بازگشت

سلام الوداع


مناقب ابن شهر آشوب 4/ 79 - 80.

لمّا نظر الحسين (عليه السلام) إلي اثنين وسبعين رجلاً من أهل بيته صرعي، التفت إلي الخيمة ونادي:

يا سكينة! يا فاطمة! يا زينب! يا امّ كليوم! عليكنّ منّي السلام.

فنادته سكينة: يا أبه استسلمت للموت؟

فقال: كيف لا يستسلم من لا ناصر له ولا معين؟

فقالت: يا أبه ردّنا إلي حرم جدّنا.

فقال: هيهات لوترك القطا لنام، فتصارخنّ النساء فسكّتهنّ الحسين وحمل علي القوم وهو يقول:



كـــــفر الـــقوم وقـــدماً رغبوا

عـــــن ثـــواب الله ربّ الثقلين



قتــــــلوا الـــقوم عـــــليّا وابنه

حسي الخــــير كـــريم الأبوين



حــــــنقاً منـــهم وقالوا اجمعوا

نفتك الآن جمـــيعاً بــالحــسين



يــــالقوم مـــــن انــــــاس رذّل

جـــــموا الجمع لأهل الحرمين



ثــــم ســـــاروا وتواصوا كلّهم

باحــــتياجي لرضاء الملحدين



لـــم يـخافوا الله في سفك دمي

لعبــــــيد الله نـــــسل الكافرين



وابـــن ســـعد قـد رماني عنوة

بجـــــنود كـــوكوف الـهاطلين



لا لشـــــيء كـــان منّي قبل ذا

غير فخــــري بضياء الفرقدين



بعليّ الخير مــــن بــــعد النبي

والنـــــبيّ القـــــرشيّ الوالدين



خيــــرة الله مــــن الخــلق أبي

ثــــــمّ امّــي فأنا ابن الخيرتين



فـــضّة قــــد خـلصت من ذهب

فأنــــا الفـــضّة وابــن الذهبين



فــــاطم الــــزهراء امّــي وأبي

وارث الرّســـل ومولي الثقلين



طحـــــن الأبطـــــال لمّـا برزوا

يوم بـــــدر وبــــأحد وحنــــين



ولــــــه فـــــي يــوم احد وقعة

شفت الـــغل بـــفض العسكرين



ثــم بـالأحزاب والفـــــتح مـــعاً

كـــان فـيها حتف أهل الفيلقين



وأخـــــو خــيبر إذ بـــارزهــــم

بحســـــام صـارم ذي شفرتين



والّـــــذي أردي جــيوشاً اقبلوا

يطــــلبون الوتر في يوم حنين



فـــي سبــــيل الله مـاذا صنـعت

امّة الســـــوء مـــعاً بالعترتين



عتـــــرة الـبرّ التقيّ المصطفي

وعلي القـــــرم يــوم الجحفلين



مـــــن لـــــه عــمّ كعمّي جعفر

وهـــــب الله لــــه أجنــــــحتين



مــــن له جدّ كجدّي في الوري

وكشـــيــــخي فأنا ابن العلمين



والـــــدي شمـــــس وامّي قمر

فـــــأنا الـكوكب وابن القمرين



جـــدّي المرسل مصباح الهدي

وأبــــي الـــموفي له بالبيعتين



بطل قــــــرم هـــــزبر ضيــــغم

ماجــــد سـمح قويّ الساعدين



عــــروة الـــديـن عــــليّ ذاكم

صاحب الحوض مصلّي القبلتين



مــع رســــول الله سبعاً كاملاً

ما علي الأرض مصلّ غير ذين



تـــرك الأوثـــــان لم يسجد لها

مـــع قريش مذنشا طرفة عين



عــــــبد الله غـــــــلاماً يــــافعا

وقـــــريش يعـــــبدون الوثنين



يعــــــبدون الـلاّت والعزّي معاً

وعـــــلي (ع) قـائم بالحسنين



وأبــــــي كـــــان هزبراً ضيغماً

يـــــأخ الــرمح فيطعن طعنتين



كـــــتمشّي الأســــد بغياً فسقوا

كأس حتف من نجيع الحنظلين



ثم استوي علي فرسه وقال:



أنــــا ابــــن عــليّ الخير من آل هاشم

كفانـــــي بــــــها مفـــــخراً حين أفخر



وجــــدّي رســــول الله أكــــرم خـــلقه

ونحــــــن سـراج الله في الخلق يزهر



وفـــــاطم امّـــــي مــن ســـــلالة أحمد

وعمّـــــي يــــدعي ذا الجناحين جعفر



وفـــــينا كـتاب الله انـــــزل صــــــادقاً

وفيـــــنا الهــدي والوحي بالخير يذكر



ونحــــــن أمــــــان الله للخلـــــق كلّهم

نســــــرّ بهــــــذا فـــــي الأنام ونجهر



ونحـــــن ولاة الحـــــوض نسقي ولينا

بكــــــاس رســـــول الله ما ليس ينكر



وشيعـــــتنا فــــي الــــناس أكرم شيعة

ومبـــــغضنا يـــــوم القيامة يخــــــسر