بازگشت

هكذا الدعاء


كمال الدين 1/264 - 269 ب 24، ح 11. وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1/59 - 64، ب 6، ح 29. واعلام الوري 400 - 404: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي، عن محمد بن الفضل النحوي، عن محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، عن عليّ بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال.

دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعنده ابيّ بن كعب.

فقال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله): مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض.

فقال له ابيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟

فقال له: يا ابيّ والذي بعثني بالحقّ نبيّاً أنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض، فإنّه لمكتوب عن يمين العرش مصباح هدي وسفينة نجاة، وإمام خير ويمن، وعزّ وفخر وبحر علم وذخر [فلِمَ لا يكون كذلك] وانّ الله عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل ونهار ولقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره الله عزّ وجلّ معه.

وكان شفيعه في آخرته، وفرّج الله عنه كربه، وقضي بها دينه ويسّر أمره وأوضح سبيله، وقوّاه علي عدوّه، ولم يهتك ستره.

فقال ابيّ [بن كعب]: وما هذه الدعوات يا رسول الله؟

قال: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: اللّهمّ انّي أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكّان سماواتك [وأرضك] وأنبيائك ورسلك [أن تستجيب لي] فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلّي علي محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسراً.

فإنّ الله عزّ وجلّ يسهّل أمرك ويشرح لك صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلاّ الله عند خروج نفسك.

قال له ابيّ: يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتّبعه رشيداً ومن ضلّ عنه غويّاً.

قال: فما اسمه وما دعاؤه؟

قال: اسمه عليّ ودعاؤه: (يا دائم ياديموم يا حيّ يا قيّوم يا كاشف الغمّ ويا فارج الهمّ ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد)، من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزّ وجلّ مع عليّ بن الحسين، وكان قائده إلي الجنّة.

قال له أبيّ: يا رسول الله فهل له من خلف أو وصيّ؟

قال: نعم له مواريث السماوات والأرض.

قال: فما معني مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟

قال: القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الأحلام [الأحكام خ ل] وبيان ما يكون.

قال: فما اسمه؟

قال: اسمه محمّد وان الملائكة لتستأنس به في السماوات ويقول في دعائه: (اللّهمّ إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفرلي ولمن تبعني من أخواني وشيعتي وطيّب ما في صلبي) فركّب الله في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة.

وأخبرني جبرئيل (عليه السلام): انّ الله تبارك وتعالي طيّب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفراً وجعله هادياً مهديّاً وراضياً مرضيّاً يدعو ربّه فيقول في دعائه: (يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضاء [رضوانا خ ل] واغفر ذنوبهم ويسّر امورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم اجعل لي من كل همّ وغمّ فرجاً).

ومن دعا بهذا الدعاء حشره الله عزّ وجلّ أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلي الجنّة.

يا ابيّ وانّ الله تبارك وتعالي ركّب علي هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة طيّبة أنزل عليها الرحمة وسمّاها عنده موسي [وجعله إماماً].

قال له ابيّ: يا رسول الله كلّهم يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضاً؟

قال: وصفهم لي جبرئيل (عليه السلام) عن ربّ العالمين جلّ جلاله.

فقال: فهل لموسي من دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه؟

قال: نعم يقول في دعائه: (يا خالق الخلق ويا باسط الرزق ويا فالق الحبّ [والنّوي] ويا بارئ النسم ومحيي الموتي ومميت الأحياء ويا دائم الثبات ومخرج النبات افعل بي ما أنت أهله) من دعا بهذا الدعاء قضي الله عزّ وجلّ حوائجه وحشره يوم القيامة مع موسي بن جعفر.

وانّ الله تبارك وتعالي ركّب في صلبه نطفة [مباركة] طيّبة زكيّة مرضيّة وسمّاها عنده عليّاً، يكون لله عزّ وجلّ في خلقه رضياً في علمه وحكمه ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة.

وله دعاء يدعو به: (اللّهمّ أعطني الهدي وثبّتني عليه، واحشرني عليه آمناً أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع إنّك أهل التقوي وأهل المغفرة).

وإنّ الله عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة مرضيّة، وسمّاها عنده محمد بن عليّ، فهو شفيع شيعته ووارث علم جدّه، له علامة بيّنة وحجّة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ويقول في دعائه:

(يا من لا شبيه له ولا مثال أنت الله لا إله إلاّ أنت ولا خالق إلاّ أنت، تفني المخلوقين وتبقي أنت، حلمت عمّن عصاك وفي المغفرة رضاك).

من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن عليّ شفيعه يوم القيامة.

وإنّ الله تبارك وتعالي ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية، بارّة مباركة طيّبة طاهرة سمّاها عنده عليّ بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكتوم، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه به، وحذّره من عدوّه، ويقول في دعائه:

(يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا ربّ اكفني شرّ الشرور وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور).

من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمد شفيعه وقائده إلي الجنّة.

وإنّ الله تبارك وتعالي ركّب في صلبه نطفة وسمّاها عنده الحسن بن علي فجعله نوراً في بلاده وخليفة في أرضه وعزّاً لامّة جدّه، وهادياً لشيعته، وشفيعاً لهم عند ربّه، ونقمة علي من خالفه، وحجّة لمن والاه، وبرهاناً لمن اتّخذه إماماً، يقول في دعائه:

(يا عزيز العزّ في عزّه، يا عزيز أعزّني بعزّتك، وأيّدني بنصرك، وأبعد عنّي همزات الشياطين، وادفع عنّي بدفعك، وامنع عنّي بمنعك، واجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد).

من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزّ وجلّ معه ونجّاه من النار ولو وجبت عليه.

وإنّ الله تبارك وتعالي ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكيّة طيّبة طاهرة مطهرة، يرضي بها كلّ مؤمن ممّن أخذ الله عزّ وجلّ ميثاقه في الولاية، ويكفر بها كلّ جاحد، فهو إمام تقيّ بارّ مرضيّ هاد مهديّ، يحكم بالعدل ويأمر به، يصدّق الله عزّ وجلّ ويصدّقه الله في قوله، يخرج من تهامه حين تظهر الدلائل والعلامات وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ورجال مسومة يجمع الله عز ولج له من أقاضي البلاد علي عدد أهل بدر ثلاثمأة وثلاثة عشر رجلاً، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وكلامهم وكناهم كرّارون مجدّون في طاعته.

فقال له ابيّ: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟

قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وأنطقه الله عزّ وجلّ فناداه العلم: اخرج يا وليّ الله فاقتل أعداء الله وله رايتان وعلامتان وله سيف مغمّد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزّ وجلّ فناداه السيف: اخرج يا وليّ الله فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم، ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله، يخرج وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وشعيب وصالح علي مقدّمه، وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين، وافوّض أمري إلي الله عزّ وجلّ.

يا ابيّ: طوبي لمن أحبّه وطوبي لمن لقيه، وطوبي لمن قال به، به ينجيهم الله من الهلكة وبالإقرار بالله وبرسول الله وبجميع الأئمّة يفتح الله لهم الجنّة، مثلهم في الأرض كمثل المسك [الذي] يسطع ريحه فلا يتغيّر أبداً، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبداً.

قال ابيّ: يا رسول الله كيف [جاءك بيان] حال هؤلاء الأئمّة عن الله عزّ وجلّ؟

قال: إنّ الله عزّ وجلّ أنزل عليّ اثني عشر خاتماً واثنتي عشرة صحيفة، اسم كل إمام علي خاتمه، وصفته في صحيفته.