بازگشت

عليكم بالتقوي


تحف العقول 239 - 240: موعظة منه (عليه السلام).

اوصيكم بتقوي الله واحذّركم أيامه وارفع لكم اعلامه، فكان المخوف قد افد [1] بمهول وروده، ونكير حلوله، وبشع مذاقه، فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم، فبادروا بصحّة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض الي بطنها، ومن علوّها الي سفلها، ومن انسها الي وحشتها، ومن روحها وضوئها الي ظلمتها ومن سعتها الي ضيقها، حيث لا يزار حميم، ولا يعاد سقيم، ولا يجاب صريخ، أعاننا الله وإياكم علي أهوال ذلك اليوم، ونجّانا وإياكم من عقابه وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.

عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم ومدي مظعنكم كان حسب العامل شغلاً يستفرغ عليه أحزانه، ويذهله عن دنياه، ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف علي حسابه، لا وزير له يمنعه، ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، قل انتظروا إنّا منتظرون.

اوصيكم بتقوي الله فإن الله قد ضمن لمن اتقّاه ان يحوّله عمّا يكره الي ما يحبّ، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فإيّاك ان تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم، ويأمن العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك وتعالي لا يخدع عن جنته ولا ينال ما عنده إلاّ بطاعته ان شاء الله.


پاورقي

[1] أفد - کفرح -: عجل ودنا.