بازگشت

الموت قنطرة


معاني الأخبار 288، ب 21، ح 3: قال عليّ بن الحسين (عليه السلام).

لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم، وكان الحسين صلوات الله عليه وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، وتهدئ جوارحهم، وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموتّ فقال لهم الحسين (عليه السلام):

صبراً بني الكرام! فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلي الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلي قصر؟ وما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلي سجن وعذاب، أن أبي حدثني عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلي جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلي جحيمهم، ما كذبت ولا كذبت.