بازگشت

ميثم التمار و الحسين


21- روي ابن أبي الحديد، عن كتاب الغارات، قال: و حج ميثم في السنة التي قتل فيها، فدخل علي ام سلمة رضي الله عنها، فقال له: من أنت؟ قال: عراقي، فاستنسبته، فذكر لها أنه مولي علي بن أبي طالب، فقالت: أنت ميثم، قال: بلي أنا ميثم، فقالت: سبحان الله! والله لربما سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يوصي بك عليا في جوف الليل، فسألها عن الحسين بن علي، فقالت: هو في حائط له، قال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه، و نحن ملتقون عند رب العالمين ان شاء الله، و لا أقدر اليوم علي لقائه، و أريد الرجوع، فدعت بطيب فطيبت لحيته، فقل لها: أما انها ستخضب بدم، فقالت: من أنبأك هذا؟ قال: أنبأني سيدي.

فبكت ام سلمة، و قالت له: انه ليس بسيدك وحدك، و هو سيدي و سيد المسلمين، ثم ودعته. فقدم الكوفة، فأخذ و أدخل علي عبيدالله بن زياد. و قيل له: هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب، قال: ويحكم هذا الأعجمي! قال: نعم، فقال له عبيدالله أين ربك؟ قال: بالمرصاد، قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك، قال:قد كان بعض ذلك، فما تريد؟ قال: و انه ليقال انه قد أخبرك بما سيلقاك، قال: نعم، انه أخبرني، قال: ما الذي أخبرك أني صانع بك؟.

قال: أخبرني انك تصلبني عاشر عشرة و أنا أقصرهم خشبة، و أقربهم من المطهرة، قال: لا خالفنه، قال: ويحك! كيف تخالفه، انما أخبر عن رسول الله صلي الله عليه و آله


أخبر رسول الله عن جبرائيل و أخبر جبرائيل عن الله، فكيف تخالف هؤلاء! اما والله لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة؟ و اني لأول خلق الله ألجم في الاسلام بلجام، كما يلجم الخيل. فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي، فقال ميثم للمختار و هما في حبس ابن زياد، انك تفلت و تخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام، فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه، و تطأ قدمك هذا علي جبهته و خديه.

فلما دعا عبيدالله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية الي عبيدالله بن زياد، يأمره بتخلية سبيله، و ذاك أن أخته كانت تحت عبدلله بن عمر ابن الخطاب، فسألت بعلها أن يشفع فيه الي يزيد فشفع، فأمضي شفاعته، و كتب بتخلية سبيل المختار علي البريد، فوافي البريد، و قد أخرج ليضرب عنقه، فانطلق.

أما ميثم فأخرج بعده ليصلب، و قال عبيدالله: لأمضين حكم أبي تراب فيه، فلقيه رجل، فقال له: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم! فتبسم، و قال: لها خلقت، و لي غذيت، فلما رفع علي الخشبة اجتمع الاناس حوله علي باب عمرو بن حريث، فقال عمرو: لقد كان يقول لي: اني مجاورك، فكان يأمر جاريته كل عشية أن تكنس تحت خشبته و ترشه، و تجمر بالمجمر تحته، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم، و مخازي بني امية، و هو مصلوب علي الخبشة.

فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فألجم فكان أول خلق الله ألجم في الاسلام، فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخراه و فمه دما، فلما كان في اليوم الثالث طعن بحربة فمات. و كان قتل ميثم قبل قدوم الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيام. [1] .



پاورقي

[1] شرح النهج: 292: 2.