بازگشت

المواعظ


1- روي ابن شعبة مرسلا، عن الامام الحسين بن علي عليهماالسلام انه قال: اعتبروا ايها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه علي الأحبار، اذ يقول: «لولا ينهيهم الربانيون و الأحبار، عن قولهم الاثم» و قال: «لعن الذين كفروا من بني اسرائيل - الي قوله - لبئس ما كانوا يفعلون» و انما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر و الفساد، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم و رهبة مما يحذرون والله يقول: «فلا تخشوا الناس و اخشوني».

و قال: «المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر» فبدأ الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بانها اذا أديت و أقيمت استقامت الفرائض كلها هينها و صعبها و ذلك أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر دعاء الي الاسلام مع رد المظالم و مخالفة الظالم و قسمة الفيي ء و الغنائم و أخذ الصدقات من مواضعها و وضعها في حقها.

ثم أنتم أيتها العصابة عصابة بالعلم مشهورة و بالخير مذكورة و بالنصيحة معروفة و بالليل في أنفس الناس مهابة يهابكم الشريف و يكرمكم الضعيف و يؤثركم من لا فضل لكم عليه و لا يدلكم عنده، تشفعون في الحوائج اذا امتنعت من طلابها و تمشون في الطريق بهيبة الملوك و كرامة الأكابر أليس كل ذلك انما نلتموه بما يرجي عندكم من القيام بحق الله و ان كنتم عن أكثر حقه تقصرون فاستخففتم بحق الأئمة.

فأما حق الضعفاء فضيعتم، فأما حقكم بزعمكم فطلبتم فلا مالا بذلتموه و لا نفسا خاطرتم بها للذي خلقها و لا عشيرة عاديتموها في ذات الله، أنتم تتمنون علي


الله جنته و مجاورة رسله و أمانا من عذابه، لقد خشيت عليكم أيها المتمنون علي الله أن تحل بكم نقمة من نقماته لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها و من يعرف بالله لا تكرمون و أنتم بالله في عباده تكرمون و قد ترون عهود الله منقوصة فلا تفزعون و أنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون و ذمة رسول الله صلي الله عليه و اله محقورة.

و العمي والبكم و الزمن في المدائن مهملة لا ترحمون لا في منزلتكم تعملون و لا من عمل فيها تعنون و بالادهان و المصانعة عند الظملة تأمنون، كل ذلك مما أمركم الله من النهي و التناهي و أنتم عنه غافلون و أنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك بأن مجاري الامور و الأحكام علي أيدي العلماء بالله الامناء علي حلاله و حرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة و ما سلبتم ذلك الا بتفرقكم عن الحق و اختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة.

لو صبرتم علي الاذي و تحملتم المؤنة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد و عنكم تصدر و الكيكم ترجع و لكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم و استسلمتم امور الله في أيديهم يعملون بالشبهات و يسيرون في الشهوات، سلطهم علي ذلك فرراكم من الموت و اعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم فمن بين مستعبد مقهور، و بين مستضعف علي معيشة مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم و يستشعرون الخزي بأهوائهم.

اقتداء بالأشرار و جرأة علي الجبار، في كل بلد منهم علي منبره خطيب يصقع فالأرض لهم شاغرة و أيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبار عنيد و ذي سطوة علي الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المبدي ء المعيد، فيا عجبا و مالي لا أعجب و الأرض غاش غشوم و متصدق ظلوم، و عامل علي المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعا و القاضي بحكمه فيما شجر بيننا.


اللهم انك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان و لا التماسا من فصول الخصام لكن لنري المعالم من دينك و تظهر الاصلاح في بلادك و يأمن المظلومون من عبادك و يعمل بفرائضك و سننك و أحكامك فانكم تنصرونا و تنصفونا قوي الظملة عليكم، و عملوا في اطفاء نور نبيكم و حسبنا الله و علي توكلنا و اليه أنبأنا و اليه المصير [1] .

2- عنه، قال الحسين عليه السلام أوصيكم بتقوي الله و احذركم أيامه و أرفع لكم أعلامه فكان المخوف قد أفد بمحول و روده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم، فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغات طوارقه فتنقلكم من ظهر الارض الي بطنها و من علوها الي أسفلها و من أنسهاه الي وحشتها، و من روحها وضوئها الي ظلمتها، و من سعتها الي ضيقها. حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ. أعاننا الله و اياكم علي أهوال ذلك اليوم و نجيبا و اياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه.

عبادالله فلو كان قصر مرماكم و مدي مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه و يذهله عن دنياه و يكثير نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسباه مستوقف علي حسابه، لا وزير له يمنعه و لا ظهير عنه يدفعه، و «يومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون» أوصيكم بتقوي الله فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الي ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فاياك أن تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه، فان الله تبارك و تعالي لا يخدع عن جنة و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله [2] .

3- عنه، مرسلا عن الامام الحسين عليه السلام خطابا لأهل الكوفة: أما بعد


فتبالكم أيتها الجماعة و ترحا، استنصرتمونا و لهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا كان في أيماننا و حششتم نارا اقترحناها علي عدونا و عدوكم، فأصبحتم البالفا علي أوليائكم و يد الأعدائكم، بغير عدل أفشوه فيكم و لا لأمل أصبح لكم فيهم و عن غير حدث كان منا و لا رأي يفيل عنا، فهلا لكم الويلات، تركتمونا و السيف مشيم و الجأش و الرأي لم يستحصف.

لكن استسرعتم اليها كتطائر الدبا و تداعيتم عنها كتداعي الفراش، فسحقا و بعد الطواغيت الامة و شذاذ الأحزاب و نبذة الكتاب و نفثة الشيطان و محرفي الكلام و مطفي ء السنن و ملحقي العهرة بالنسب، المتسهزئين الذين جعلوا القرآن عضين، والله انه لخذل فيكم معروف، قد وشجت عليه عروقكم و تأذرت عليه أصولكم، فكنتم أخبث ثمرة شجا للناظر، و أكلة للغاصب، ألا فلعنة الله علي الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها و قد جعلوا الله عليهم كفيلا.

ألا و ان الدعي ابن الدعي قد ركز منا بين اثنتين بين السلة و الذلة، و هيهات منا الدنيئة يأبي ذلك الله و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و انوف حمية و نفوس أبية، و أن نؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام و اني زاحف اليهم بهذه الاسرة علي كلب العدو و كثرة العدد، و خذلة الناصر، ألا و ما يلبثون الا كريثما يركب الفرس حتي تدور رحا الحرب تعلق النحور، عهد عهده الي أبي عليه السلام فاجمعوا أمركم ثم كيدون فلا تنظرون، اني توكلت علي الله ربي و ربكم، ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم. [3] .

4- الصدوق باسناده، عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال: ان أعمال هذه الامة ما من صباح الا و تعرض علي الله تعالي [4] .

5- عنه باسناده، عن الحسين بن علي عليهماالسلام، انه قال من سره أن ينسأ في


أجله و يزاد في رزقه فليصل رحمه [5] .

6- عنه باسناده، عن الحسين بن علي عليهماالسلام انه قال: وجد لوح تحت حائط مدينة من المداين فيه مكتب: أنا الله لا اله الا أنا و محمد نبيي، و عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ و عجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن؟ و عجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب [6] .

7- روي الشيخ المفيد باسناده قال: قال الصادق عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه عليهماالسلام قال: ان رجلا من أهل الكوفة كتب الي أبي الحسين بن علي عليهماالسلام يا سيدي أخبرني بخير الدنيا و الآخرة، فكتب صلوات الله عليه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس و من طلب رضي الناس بسخط الله و كله الله الي الناس والسلام [7] .

8- قال المجلسي، روي أن الحسين بن علي عليهماالسلام جاءه رجل و قال: أنا رجل عاص، و لا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة فقال عليه السلام: افعل خمسة أشياء واذنب ماشئت، فأول ذلك: لا تأكل رزق الله و اذنب ما شئت، والثاني: اخرج من ولاية الله و اذنب ما شئت، والثالث: اطلب موضعا لا يراك الله و اذنب ما شئت، والرابع: اذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فدفعه عن نفسك و اذنب ما شئت، والخامس: اذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار و اذنب ما شئت [8] .

9- عنه عن الدرة الباهرة: قال الحسين بن علي عليه السلام: ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم [9] .

10- قال عليه السلام: اللهم لا تستدر جني بالاحسان، و لا تؤدبني بالبلاء. [10] .


11- عنه قال عليه السلام: من قبل عطاءك فقد أعانك علي الكرم. [11] .

12- قال عليه السلام: مالك ان لم يكن لك كنت له: فلا تبق عليه فانه لا يبقي عليك، و كله قبل أن يأكلك [12] .

132- عنه عن كنز الكراجكي: قال الحسين بن علي عليه السلام يوما لابن عباس: لا تتكلمن فيها لا يعنيك فاني أخاف عليك الوزر، و لا تتكلمن فيما يعنيك حتي تري للكلام موضعا، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب، و لا تمارين حليما و لا سفيها، فان الحليم يقليك، و السفيه يؤذيك، و لا تقولون في أخيك المؤمن اذا تواري. عنك الا ما تحب أن يقول فيك اذا تواريت عنه، و اعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالاجرام، مجزي بالاحسان، والسلام [13] .

14- عنه بلغه عليه السلام كلام نافع بن جبير في معاوية و قوله: «انه كان يسكنه الحلم و ينطقه العلم» فقال: بل كان ينطقه البطر و يسكنه الحصر [14] .

15- عنه عن اعلام الدين: قال الحسين بن علي عليهماالسلام: اعلموا أن حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتتحول الي غيركم، و اعلموا ان المعروف مكسب حمدا و معقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتمو حسنا جميلا، يسر الناظرين و يفوق العالمين، و لو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوها تنفر منه القلوب و تغض دونه الأبصار، و من نفس كربة مؤمن فرج الله تعالي عنه كرب الدنيا و الاخرة، من أحسن أحسن الله اليه، والله يحب المحسنين [15] .

16- عنه قال: تذاكروا العقل عند معاوية فقال الحسين عليه السلام: لا يكمل العقل الا باتباع الحق، فقال معاويه: ما في صدروكم الا شي ء واحد [16] .

17 - عنه قال صلي الله عليه و اله: لا تصفن لملك دواء فان نفعه لم يحمدك و ان ضره


اتهمك [17] .

18- عنه قال عليه السلام: رب ذنب أحسن من الاعتذار منه [18] .

19 - قال عليه السلام: مالك ان لم يكن لك كنت له منفقا، فلا تنفقه بعدك فيكن ذخيرة لغيرك و تكون أنت المطالب به المأخوذ بحسابه: اعلم أنك لا تبقي له، و لا يبقي عليك، فكله قبل أن يأكلك [19] .

20- عنه قال عليه السلام: دراسة العلم لقاح المعرفة، و طول التجارب زيادة في العقل، و الشرف التقوي، و القنوع راحة الأبدان، و من أحبك نهاك، و من أبغضك أغراك. [20] .

21- عنه قال عليه السلام: من أحجم عن الرأي و عييت به الحيل كان الرفق مفتاحه [21] .

22- الحافظ ابونعيم حدثنا القاضي أبوبكر محمد بن عمر بن مسلم الحافظ ثنامحمد بن الحسين بن حفص و علي بن الوليد بن جابر: قالا: ثنا علي بن حفص بن عمر ثنا الحسن بن الحسين عن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: قال لي جبرئيل عليه السلام يا محمد أحبب من شئت فانك مفارقة، واعمل ما شئت فانك ملاقيه، و عش ما شئت فانك ميت، قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لقد أوجزلي جبريل في الخطبة [22] .

23- عنه، حدثنا القاضي أبوبكر محمد بن عمر مسلم املاء حدثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن


علي عليهم السلام.

قال رأيت رسول الله صلي الله عليه و اله قام خطيبا علي أصحابه فقل: أيها الناس كأن الموت فيها علي غيرنا كتب، و كان الحق فيها علي غيرنا وجب، و كأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم.

قد نسينا كل واعظة، و أمنا كل جائحة، طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبي لمن طاب مكسبه و صلحت سريرته و حسنت علانيته و استقامت طريقته، طوبي لمن تواضع لله من غير منقصة، و أنفق مما جمعه من غير معصية، و خالط أهل الفقه و الحكمة، و رحم أهل الذل والمسكنة، و طوبي لمن أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله و وسعته السنة و لم يعدل عنها الي بدعة، ثم نزل [23] .

24- قال ابواسحاق القيرواني: خطب الحسين بن علي عليه السلام غداة اليوم الذي استشهد فيه، فحمدالله، و أثني عليه، ثم قال: يا عباد الله اتقو الله و كونوا من الدنيا علي حذر، فان الدنيا لو بقيت علي أحد أوبقي عليها أحدا، لكانت الأنبياء أحق بالبقاء و أولي بالرضاء و أرضي بالقضاء، غير أن الله تعالي خلق الدنيا للفناء، فجديدها بال و نعيمها مضمحل، و سرورها مكفهر، منزل قلعة، و دار قلعة فتزودوا فان خير الزاد التقوي و اتقوا الله لعلكم تفلحون [24] .


پاورقي

[1] تحف العقول: 171.

[2] تحف العقول: 173.

[3] تحف العقول: 173.

[4] عيون اخبار الرضا: 44:2.

[5] عيون اخبار الرضا: 44:2.

[6] عيون اخبار الرضا: 44:2.

[7] الاختصاص: 225.

[8] بحارالانوار: 126:78.

[9] بحارالانوار: 126:87.

[10] بحارالانوار، 127:78.

[11] بحارالانوار: 127:78.

[12] بحارالانوار: 127: 78.

[13] بحارالانوار: 127:78.

[14] بحارالانوار، 127: 78.

[15] بحارالانوار: 127: 78.

[16] بحارالانوار: 127: 78.

[17] بحارالانوار: 127: 78.

[18] بحارالانوار: 127:78.

[19] بحارالانوار: 128: 78.

[20] بحارالانوار: 128:78.

[21] بحارالانوار: 128: 78.

[22] حلية الاولياء: 202:3.

[23] حلية الاولياء: 202:3.

[24] زهر الاداب: 100:1.