بازگشت

عبدالله بن عباس و الحسن


4- روي ابن أبي الحديد احتجاجا لابن عباس مع جماعة في مجلس معاوية حين وفوده اليه فقال زياد: يابن عباس، اني لأعلم ما منع حسنا و حسينا من الوفود معك علي أميرالمؤمنين الا ما سولت لهما أنفسهما، و غرهما به من هو عند البأساء سلمهما و أيم الله لو وليتهام لأدأبا في الرحلة الي أميرالمؤمنين أنفسهما، و لقل بمكانهما لبثهما.

فقال ابن عباس: اذا والله يقصر دونهما باعك، و يضيق بهما ذرعك، و لو رمت ذلك لوجدت من دونهما فئة صدقا، صبرا علي البلاء، لا يخيمون عن اللقاء، فلعر كوك بكلاكلهم و طئوك بمناسمهم، و أو جروك مشق رماحهم، و شفار سيوفهم و خزأسنتهم، حتي تشهد بسوء ما أتيت، و تتبين ضياع الحزم فيما جذيت، فحذار حذار من سوء النية فتكافا برد الأمنية، و تكون سببالفساد هذين الحيين بعد


صلاحهما، وسيعها في اختلافهما، بعد ائتلافهما، حيث لا يضرهما ابساسك، و لا يغني عنهما ايناسك. [1] .

5- أبوطالب الآملي اخبرنا ابوعبدالله محمد بن زيد الحسني، قال حدثنا بشر بن عبدالوهاب، قال حدثنا عبيدالله بن موسي قال أخبرني قطري الخشاب عن مدرك بن أبي راشد، قال: كتافي حيطان ابن عباس فجاء الحسن و الحسين عليهماالسلام فأطافا بالبستان قال فقال الحسن عندك غداء يا مدرك قال قلت طعام الغلمان قال فجئته بخبز و ملح جريش و طاقات بقل، قال فأكل قال ثم جي ء بطعامه و كان كثير الطعام و طيبه ثقال فقال يا مدرك اجمع غلمان البستان قال: فجمعتهم فأكلوا و لم يأكل فقلت له في ذلك.

فقال ذلك كان عندي أشهي من هذا قال ثم توضأ ثم جي ء بدابة ثم ركب فأمسك ابن عبا بالركاب و سوي عليه ثم مضي بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب و سوي علي ثم مضي قال قلت له: أنت أسن منهما أتمسك لهما، قال يالكع أو ما تدري من هذان؟ هذان أبناء رسول الله صلي الله عليه و آله و ليس هذا مما أنعم الله تعالي به علي أن أمسك لهما و أسوي عليهما. [2] .

9- قال سبط بن الجوزي: ذكر الواقدي و هشام و ابن اسحاق و غيرهم قالوا: لما قتل الحسين عليه السلام بعث عبدالله بن الزبير الي عبدالله بن عباس ليبايعه، و قال أنا أولي من يزيد الفاسق الفاجر، و قد علمت سيرتي و سيرته و سوابق أبي الزبير مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سوابق معاوية فامتنع ابن عباس، و قال: الفتنة قائمة و باب الدماء مفتوح، مالي و لهذا انما أنا رجل من المسلمين فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فكتب الي ابن عباس سلام عليك، أما بعد: فقد بلغني أن الملحد في حرم الله دعاك


لتبايعه فأبيت عليه و فاءا منك لنا فانظر من بحضرتك من أهل البيت و من يرد عليك من البلاد فأعلمهم حسن رأيك فينا و في ابن الزبير.

ان ابن الزبير انما دعاك لطاعته و الدخول في بيعته لتكون له علي الباطل ظهيرا و في الماثم شريكا و قد اعتصمت في بيعتنا طاعة منك لنا و لما تعرف من حقنا فجزاك الله من ذي رحمم خير ما جازي به الواصلين أرحامهم الموفين بعهودهم فما أنس من الأشياء ما أنا بناس برك و تعجيل صلتك بالذي أنت أهله فانظر من يطلع عليك من الافاق فحذرهم زخارف ابن الزبير و جنبهم لقلقة لسانه فانهم منك أسمع و لك أطوع والسلام.

فكتب اليه ابن عباس: بلغني كتابك تذكر أني تركت بيعة ابن الزبير و فاءا مني لك و لعمري ما أردت حمدك و لا ودك تراني كنت ناسيا قتلك حسينا و فتيان بني عبدالمطلب مضرجين بالدماء مسلوبين بالعراء تسفي عليهم الرياح و تنتابهم الضباع حتي أتاح الله لهم قوما واروهم فما أنس ما أنس طردك حسينا من حرم الله و حرم رسوله و كتابك الي ابن مرجانة تأمره بقتله، و اني لأرجو من الله أن يأخذك عاجلا حيث قلت عترة نبيه محمد صلي الله عليه و آله و رضيت بذلك.

أما قولك: انك غيرناس بري فاحبس أيها الأنسان برك عني وصلتك فاني حابس عنك ودي و لعمري انك ما تؤتينا مما لنا من في قبلك الا اليسير و انك لتجلس عنا منه العرض الطويل ثم انك سألتني أن أحث الناس علي طاعتك و أن أخذلهم عن ابن الزبير، فلا مرحبا و لا كرامة تسألني نصرتك و مودتك، و قد قتلت ابن عمي و أهل رسول الله مصابيح الهدي و نجوم الدجي غادرتهم جنودك بأمرك صرعي في صعيد و احد قتلي أنسيت انفاد أعوانك الي حرم الله لقتل الحسين فما زلت ورائه تخيفه حتي أشخصته الي العراق عداوة منك لله و رسوله و لأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.


فنحن أولئك لا أبائك الجفاة الطغاة الكفرة الفجرة، أكباد الابل و الحمير الأجلاف أعداء رسوله الذي قاتلوا رسول الله في كل موطن وجدك و أبوك هم الذين ظاهروا علي الله و رسوله و لكن ان سبقتني قبل أن أخذ منك ثاري في الدنيا فقد قتل النبيون قبلي و كفي بالله ناصرا و لتعلمن نبأه بعد حين ثم انك تطلب مودتي و قد علمت لما بايعتك ما فعلت ذلك الا و أنا أعلم أن ولد أبي و عمي أولي بهذا الأمر منك و من أبيك.

لكنكم معتدين مدعين أخذتم ما ليس لكم بحق و تعديتم الي من له الحق و اني علي يقين من الله ان يعذبكم كما عذب قوم عاد و ثمود، و قوم لوط و أصحاب مدين، يا يزيد و ان من أعظم الشماتة حملك بنات رسول الله و أطفاله، و حرمه من العراق الي الشام أساري مجلوبين مسلوبين تري الناس قدرتك عينا و انك قد قهرتنا و استوليت علي آل رسول الله و في ظنك انك أخذت بثار أهلك الكفرة الفجرة و يوم بدر و أظهرت الأنتقام الذي كنت تخفيه و الاضغان الذي تكمن في قلبك كمون النار في الزناد.

جعلت أنت و أبوك دم عثمان وسيلة الي اظهارها فالويل لك من ديان يوم الدين و والله لئن أصبحت آمنا من جراحة يدي فما أنت بآمن من جراحة لساني الكثكث و أنت المفند المثبور و لك الاثلب و أنت المذموم و لا يغرنك أن ظفرت بنا اليوم، فوالله لئن لم نظفر بك اليوم لنظفرن غدا بني يدي الحاكم العدل الذي لا يجور في حكمه و سوف يأخذك سريعا اليما و يخرجك من الدنيا مذموا مدحورا أثيما فعش لا أبالك ما استطعت فقد ازداد عندالله ما اقترفت والسلام علي من اتبع الهدي، قال الواقدي:فلما قرأ يزيد كتابه أخذته العزة بالأثم و هم بقتل ابن عبس


فشغل عنه أمر ابن الزبير أخذه الله بعد ذلك بيسير أخذا عزيزا. [3] .

7- الحافط ابن عساكر باسناده قال ابن سعد و أنبأنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن عبدالله بن عبيدالله بن عبيد بن عمير، أنبأنا ابن أبي مليكة: قال: بينما ابن عباس جالس في المسجد الحرام و هو يتوقع خبر الحسين بن علي الي أن أتاه آت فساره بشي ء فأظهر الاسترجاع فقلنا: ما حدث يا أباالعباس؟ قال مصيبة عظيمة عندالله نحتسبها اخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول: قتل الحسين بن علي فلم نبرح حتي جاءه ابن الزبير فعزاه ثم انصرف، فقال ابن عباس فدخل منزله و دخل عليه الناس يعزونه، فقال ابن عباس؛ انه ليعدل عندي مصيبة حسين شماتة ابن الزبير أتروني شمي ابن الزبير الي يعزيني؟ ان ذلك منه الاشماته. [4] .


پاورقي

[1] شرح النهج: 300:6.

[2] تيسير المطالب: 97.

[3] تذکرة الخواص: 275.

[4] ترجمة الامام الحسين: 246.