بازگشت

يا امة السوء


بحار الأنوار 45/ 51-52، عن مقاتل الطالبيين: قال.

ثم جعلو الحسين (عليه السلام) يطلب الماء. فقال له رجل: ألا تري إلي الفرات يا حسين كأنّه بطون الحيتان والله لا تذوقه أو تموت عطشاً. فقال الحسين (عليه السلام):

اللّهمّ أمته عطشاً.

قال: والله لقد كان هذا الرجل يقول: اسقوني ماء فيؤتي بماء فيشرب حتّي يخرج من فيه، ثمّ يقول: اسقوني قتلني العطش، فلم يزل كذلك حتّي مات.

ثم رماه رجل من القوم يكنّي أبا الحتوف الجعفيّ بسهم فوقع السهم في جبهته، فنزعه من جبهته، فسالت الدماء علي وجهه ولحيته.

فقال (عليه السلام): اللّهمّ إنّك تري ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللّهمّ أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر علي وجه الأرض منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً.

ثمّ حمل عليهم كاللّيث المغضب، فجعل لايلحق منهم أحداً إلاّ بعجه بسيفه فقتله، والسهام تأخذه من كلّ ناحية وهو يتّقيها بنحره وصدره ويقول: يا امّة السوء بئسما خلفتم محمّداً في عترته، أما إنّكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله، بل يهون عليكم عند قتلكم إيّاي، وأيم الله إنّي لأرجو أن يكرمني ربّي بالشهادة بهوانكم، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.

قال: فصاح به الحصين بن مالك السكونيّ فقال: يابن فاطمة وبماذا ينتقم لك منّا؟

قال: يلقي بأسكم بينكم ويسفك دماءكم، ثمّ يصبّ عليكم العذاب الأليم، ثمّ لم يزل يقاتل حتّي أصابته جراحات عظيمة.