بازگشت

انت صاحب لوائي


بحار الأنوار 45/ 40-42 عن المناقب وغيره.

كان العبّاس السقّاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين (عليه السلام) وهو أكبر الإخوان، فلمّا رأي وحدته (عليه السلام) أتاه وقال: هل من رخصة؟ فبكي الحسين (عليه السلام) بكاءاً شديداً ثم قال:

يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري.

فقال العباس: قد ضاق صدري وسئمت من الحياة واريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين.

فقال الحسين (عليه السلام): إن كان ولابدّ فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء.

فمضي العبّاس يطلب الماء فحملوا عليه وحمل هو عليهم وجعل يقول:



لا أرهــــب المــوت إذا الموت رقا

حتـــي اواري فـــي المصاليت لقي



نفسي لنـــفس المصطفي الطّهروقا

انّــــي أنـا العــــبّاس أغـدو بالسقا



ولا أخاف الشرّ يوم الملتقي

ففرّقهم وقتل منهم ثمانين رجلاً حتّي دخل الماء فلمّا أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، فرمي الماء علي الماء وقال:



يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعـــده لا كنـــــت أن تــكوني



هـــــذا الحســـين وارد المنون

وتشــــربــــــين بــــارد المعين



تـــــالله مــــا هــــذا فعال ديني

ولا فـــعال صـــــادق اليــــقين



ثم ملأ القربة وحملها متوجهاً نحو الخيمة فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب فكمن له زيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه علي يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو يرتجز:



والله إن قطــــــعتــــم يمـــــيني

إنّـــــي احـــامي أبداً عن ديني



وعــــــن إمــــام صادق اليقين

نجــــــل النـــبيّ الطاهر الأمين



فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه علي شماله فقال:



يـــا نـفس لا تخشي من الكفّار

وأبشــــــري برحـــــمة الجبّار



مع النـــــبي الســــــيّد المختار

قد قطـــــعــوا بــبغيهم يـساري



فـــأصلهم يــــــا ربّ حـرّ النار

ثم جاء سهم فأصاب القربة واريق ماءها، فوقف متحيّراً، لاماء حتي يوصله إلي الخيمة، ولا يد حتي يحارب بها، وبينما هو كذلك وإذا بسهم أصاب عينه، ثم ضربه ظالم بعمود من حديد علي رأسه فانقلب عن فرسه وصاح أخاه الحسين (عليه السلام) قائلاً: يا أخي أدرك أخاك.



فلمّا أتاه الحسين (عليه السلام) ورآه صريعاً علي شاطئ الفرات بكي وقال:

الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوّي، ثم توجّه إلي القوم وأنشأ يقول:



تـــعدّيتم يـــا شــــرّ قوم بفعلكم

وخالفتم قـــــول النــــبيّ محمد



أما كان خير الرسل وصاكم بنا

أما نحن من نسل النبيّ المسدّد



أمـــا كانت الزهراء امّي دونكم

أما كان مـــن خير البريّة أحمد



لعنتــــم واخــزيتم بما قد جنيتم

فســـــوف تـلاقوا حـرّ نار توقّد