بازگشت

قبل نشوب القتال


بحار الأنوار 45/5-6.

تقدّم الحسين (عليه السلام) صبيحة يوم عاشوراء حتي وقف بإزاء القوم، فجعل ينظر إلي صفوفهم كأنّهم السيل، ونظر إلي ابن سعد واقفاً في صناديد الكوفة فقال:

الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته والشقيّ من فتنته، فلا تغرّنكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيّب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم علي أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنّبكم رحمته، فنعم الربّ ربّنا، وبئس العبيد أنتم! أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمد (صلي الله عليه وآله) ثم إنّكم زحفتم إلي ذرّيته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان، فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً لكم ولما تريدون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين.

فقال عمر: ويلكم كلّموه فإنّه ابن أبيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر، فكلّموه فتقدّم شمر لعنه الله فقال: يا حسين ما هذا الذي تقول؟ أفهمنا حتّي نفهم.

فقال: أقول: اتّقوا الله ربّكم ولا تقتلوني، فإنّه لا يحلّ لكم قتلي، ولا انتهاك حرمتي، فإني ابن بنت نبيّكم.