بازگشت

تفسير حروف الاذان


21- الصدوق حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المروزي الحاكم المقري، قال: حدثنا أبوعمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدثنا أبوبكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبوزيد عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولي زيد بن علي، قال: أخبرني أبي يزيد بن الحسن، قال: حدثني موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال:

كنا جلوسا في المسجد اذ صعد المؤذن المنارة فقال: الله أكبر الله أكبر، فبكي


أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و بكينا ببكائه. فلما فرغ المؤذن قال: أتدرون ما يقول الموذن؟ قلنا: الله و رسوله و وصيه أعلم، فقال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا، فلقوله: الله أكبر معان كثيرة: منها أن قول المؤذن، «الله اكبر» يقع علي قدمه و أزليته و أبديته و علمه و قوته و قدرته و حلمه و كرمه و جوده و عطائه و كبريائه.

فاذا قال المؤذن: الله أكبر، فانه يقول: الله الذي له الخلق و الأمر، و بمشيته كان الخلق، و منه كان كل شي ء للخلق و اليه يرجع الخلق، و هو الأول قبل كل شي ء لم يزل، و الآخر بعد كل شي ء لا يزال، و الظاهر فوق كل شي ء لا يدرك، و الباطن دون كل شي ء لا يحد، فهو الباقي و كل شي ء دونه فان، و المعني الثاني «الله اكبر» أي العليم الخبير علم ما كان و ما يكون قبل أن يكون، و الثالث «الله اكبر» أي القادر علي كل شي ء يقدر علي ما يشاء القوي لقدرته، المقتدر علي خلقه، القوي لذاته، قدرته قائمة علي الأشياء كلها اذا قضي أمرا فانما يقول له كن فيكون.

الرابع «الله اكبر» علي معني حلمه و كرمه يحلم كأنه لا يعلم و يصفح كأنه لا يري و يستر كأنه لا يعصي، لا يعجل بالعقوبة كرما و صفحا و حلما، و الوجه الآخر في عمني «الله اكبر» أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال، و الوجه الآخر «الله اكبر» فيه نفي كيفيته كانه يقول: «الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته الذي هو موصوف به و انما يصفه الواصفون علي قدرهم لا علي قدرهم عظمته و جلاله، تعالي عن أن يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا.

الوجه الآخر «الله اكبر» كأنه يقول: الله أعلي و أجل و هو الغني عن عباده لا حاجة به الي أعمال خلقه، و أما قوله: «أشهد أن لا اله الا الله» فاعلام بأن الشهادة لا تجوز الا بمعرفة من القلب، كأنه يقول: اعلم أنه لا معبود الا الله عزوجل و أن كل معبود باطل سوي الله عزوجل و أقر بلساني بما في قلبي من العلم بأنه لا اله الا الله


و أشهد أنه لا ملجا من الله الا اليه و لا منجي من شر كل ذي شر و فتنة كل ذي فتنة الا بالله.

في المرة الثانية «أشهد أن لا اله الا الله». معناه أشهد أن لا هادي الا الله، و لا دليل الا الله، و أشهد الله بأني أشهد أن لا اله الا الله، و شهد سكان السموات و سكان الأرضين و ما فيهن من الملائكة و الناس أجمعين، و ما فيهن من الجبال و الأشجار و الدواب و الوحوش و كل رطب و يابس بأني أشهد ان لا خالق الا الله، و لا رازق و لا معبود و لا ضار و لا نافع و لا قابض و لا باسط و لا معطي و لا مانع و لا دافع و لا ناصح و لا كافي و لا شافي و لا مقدم و لا مؤخر الا الله، له الخلق و الأمر و بيده الخير كله، تبارك الله رب العالمين.

أما قوله: «أشهد أن محمدا رسول الله» يقول: أشهد الله اني أشهد أن لا اله الا هو و أن محمدا عبده و رسوله و نبيه و صفيه و نجيه أرسله الي كافة الناس أجمعين بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون، و أشهد من في السماوات و الأرض من النبيين و المرسلين و الملائكة والناس أجمعين أني أشهد أن محمد صلي الله عليه و آله سيد الأولين و الآخرين، و في المرة الثانية «أشهد أن محمدا رسول الله» يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد الي أحد الا الي الله الواحد القهار مفتقرة اليه سبحانه و انه الغني عن عباده و الخلائق أجمعين.

أنه أرسل محمدا الي الناس بشيرا و نذيرا و داعيا الي الله باذنه و سراجا منيرا، فمن أنكره و جحده و لم يؤمن به أدخله الله ععزوجل نار جهنم خالدا مخلدا لا ينفك عنها أبدا، و أما قوله: «حي علي الصلاة أي هلموا الي خير أعمالكم و دعوة ربكم، و سارعوا الي مغفرة من ربكم و اطفاء ناركم التي أوقدتموها علي ظهوركم، و فكاك رقابكم التي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم، و يغفر لكم ذنوبكم، و يبدل سيئاتكم حسنات، فانه ملك كريم ذوالفضل العظيم.


قد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته و التقدم الي بين يديه و في المرة الثانية «حي علي الصلاة» أي قوموا الي مناجاة ربكم و عرض حاجاتكم علي ربكم و توسلوا اليه بكلامه و تشفعوا به أكثروا الذكر و القنوت و الركوع و السجود و الخضوع و الخشوع، و ارفعوا اليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك، و أما قوله: «حي علي الفلاح» فأنه يقول: أقبلوا الي بقاء لا فناء معه و نجاة لا هلاك معها و تعالوا الي حياة لا موت معها، و الي نعيم لا نفاد له، و الي ملك لا زوال عنه، و الي سرور لا حزن معه، و الي انس لا وحشة معه.

الي نور لا ظلمة معه و الي سعة لا ضنيق معها، و الي بهجة لا انقطاع لها، و الي غني لا فاقة معه، و الي كرامة بالها من كرامة، و عجلوا الي سرور الدنيا و العقبي و نجاة الآخرة و الأولي، و في المرة الثانية «حي علي الفلاح» فانه يقول: سابقوا الي مادعوتكم اليه، و الي جزيل الكرامة و عظيم المنة و سني النعمة و الفوز العظيم و نعيم الابد في جوار محمد صلي الله عليه و اله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أما قوله «الله اكبر» فانه يقول: الله أعلي و أجل من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه و أطاعه و أطاع ولاة أمره و عرفه و عبده و اشتغل به و بذكره و أحبه و أنس به واطمأن اليه و وثق به و خافه و رجاه و اشتاق اليه و وافقه في حكمه و قضائه و رضي به و في المرة الثانية «الله اكبر» فانه يقول: الله اكبر و أعلي و أجل من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لاوليائه و عقوبته لأعدائه، و مبلغ عفوه و غفرانه و نعمته لمن أجابه و أجاب رسوله، و مبلغ عذابه و نكاله و هوانه لمن انكره و جحده.

أما قوله: «لا الا الا الله» معناه، لله الحجة البالغة عليهم بالرسل و الرسالة و البيان و الدعوة و هو أجل من أن يكون لأحد منهم عليه حجة، فمن أجابه فله النور و الكرامة و من انكره فان الله غني عن العالمين، و هو أسرع الحاسبين، و معني


«قد قامت الصلاة» في الاقامة اي حان وقت الزيارة و المناجاة و قضاء الحوائج و درك المني و الوصول الي الله عزوجل، و الي كرامته و غفرانه و عفوه و رضوانه. قال الصدوق في ذيل الحديث: انما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر «حي علي خير العمل» للتقية [1] .


پاورقي

[1] التوحيد: 241 -238.