بازگشت

بل ارد علي جدي


اللّهوف 55 - 56.

روي هلال بن نافع قال: إنّي لواقف مع أصحاب عمر بن سعد، إذ صرخ صارخ: أبشر أيّها الأمير فهذا شمر [قد] قتل الحسين (عليه السلام)، قال: فخرجت بين الصفّين فوقفت عليه وإنّه ليجود بنفسه فوالله ما رأيت قط قتيلاً مضمّخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيئته عن الفكرة في قتله، فاستسقي في تلك الحالة ماء، فسمعت رجلاً يقول: لا تذوق الماء حتّي ترد الحامية، فتشرب من حميمها، فسمعته يقول:

يا ويلك أنا لا أرد الحامية، ولا أشرب من حميمها، بل أرد علي جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأسكن معه في داره في مقعد صدق عن مليك مقتدر، وأشرب من ماء غير آسن، وأشكو إليه ما ارتكبتم منّي وفعلتم بي.

قال: فغضبوا بأجمعهم حتي كأنّ الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئاً، فاجتزّوا رأسه وإنّه ليكلّمهم فتعجّبت من قلّة رحمتهم، وقلت: والله لا اجامعكم علي أمر أبداً.