني، و من قبل رؤفت بي بجميع صنعك و سوابغ نعمتك فابتدعت خلقي من مني يمني.

ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم و جلد و دم لم تشهرني بخلقي و لم تجعل الي شيئا من أمري ثم اخرجتني الي الدنيا تاما سويا و حفظتني في المهد طفلا صبيا و رزقتني من الغذآء لبنا مريا و عطفت علي قلوب الحواضن و كلفتني الأمهات الرحائم و كلأتني من طوارق الجان و سلمتني من الزيادة و النقصان.

فتعاليت يا رحيم يا رحمن حتي اذا استهللت ناطقا بالكلام اتممت علي سوابق الانعام فربيتني زائدا في كل عام حتي اذا كملت فطرتي و سريرتي أوجبت علي حجتك بان ألهمتني معرفتك و روعتني بعجائب فطرتك و أنطقتني لما ذرأت في سمائك و أرضك من بدايع خلقك و نبهتني لذكرك و شكرك و واجب طاعتك و عبادتك و فهمتني ما جائت به رسلك و يسرت لي تقبل مرضاتك و مننت علي في جميع ذلك بعونك و لطفك.

ثم أذ خلقتني من حر الثري لم ترض لي يا الهي بنعمة دون اخري و رزقتني


من أنواع المعاش و صنوف الرياش بمنك العظيم علي و احسانك القدم الي حتي اذا أتمت علي جميع النعم و صرفت عني كل النقم، لم يمنعك جهلي و جرأتي عليك أن دللتني علي ما يقربني اليك و وفقتني لما يزلفني لديك فان دعوتك أجبتني و أن سئلتك أعطيتني و أن أطعتك شكرتني و ان شكرتك زدتني كل ذلك اكمالا لأنعمك علي و احسانك الي.

فسبحانك سبحانك من مبدي ء معيد حميد مجيد و تقدست أسماؤك و عظمت آلاؤك فأي أنعمك يا الهي احصي عددا او ذكرا أم أي عطاياك أقوم بها شكرا و هي يا رب أكثر من أي يحصيها العادون أو يبلغ علما بها الحافظون ثم ما صرفت و ذرأت علي اللهم من الضر و الضراء اكثر مما ظهرلي من العافية و السراء.

أنا أشهد يا الهي بحقيقة ايماني و عقد عزمات يقيني و خالص صريح توحيدي، و باطن مكنون ضميري و علائق مجاري نور بصري و أسارير صفحة جبيني و خرق مسارب نفسي و حذاريف مآرن عرنيني و مسارب صماخ سمعي و ما ضمت و أطبقت عليه شفتاي و حركات لفظ لساني و مغر زحنك فمي و فكي و منابت أضراسي و بلوغ حبائل بارع عنقي و مساغ مطعمي و مشربي و حمالة أم رأسي و جمل حمائل حبل وتيني و ما اشتمل عيه تامور صدري و نياط حجاب قلبي و أفلاذ حواشي كبدي و ما حوته شراسيف أضلاعي و حقاق مفاصلي و أطراف أناملي و قبض عواملي و دمي و شعري و بشري و عصبي و قصبي و عظامي و مخي و عروقي و جميع جوارحي.

ما أنشج علي ذلك أيام رضاعي و ما أقلت الأرض مني و نومي و يقظتي و سكوني و حركتي و حركات ركوعي و سجودي أن لو حاولت و اجتهدت مدي الاعصار و الأحقاب لو عمرتها أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك الا بمنك الموجب علي شكرا انفا جديدا و ثناء طارفا عتيدا.


أجل و لو حرصت و العادون من أنامك أن نحصي مدي انعامك سالفة و آنفة لما حصرناه عددا و لا أحصيناه أبدا هيهات أني ذلك و أنت المخبر عن نفسك في كتابك الناطق و النبأ الصادق و ان تعد و انعمة الله لا تحصوها، صدق كتابك اللهم و نباؤك و بلغت أنبياؤك و رسلك ما أنزلت عليهم من وحيك و شرعت لهم من دينك غير أني أشهد بجدي و جهدي و مبالغ طاقتي و وسعي أقول مؤمنا.

الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثنا و لم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع و لا ولي من الذل فيرفده فيما صنع سبحانه سبحانه سبحانه، لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا و تفطرتا فسبحان الله الواحد الحق الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكة المقربين و أنبيائه المرسلين، و صلي الله علي خيرته من خلقه محمد خاتم النبين و آله الطاهرين المخلصين.

اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك و أسعدني بتقواك و لا تشقني بمعصيتك و خرلي في قضاءك و بارك لي في قدرك حتي لا احب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت، اللهم اجعل غناي في نفسي و اليقين في قلبي و الاخلاص في عملي، و النور في بصري و البصيرة في ديني و متعني بجوارحي و اجعل سمعي و بصري الوارثين مني و انصرني علي من ظلمني و ارزقني مآربي و ثاري و اقر بذلك عيني.

اللهم اكشف كربتي و استر عورتي و اغفر لي خطيئتي و أخسأ شيطاني و فك رهاني و اجعل لي يا الهي الدرجة العليا في الآخرة و الأولي اللهم لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا و لك الحمد كما خلقتني فجعلتني حيا سويا يا رحمة بي و كنت عن خلقي غينا ربي بما برأتني فعدلت فطرتي رب بما أنشأتني فاحسنت صوتي يا رب بما أحسنت بي و في نفسي عافيتني رب بما كلأتني و وفقتني، رب بما انعمت علي فهديتي رب بما آويتني و من كل خير أتيتني و أعطيتني رب بما اطعمتني.


و سقيتني و بما أغنيتني و أقنيتني رب بما أعنتي و أعززتني رب بما البستني من ذكرك الصافي و يسرت لي من صنعك الكافي صل علي محمد و آل محمد و أعني علي بوائق الدهر و صروف الأيام و الليالي، و نجني من أهوال الدنيا و كربات الآخرة و اكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض.

اللهم ما أخاف فاكفني و ما أحذر فقني و في نفسي و ديني فأحرسني و في سفري فاحفظني و في أهلي و مالي و ولدي فأخفلني و فيما رزقتني فبارك لي و في نفسي فذللني و لي أعين النا فعظمني و من شر الجن و الانس فسلمني و بذنوبي فلا تفضحني و بسريرتي فلا تخزني و بعملي فلا تبتلني و نعمك فلا تسلبني و الي غيرك فلا تكلني الي من تكلني الي القريب يقطعني أم الي البعيد يتهجمني ام الي المستضعفين لي و أنت ربي و عليك أمري أشكوا اليك غربتي و بعد داري و هو اني علي من ملكته أمري.

اللهم فلا تحلل بي غضبك فان لم تكن غضبت علي فلا أبالي سواك غير ان عافيتك أوسع لي، فأسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض و السموات و انكشفت به الظلمات و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين أن لا تميتني علي غضبك و لا تنزل بي سخطك لك العتبي حتي ترضي من قبل ذلك لا اله الا أنت رب البلد الحرام و المشعر الحرام و البيت العتيق الذي أحللته البركة و جعلته للناس أمنة يا من عفي عن العظيم من الذنوب بحلمه يا من اسبغ النعمة بفضله يا من أعطي الجزيل بكرمه.

يا عدتي في كربتي يا مونسي في حفرتي يا ولي نعمتي يا الهي و اله آبائي ابراهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و رب جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و رب محمد خاتم النبيين و آله المنتجبين و منزل التوراة و الانجيل و الزبور و القرآن العظيم، و منزل كهيعص و طه و يس و القرآن الحكيم أنت كهفي حين تعييني المذاهب


في سعتها و تضيق علي الأرض بما رحبت، و لو لا رحمنك لكنت من المفضوحين و أنت مؤيدي بالنصر علي الأعداء و لو لا نصرك لي لكنت من المغلوبين.

يا من خص نفسه بالسمو و الرفعة، و أولياؤه بعزه يعتزون يا من جعلت له الملوك نيرالمذلة علي أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و غيب ما تأتي به الأزمان و الدهور، يا من لا يعلم كيف هو الا هو، يا من لا يعلم ما هو الا هو، يا من لا يعلم الا ما يعلمه، الا هو يا من كبس الأرض علي الماء و سد الهواء بالسماء يا من له أكرم الاسماء يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا يا مقيض الركب ليوسف في البلدالقفر و مخرجه من الجب و جاعله بعد العبودية ملكا.

يا راد يوسف علي يعقوب بعد ان ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، يا كاشف الضر و بلاء عن أيوب يا ممسك يد ابراهيم عن ذبح ابنه أن كبر سنه و فني عمره يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيي و لم يدعه فردا وحيدا يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبني اسرائيل فأنجاهم و جعل فرعون و جنوده من المغرقين يا من أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته يا من لا تعجل علي من عصاه من خلقه.

يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود و قد غدوا و في نعمته ياكلون رزقه و يعبدون غيره قد حادوه و نادوه و كذبوا رسله يا الله يا بدي ء لا بدأ لك يا دائما لا نفاد لك يا حي يا قيوم يا محيي الموتي يا من هو قائم علي كل نفس بما كسبت يا من قل له شكري فلم يحرمني و عظمت خطيئتي فلم يفضحني و رآني علي المعاصي فلم يخذلني يا من حفظني في صغري يا من رزقني في كبري، يا من أياديه عندي لا يحصي يا من نعمه عندي لاتجاري يا من عارضني بالخير و الاحسان و عارضته بالاساءة و العصيان.

يا من هداني بالايمان قبل أن أعرف شكر الامتنان يا من دعوته مريضا


فشفاني و عريانا فكساني و جايعا فاطمعني و عطشانا فأرواني و ذليلا فأعزني و جاهلا فعرفني و وحيدا فكثرني و غائبا فردني و مقلا فأغناني و منتصرا فنصرني و غنيا فلم يسلبني و أمسكت عن جميع ذلك فابتدأتني فلك الحمد يا من أقال عثرتي و نفس كربتي و اجاب دعوتي و ستر عورتي و ذنوبي و بلغني طلبتي و نصرني علي عدوي أن أعد نعمك و مننك و كرائم منحك لا أحصيها.

يا مولاي أنت الذي أنعمت أنت الذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت، أنت الذي مننت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي أعطيت، انت الذي أغنيت انت الذي أقينت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الذي هديت أنت الذي، عصمت أنت الذي سترت أنت الذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي مكنت أنت الذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الذي عضدت أنت الذي أتيت، أنت الذي نصرت أنت الذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي كرمت تباركت ربنا و تعاليت فلك الحمد دائما و لك الشكر واجبا.

ثم أنا يا الهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي أنا الذي اخطات أنا الذي أغفلت انا الذي جهلت أنا الذي هممت انا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت انا الذي تعمدت انا الذي وعدت أنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررت يا الهي أعترف بنعمك عندي و أبوء بذنوبي فاغفرلي يا من لا تضره ذنوب عباده و هو الغني عن طاعتهم و الموفق من عمل منهم صالحا بمعونته و رحمته فلك الحمد اليه أمرتني فعصيتك و نهيتني فأرتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر و لا ذا قوة فأنتصر فبأي شيء استقيلك يا مولاي.

أبسعمي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي أليس كلها نعمك عندي و بكلها عصيتك يا مولاي فلك الحجة والسبيل علي يا من سترني من الأباء و الأمهات أن يزجروني و من العشائر و الاخوان أن يعيروني و من السلاطين أن


يعاقبوني ولو اطلعوا يا مولاي علي ما أطلعت عليه مني اذا ما انظروني و لرفضوني و قطعوني.

فها أناذا بين يديك يا سيدي خاضعا ذليلا حصيرا، حقيرا لا ذو براءة فأعتذر و لا ذو قوة فأنتصر، و لا حجة لي فاحتج بها و لا قائل لم أجترح و لم أعمل سوء و ما عسي الجحود لو جحدت يا مولاي ينفعني و كيف و اني ذلك و جوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت يقينا غير ذي شك انك سائلي من عظائم الأمور، و انك الحكيم العدل الذي لا يجور و عدلك مهلكي و من كل عدلك مهربي.

فأن تعذبني فبذنوبي يا مولاي بعد حجتك علي و ان تعف عني فبحلمك وجودك و كرمك لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من المستغفرين لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الموحدين، لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الوجلين، لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الراجين الراغبين، لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من السائلين، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من المهللين المسبحين، لا اله الا أنت ربي و رب آبائي الأولين.

اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا و اخلاصي لك موحدا و اقراري بآلائك معددا و ان كنت مقرا أني لا أحصيها لكثرتها و سبوغها و تظاهرها و تقادمها الي حادث ما لم تزل تتغمدني به معها منذ خلقتني و برأتني من أول العمر من الاغنا ء بعد الفقر، و كشف الضر و تسبيب اليسر و دفع العسر و تفريج الكرب و العافية في البدن و السلامة في الدين و لو رفذني علي قدر ذكر نعمك علي جميع العالمين من الاولين والاخرين لما قدرت، و لا هم علي ذلك تقدست و تعاليت من رب عظيم كريم رحيم.

لا تحصي آلاؤك و لا يبلغ ثناك و لا تكافي نعماؤك صلي علي محمد و آل محمد و أتمم علينا نعمتك و أسعدنا بطاعتك سبحانك لا اله الا أنت تجيب دعوة المضطر اذا دعاك و تكشف السوء و تغيث المكروب و تشفي السقيم و تغني الفقير و


تجبر الكبير و ترحم الصغير و تعين الكبير، و ليس دونك ظهير و لا فوقك قدير و انت العلي الكبير يا مطلق المكبل الأسير، و يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له و لا قدير صل علي محمد و آل محمد.

اعطني في هذه العشية أفضل ما أعطيت و أنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها و آلاء تجددها و بلية تصرفها و كربة تكشفها و دعوة تسمعها و حسنة تتقبلها و سيئة تغفرها انك لطيف خبير و علي كل شيء قدير، اللهم انك أقرب من دعي و أسرع من أجاب و أكرم من عفا و أوسع من أعطي و أسمع من سئل يا رحمن الدنيا و الاخرة و رحيمهما، ليس كمثلك مسئول و لا سواك مأمول دعوتك فأجبتني و سئلتك فاعطيتني و رغبت اليك فرحمتني و وثقت بك فنجيتني و فزعت اليك فكفيتني.

اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك و نبيك و علي آله الطيبين الطاهرين أجمعين و تمم لنا نعماؤك و هنئنا عطاءك و اجعلنا لك شاكرين و لآلاءك ذاكرين آمين رب العالمين اللهم يا من ملك فقدر و قدر فقهر، و عصي فسترو استغفر فغفر، يا غاية رغبة الراغبين، و منتهي أمل الراجلين، يا من أحاط بكل شيء علما و وسع المستقبلين رأفة و حلما اللهم انا نتوجه اليك في هذه العشية التي شرفتها و عظمتها بمحمد نبيك و رسولك و خيرتك و أمنيك علي وحيك.

اللهم فصل علي البشير النذير السراج المنير، الذي أنعمت به علي المسلمين و جعلته رحمة للعالمين، اللهم فصل علي محمد و اله، كما محمد أهل ذلك، يا عظيم، فصل عليه و علي آل محمد المنتجبين الطيبين الطاهرين، أجمعين، و تغمدنا بعفوك عنا، فاليك عجت الأصوات بصنوف اللغات و اجعل لنا في هذه العشية نصيبا في كل خير تقسمه و نور تهدي به و رحمة تنشرها و عافية تجللها و بركة تنزلها و رزق تبسطه يا أرحم الراحمين.


اللهم اقبلنا في هذا الوقت منجحين، مفلحين، مبرورين، غانمين و لا تجعلنا من القانطين و لا تخلنا من رحمتك و لا تحرمنا ما نؤمله من فضلك و لا تردنا خائبين و لا عن بابك مطرودين و لا تجعلنا من رحمتك محرومين و لا لفضل ما نؤمله من عطاياك قانطين، يا أجود الأجودين و يا أكرم الأكرمين.

اللهم اليك أقبلنا موقنين و لبيتك الحرام آمين قاصدين، فأعنا علي منسكنا و أكمل لنا حجنا و اعف اللهم عنا و عافنا، فقد مددنا اليك أيدينا و هي بذلة الاعتراف موسومة، اللهم فأعطنا في هذه العشية ما سألناك و اكفنا ما استكفيناك، فلا كافي لنا سواك و لا رب لنا غيرك، نافذ فينا حكمك، محيط بنا علمك، عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير.

اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر و كريم الذخر و دوام اليسر، و اغفرلنا ذنوبنا أجمعين و لا تهلكنا مع الهالكين و لا تصرف عنا رأفتك برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك فأعطيته و شكرك فزدته و تاب اليك فقبلته و تنصل اليك من ذنوبه فغفر تهاله يا ذالجلال و الاكرام.

اللهم وفقنا و سددنا و اعصمنا و اقبل تضرعنا يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم، يا من لا يخفي عليه اغماض الجفون و لا لحظ العيون، و لا ما استقر في المكنون و لا ما انطوت عليه مضمرات القلوب، ألا كل ذلك قد أحصاه علمك و وسعه حلمك، سبحانك و تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

تسبح لك السماوات السبع و الأرض و من فيهن و ان من شيء الا يسبح بحمدك، فلك الحمد و المجد، و علو الجد، يا ذالجلال و الاكرام و الفضل والانعام و الأيادي الجسام و أنت الجواد الكريم، الرؤف الرحيم، أوسع علي من رزقك و عافني في بدني و ديني و آمن خوفي و أعتق رقبتي من النار.

اللهم لا تمكربي و لا تسدرجني و لا تخذلني، و ادر أعني شر فسقه الجن و


الانس، يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين، و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين صلي علي محمد و آل محمد و أسألك اللهم حاجتي ألتي ان أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و ان منعتنيها ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من النار لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك و لك الحمد، و أنت علي كل شيء قدير.

يا رب يا رب يا رب الهي انا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري، الهي أنا الجاهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي، الهي ان اختلاف تدبيرك و سرعة مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون الي عطاء و اليأس منك في بلاء، الهي مني ما يليق بلومي و منك ما يليق بكرمك.

الهي و صفت نفقسك باللطف والرأفة لي قبل وجود ضعفي، أفتمنعني منها بعد وجود ضعفي، الهي ان ظهرت المحاسن مني فبفضلك، و لك المنة علي و ان ظهرت المساوي مني فبعدلك و لك الحجة علي، الهي كيف تكلني و قد توكلت لي و كيف أضام و أنت الناصر لي، أم كيف أخيب و أنت الحفي بها.

ها أنا أتوسل اليك بفقري اليك و كيف أتوسل اليك بما هو محال أن يصل اليك، ام كيف أشكو اليك حالي و هو لا يخفي عليك، أم كيف أترجم بمقالي و هو منك برز اليك، أم كيف تخيب آمالي و هي قد وفدت اليك أم كيف لا تحسن أحوالي و بك قامت، يا الهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي و ما أرحمك بي مع قبيح فعلي.

الهي ما أقربك مني و قد أبعدني عنك و ما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك الهي علمت باختلاف الآثار و تنقلات الأطوار، أن مرادك مني أن تتعرف الي في كل شيء حتي لا أجهلك في شيء، الهي كلما أخرسني لومي انطقتي كرمك، و كلما آيستني أوصافي، أطمعتني مننك.

الهي من كانت محاسنه مساوي، فكيف لا يكون مساويه مساوي، و من كانت


حقائقه دعاوي، فكيف لا تكون دعاويه دعاوي، اليه حكمك النافذ و مشيتك القاهرة، لم يتر كالذي مقال مقالا و لا لذي حال حالا، الهي كم من طاعة بنيتها و حالة شيدتها، هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك.

الهي انك تعلم أني و ان لم تدم الطاعة مني فعلا جز ما فقد دامت محبة و عزما، الهي كيف أعزم و أنت القاهر و كيف لا أعزم و أنت الآمر الهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار، فاجمعني عليك بخدمة توصلني اليك كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتي يكون هو المظهر لك متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك و متي بعدت حتي تكون الآثار هي التي توصل اليك، عميت عين لا تزال [1] عليها رقيبا و حسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا.

الهي أمرت بالرجوع الي الآثار فارجعني اليك بكسوة الأنوار، و هداية الاستبصار حتي أرجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون الستر عن النظر اليها و مرفوع الهمة عن الاعتماد عليها انك علي كل شيء قدير، الهي هذا ذلي ظاهربين يديك و هذا حالي لا يخفي عليك منك أطلب الوصول اليك و بك استدل عليك فاهدني بنورك اليك و أقمني بصدق العبودية بين يديك.

الهي علمني من علمك المخزون و صني بسرك المصون الهي حققني بحقايق أهل القرب و اسك بي مسلك أهل الجذب، الهي أقمني بتدبيرك لي عن تدبيري، و اختيارك لي عن اختياري و أوقفني علي مراكز اضطراري الهي اخرجني من ذل نفسي و طهرني من شكي و شركي قبل حلول رمسي.

بك انتصر فانصرني و عليك أتوكل فلا تكلني و اياك أسئل فلا تخيبني وفي


فضلك ارغب فلا تحرمني و بجنابك انتسب فلا تبعدني و ببابك أقف فلا تطردني الهي تقدس رضاك أن تكون له علة منك فكيف يكون له علة مني الهي أنت الغني بذاتك أن يصل اليك النفع منك فكيف لا تكون غنيا عني الهي أن القضاء و القدر يمنيني و أن الهواء بوثايق الشهوة أسرني فكن أنت النصير لي حتي تنصرني و تبصرني.

أغنني بفضلك حتي استغني بك عن طلبي أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أولياءك حتي عرفوك و وجدوك و أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتي لم يحبوا سواك و لم يلجأوا الي غيرك أنت المونس لهم حيث أو حشتهم العوالم و أنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم ماذا وجد منم فقدك و ما الذي فقد من وجدك، لقد خاب من رضي دونك بدلا و لقد خسر من بقي عنك متحولا.

كيف يرجي سواك و أنت ما قطعت الاحسان و كيف يطلب من غيرك و انت ما بدلت عادة الامتنان يا من أذاق أحباءه حلاوة الموانسة، فقاموا بين يديه متملقين و يأمن ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين أنت الذاكر قبل الذاكرين وأنت البادي بالاحسان قبل توجه العابدين و أنت الجواد بالعطاء قبل طلب الطالبين و أنت الوهاب ثم ما وهبت لنا من المستقرضين.

الهي أطلبني برحمتك حتي أصل اليك و اجذبني بمنك حتي أقبل عليك، الهي أن رجائي لا ينقطع عنك و ان عصيتك كما أن خوفي لا يزايلني و ان أطعتك فقد رفعتني العوالم اليك و قد أوقعني علمي بكرمك عليك الهي كيف أخيب و انت أملي أم كيف أهان و عليك متكلي الهي كيف استعز و في الذلة وكزتني ام كيف لا استعز و اليك نسبتني، الهي كيف لا أفتقر و أنت الذي في الفقراء أقمتني أم كيف أفتقر و أنت الذي بجودك أغنيتني.


أنت الذي لا اله غيرك تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء و انت الذي تعرفت الي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء و أنت الظاهر لكل شيء يا من استوي برحمانيته، فصار العرش غيبا في ذاته محقت الآثار و محوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار يأمن احتجب في سرادقات عرشه عن أن تدركة الأبصار يا من تجلي بكمال بهائه فتحققت عظمة الاستواء كيف تخفي و أنت الظاهر أم كيف تغيب و أنت الرقيب الحاضر، انك علي كل شيء قدير و الحمدلله وحده [2] .


پاورقي

[1] في بعض النسخ: عميت عين لا تراک.

[2] اقبال الاعمال: 339.