بازگشت

الاولي بالقيادة


إرشاد المفيد 224 - 225.

فلمّا كان وقت العصر أمر الحسين بن علي(عليه السلام) أن يتهيّأوا للرّحيل ففعلوا ثم أمر مناديه فنادي بالعصر وأقام فاستقدم الحسين (عليه السلام) وقام فصلّي [بالقوم] ثم سلّم وانصرف إليهم بوجهه فحمد الله وأثني عليه وقال:

أما بعد: أيّها الناس فإنّكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله عنكم، ونحن أهل بيت محمد وأولي بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان وإن أبيتم إلاّ الكراهية لنا والجهل بحقّنا وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم.

فقال له الحرّ: أنا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر!

فقال الحسين (عليه السلام) لبعض أصحابه: يا عقبة بن سمعان اخرج الخرجين اللّذين فيهما كتبهم إليّ فأخرج خرجين مملوءين صحفاً فنثرت بين يديه.

فقال له الحرّ: إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد امرنا إذا نحن لقيناك ألاّ نفارقك حتي نقدمك الكوفة علي عبيد الله.

فقال له الحسين (عليه السلام): الموت أدني إليك من ذلك.

ثم قال لأصحابه: قوموا فاركبوا، فركبوا وانتظروا حتي ركب نساؤهم، فقال لأصحابه: انصرفوا، فلمّا ذهبوا لينصرفوا، حال القوم بينهم وبين الإنصراف.

فقال الحسين (عليه السلام) للحرّ: ثكلتك امك ما تريد؟

فقال له الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو علي مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر امّه بالثكل كائناً من كان، ولكن والله مالي إلي ذكر امّك من سبيل إلاّ بأحسن ما نقدر عليه.

فقال له الحسين (عليه السلام): ما تريد؟

قال: اريد أن أنطلق بك إلي الأمير عبيد الله.

فقال: إذاً والله لا أتّبعك.

قال: إذاً والله لا أدعك، فترادّا القول ثلاث مرّات فلمّا كثر الكلام بينهما قال له الحرّ: انّي لم اومر بقتالك إنّما امرت أن لا افارقك حتي اقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا تردّك إلي المدينة تكون بيني وبينك نصفاً حتي أكتب إلي الأمير عبيد الله فلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك فخذ ههنا.