بازگشت

دروس انسانية


بحار الأنوار 45/50-51، عن المناقب واللّهوف.

قال بعض الرواة: فوالله ما رأيت مكثوراً قط [1] قد قتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشاً منه، وإن كانت الرجال لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزي إذا شدّ فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم وقد تكمّلوا ألفاً فينهزمون بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر، ثمّ يرجع إلي مركزه وهو يقول:

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

ولم يزل يقاتل حتّي قتل ألف رجل وتسعمائة رجل وخمسين رجلاً سوي المجروحين.

فقال عمر بن سعد لقومه: الويل لكم أتدرون لمن تقاتلون؟ هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتّال العرب فاحملوا عليه من كلّ جانب، وكانت الرماة أربعة آلاف، فرموه بالسهام فحالوا بينه وبين رحله فصاح بهم الحسين (عليه السلام):

ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم وارجعوا إلي أحسابكم إذ كنتم أعراباً.

فناداه شمر فقال: ما تقول يابن فاطمة؟

قال: أقول: أنا الذي اقاتلكم، وتقاتلوني، والنساء ليس عليهنّ جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرّض لحرمي مادمت حيّاً.

فقال شمر: لك هذا، ثمّ صاح شمر: إليكم عن حرم الرجل، فاقصدوه في نفسه فلعمري لهو كفو كريم.

قال: فقصده القوم وهو في ذلك يطلب شربة من ماء، فكلّما حمل بفرسه علي الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتّي أحلوه عنه.


پاورقي

[1] المکثور: المغلوب وهو الذي تکاثر عليه الناس فقهروه،.