بازگشت

اوصاف النبي


1- روي الصدوق في حديث طويل في صفة النبي صلي الله عليه و اله: قال الحسين عليه السلام: سألت أبي عليه السلام عن مدخل رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فاذا أوي الي منزله جزء دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، و جزء لأهله، و جزء لنفسه، ثم جزء جزءه بينه و بين الناس فيرد ذلك بالخاصة علي العامة و لا يدخر عنهم منه شيئا و كان من سيرته في جزء الأمة ايثار أهل الفضل باذنه و قسمه علي قدر فضلهم في الدين.

فمنهم ذوالحاجة، و منهم ذوالحاجتين، و منهم ذوالجوائح، فيتشاغل بهم و يشغلهم في ما أصلحهم و الامة من مسألته عنهم، و بأخبارهم بالذي ينبغي، و يقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، و أبلغوني حاجة من لا يقدر علي ابلاغ حاجته فانه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر علي! بلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده الا ذلك و لا يقيد من أحد عشرة، يدخلون روادا، و لا يفترقون الا عن ذواق، و


يخرجون أدلة.

قال: فسألته عن مخرج رسول الله صلي الله عليه و آله كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله يخزن لسانه الا عما يعنيه، و يؤلفهم و لا ينفرهم، و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه، و يتفقد أصحابه، و يسأل الناس عما في الناس، و يحسن الحسن و يقويه، و يقبح القبيح و يهونه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، و لا يقصر عن الحق و لا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة و مؤازرة.

فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله لا يجلس و لا يقوم الا علي ذكر، و لا يوطن الأماكن و ينهي عن ابطانها، و اذا انتهي الي قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك، و يعطي كلي جلسائه نصيبه، و لا يحسب من جلسائه أن أحدا اكرم عليه منه، من جالسه صابره حتي يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع الا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه و صار لهم أبا و صاروا عنده في الخلق سواء، مجلسه مجلس حلم و حياء و صدق و أمانة، لا ترفع فيه الأصوات، و لا تؤبن فيه الحرم، و لا تنثي فلتاته، متعادلين، متواصلين فيه بالتقوي، متواضعين، يوقرون الكبير، و يرحمون الصغير، و يؤثرون ذاالحاجة، و يحفظون الغريب.

فقلت: فكيف كان سيرته في جلسائه؟ فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بقظ، و لا غليظ، و لا صخاب، و لا فحاش، و لا عياب و لا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، لا يؤيس منه، و لا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، و الاكثار و ما لا يغنيه، و ترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، و لا يعيره، و لا يطلب عثراته و لا عورته. و لا يتكلم الا في ما رجا ثوابه.


اذا تكلم اطرق جلساءه كأنما علي رؤوسهم الطير، فاذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتي يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، و يتعجب مما يتعجبون منه، و يصبر للغريب علي الجفوة في مسألته و منطقه حتي أن كان أصحابه ليستجلبونهم، و يقول: اذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارقدوه، و لا يقبل الثناء لا من مكافي ء، و لا يقطع علي أحد كلامه حتي يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

قال: فسألته عن سكوت رسول الله صلي الله عليه و آله قال: كان سكوته علي أربع: علي الحلم و الحذر، و التقدير، و التفكر، فأما التقدير ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس و أما تفكره ففيما يبقي أو يفني، و جمع له الحم في الصبر، فكان لا يغضبه شي ء، و لا يتسفزه جمع له الحذر في أربع، أخذه بالحسن ليقتدي به، وتركه القبيح لينتهي عنه و اجتهاده الرأي في صلاح امته، و القيام فيما جمع لهم خير الدنيا و الاخرة. [1] .


پاورقي

[1] معاني الاخبار: 83 -81.