بازگشت

الجندي الصغير


بحار الأنوار 45/46 - 47.

لمّا فجع الحسين بأهل بيته وولده، ولم يبق غيره وغير النساء والذراري نادي:

هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ وارتفعت أصوات النساء بالعويل فتقدّم (عليه السلام) إلي باب الخيمة فقال: ناولوني عليّاً ابني الطفل حتي اودّعه، فناولوه الصبيّ، فجعل يقبّله وهو يقول:

ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدّك المصطفي خصمهم، والصبيّ في حجره، إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدّي بسهم فذبحه في حجر الحسين، فتلقّي الحسين دمه حتّي امتلأت كفّه، ثمّ رمي به إلي السماء، وقال:

هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله.

قال الباقر (عليه السلام): فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلي الأرض.

ثم قال: لا يكون أهون عليك من فصيل، اللّهمّ إن كنت حبست عنّا النصر، فاجعل ذلك لما هو خير لنا.

قيل: واسم الطفل هذا عبد الله وامّه الرباب بنت امرئ القيس وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين (عليه السلام):



لعــــمرك انـــــني لأحـــبّ داراً

تحلّ بــها سكيــــنة والــــرباب



احبّهما وابــــذل جـــلّ مـــــالي

وليـــس لعــــاتب عندي عتاب